احباب الاردن التعليمي

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 41

الموضوع: إرادة رجل

  1. #11
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل السابع


    كانت جالسة في غرفتها تقرأ في الكتب اللي جابتها لها عبير واللي أخذتها من وحدة من صديقاتها . لينا الحين واصلة معها بعد ما أحترق عشاها وهي مشغول تفكيرها بمكالمة راكان وكيف أنهم تجادلوا و طبعا أكلت من أمها تهزئيه محترمه خلتها تروح غرفتها وهي تسمع ناصر يضحك عليها ويتبرع أنه يجيب لهم عشاء من المطعم. دخلت عليها عبير وهي متقطعة من الضحك و تقول
    " والله أنك صدق أعدمتيها "
    رمتها لينا بالوسادة وهي تبتسم غصب عنها لأن عبير ماسكة بطنها ولا وقفت ضحك
    "يوه يا لينا ليتك شفتي القدر, لا وما هو أي قدر اللي حرقتيه أفضل قدر عند أمي "
    " أيه أنا وش عرفني كان حطيتوا لي مختبر أطبخ فيه أحسن "
    قعدت عبير وهي للحين رافضة توقف ضحك
    " لا يكون زعلانه منا "
    " لا عادي أنا أعرف أصلا أني رفعت ضغط أمي و زين ما أسطرتني كف اليوم. بس أصلا أنا استاهل أخذت من الدلع حقي والحين أدفع ضريبته. أنا ما قاهرني غير ناصر قام يعلق وينكت لين ولعها "
    " أيه ما تعرفينه أنتي؟ "
    " أوريك فيه شايف نفسه حبتين لكن هين "
    " أنتي عاد الله يهديك من اليوم في المطبخ ما انتبهتي؟ "
    " أنا وش عرفني فكري يوديني يمين وشمال لين سمعت الطقطقة في القدر و شميت ريحة الحراق لا وليتني سويت خير و قفلت النار رحت أنادي أمي "
    عبير أرجعت تضحك وهي تتذكر صوت أمها لما صاحت وقامت تهاوش وجمعت البيت كله ولينا واقفة بجنب الثلاجة مثل الطفل ما تدري وش تسوي وهي تفرك كتفها بسبب قرصة أخذتها من أمها ولما دخل ناصر عرف كيف يحرجها ويلعبها صح . فتح باب غرفة لينا أخوها مشعل وهو يبتسم ويقول
    " عادي يا لينا ترى ما صار شيء أنتي طبخك كل ليلة حلو بس شكلك متضايقة اليوم "
    " يا أخي يسعدني أن فيه واحد متفهم مثلك في البيت هذا "
    ضحك وقال
    " صحيح أن أمي معصبة بس ما عليه القدر غيره قدر "
    " أمي وينها الحين ؟ "
    " أظنها تحرى المشكلجي ناصر, أقول لك شيء أنا شكلي صاير سكرتير لك جيت أقول لك أن شمس على التليفون "
    هنا عبير ضحكت وقالت لينا وهي تهز راسها متحسرة
    " وأنا أقول جاء يواسيني "
    مشعل:-" لا بسم الله عليك ما تحتاجيني بس لا تشوفك أمي ولا يمكن تصيرين أنتي وشمس في الهواء سوا "
    لينا :-" عبير روحي لشمس قولي لها ما أقدر أكلمها "
    عبر:- " لا يا قلبي روحي كلميها لأن شكلك مهوب عاجبني وأنا اشغل أمي عنك بس لا تطولين "
    لينا :- " أنا خايفة تزفني مرة ثانية؟ لأن اليوم الكل مبسوط على حسابي "
    نزلوا كلهم تحت, مشى مشعل مع عبير لأمه ودخلت لينا لصالة بسرعة وأخذت السماعة
    " آلو "
    " السلام عليكم "
    " وعليكم السلام "
    شمس كان في شيء مضايقها وما يخليها تتكلم زي عادتها لكنها لاحظت من نبرة صوت لينا إنها مثل حالتها
    " خير لينا في شيء؟ "
    " هاه لا ما فيه بس ....."
    قبل ما تكمل لينا شمس جت في بالها فكره فا صاحت
    " لينا وش فيك يا قلبي صاير لك شيء؟! "
    " بسم الله الرحمن الرحيم روعتيني قلت لك ما فيه شيء "
    واضح أن خطة شمس أنجحت لأن اللي مضايقها من اليوم لقط السماعة وقال
    " آلو لينا فيك شيء؟ "
    لينا ارتبكت و ميزة الصوت اللي ما توقعت تسمعه مرة ثانية
    " لا ما فيه بس شمس ما هي طبيعية "
    راكان:-" أسألك بالله صار شيء؟ "
    حست لينا بالإحراج وهي تحس الاهتمام في صوته والمشكلة أنه أستحلفها فقالت
    "هو ما هو شيء كبير حاجة عادية صارت وشمس كبرت الموضوع "
    "أجل قولي لي وش صار؟ "
    " لا ما له داعي أنا كنت متضايقة شوي وشمس حست به من صوتي وقامت تستهبل عليك "
    قال راكان
    " أيوه, لحظة يا لينا لحظة "
    بعد السماعة عن فمه لكنها قدرت تسمع الكلام اللي بينهم وهو يقول
    " ممكن تتركيني الحالي "
    شمس :-" يا سلام الحين تخليني أدق بعدين تقول روحي تراها صديقتي قبل ما تعرفها أنت "
    راكان :- " الله يعني على اسطوانتك ذي دوري غيرها "
    شمس تتصنع البراءة:-" بشوف خويتي وش فيها "
    راكان :-" أقول شمس عطيتك وجه أنا "
    قالت شمس وهي تخلي له الغرفة وتضحك
    " طيب طيب بروح والله شكلي ما راح أشوفها حتى بعد زواجها "
    لينا مبتسمة وهي تسمع كلام شمس بس الحين بدت قلقانه يوم قال لها
    " هاه يا لينا قولي لي وش اللي مضايقك؟ "
    لينا صارت متضايقة أكثر وهو يكلمها بمثل ذي النبرة الحميمة خصوصا بعد اللي صار اليوم . وكانت شايله هم أمها تشوفها الحين ثم تكتمل النتيجة صح فقالت بسرعة
    "لا يا ابن الحلال ما فيه شيء مضايقني "
    " أجل وش اللي صار؟"
    قالت تبغى تخلص منه
    " حاجة صغيرة ما تستاهل بس انتم مكبرين الموضوع .أقول وين شمس ممكن أكلمها؟ "
    جاها صوته بارد
    " لا مو ممكن "
    لينا بلعت ريقها وقالت في نفسها " هذا والله الورطة " قال راكان
    " لينا لا تقعدين تتهربين ما أنا مسكر لين تقولين لي "
    "أقولك ما فيه شيء "
    " بدينا نغطي من الحين؟ علميني يا لينا أنا استحلفتك بالله "
    لينا نست نفسها لأنها خافيه من أمها و تكلمت بطبيعتها
    " أبو الإحراج يا شيخ "
    ضحك راكان وقال
    " معناه في شيء والظاهر انه شيء حلو "
    قالت ومعاد بقى فيها صبر
    " خلاص بقول لك عشان ترتاح أنا حرقت العشاء اللي سويته الليلية وأمي هزأتني ارتحت يا عمي "
    سمعت صوت ضحكه عالية وما قدرت تمنع نفسها من أنها تبتسم و هي تتخيل شكله فقال
    " بس وهذا اللي مضيق خلقك؟ "
    " قلت لك شيء ما يستاهل "
    " طيب أنا ضايق خلقي بعد "
    لينا تذكر نفسها باللي بينهم لكن الحياء يخليها تتصرف بعكس ما تبي وما قدرت تقول له غير كلمة وحده وما لها أي طعم
    "خير؟ "
    " كان قلتي ارتحت يا حبيبي يا عمري يا قلبي ما هو يا عمي لأني زوجك ما هو عمك "
    لينا حست بوجهها وكأنه صار خريطة جغرافية من كثر ما أنقلب لونها أما هو فا واضح أن الوضع أعجبه وكمل كلامه
    "طيب أنا بقول لك شيء ما قدرت أقوله لك بس أنتي ذكرتيه الحين، لينا ترى ما له داعي تتعبين عمرك تتعلمين الطبخ أهم شيء عندي الحين دراستك وبعدين تتعلمين زي ما تبين "
    ارتاحت لينا كونها ما سمعت كلام عاطفي وأرتخت أعصابها لكنها عصبت لأنها ما توقعت شمس تقول له فهذا ما هو طبعها
    " شمس اللي قالت لك أني أتعلم الطبخ؟ "
    " لا والله بس أنا كنت متوقع ها الشيء لأني أعرف أنك ما تعرفين تطبخين"
    " ومن قال لك؟ "
    " هو تقريبا من سنتين تعرفين أنتي شمس دايم تكلم عنك فعرفت انك ماتعرفين واللي أكد لي أنك توك ساءلتني من قال لي أنك تتعلمين الطبخ "
    ما يدري راكان أنه أحرجها أكثر وفي نفس الوقت خلاها ترتاح وما تحمل هم ها المسألة مستقبلا وما لقت تقول غير
    " أها "
    " لينا ما كنت أتمنى يصير اللي صار اليوم إن شاء الله ما ضيقتك "
    لينا إذا أحد قال لها كذا كانت تتكلم بشكل تلقائي فقالت
    " لا عادي ما صار شيء"
    " شمس قالت لي أنك قلتي لها عن زواجنا "
    " أنت اللي قلت لي قولي لها "
    " خلينا نطلع من سالفة المطبخ وشمس المهم عندي الحين أنتي يا حبيبتي كيفك؟ "
    لينا ما عرفت وش تسوي فقالت بخجل واضح في صوتها
    " راكان ما عليش أنا مشغولة الحين "
    راكان يتعمد يزيد حرجها
    " ما عليه يا حبيبتي الشغل ما هو أهم مني ولا ؟"
    " توك تقول لي أهتمي بدراستك "
    "وأنتي توك تبين شمس ولو جلستوا تكلمون بعض ما تخلصون إلا عقب ساعة "
    لينا تحاول تلقى لها تصريفه بس حست إن راكان جريء وتخاف يقلب عليها الكلام كل ما تمادت معه, فقال راكان يصرفها لها بعد ما تأكد أنه زودها
    " أيه أجل طالما أننا وصلنا هنا روحي أدرسي بس أكيد ما أنتي زعلانة من اللي صار اليوم؟ "
    " أيه أكيد "
    "حلو خلاص أجل يا عمري بترك الحين و أعرفي أن قلبي معك "
    لينا من ارتباكها ما حست بنفسها وهي تقول كلمتها الغبية
    "شكراً"
    راكان أنفجر ضحك وقال
    " مقبولة بس أبغى غيرها بعدين توصين شيء يا عمري "
    قالت وهي ودها تموت نفسها
    "لا "
    "مع السلامة "
    "مع السلامة "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #12
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ما تحركت من مكانها بسبب الخوف الغريب اللي يجري في عروقها. ما تعرف هل هو بسبب الفكرة اللي سبق وكونتها عن شخصية راكان ؟ أو بسبب طريقته في الكلام واللي هي متأكدة من إنها كلها نوع من الدبلوماسية بس؟ أو إنها ما عادت واثقة من طريقتها معه بعد الزواج بسبب شخصيته المهيبة؟ ما لقت غير الخوف في داخلها وقلبها يدق بشكل فضيع وهي متجمدة في مكانها من غير حركه و الستارة الحمراء ما اختفت عن وجهها البرونزي .
    "بــــــــــــوووووووووووووو"
    "بسم الله الرحمن الرحيم"
    حطت يدها على قلبها ولتفتت لناصر وهو يضحك. كان الكل اليوم يضحك إلا هي
    "سلمــــــــــــات يا المزيونه وش في وجهك أحمر وحالتك مختبصه ؟ "
    " ألا يا ثقل دمك بغيت توقف قلبي "
    ناصر يمازحها
    " أصلا هو قلبك معك أشك أنه مع راكان "
    وقفت لينا وقامت تلحقه وهو يضحك ويقول
    " هذا كله حب تغارين أنطق أسمه "
    " أنت سخيف "
    ناصر كان يركض لأمه اللي يوم شافت لينا صرخت عليها
    " خلي عنك لعب العيال و حطي العشاء لإخوانك بس شاطرة لي في الهبال والسوالف"
    ناصر:-" صح صح أنتي كلها شهرين وتروحين بيت زوجك "
    لينا :- "أنت ولا كلمه "
    أم الوليد :-" بس يا علك اللي ماني قايله بنات الزمن هذا ما يستحن "
    لينا :- " شوفي دلوعت قلبك خليه يمسك لسانه "
    أم الوليد :- " والله لين لزمت لأقوم أوريك شغلك "
    لينا واضح إنها متنرفزه والكل فسر وجها الأحمر على إنها معصبه فقال أبو الوليد
    " كلش عاد ولا لينا وأنت يا ناصر أترك حركات البزران عنك ولا تقرب منها لشوف شغلي معك أنت وأمك "
    ناصر:-" انبسطي يا حلوه معك حليف قوي "
    لينا تضحك لأبوها:-" يسلم لي رأس الحليف طول العمر يا رب "
    أم الوليد:-" أنتي ما خربك غير الدلع روحي للمطبخ "
    لينا:-" طيب طيب عبير تعالي معي "
    أم الوليد :-" أنا بنت أبوي بنته, هذا و العشاء جاهز كسلانة تحطه "
    قالت لينا وهي رايحه للمطبخ :- " ما عاد ورى اليوم من الشرشحه من الصبح لليل! خلاص بروح أحطه لكم يا جعلكم ما تاكلونه إلا بالعافية "
    الكل ضحك منها عدا أمها لأنها كانت تفكر في مستقبل بنتها وهموم الدنيا فوق راسها وهي تحس إنها ارتكبت أكبر غلطه يوم أهملت تعليم لينا لكل شيء يخليها تقدر تدبر أمورها بحياتها الجديدة وتعتمد على نفسها بس الواضح إن لينا للحين عايشه طفولتها . أما لينا فكانت متعودة على إن أمها تعاملها مثل الأطفال وهي عاجبها إنها تشوف اهتمام أمها فيها مع إن أمها تعامل مشاعل بطريقة وكأنها أكبر من منها. تذكرت لينا المكالمة اللي قبل دقايق فعرفت إنها كانت خايفه إنها ما تأخذ راحتها وإن ما أحد يتحملها ويصبر على دلعها وعصبيتها مثل ما يتحملونها أهلها ويتركونها على راحتها.


    -------------------------------------------------------------


    الفصل الثامن


    مضى شهر على لينا من غير أي جديد يذكر إلا أنها ارتاحت من دروس الطبخ وتستعد الآن للاختبارات النهائية. خلال هذا الشهر انتهت لينا من معظم الترتيبات الكمالية لزواج واللي حضرت فيها مفاجأة لراكان وكانت واثقة إنها ما راح تعجبه وكان هذا هو المطلوب. ولأن عبير كانت المشرفة على كل هذا التعب و هي ما تعرف بالضبط السالفة عن زواج أختها عاتبتها و ما وافقتها على الشيء اللي هي تسوية و ما كانت تدري بالخطط اللي في رأس لينا .لكن لينا مثل عادتها قدرت تلف الموضوع بطريقتها وجابت عذر ما أقنع عبير اللي في النهاية استسلمت لما شافت صلابتها. أما أخوها ناصر اللي كان يويديهن السوق في كل مرة كان ناوي يتكلم مع لينا في الموضوع لكن الخجل منعه من هذا الشيء وكانت لينا في السوق تفهم تلميحاته البريئة لكنها مشت على اللي يقوله لها قلبها المشحون على راكان. خلال هذا الشهر ما كان راكان يوقف عن مكالمتها أو يرسل رسالة إذا ما ردت عليه وكان هذا أكثر شيء يصير وعلى كثر رسائله ما ذكر إنها أرسلت له رسالة وحده ولأن الآن فترة اختباراتها ما صار يرسل لها غير رسائل دعم لأنه ناوي يزعجها بعد ما ينتهي ها الأسبوعين على خير .

    في صباح أول يوم اختبارات ما نامت لينا إلا قبل الفجر بساعة والحين هاذي هي في المطبخ من بدري وماسكه كتابها تقرأ فيه. دخل ناصر ومعه هو الثاني كتابه وملازمه وحالته أسوأ من حالتها بس كان مهندم ولابس وكأنه بيطلع بدري فقالت لينا
    " صباح الخير شكلك بتروح بدري اليوم "
    "أيه بروح الحين بس عطيني كاس حليب أحس معدتي تعورني "
    صبت له لينا وأعطته الكاس وهي تقول
    " ما كأنه بدري أتوقع انك ما شفت الساعة زين ترى الساعة الحين ست إلا ربع "
    "أدري بس أبغى الحق على الشلة أنا وعدتهم اليوم أجيهم بدري نسوي مراجعه جماعية "
    شرب الكاس دفعه وحده وقام بسرعة وقال
    " أح حار مع سلامة لينا و انتبهي لا يفوتك الباص ترى ما في أحد في البيت "
    هزت راسها ورجعت تقرأ في كتابها لما ترك لها المكان هادي. ما كانت قلقانه من الباص لأنه ياخذها بالعادة ست ونص يعني باقي معها وقت. لينا ضابطة المنبه حق الجوال على ست وعشرين دقيقة ورجعت تدرس في كتابها ومجرد سمعت صوت المنبه قفلته ودخلت الجوال شنتطتها وأخذت عبايتها وطلعت للحوش. صكت الباب الداخلي ولبست عبايتها ولفت الطرحه على رأسها وربطت برقعها ورفعته عن وجهها ثم جلست على الدرج وهي تراجع. انتبهت لينا أن الوقت مر و الباص ما جاء ولأن الباص يمر على بيت شمس أول دقت عليها
    " صباح الخير شمس "
    " صباح النور هلا لينا "
    " أقول شمس الباص مرك؟ "
    "لا ما مر بس أتوقع بيمر لأنه وقت اختبارات ما أظنه يتغيب "
    " أيه بس الحين الساعة سبع إلا ربع؟ "
    "يمكن تغير نظام وصول الباصات !"
    "طيب دقي عليه شوفي وينه و اسأليه, على الأقل نرتاح. حنا خلقه ننتفض عشانه أول يوم "
    " خلاص أنا بدق و أرد عليك "
    ما جلست لينا غير ثواني و دقت شمس
    " هاه بشري؟ "
    " والله ما أقول إلا هذا وهو أول يوم ومن الصبح صار فينا كذا أجل الله يستر على الاختبار "
    "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر فالك, قولي لي وش قال؟ "
    " الرجال قام الصبح و لقى نفسه في الفراش تعبان يقول ما يقدر يمر علينا "
    "كيف؟! طيب ليش ما كلمنا من أول يقول لنا! يا الله وش بنسوي الحين ؟ "
    " ليه و أخوانك وين ؟ "
    "ناصر طالع من بدري وأبوي مسافر وما راح يجي إلا بكره وأحمد تعرفين في كليته يعني ما عندي أحد "
    " طيب ما عليه أنا بشوف إذا واحد من أخواني أو واحد من عيالهم يجي ياخذني وأمر عليك "
    "لا وين أنتي صاحية ما أقدر "
    " أجل كيف؟ يفوتك الاختبار؟ "
    "ما أدري بدق على ناصر يشوف لي حل, يا يرجع ولا يدبر لي صرفه "
    " خلاص بس طمنيني إذا لقيتي ولا قولي لي أمر أخذك "
    "يصير خير "

    دقت لينا على ناصر وهي تحس إنها مضطربة لأنها ما تعودت تركب سيارة غير سيارتهم وتستحي كثير وما تحب تنحط في مثل ها المواقف
    " آلو ناصر "
    " هلا لينا "
    " ناصر الباص مهوب مار اليوم علي "
    " كيف؟ "
    " أي و الله "
    "و ليه إن شاء الله ؟ "
    " تعبان السواق وما راح يمر فتعال أرجع وأخذني "
    " صادقة أنتي المسافة من جامعتي للبيت نص ساعة على ما أوديك الكلية صارت ساعة وبعدين من كليتك لجامعتي ما يمديني أدخل الاختبار "
    "أجل وش أسوي أقوم أمي وأخذ تاكسي؟! "
    ناصر من غير شعور عصب وأرتفع صوته أشوي
    " لا ما عندنا بنات يركبون تاكسي "
    " أجل كيف؟ "
    "شمس من بيوديها ؟ "
    " ما أدري؟ "
    "خلاص أجل ثواني وأدق عليك "
    جلست لينا تقلب أوراق كتبها وهي ما تفهم كلمه منه حتى دق عليها ناصر
    " لينا "
    "هاه "
    "شوفي أنا كلمت راكان وهو اللي بيودي شمس و بيمر ياخذك معه "
    لينا نست شيء أسمه اختبار وقالت
    " لا ماني راكبه معه "
    ناصر قال وهو قافله معه بسبب الاختبار
    " توك كنت بتروحين مع التكسي! وبعدين راكان ما هو غريب تراه زوجك "
    "يــــوه طيب كلم أبوي قل له أروح مع راكان ولا مع التاكسي؟ "
    " لينا خلي اليوم يعدي على خير "
    " نصر صدقني ما أقدر أروح معه "
    " يا الله اللي يشوفك يقول أنه بياكلك "
    "طيب كلم أبوي؟ "
    " يا أختي الله يشغلك خلاص أنا بكلمه الحين و أرد عليك "
    كلم ناصر أبوه وشاف أن أبوه يوافقه وحذر من إنها تروح مع التكسي وعصب بس من مجرد طرح الفكرة عليه و رجع ناصر و دق عليها وقال
    "شفتي حتى أبوي زعل يوم قلت له التكسي حقك "
    " يا ربي "
    "شوفي ترى راكان لو وقف عند باب البيت بيدق عليك اطلعي له خلاص "
    لينا بصوت يائس
    "أوكي خلاص"
    " لينا لا تسوين لنا قلق على صبح الله أستهدي بالله و أذكريه و ركزي على الفاينال "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #13
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    قفلت الجوال وقلبها ينتفض من فكره إن راكان بيوصلها الكلية أكثر من كونها بتدخل على امتحان نهائي. جلست على حالها ما تعرف تركز وبحكم إن المسافة بين بيتها وبيت شمس قصيرة ما طال انتظارها أكثر من خمس دقايق ولا و صوت جوالها يخلي قلبها ما يتوقف عن نبضه السريع
    راكان:-"صباح الورد "
    لينا:-"هلا راكان صباح الخير "
    راكان:-" أنا واقف برا بالسيارة أطلعي "

    نزلت لينا برقعها على وجهها وسحبت طرحتها تستر عيونها ورفعت عباتها على راسها وأخذت شنطتها بيد مرتعشة و أفتحت باب الشارع وهي تحسب لكل خطوة تخطيها علشان ما تتفشل. ومن غير ما ترفع عينها لراكان دارت حول جيب الكسز عشان تركب في المرتبة الثانية في أبعد مكان عنه ولما ما فتح الباب معها دقت بيدها على القزاز لكن راكان مال بجسمه وفتح لها باب المعاون عشان تجلس جنبه. ما قدرت لينا تتحرك من مكانها وكان ودها تقول لشمس تفتح الباب لكن هي خجلانه تقول لها قدام راكان مع إنها تعودت عليه وعلى كلامه في التليفون لكنها ما قدرت تكلمه كذا مباشرة وبمثل هذا القرب صحيح إنها أول مرة شافته فيه ناقشته بجرأه لكن كان ذاك بسبب عصبيتها اللي أعمتها. صوت راكان وهو معصب من شكلهم كذا في الشارع و شايل هم الناس خصوصاً اللي ما يعرفون أنه زوجها
    " لينا أركبي "
    انتفضت لينا وقالت
    " ممكن تفتح الباب اللي ورا؟ "
    " أقول أركبي ولا تخلين الناس تفرج علينا "
    أول مرة تسمع لينا صوته بمثل ها الشراسة مع إنها كانت لما يكلمها تختلف معه في النقاش وتكون في نفسها عارفه أنها زعلته بس ما كان هو يبين زعله إلا في هدوءه بكلامه أما الحين فكان صوته خشن وعالي و لأنه كان لابس نظرات شمسية ما شافت شيء يبين عصبيته في وجهه العابس أكثر من حواجبه العريضة المعقودة وشده لشفايفه ومن خوفها أركبت السيارة على مهل وقفلت الباب. حست لينا وقت تحركت السيارة و أسندت ظهرها بقطرة عرق تنزلق على رقبتها. شمس شافت أن الجو ثقيل بينهم وما كانت أساسا تتخيل اللي بصير إلا بعد ما هددها راكان إنها لو فتحت باب المرتبة الثانية للينا ما راح يرحمها. شمس تتمنى تراجع بس ما قدرت تفتتح مذكرتها وهي تشوف كل واحد من الاثنين ساكت. راكان يسوق السيارة وهو واصله معه لأنفه ولينا في مكانها ما يتحرك منها شيء حتى راسها ولا حتى طلعت كتابها تدرس فيه, فقالت شمس تسأل راكان يمكن يتعدل الجو
    "راكان تدل الكلية؟ "
    كان واضح من صوته أنه ما وده يتكلم
    " لا ما أدل أنا قلت أوديكم وأنتم تدلوني "
    لينا اختنقت وشمس بلعت ريقها وقالت
    " أيه بس أنا ما أدل "
    هنا راكان حط كل حرته في شمس وصب عليها كل غضبه
    " وأنتي خبله ما تدلين طريق كليتك سنتين رايحه جايه على الفاضي "
    لينا كل عرق فيها يرتجف وكأنها هي المتهزئة واللي زاد من رجفتها أن صوته العالي كان قريب منها وكأن الكلام موجه لها أما شمس فكانت متعوده عليه وتعرف طبعه لكن هاذي هي أول مره تشوفه منفعل بمثل ذا الشكل. خافت شمس إن لينا تاخذ فكره غلط عن راكان و زواجهم ما عاد بقي عليه غير شهر فقالت بشكل ظريف وهي تضحك
    " أعرف أني خبله وهبله ويمكن أكبر غبية على وجه الأرض وما أفهم بس عاد البركة فيك أنت أسأل ومن سأل ما ضاع "
    شمس كانت تقول في نفسها " الحمد لله وشكر أضحك وكأني قايله نكتة وأنا متهزئة " . راكان كان منتبه للينا يوم ارتجفت أول ما صرخ عليهم لكن طريقة شمس الودية معه خلته يعدل في أسلوبه فقال وهو يبتسم ابتسامه بسيطة
    " لا محشومه يا شمس محشومه"
    شمس تلطف الجو
    " أعترف يا راكان أعترف أنك متوتر عشان اختبري اليوم "
    ضحك راكان وهو يحاول يصلح الوضع اللي خربه
    " والله ما أتوقع أني متوتر عشانك بتدخلين الفاينال أنا متوتر عشان ناس ثانين "
    شمس:-" يا سلام يعني الحين صارت المدام أغلى من الخالة؟ "
    راكان:-" فكيني من كلام الحريم هذا و الكل له غلاة عندي "
    شمس:-" لا يا قليل الخاتمة المهم ترى لينا تدل الطريق للكلية "
    لينا بسرعة وصوتها مخنوق يرتجف:-" لا ما أدل "
    راكان مشكك:-" تعرفين الطريق يا لينا ؟ "
    لينا ما كانت تقدر تتكلم أكثر من كذا فعاد عليها سؤاله وهو في نفسه متأكد إنها تعرف الطريق
    "لينا تدلين الطريق ؟ "
    " لا "
    "خلاص ما هي مشكلة بدق على واحد من العيال يوصف لي "
    سكتوا شوي ثم قال راكان
    " وش أخبارك يا لينا "
    " الحمد لله "
    " وعلومك ؟ "
    "الحمد لله "
    " و كيف المذاكرة؟ "
    لينا حست أنها كررت أجابتها كثير ومن غير ما تركز على سؤاله قالت
    " بخير"
    راكان وشمس ضحكوا من غير أي تحفظ أما لينا فا وصلت معها أتش و ما انتبهت لنفسها أنها التفتت بحده لراكان ولما شافت وجهه وعليه ابتسامة عريضة وهو مشخص بشماغة ترددت و حست بقشعريرة في جسمها فا قفلت فمها ورجعت على نفس وضعها الأول . ناظرها راكان بطرف عينه فمد يده ومسك يدها اللي حاولت تسحبها لكن هو ظل ماسكها و بابتسامته ما فراقت وجهه سألها
    " وش عندك اختبار اليوم ؟ "
    "رواية إنجليزية للمؤلفة جين أوستن "
    " وأي وحدة من مؤلفاتها؟"
    " الكبر والهوى "
    شمس تنحنحت وقالت
    " أحم أحم أححم نحن هنا يا ناس "
    راكان:-" أنا قايل لك تروحين مع أخوك بس أنتي اللي رازه عمرك معي "
    شمس:-" لا خلاص ما أسمع شيء بس ترى البنت عندها اختبار فخلاها تراجع و بلا إزعاج "
    حست لينا بيد راكان وهي تمسك معصمها وأصبعه تتحرك بهدوء و تحاول تلقى العرق اللي ينقل نبض قلبها له فقال
    " شدي حيلك كلها أسبوعين وترتاحين "
    لينا مرتبكة من كل حركه من يده لأنه قاعد يحرجها بشكل هي ما تقدر تتحمله وعشان تتخلص من يده قالت لشمس
    " شمس معك منديل؟ "
    شمس :- " لحظة خليني أشوف مثلك عارفه في وقت الاختبار أنسى كل شيء أنا "
    ترك راكان يدها وطلع من جيبه بكت منديل صغير و أعطاه لها
    راكان :- " خلاص شمس ماله داعي أنا عطيتها "
    شمس مبسوطة:-" أجل الله يعافيكم لا أحد يقاطعني أبغى أراجع "
    راكان يشوف انعكاس عيون شمس على المرايه لأنها رفعت طرحتها عشان تقدر تشوف مذكرتها وما هاوشها لأن السيارة مضللة وشاف لينا تتحرك هي الثانية وطلعت كتابها ولأنها جالسه قدام و القزاز ما هو مضلل اضطرت تقرا من تحت الطرحه فقال لها راكان
    " لو ما كنتِ جالسه قدام كان قلت لك ترفعين الغطاء أشوف عيونك "
    لينا قررت تغير الموضوع خصوصا أنه لو أستمر على مثل هذا الوضع بتدخل القاعة وهو ناسيه كل المعلومات
    " باقي ربع ساعة وأنت ما تدل الكلية "
    " أكيد أنك ما تعرفين الطريق؟ "
    تضايقت لينا من كثر أصراها على كذبتها وهي تحسه كاشفها من أول والدليل إلحاحه عليها فقالت
    " قلت لك أني ما أدل "
    أخذ راكان جواله وأتصل على أخو شمس وكان حاط على الجوال على أذنه مع أن الصوت الخفيف لشخص الثاني كان مسموع للبنتين بسبب هدوء الجو
    " سلام "
    " هلا وعليكم السلام "
    " أقول أبو عابد تدل كلية البنات؟ "
    عبد الله يبي يقهره
    " أنا قايل لك خلني أوديهم على طريقي بس أنت الله يعافيك عنيد "
    " يا أخي كان سويت خير وأخذت أختك المزعجه معك "
    ضحك عبد الله من طريقته لأنه يعرف شمس وقال
    " والله ما دري عنها شفها عندك صف أحسابك معها "
    " هذا شيء ما يبي له كلام "
    "تبيني أساعدك؟ "
    "فيك الخير و البركه ما تقصر"
    كان ثنينهم يضحك وكأنهم يقولون نكته أما البنتين فا كل وحده منزله راسها على كتابها وعيونهم ما تشوف شيء . وصل راكان للكلية ووقف السيارة عند البوابة
    " هذي هي الكلية ؟ "
    شمس :- " أيه لينا خلينا ننزل بسرعة نشوف وين اللجان "
    راكان :- " بالتوفيق "
    فتحت لينا الباب لكن يد راكان رجعتها مكانها أما شمس فانتبهت لهم وطلعت بسرعة وتركتهم و هي تفكر تنتظر لينا داخل الكلية. قالت لينا لراكان
    " لو سمحت راكان أنا عندي فاينال وأي شيء تبي تقوله أجله بعدين لأن هذا مهوب وقته "
    " يا الله أنا ما صدقت شمس تنزل وأخرتها أسمع ها الكلام "
    لينا تتكلم وهي تتجاهل الخوف اللي بداخلها
    " ترى حرام اللي سويته في شمس من ركبت ألين وصلنا وأنت بس تهزئ وتنقد "
    " أنتي أنسي شمس الحين وخلينا ...."
    " أصلا لو ما كانت شمس معك ما كان ركبت "
    وبصوت واضح فيه أنزعجه قال
    " عسى ما تضايقتي بس؟ "
    لينا من حبها لشمس قاعدة تجمع شجاعتها ونست نفسها
    " إلا متضايقة واصله معي كيف تبيني أشوف وجهها الحين بعد ما أحرجتها بكلامك قدامي "
    " ما عليك شمس متعودة علي وتعرف طبعي "
    " حتى ولو أنت تبي من كل واحد يتحملك ويسكت عنك "
    قال وهو معصب
    " اختصري يا لينا وش تبيني أسوي؟"
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #14
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل السابع


    كانت جالسة في غرفتها تقرأ في الكتب اللي جابتها لها عبير واللي أخذتها من وحدة من صديقاتها . لينا الحين واصلة معها بعد ما أحترق عشاها وهي مشغول تفكيرها بمكالمة راكان وكيف أنهم تجادلوا و طبعا أكلت من أمها تهزئيه محترمه خلتها تروح غرفتها وهي تسمع ناصر يضحك عليها ويتبرع أنه يجيب لهم عشاء من المطعم. دخلت عليها عبير وهي متقطعة من الضحك و تقول
    " والله أنك صدق أعدمتيها "
    رمتها لينا بالوسادة وهي تبتسم غصب عنها لأن عبير ماسكة بطنها ولا وقفت ضحك
    "يوه يا لينا ليتك شفتي القدر, لا وما هو أي قدر اللي حرقتيه أفضل قدر عند أمي "
    " أيه أنا وش عرفني كان حطيتوا لي مختبر أطبخ فيه أحسن "
    قعدت عبير وهي للحين رافضة توقف ضحك
    " لا يكون زعلانه منا "
    " لا عادي أنا أعرف أصلا أني رفعت ضغط أمي و زين ما أسطرتني كف اليوم. بس أصلا أنا استاهل أخذت من الدلع حقي والحين أدفع ضريبته. أنا ما قاهرني غير ناصر قام يعلق وينكت لين ولعها "
    " أيه ما تعرفينه أنتي؟ "
    " أوريك فيه شايف نفسه حبتين لكن هين "
    " أنتي عاد الله يهديك من اليوم في المطبخ ما انتبهتي؟ "
    " أنا وش عرفني فكري يوديني يمين وشمال لين سمعت الطقطقة في القدر و شميت ريحة الحراق لا وليتني سويت خير و قفلت النار رحت أنادي أمي "
    عبير أرجعت تضحك وهي تتذكر صوت أمها لما صاحت وقامت تهاوش وجمعت البيت كله ولينا واقفة بجنب الثلاجة مثل الطفل ما تدري وش تسوي وهي تفرك كتفها بسبب قرصة أخذتها من أمها ولما دخل ناصر عرف كيف يحرجها ويلعبها صح . فتح باب غرفة لينا أخوها مشعل وهو يبتسم ويقول
    " عادي يا لينا ترى ما صار شيء أنتي طبخك كل ليلة حلو بس شكلك متضايقة اليوم "
    " يا أخي يسعدني أن فيه واحد متفهم مثلك في البيت هذا "
    ضحك وقال
    " صحيح أن أمي معصبة بس ما عليه القدر غيره قدر "
    " أمي وينها الحين ؟ "
    " أظنها تحرى المشكلجي ناصر, أقول لك شيء أنا شكلي صاير سكرتير لك جيت أقول لك أن شمس على التليفون "
    هنا عبير ضحكت وقالت لينا وهي تهز راسها متحسرة
    " وأنا أقول جاء يواسيني "
    مشعل:-" لا بسم الله عليك ما تحتاجيني بس لا تشوفك أمي ولا يمكن تصيرين أنتي وشمس في الهواء سوا "
    لينا :-" عبير روحي لشمس قولي لها ما أقدر أكلمها "
    عبر:- " لا يا قلبي روحي كلميها لأن شكلك مهوب عاجبني وأنا اشغل أمي عنك بس لا تطولين "
    لينا :- " أنا خايفة تزفني مرة ثانية؟ لأن اليوم الكل مبسوط على حسابي "
    نزلوا كلهم تحت, مشى مشعل مع عبير لأمه ودخلت لينا لصالة بسرعة وأخذت السماعة
    " آلو "
    " السلام عليكم "
    " وعليكم السلام "
    شمس كان في شيء مضايقها وما يخليها تتكلم زي عادتها لكنها لاحظت من نبرة صوت لينا إنها مثل حالتها
    " خير لينا في شيء؟ "
    " هاه لا ما فيه بس ....."
    قبل ما تكمل لينا شمس جت في بالها فكره فا صاحت
    " لينا وش فيك يا قلبي صاير لك شيء؟! "
    " بسم الله الرحمن الرحيم روعتيني قلت لك ما فيه شيء "
    واضح أن خطة شمس أنجحت لأن اللي مضايقها من اليوم لقط السماعة وقال
    " آلو لينا فيك شيء؟ "
    لينا ارتبكت و ميزة الصوت اللي ما توقعت تسمعه مرة ثانية
    " لا ما فيه بس شمس ما هي طبيعية "
    راكان:-" أسألك بالله صار شيء؟ "
    حست لينا بالإحراج وهي تحس الاهتمام في صوته والمشكلة أنه أستحلفها فقالت
    "هو ما هو شيء كبير حاجة عادية صارت وشمس كبرت الموضوع "
    "أجل قولي لي وش صار؟ "
    " لا ما له داعي أنا كنت متضايقة شوي وشمس حست به من صوتي وقامت تستهبل عليك "
    قال راكان
    " أيوه, لحظة يا لينا لحظة "
    بعد السماعة عن فمه لكنها قدرت تسمع الكلام اللي بينهم وهو يقول
    " ممكن تتركيني الحالي "
    شمس :-" يا سلام الحين تخليني أدق بعدين تقول روحي تراها صديقتي قبل ما تعرفها أنت "
    راكان :- " الله يعني على اسطوانتك ذي دوري غيرها "
    شمس تتصنع البراءة:-" بشوف خويتي وش فيها "
    راكان :-" أقول شمس عطيتك وجه أنا "
    قالت شمس وهي تخلي له الغرفة وتضحك
    " طيب طيب بروح والله شكلي ما راح أشوفها حتى بعد زواجها "
    لينا مبتسمة وهي تسمع كلام شمس بس الحين بدت قلقانه يوم قال لها
    " هاه يا لينا قولي لي وش اللي مضايقك؟ "
    لينا صارت متضايقة أكثر وهو يكلمها بمثل ذي النبرة الحميمة خصوصا بعد اللي صار اليوم . وكانت شايله هم أمها تشوفها الحين ثم تكتمل النتيجة صح فقالت بسرعة
    "لا يا ابن الحلال ما فيه شيء مضايقني "
    " أجل وش اللي صار؟"
    قالت تبغى تخلص منه
    " حاجة صغيرة ما تستاهل بس انتم مكبرين الموضوع .أقول وين شمس ممكن أكلمها؟ "
    جاها صوته بارد
    " لا مو ممكن "
    لينا بلعت ريقها وقالت في نفسها " هذا والله الورطة " قال راكان
    " لينا لا تقعدين تتهربين ما أنا مسكر لين تقولين لي "
    "أقولك ما فيه شيء "
    " بدينا نغطي من الحين؟ علميني يا لينا أنا استحلفتك بالله "
    لينا نست نفسها لأنها خافيه من أمها و تكلمت بطبيعتها
    " أبو الإحراج يا شيخ "
    ضحك راكان وقال
    " معناه في شيء والظاهر انه شيء حلو "
    قالت ومعاد بقى فيها صبر
    " خلاص بقول لك عشان ترتاح أنا حرقت العشاء اللي سويته الليلية وأمي هزأتني ارتحت يا عمي "
    سمعت صوت ضحكه عالية وما قدرت تمنع نفسها من أنها تبتسم و هي تتخيل شكله فقال
    " بس وهذا اللي مضيق خلقك؟ "
    " قلت لك شيء ما يستاهل "
    " طيب أنا ضايق خلقي بعد "
    لينا تذكر نفسها باللي بينهم لكن الحياء يخليها تتصرف بعكس ما تبي وما قدرت تقول له غير كلمة وحده وما لها أي طعم
    "خير؟ "
    " كان قلتي ارتحت يا حبيبي يا عمري يا قلبي ما هو يا عمي لأني زوجك ما هو عمك "
    لينا حست بوجهها وكأنه صار خريطة جغرافية من كثر ما أنقلب لونها أما هو فا واضح أن الوضع أعجبه وكمل كلامه
    "طيب أنا بقول لك شيء ما قدرت أقوله لك بس أنتي ذكرتيه الحين، لينا ترى ما له داعي تتعبين عمرك تتعلمين الطبخ أهم شيء عندي الحين دراستك وبعدين تتعلمين زي ما تبين "
    ارتاحت لينا كونها ما سمعت كلام عاطفي وأرتخت أعصابها لكنها عصبت لأنها ما توقعت شمس تقول له فهذا ما هو طبعها
    " شمس اللي قالت لك أني أتعلم الطبخ؟ "
    " لا والله بس أنا كنت متوقع ها الشيء لأني أعرف أنك ما تعرفين تطبخين"
    " ومن قال لك؟ "
    " هو تقريبا من سنتين تعرفين أنتي شمس دايم تكلم عنك فعرفت انك ماتعرفين واللي أكد لي أنك توك ساءلتني من قال لي أنك تتعلمين الطبخ "
    ما يدري راكان أنه أحرجها أكثر وفي نفس الوقت خلاها ترتاح وما تحمل هم ها المسألة مستقبلا وما لقت تقول غير
    " أها "
    " لينا ما كنت أتمنى يصير اللي صار اليوم إن شاء الله ما ضيقتك "
    لينا إذا أحد قال لها كذا كانت تتكلم بشكل تلقائي فقالت
    " لا عادي ما صار شيء"
    " شمس قالت لي أنك قلتي لها عن زواجنا "
    " أنت اللي قلت لي قولي لها "
    " خلينا نطلع من سالفة المطبخ وشمس المهم عندي الحين أنتي يا حبيبتي كيفك؟ "
    لينا ما عرفت وش تسوي فقالت بخجل واضح في صوتها
    " راكان ما عليش أنا مشغولة الحين "
    راكان يتعمد يزيد حرجها
    " ما عليه يا حبيبتي الشغل ما هو أهم مني ولا ؟"
    " توك تقول لي أهتمي بدراستك "
    "وأنتي توك تبين شمس ولو جلستوا تكلمون بعض ما تخلصون إلا عقب ساعة "
    لينا تحاول تلقى لها تصريفه بس حست إن راكان جريء وتخاف يقلب عليها الكلام كل ما تمادت معه, فقال راكان يصرفها لها بعد ما تأكد أنه زودها
    " أيه أجل طالما أننا وصلنا هنا روحي أدرسي بس أكيد ما أنتي زعلانة من اللي صار اليوم؟ "
    " أيه أكيد "
    "حلو خلاص أجل يا عمري بترك الحين و أعرفي أن قلبي معك "
    لينا من ارتباكها ما حست بنفسها وهي تقول كلمتها الغبية
    "شكراً"
    راكان أنفجر ضحك وقال
    " مقبولة بس أبغى غيرها بعدين توصين شيء يا عمري "
    قالت وهي ودها تموت نفسها
    "لا "
    "مع السلامة "
    "مع السلامة "

    ما تحركت من مكانها بسبب الخوف الغريب اللي يجري في عروقها. ما تعرف هل هو بسبب الفكرة اللي سبق وكونتها عن شخصية راكان ؟ أو بسبب طريقته في الكلام واللي هي متأكدة من إنها كلها نوع من الدبلوماسية بس؟ أو إنها ما عادت واثقة من طريقتها معه بعد الزواج بسبب شخصيته المهيبة؟ ما لقت غير الخوف في داخلها وقلبها يدق بشكل فضيع وهي متجمدة في مكانها من غير حركه و الستارة الحمراء ما اختفت عن وجهها البرونزي .
    "بــــــــــــوووووووووووووو"
    "بسم الله الرحمن الرحيم"
    حطت يدها على قلبها ولتفتت لناصر وهو يضحك. كان الكل اليوم يضحك إلا هي
    "سلمــــــــــــات يا المزيونه وش في وجهك أحمر وحالتك مختبصه ؟ "
    " ألا يا ثقل دمك بغيت توقف قلبي "
    ناصر يمازحها
    " أصلا هو قلبك معك أشك أنه مع راكان "
    وقفت لينا وقامت تلحقه وهو يضحك ويقول
    " هذا كله حب تغارين أنطق أسمه "
    " أنت سخيف "
    ناصر كان يركض لأمه اللي يوم شافت لينا صرخت عليها
    " خلي عنك لعب العيال و حطي العشاء لإخوانك بس شاطرة لي في الهبال والسوالف"
    ناصر:-" صح صح أنتي كلها شهرين وتروحين بيت زوجك "
    لينا :- "أنت ولا كلمه "
    أم الوليد :-" بس يا علك اللي ماني قايله بنات الزمن هذا ما يستحن "
    لينا :- " شوفي دلوعت قلبك خليه يمسك لسانه "
    أم الوليد :- " والله لين لزمت لأقوم أوريك شغلك "
    لينا واضح إنها متنرفزه والكل فسر وجها الأحمر على إنها معصبه فقال أبو الوليد
    " كلش عاد ولا لينا وأنت يا ناصر أترك حركات البزران عنك ولا تقرب منها لشوف شغلي معك أنت وأمك "
    ناصر:-" انبسطي يا حلوه معك حليف قوي "
    لينا تضحك لأبوها:-" يسلم لي رأس الحليف طول العمر يا رب "
    أم الوليد:-" أنتي ما خربك غير الدلع روحي للمطبخ "
    لينا:-" طيب طيب عبير تعالي معي "
    أم الوليد :-" أنا بنت أبوي بنته, هذا و العشاء جاهز كسلانة تحطه "
    قالت لينا وهي رايحه للمطبخ :- " ما عاد ورى اليوم من الشرشحه من الصبح لليل! خلاص بروح أحطه لكم يا جعلكم ما تاكلونه إلا بالعافية "
    الكل ضحك منها عدا أمها لأنها كانت تفكر في مستقبل بنتها وهموم الدنيا فوق راسها وهي تحس إنها ارتكبت أكبر غلطه يوم أهملت تعليم لينا لكل شيء يخليها تقدر تدبر أمورها بحياتها الجديدة وتعتمد على نفسها بس الواضح إن لينا للحين عايشه طفولتها . أما لينا فكانت متعودة على إن أمها تعاملها مثل الأطفال وهي عاجبها إنها تشوف اهتمام أمها فيها مع إن أمها تعامل مشاعل بطريقة وكأنها أكبر من منها. تذكرت لينا المكالمة اللي قبل دقايق فعرفت إنها كانت خايفه إنها ما تأخذ راحتها وإن ما أحد يتحملها ويصبر على دلعها وعصبيتها مثل ما يتحملونها أهلها ويتركونها على راحتها.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  5. #15
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل الثامن


    مضى شهر على لينا من غير أي جديد يذكر إلا أنها ارتاحت من دروس الطبخ وتستعد الآن للاختبارات النهائية. خلال هذا الشهر انتهت لينا من معظم الترتيبات الكمالية لزواج واللي حضرت فيها مفاجأة لراكان وكانت واثقة إنها ما راح تعجبه وكان هذا هو المطلوب. ولأن عبير كانت المشرفة على كل هذا التعب و هي ما تعرف بالضبط السالفة عن زواج أختها عاتبتها و ما وافقتها على الشيء اللي هي تسوية و ما كانت تدري بالخطط اللي في رأس لينا .لكن لينا مثل عادتها قدرت تلف الموضوع بطريقتها وجابت عذر ما أقنع عبير اللي في النهاية استسلمت لما شافت صلابتها. أما أخوها ناصر اللي كان يويديهن السوق في كل مرة كان ناوي يتكلم مع لينا في الموضوع لكن الخجل منعه من هذا الشيء وكانت لينا في السوق تفهم تلميحاته البريئة لكنها مشت على اللي يقوله لها قلبها المشحون على راكان. خلال هذا الشهر ما كان راكان يوقف عن مكالمتها أو يرسل رسالة إذا ما ردت عليه وكان هذا أكثر شيء يصير وعلى كثر رسائله ما ذكر إنها أرسلت له رسالة وحده ولأن الآن فترة اختباراتها ما صار يرسل لها غير رسائل دعم لأنه ناوي يزعجها بعد ما ينتهي ها الأسبوعين على خير .

    في صباح أول يوم اختبارات ما نامت لينا إلا قبل الفجر بساعة والحين هاذي هي في المطبخ من بدري وماسكه كتابها تقرأ فيه. دخل ناصر ومعه هو الثاني كتابه وملازمه وحالته أسوأ من حالتها بس كان مهندم ولابس وكأنه بيطلع بدري فقالت لينا
    " صباح الخير شكلك بتروح بدري اليوم "
    "أيه بروح الحين بس عطيني كاس حليب أحس معدتي تعورني "
    صبت له لينا وأعطته الكاس وهي تقول
    " ما كأنه بدري أتوقع انك ما شفت الساعة زين ترى الساعة الحين ست إلا ربع "
    "أدري بس أبغى الحق على الشلة أنا وعدتهم اليوم أجيهم بدري نسوي مراجعه جماعية "
    شرب الكاس دفعه وحده وقام بسرعة وقال
    " أح حار مع سلامة لينا و انتبهي لا يفوتك الباص ترى ما في أحد في البيت "
    هزت راسها ورجعت تقرأ في كتابها لما ترك لها المكان هادي. ما كانت قلقانه من الباص لأنه ياخذها بالعادة ست ونص يعني باقي معها وقت. لينا ضابطة المنبه حق الجوال على ست وعشرين دقيقة ورجعت تدرس في كتابها ومجرد سمعت صوت المنبه قفلته ودخلت الجوال شنتطتها وأخذت عبايتها وطلعت للحوش. صكت الباب الداخلي ولبست عبايتها ولفت الطرحه على رأسها وربطت برقعها ورفعته عن وجهها ثم جلست على الدرج وهي تراجع. انتبهت لينا أن الوقت مر و الباص ما جاء ولأن الباص يمر على بيت شمس أول دقت عليها
    " صباح الخير شمس "
    " صباح النور هلا لينا "
    " أقول شمس الباص مرك؟ "
    "لا ما مر بس أتوقع بيمر لأنه وقت اختبارات ما أظنه يتغيب "
    " أيه بس الحين الساعة سبع إلا ربع؟ "
    "يمكن تغير نظام وصول الباصات !"
    "طيب دقي عليه شوفي وينه و اسأليه, على الأقل نرتاح. حنا خلقه ننتفض عشانه أول يوم "
    " خلاص أنا بدق و أرد عليك "
    ما جلست لينا غير ثواني و دقت شمس
    " هاه بشري؟ "
    " والله ما أقول إلا هذا وهو أول يوم ومن الصبح صار فينا كذا أجل الله يستر على الاختبار "
    "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر فالك, قولي لي وش قال؟ "
    " الرجال قام الصبح و لقى نفسه في الفراش تعبان يقول ما يقدر يمر علينا "
    "كيف؟! طيب ليش ما كلمنا من أول يقول لنا! يا الله وش بنسوي الحين ؟ "
    " ليه و أخوانك وين ؟ "
    "ناصر طالع من بدري وأبوي مسافر وما راح يجي إلا بكره وأحمد تعرفين في كليته يعني ما عندي أحد "
    " طيب ما عليه أنا بشوف إذا واحد من أخواني أو واحد من عيالهم يجي ياخذني وأمر عليك "
    "لا وين أنتي صاحية ما أقدر "
    " أجل كيف؟ يفوتك الاختبار؟ "
    "ما أدري بدق على ناصر يشوف لي حل, يا يرجع ولا يدبر لي صرفه "
    " خلاص بس طمنيني إذا لقيتي ولا قولي لي أمر أخذك "
    "يصير خير "

    دقت لينا على ناصر وهي تحس إنها مضطربة لأنها ما تعودت تركب سيارة غير سيارتهم وتستحي كثير وما تحب تنحط في مثل ها المواقف
    " آلو ناصر "
    " هلا لينا "
    " ناصر الباص مهوب مار اليوم علي "
    " كيف؟ "
    " أي و الله "
    "و ليه إن شاء الله ؟ "
    " تعبان السواق وما راح يمر فتعال أرجع وأخذني "
    " صادقة أنتي المسافة من جامعتي للبيت نص ساعة على ما أوديك الكلية صارت ساعة وبعدين من كليتك لجامعتي ما يمديني أدخل الاختبار "
    "أجل وش أسوي أقوم أمي وأخذ تاكسي؟! "
    ناصر من غير شعور عصب وأرتفع صوته أشوي
    " لا ما عندنا بنات يركبون تاكسي "
    " أجل كيف؟ "
    "شمس من بيوديها ؟ "
    " ما أدري؟ "
    "خلاص أجل ثواني وأدق عليك "
    جلست لينا تقلب أوراق كتبها وهي ما تفهم كلمه منه حتى دق عليها ناصر
    " لينا "
    "هاه "
    "شوفي أنا كلمت راكان وهو اللي بيودي شمس و بيمر ياخذك معه "
    لينا نست شيء أسمه اختبار وقالت
    " لا ماني راكبه معه "
    ناصر قال وهو قافله معه بسبب الاختبار
    " توك كنت بتروحين مع التكسي! وبعدين راكان ما هو غريب تراه زوجك "
    "يــــوه طيب كلم أبوي قل له أروح مع راكان ولا مع التاكسي؟ "
    " لينا خلي اليوم يعدي على خير "
    " نصر صدقني ما أقدر أروح معه "
    " يا الله اللي يشوفك يقول أنه بياكلك "
    "طيب كلم أبوي؟ "
    " يا أختي الله يشغلك خلاص أنا بكلمه الحين و أرد عليك "
    كلم ناصر أبوه وشاف أن أبوه يوافقه وحذر من إنها تروح مع التكسي وعصب بس من مجرد طرح الفكرة عليه و رجع ناصر و دق عليها وقال
    "شفتي حتى أبوي زعل يوم قلت له التكسي حقك "
    " يا ربي "
    "شوفي ترى راكان لو وقف عند باب البيت بيدق عليك اطلعي له خلاص "
    لينا بصوت يائس
    "أوكي خلاص"
    " لينا لا تسوين لنا قلق على صبح الله أستهدي بالله و أذكريه و ركزي على الفاينال "

    قفلت الجوال وقلبها ينتفض من فكره إن راكان بيوصلها الكلية أكثر من كونها بتدخل على امتحان نهائي. جلست على حالها ما تعرف تركز وبحكم إن المسافة بين بيتها وبيت شمس قصيرة ما طال انتظارها أكثر من خمس دقايق ولا و صوت جوالها يخلي قلبها ما يتوقف عن نبضه السريع
    راكان:-"صباح الورد "
    لينا:-"هلا راكان صباح الخير "
    راكان:-" أنا واقف برا بالسيارة أطلعي "

    نزلت لينا برقعها على وجهها وسحبت طرحتها تستر عيونها ورفعت عباتها على راسها وأخذت شنطتها بيد مرتعشة و أفتحت باب الشارع وهي تحسب لكل خطوة تخطيها علشان ما تتفشل. ومن غير ما ترفع عينها لراكان دارت حول جيب الكسز عشان تركب في المرتبة الثانية في أبعد مكان عنه ولما ما فتح الباب معها دقت بيدها على القزاز لكن راكان مال بجسمه وفتح لها باب المعاون عشان تجلس جنبه. ما قدرت لينا تتحرك من مكانها وكان ودها تقول لشمس تفتح الباب لكن هي خجلانه تقول لها قدام راكان مع إنها تعودت عليه وعلى كلامه في التليفون لكنها ما قدرت تكلمه كذا مباشرة وبمثل هذا القرب صحيح إنها أول مرة شافته فيه ناقشته بجرأه لكن كان ذاك بسبب عصبيتها اللي أعمتها. صوت راكان وهو معصب من شكلهم كذا في الشارع و شايل هم الناس خصوصاً اللي ما يعرفون أنه زوجها
    " لينا أركبي "
    انتفضت لينا وقالت
    " ممكن تفتح الباب اللي ورا؟ "
    " أقول أركبي ولا تخلين الناس تفرج علينا "
    أول مرة تسمع لينا صوته بمثل ها الشراسة مع إنها كانت لما يكلمها تختلف معه في النقاش وتكون في نفسها عارفه أنها زعلته بس ما كان هو يبين زعله إلا في هدوءه بكلامه أما الحين فكان صوته خشن وعالي و لأنه كان لابس نظرات شمسية ما شافت شيء يبين عصبيته في وجهه العابس أكثر من حواجبه العريضة المعقودة وشده لشفايفه ومن خوفها أركبت السيارة على مهل وقفلت الباب. حست لينا وقت تحركت السيارة و أسندت ظهرها بقطرة عرق تنزلق على رقبتها. شمس شافت أن الجو ثقيل بينهم وما كانت أساسا تتخيل اللي بصير إلا بعد ما هددها راكان إنها لو فتحت باب المرتبة الثانية للينا ما راح يرحمها. شمس تتمنى تراجع بس ما قدرت تفتتح مذكرتها وهي تشوف كل واحد من الاثنين ساكت. راكان يسوق السيارة وهو واصله معه لأنفه ولينا في مكانها ما يتحرك منها شيء حتى راسها ولا حتى طلعت كتابها تدرس فيه, فقالت شمس تسأل راكان يمكن يتعدل الجو
    "راكان تدل الكلية؟ "
    كان واضح من صوته أنه ما وده يتكلم
    " لا ما أدل أنا قلت أوديكم وأنتم تدلوني "
    لينا اختنقت وشمس بلعت ريقها وقالت
    " أيه بس أنا ما أدل "
    هنا راكان حط كل حرته في شمس وصب عليها كل غضبه
    " وأنتي خبله ما تدلين طريق كليتك سنتين رايحه جايه على الفاضي "
    لينا كل عرق فيها يرتجف وكأنها هي المتهزئة واللي زاد من رجفتها أن صوته العالي كان قريب منها وكأن الكلام موجه لها أما شمس فكانت متعوده عليه وتعرف طبعه لكن هاذي هي أول مره تشوفه منفعل بمثل ذا الشكل. خافت شمس إن لينا تاخذ فكره غلط عن راكان و زواجهم ما عاد بقي عليه غير شهر فقالت بشكل ظريف وهي تضحك
    " أعرف أني خبله وهبله ويمكن أكبر غبية على وجه الأرض وما أفهم بس عاد البركة فيك أنت أسأل ومن سأل ما ضاع "
    شمس كانت تقول في نفسها " الحمد لله وشكر أضحك وكأني قايله نكتة وأنا متهزئة " . راكان كان منتبه للينا يوم ارتجفت أول ما صرخ عليهم لكن طريقة شمس الودية معه خلته يعدل في أسلوبه فقال وهو يبتسم ابتسامه بسيطة
    " لا محشومه يا شمس محشومه"
    شمس تلطف الجو
    " أعترف يا راكان أعترف أنك متوتر عشان اختبري اليوم "
    ضحك راكان وهو يحاول يصلح الوضع اللي خربه
    " والله ما أتوقع أني متوتر عشانك بتدخلين الفاينال أنا متوتر عشان ناس ثانين "
    شمس:-" يا سلام يعني الحين صارت المدام أغلى من الخالة؟ "
    راكان:-" فكيني من كلام الحريم هذا و الكل له غلاة عندي "
    شمس:-" لا يا قليل الخاتمة المهم ترى لينا تدل الطريق للكلية "
    لينا بسرعة وصوتها مخنوق يرتجف:-" لا ما أدل "
    راكان مشكك:-" تعرفين الطريق يا لينا ؟ "
    لينا ما كانت تقدر تتكلم أكثر من كذا فعاد عليها سؤاله وهو في نفسه متأكد إنها تعرف الطريق
    "لينا تدلين الطريق ؟ "
    " لا "
    "خلاص ما هي مشكلة بدق على واحد من العيال يوصف لي "
    سكتوا شوي ثم قال راكان
    " وش أخبارك يا لينا "
    " الحمد لله "
    " وعلومك ؟ "
    "الحمد لله "
    " و كيف المذاكرة؟ "
    لينا حست أنها كررت أجابتها كثير ومن غير ما تركز على سؤاله قالت
    " بخير"
    راكان وشمس ضحكوا من غير أي تحفظ أما لينا فا وصلت معها أتش و ما انتبهت لنفسها أنها التفتت بحده لراكان ولما شافت وجهه وعليه ابتسامة عريضة وهو مشخص بشماغة ترددت و حست بقشعريرة في جسمها فا قفلت فمها ورجعت على نفس وضعها الأول . ناظرها راكان بطرف عينه فمد يده ومسك يدها اللي حاولت تسحبها لكن هو ظل ماسكها و بابتسامته ما فراقت وجهه سألها
    " وش عندك اختبار اليوم ؟ "
    "رواية إنجليزية للمؤلفة جين أوستن "
    " وأي وحدة من مؤلفاتها؟"
    " الكبر والهوى "
    شمس تنحنحت وقالت
    " أحم أحم أححم نحن هنا يا ناس "
    راكان:-" أنا قايل لك تروحين مع أخوك بس أنتي اللي رازه عمرك معي "
    شمس:-" لا خلاص ما أسمع شيء بس ترى البنت عندها اختبار فخلاها تراجع و بلا إزعاج "
    حست لينا بيد راكان وهي تمسك معصمها وأصبعه تتحرك بهدوء و تحاول تلقى العرق اللي ينقل نبض قلبها له فقال
    " شدي حيلك كلها أسبوعين وترتاحين "
    لينا مرتبكة من كل حركه من يده لأنه قاعد يحرجها بشكل هي ما تقدر تتحمله وعشان تتخلص من يده قالت لشمس
    " شمس معك منديل؟ "
    شمس :- " لحظة خليني أشوف مثلك عارفه في وقت الاختبار أنسى كل شيء أنا "
    ترك راكان يدها وطلع من جيبه بكت منديل صغير و أعطاه لها
    راكان :- " خلاص شمس ماله داعي أنا عطيتها "
    شمس مبسوطة:-" أجل الله يعافيكم لا أحد يقاطعني أبغى أراجع "
    راكان يشوف انعكاس عيون شمس على المرايه لأنها رفعت طرحتها عشان تقدر تشوف مذكرتها وما هاوشها لأن السيارة مضللة وشاف لينا تتحرك هي الثانية وطلعت كتابها ولأنها جالسه قدام و القزاز ما هو مضلل اضطرت تقرا من تحت الطرحه فقال لها راكان
    " لو ما كنتِ جالسه قدام كان قلت لك ترفعين الغطاء أشوف عيونك "
    لينا قررت تغير الموضوع خصوصا أنه لو أستمر على مثل هذا الوضع بتدخل القاعة وهو ناسيه كل المعلومات
    " باقي ربع ساعة وأنت ما تدل الكلية "
    " أكيد أنك ما تعرفين الطريق؟ "
    تضايقت لينا من كثر أصراها على كذبتها وهي تحسه كاشفها من أول والدليل إلحاحه عليها فقالت
    " قلت لك أني ما أدل "
    أخذ راكان جواله وأتصل على أخو شمس وكان حاط على الجوال على أذنه مع أن الصوت الخفيف لشخص الثاني كان مسموع للبنتين بسبب هدوء الجو
    " سلام "
    " هلا وعليكم السلام "
    " أقول أبو عابد تدل كلية البنات؟ "
    عبد الله يبي يقهره
    " أنا قايل لك خلني أوديهم على طريقي بس أنت الله يعافيك عنيد "
    " يا أخي كان سويت خير وأخذت أختك المزعجه معك "
    ضحك عبد الله من طريقته لأنه يعرف شمس وقال
    " والله ما دري عنها شفها عندك صف أحسابك معها "
    " هذا شيء ما يبي له كلام "
    "تبيني أساعدك؟ "
    "فيك الخير و البركه ما تقصر"
    كان ثنينهم يضحك وكأنهم يقولون نكته أما البنتين فا كل وحده منزله راسها على كتابها وعيونهم ما تشوف شيء . وصل راكان للكلية ووقف السيارة عند البوابة
    " هذي هي الكلية ؟ "
    شمس :- " أيه لينا خلينا ننزل بسرعة نشوف وين اللجان "
    راكان :- " بالتوفيق "
    فتحت لينا الباب لكن يد راكان رجعتها مكانها أما شمس فانتبهت لهم وطلعت بسرعة وتركتهم و هي تفكر تنتظر لينا داخل الكلية. قالت لينا لراكان
    " لو سمحت راكان أنا عندي فاينال وأي شيء تبي تقوله أجله بعدين لأن هذا مهوب وقته "
    " يا الله أنا ما صدقت شمس تنزل وأخرتها أسمع ها الكلام "
    لينا تتكلم وهي تتجاهل الخوف اللي بداخلها
    " ترى حرام اللي سويته في شمس من ركبت ألين وصلنا وأنت بس تهزئ وتنقد "
    " أنتي أنسي شمس الحين وخلينا ...."
    " أصلا لو ما كانت شمس معك ما كان ركبت "
    وبصوت واضح فيه أنزعجه قال
    " عسى ما تضايقتي بس؟ "
    لينا من حبها لشمس قاعدة تجمع شجاعتها ونست نفسها
    " إلا متضايقة واصله معي كيف تبيني أشوف وجهها الحين بعد ما أحرجتها بكلامك قدامي "
    " ما عليك شمس متعودة علي وتعرف طبعي "
    " حتى ولو أنت تبي من كل واحد يتحملك ويسكت عنك "
    قال وهو معصب
    " اختصري يا لينا وش تبيني أسوي؟"
    " أبيك تعتذر لها "
    ارتعشت وهي تسمع صوته الخشن
    " أنا أعتذر ولمن؟ لحرمه! أسمعي يا لينا أنا عمري ما اعتذرت حتى لرجال والحين تبيني أعتذر لشمس "
    لينا عصبت من كبريائه اللي في صوته ومن غير أي تردد قالت بصوت يوازي برود صوته
    " ومن أنت عشان ما تعتذر ولا حتى تفتخر بها الشيء "
    " تراك زودتيها عن حدها "
    " أجل شيء واحد يمكن يرضيك إذا صرت أنا بين أخواتك وأهلك أو مع شمس يا تهزئنا كلنا أو تتركنا كلانا لأني ما أبغى أخرب علاقتي معهم "
    " وأنتي مسئوله عنهم ؟ "
    " أنا أتوقع لو أتكلم معك إلى بكره ما راح تفهم مع السلامة "
    " لحظة يا لينا لحظة إن كان يعجبك أني أعتذر, خلاص أجل روحي أنتي لها و اعتذري عني "
    " وليه ما ترسل لها أنت رسالة تعتذر فيها قبل ما تدخل شمس للقاعة وهي ضايق صدرها "
    قال بطريقة غير مقنعه
    " يصير خير أنتي روحي الحين و ركزي على الاختبار وأنا بصلح الوضع رضيتي؟ "
    " أيه "
    " موفقه إن شاء الله "
    ودعها راكان وهو ضايق من تصرفاتها لأنه ما عمره كلمها إلا وتتجادل معه. كان دايم قبل يخطبها يسمع من شمس إنها عصبية بس ما توقعها إلى ها الدرجة والمشكلة الأكبر أنه ما صار يفهم متى تكون خجلانه منه ومتى تكون خايفه . وقرر أنه الآن بيسمح لها تعامله زي ما تحب هي لكن بعد الزواج بيعاملها هو مثل ما يحب و بيعلمها كيف تفتح فمها و تأمر عليه وتفلسف بكلامه. بعد سيارته عن الكلية وهو يكلم نفسه
    " قال أيش قال لا أخرب علاقتها معهم!! "

    شمس واقفة وهي تشوف أن لينا تأخرت عليها ومجرد دخلت لينا مشت لها وقالت
    " بسرعة يا دوب نشوف وين اللجان ونقرا كلمتين تنفعنا "
    " أوكي دقيقة بس أرتب نفسي "
    شمس ما كان موقف راكان مأثر عليها زي ما تتخيل لينا عشان كذا قالت تتعمد تحرجها
    " وش قالك عدنان على الصبح؟ "
    " خرابيط "
    " أنا أعرفه رومانسي درجة أولى "
    " أقول يا حلوة ترى تأخرنا "
    --------------------------
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #16
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    مشت شمس ولينا في ساحة الكلية كانت شمس تقلب أوراقها أما لينا فرافعه صوتها تكرر بعض الكلمات . صوت نغمة الرسائل لجوال شمس ترك كل وحدة تلتفت لثانية
    لينا:-" يمكن ناصر يبغى يتأكد إذا أنا وصلت لأني نسيت أرسل له "
    ولما شافت جولها ناظرت لشمس
    "مهوب جوالي أكيد أنه جوالك "
    طلعت شمس جوالها و لقت رسالة اعتذار من راكان وما كان اعتذار صريح لكن كلمته أدت الغرض اللي لينا تبيه. التفت شمس و عطت لينا الجوال
    " غريبة ما تعودت إن راكان يعتذر كنا دايم نتصالح على طول من غير أي ...."
    ما تدري شمس وش تقول لأنها مستغربه وقالت
    " أنتي قلتي شيء له؟ "
    لينا فعلاً مستغربة لأنها ما توقعت يسوي اللي قالته له وردت على شمس على طول
    " أنتي تعرفين أني أستحي منه فكيف تتوقعين مني أكلمه "
    " هو الولد بيني وبينك من أخذك وتصرفاته غريبة "
    " أنتي ما أنتي زعلانه منه؟ "
    " ومن قال بالعكس أنتي ما تعرفين هذا الإنسان وما تعرفين وش كثر أحبه "
    لينا تمزح
    " أفا عيني عينك ما عليها مني "
    ضحكت شمس وقالت
    " أقول أنسيه الحين قدامنا اختبار يبي له تركيز مو أي كلام "
    انتهى الموضوع إلى هنا و دخلوا في معمعة الكلية من غير ما يكون لموقف الصباح أي تأثير على أحد إلا أنه ترك للينا شيء تفكر فيه .

    -------------------------------------


    الفصل التاسع


    بعد اختبارات لينا بأسبوعين جاء اليوم الموعود اللي كانت تتناسه وتهرب منه. ما كانت تحب تفكر فيه أبداً كان كل يوم يمر تقول أنه لسى باقي معها وقت لكن هي ما تقدر تقول الكلمة هاذي الحين لأن زواجها بكره. صحيح إنها نامت الأسبوع اللي بعد اختباراتها كله من غير هم لكن الأسبوع اللي بعده ما كانت تذوق طعم النوم إلا قليل. تذكرت كل شيء أشترته وجهزته عشان هذا الزواج وقالت في نفسها إنها ما تبيه ما تبغى أي شيء من هذا كله, كل اللي تتمناه إنها تنام في سريرها بعمق ثم تقوم تفتح عينها وتلقى غرفتها نظيفة مرتبه ما فيها إلا كتبها المرمية على الأرض وتعرف إن اللي كانت تعيشه كابوس مزعج انتهت منه. بدت لينا تحس بشمس الحين وتوها تعرف إنها ما تقدر تلوم شمس لما إنها تراجعت عن زواجها. مسكت لينا بطنها وهي تحس بمغص لأنها تخيلت وجه راكان ونظراته. ألشهور اللي راحت كانت تقدر تتهرب منه بسهوله لأن رأس مالها إنها ترمي الجوال عنها بعيد أو تقفله لكن بكره ما تقدر. ثلاث شهور مرت وهي للحين ما تصدق إن زواجها بكره كانت عايشه طبيعي ألين طلع راكان في حياتها وقلب كل أوراقها. دخلت عبير الغرفة وهي تتجنب أغراض لينا والهدايا اللي وصلتها واللي كان أغلبها من عائلة شمس فا بحكم علاقتهم اللي دامت خمس سنوات صارت لينا تعرف كل أخوات شمس وخالتها وعماتها وتعرفت على كل زوجات أخوانها الخمسة في أكثر من مناسبة وعلى بناتهم لكن الشيء اللي حز بنفسها أنه ما في أحد من أقارب أبوها دق يبارك لها وكانت تتمنى على الأقل لو يحضروا حفل زواجها عشان يظهرون لجماعة راكان إن بنتهم غالية عندهم لكن هذا شيء استبعدته من ذهناها يمكن اللي بيحضرون خالاتها وبناتهم وزميلاتها في الكلية. قالت عبير وهي تشوف لينا في سريرها و محتضنة وسادتها
    " هيه لينا نايمه "
    ردت لينا وهي على وضعها
    " لا "
    "طيب يا حلوة لازم تنامين "
    "طالما إنك عارفه أني لازم أنام ليش جيتي ما تشوفيني أحاول "
    اندهشت عبير من لهجة لينا الكسلانة وقررت ترجع من حيث ما جت. رفعت لينا راسها وشافت عبير بتطلع فا على طول انتفضت من مكانها وقالت
    " لا لا عبير لا تروحين "
    " توك تقولين بتنامين؟ "
    " أمزح معك كنت بشوف وش بتسوين "
    " وهذا وقته؟ "
    " الله يعافيك والله أني مليت وأمي مسوية لي حظر تجول عشان أنام "
    ضحكت عبير وجت بتقرب من سرير لينا وقالت
    " يا الله غرفتك زحمه بفتح النور عشان أشوف طريقي "
    لينا صاحت بصوت خفيف
    " لا والله لو جت أمي لتهزئنا كلنا "
    عبير بخطوة خطوة وصلت للينا وجلست جنبها
    " أصلاً أمي كذا كذا بتجي أنتي ناسيه إننا بنودي أغراضك لبيتك "
    " أيه بس باقي...الساعة ما جت تسع "
    "من قال لك الحين الساعة تسع إلا ربع "
    " والله أني أول مرة أتمنى فيها أني أبكي بس ما أقدر! مرة خايفه "
    " أجل وش أقول على المسكينة هيفاء كانت خايفه أكثر منك لأن زوجها ما شافها ولا كلمها أما أنتي فالحمد لله راكان شافك وكلامك و مقتنع فيك "
    " يا عمري يا هيفاء "
    " لا عادي هذا الخوف طبيعي "
    شوي إلا و دق خفيف على الباب رجع صوت الدق مرة ثانية لكن بطريقة غنائية ثم أنفتح الباب بهدوء وشافوا هيئة ناصر لأن نور الممر وراه وقال
    " هيه لينا صاحيه؟ "
    "هش أدخل بسرعة وصك الباب ما فيني حيل أرجع أسوي نفسي نايمه "
    دخل وصك الباب وقال
    " لا انبسطي هي بتجي تصحيك بعد شوي "
    تحرك ناصر وما شاف الشنطه اللي على الأرض فا تعثر فيها وسوى إزعاج كبير. عبير شهقت أما لينا عضت شفايفها ومسكت جوالها وضغطت على مفاتيحه عشان تنور الطريق لناصر اللي مسك رجله وهو جال على الأرض وقال
    " أح وش ذا الشنطة ولو إنها لغم بعدين خلونا نشغل النور "
    لينا :- " لا ناصر أنا عاجبني الجو كذا "
    ناصر:- " والله ولو إننا قاعدين نتسلل لبنك "
    عبير :- " وين أحمد غريبة ما جاء معك؟ "
    ناصر :- " أستني هو بيفقدني الحين و يجي "
    وقف ناصر وجلس معهن فوق السرير وقال للينا
    " الحين وش الزحمة هاذي كلها؟ "
    عبير :- " هاذي أغراض لينا معظم الهدايا ما فتحتها "
    ناصر :- " تبيني أفتحها عنك ترى أنا أحب أفتح الهدايا "
    أحمد وناصر وعبير الوحيدين اللي ما قدموا هداياهم للينا وما اهتمت هي لهذا الشيء كثر ما يهم وجودهم حولها في أخر ليلة لها معهم. في هاذي اللحظة دق الباب ودخل أحمد ولما كان بيفتح النور قال له ناصر
    " لا تفتحه لينا ما تبيه أدخل وصك الباب "
    " ايه بس أخاف اتكرفس على وجهي مع ذا العفش "
    " أستعمل جوالك "
    صك أحمد الباب و انظم مع أخوانه فوق السرير وقال
    " أحس أننا في مداهمة عسكرية "
    ناصر :- " والله أنك صادق "
    عبير :- " أقول شباب ولو أني مو حقت هبال زي لينا لكن أنا أشوف إننا نخلي ذا الليلة غير"
    أحمد :- " وش تقترحين يعني؟ "
    عبير :- " ما أدري أنتم ما شاء الله عليكم أفكاركم غير"
    ناصر :- " خلينا نشوف بطلة الليلة وش ودها بما أن ها الهبال على شرفها "
    لينا :- " أمممممم أنا بيني وبينك مليت من العناية اللي أمي مسويتها لي وكرهت غرفتي اللي حابستني فيها وأبيكم تطلعوني "
    عبير:- " يا حياتي أمي تسوي هذا كله عشانك شوفي بشرتك وش نعمها "
    لينا :- " والله من عرفت نفسي وهاذي هي بشرتي أحس أن هذا كله كلام دعايات "
    أحمد :- " طيب أنتي وين تبين تروحين ؟ "
    لينا تفكر :- " ما أدري "
    ناصر :- " في حل أحمد هو اللي بيروح مع أمي وعبير عشان يوصلون أغراضك ويرتبونها وأنا أخذك و أوديك أي مكان تبين "
    لينا :- " لا ما أبغى أتمشى بالسيارة أبغى ألعب, وبعدين ما أحس حلو لحالنا ودي أحمد وعبير معنا "
    عبير :- " أنا قلت لك أنا مو حقت هبال بس عشانك أنتي بكسر القاعدة "
    أحمد :- " طيب أنا عندي راي أمي غالبا تنام على الساعة 12 وإن طولت بالكثير 1 وقتها نجتمع كلنا "
    عبير:- " لا مو زين للينا لأنها بكرة لا زم تقوم بدري الصباح عشان تنقش من غير أشياء ثانية "
    لينا :-" الله يرحم والديك اللي يسمعك يقول أني أنام كل ليلة الحين "
    ناصر يتفلسف :- " خروجاً عن الخلاف إذا أمي نامت وجينا ولقينا لينا قايمه بنلعب "
    لينا ضحكت وقالت
    " اللي يسمعك يقول عطيتني أغراء عشان أنام "
    ضحكوا كلهم ونسوا حذرهم فا سمعت أمهم اللي جايه أصواتهم و فتحت الباب بقوة معصبه . طبعاً الشباب الكل يحترمهم و لهم ثقل في كل مجلس يحضرونه وكأنهم نسخة من أبوهم في شخصيته القوية لكن إذا صاروا في البيت يصيرون العكس تماما ولأنهم يعرفون إن أمهم ما تقدر تسوي لهم شيء حبوا يضحكون لينا. أحمد قفز و تخبى داخل دولاب لينا وكأنه في ميدان حربي أما ناصر فما كان يمديه بسبب العفش اللي قدامه فأخذ اللحاف وغطى نفسه وعبير بما أنها ما هي حقت هبال جلست مكانها تبتسم ومستعدة تاخذ تهزئ . أفتحت أم الوليد النور و خبطت ناصر على ظهره و هاوشت عبير أما أحمد اللي تخبي بأمان فناصر دل أمه عليه وأخذ هو الثاني علقة. الغريب في نظر لينا إن أمها ما صرخت عليها لأن بالعادة هي اللي تاكلها غير عن أخوانها وعرفت إن أمها تعاملها بشكل مختلف لأنها أخر ليله في عالمها البريء. أم الوليد استغلت وجود الثلاثة في الغرفة وخلتهم يا خذوا كل شيء رتبته لسيارة. لينا فوق سريرها تشوفهم يشلون كل أغراضها ألين انتهوا أخيرا و طلعوا و رجعت الغرفة فاضيه زي ما كانت تتمنى لكن التوتر والخوف لليلة هاذي لازال موجود. رمت نفسها على السرير وهي تناظر لسقف غرفتها وتفكر بلعبه تنسيها كل شيء.

    أخيرا الساعة 12 واللي هو أساسا بداية يوم جديد و من المفترض يكون أسعد يوم في حياة لينا. انتظرت أحد يدخل غرفتها لكن ما جاء أحد وفجأة جوالها دق
    " هلا ناصر هاه وش صار معك؟ "
    "أمي في سابع نومه تعالي لغرفتنا "
    " طيب ثواني و أجيك "
    " لا تتأخرين "
    رتبت لينا سريرها وحطت أكثر من وساده وشي من كتبها ثم غطتها بلحافها ولما اقتنعت بالشكل الوهمي لشخص النايم راحت لغرفة ناصر وأحمد. فتحت الباب و شافت كل واحد من الشباب جالس على سريره وعبير جالسه على كرسي ينتظرونها.
    لينا :-" أكيد أمي نامت؟ "
    عبير :- " أيه "
    ناصر :- " أوكي وش تبونا نلعب؟ "
    لينا :- " أنا لقيت لعبه بس قولوا تم "
    أحمد :- قولي لنا أول ونشوف "
    لينا :- " لا أحمد ما يصلح أنا طلبتكم "
    ناصر :- " ما عليه بما إنها ليله غير بنوافق ما أحد يقدر يقول لعروسه لا "
    لينا :- " أنا فكرت نروح للحوش ونغرق الأرضية صابون ونتزحلق "
    عبير :- " أنتي تتكلمين من عقلك أفرضي تكسرتي "
    لينا تتخيل :- " والله الفكرة ما هي بطالة بالمرة عشان ما أنزف بكره "
    أحمد بنقد :- " بنت أنتي عروسه أنتي ولا وحده مخبولة؟ "
    لينا :- " بلاه أنا اللي بنزف مهوب أنت "
    أحمد:- " حتى ولو أنا عمري ما سمعت أن في وحده بنت قبل عرسها تفكر زيك "
    ابتسمت لينا من كلامه هو قالها بنفسه ما فيه بنت بتسوي كذا أي عروسه ممكن تسلي نفسها بشيء معقول أو إنها تقعد تشوف أغراضها وتتفقدها أما هي فا تبغى تنسى إنها عروسه وتعيش أخر يوم بين أخوانها من غير أي هم أو أي تفكير في اللي ينتظرها بكره وهذا أفضل حل شافته .
    عبير:-" شوفي فكره ثانية "
    ناصر وهو يفكر:- " أنا ما أشوف فيها مشكله "
    أحمد يهاوشه :- " صاحي أنت والله لتضحي فينا أمي قبل العيد "
    ناصر:- " وجهني للقبلة وتشهد علي "
    لينا تتمسكن :- " طالبتكم "
    كل واحد يناظر لخويه فقال أحمد
    "لا لا ما يصلح "
    لينا:- " يا ربي يا أخي أنت وش فيك معقدها ؟ "
    أحمد :- "لأني ما أتوقع أنه ...."
    ناصر :- " يا ابن الحلال مشها "
    أحمد :- " بكيفكم أجل بعدين أنا ما أستغربها منك لأن أنت ولينا عقولكم متشابهه"
    لينا ابتسمت لهم لكن عبير قالت
    " لا وين مروحين؟ عقولكم مقفلة أفرضوا طاحت و تكسرت "
    ناصر :- " أنتي ممكن تتكسرين بس لينا قط بسبع أرواح إن شاء الله ما تطيح وتنكسر"
    أحمد :- " تدرين لينا أنتي بنوته و نعومة و ما تليق عليك العربجه ولعب العيال "
    لينا :-" يا ولد مهوب لآبق عليك دور المربي "
    ناصر:-" بسرعة قبل يسري الليل وعشان ترجع الأخت تنام "
    وقفوا كلهم بيطلعون واعترضت عبير
    " بس... "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  7. #17
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    قال ناصر :-" عبير لا تزعجينا تبين تجين ولا روحي نامي "

    طلعوا للحوش و اضطرت عبير تلحقهم وبدا اللعب ناصر واحمد رافعين ثيابهم و ربطوها عند وسطهم وسراويلهم البيضاء تستر سيقانهم الطويلة وهم واقفين مقابل للينا وعبير . عبير مثل عادتها مرتبة وشعرها الطويل رافعته كعكة فوق راسها أما لينا فثبتت شعرها القصير من كل جهة بأكثر من دبوس كان شكلها فوضوي على غير الأيام الثانية اللي تكون فيها دايما أنيقة. أخذوا كرة صغيرة لعبد السلام وحطوا لهم مرمى بعلب بيبسي فاضيه . الشباب كان معهم مكانس التنظيف بينما لينا وعبير أخذن المساحات. كانوا مبسوطين وهم مسوين نفسهم يلعبون الهوكي وطبعا فريق البنات كان ميئوس منه بوجود عبير اللي ما تحب تجازف أما لينا فما كان عندها مشكله وإذا حست أنها بتزحلق مسكت ثوب أقرب واحد منها . شوي شوي بدوا يدخلون جو اللعب حتى عبير نفسها ما توقعت تنبسط لها الدرجة أما لينا فنست كل شيء في العالم وما عادت تفكر إلا بالفوز المستحيل. أم الوليد نومها خفيف وقامت بسبب صوت الإزعاج اللي تسمعه في الحوش. صراخ الشباب المرتفع وعلب البيبسي اللي كل مرة يصر لها صدى وهي تطيح على البلاط أو تصدم بالجدار. أول ما طلعت مرت على غرفة لينا ولأن الغرفة ظلمة وهي في عيونها النوم ما انتبهت للخدعة. راحت للحوش معصبه وهي تنادي
    " عبير ..عبير .."
    لينا ارتبكت بس حست بسعادة كبيرة في هذا الموقف. ولأنهم ما لبسوا نعل تلخبطوا أحمد وناصر مسكوا لينا ويحاولن يسرعون بها للجهة الثانية من الحوش أما عبير مسكت المساحة و مسويه تشتغل. أحمد ترك ناصر ولينا في نص الطريق ومسك المكنسة وقعد يدعك الأرضية بكفائه عاليه أما المسكين ناصر لما وصل الزاوية وكان بيلف ويسوي حركت تفحيط تزحلق وطاح وكان الجدار أقرب شيء للينا عشان تثبت توازنها وهي تحاول تمسك نفسها من الضحك وناصر يقول لها وهو طايح
    " أمحق منقذ ولو أنني في فيلم بوليسي "
    لينا بصوت منخفض وهي تخنق ضحكتها بس ما هي قادرة
    " بسرعة ناصر قم أمي لا تشوفك "
    وقف ناصر على حيله وملابسه يملاها الصابون وسوى مثل أخوه أحمد ولما أطلعت أم الوليد و شافت الوضع استغربت
    " وش تسوون؟ "
    عبير:- " نغسل الحوش "
    أم الوليد :- " وهذا وقته ؟ وها الثنين وش يسوون هنا؟ "
    أحمد:- " ما جانا نوم قلنا نساعدها "
    أم الوليد :- " وإذا ما جاك النوم تزعج النايمين أنت و أخوك أنا ما صدقت لينا تنام تقومون تثورونها "
    أحمد ناظر في الأرض وناصر اللي فاتح عيونه يشوف الدهشة في عين عبير مثله .
    أم الوليد :- " عجلوا نظفوا المكان وطفوا اللمبات وادخلوا داخل "
    أحمد :- " خلاص أنتي روحي وحنا بندخل بعدك "
    راحت أم الوليد وتركتهم يتلفتون لبعض. رقى ناصر الدرج وهو خايف ينزلق مرة ثانيه , طل مع الباب الداخلي لقى أن أمه راحت بعيد, صك الباب وقال
    " خلاص زال الخطر عن المنطقة الوسطى وما جاورها "
    أحمد بصوت هادي :- " تعالي يا لينا تعالي يا النايمه "
    لينا طلعت لهم وهي تمشي على الصابون بمهل و الابتسامة من فمها الصغير مغطي وجهها اللي اختفى منه الهم ومتورد من كثر سعادتها.عبير لاحظت هذا فقالت
    " مبسوطه الأخت ما عمر أحد فينا تهزئ كثرك واليوم كله نتهزئ عشانك "
    لينا تمزح :- " ما عليكم أنتم قدها وأنا استاهل "
    أحمد :- " أيه حبيبتي بس البركة فيك أنت وصوتك تضحكين وتصرخين وناسية الدنيا وما فيها "
    لينا :- " أمش يا أبو الصوت المخملي "
    ناصر:- " أنا أقول أن الطبخة خربت خلاص بس الجو صار حلو خلونا نريح أشوي وبعدين كل واحد يقلب وجهه لغرفته "
    أحمد :- " هذا هو جو الرياض متقلب ما تعرف له "
    عبير :- " ثواني بس أستنوني بروح وأجي "
    ومن غير ما يقدر أحد يسألها دخلت داخل البيت وتركتهم يجلسون على الدرج .أرجعت عبير وهي جايبه معها أربع علب حمضيات مثلجة وزعتها بينهم وجلست معهم على الدرج
    ولأنهم شافوا لينا أرجعت تفكر قعدوا يقطعون الوقت بالسوالف حتى اندمجت معهم . دخلوا البيت و كلهم أخذوا لهم شاور قبل ينامون ويحطون راسهم على الوسادة وناموا من دون هم إلا لينا اللي بعد الشاور صلحت لنفسها كوب (هوت شاكلت ) وجلست تشربه في غرفتها وتحاول ما تفكر في شيء غير طعمه .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  8. #18
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل العاشر

    أم الوليد :- " لا حول ولا قوة إلا بالله يا بنت الحلال قومي "
    عبير :- " اتركيها علي أنا أقومها "
    كانت لينا ما نامت من الليل ولما شافتها أمها في الصباح توقعتها قايمه من بدري لأنها متأكدة من إنها شايفتها نايمه مبكر. وقتها ما أفطرت لينا إلا على فطيرة صغيرة ثم بدو يرتبون أمورها ولا أرجعت ونامت إلا بعد الظهر. كان نوم لينا إذا جاء بعد تعب نوم ثقيل لو يدخل أحد ويلعب بغرفتها أو يضرب فيها ما تقوم إلا بعد جهد كبير من اللي يقومها. أخيرا فتحت لينا عينها وناظرت لأهلها وقالت بصوت ما هو واضح
    " لا إله إلا الله خير وش فيكم؟ "
    أم الوليد :- " يا بنت قومي الناس صلت العصر "
    لينا تحاول تميز :- " أها طيب!"
    عبير ما تبغى تقول لها وهي توها قايمه من النوم إن وراها زواج عشان ما تربكها لكن أمها صرخت فيها
    " لينا قومي أنتي ناسية إن العرس اليوم قومي بسرعة "
    لينا لما سمعت الكلمة أرجعت ودفنت نفسها في فراشها وغطت نفسها بالحاف. أم الوليد تسحب الحاف بس لينا مسكته بقوه ولما قربت عبير وساعدت أمها بعدوا اللحاف عنها و شافوا لينا وجهها أحمر و دموعها على خدها.
    أم الوليد بحنان واضح في صوتها:- " لا اله إلا الله قومي يا لينا ولا تضيقين صدري "
    لينا :- " طيب خلوني شوي وأنا بقوم "
    أم الوليد كانت بتفتح فمها بس لينا قالت لها :- " شوي بس أغسل وجهي وأصلي بعدين يصير خير "
    أم الوليد مسكت رأس لينا :- " لا تتأخرين "
    طلعت أم الوليد وتركت عبير وراها اللي قربت من أختها وبدت تدغدغها
    عبير:- " قومي قومـي قومــي "
    لينا تبتسم من غير نفس وقالت :- " من متى جاك الهبال؟ قلت لك بقوم خلاص "
    عبير :- " أنتي حاولي ما تفكرين وخلي اليوم يمر طبيعي و بترتاحين "
    لينا :- " عبير ليه ما دخلتي علم اجتماع تصلحين مستشارة أسرية؟ "
    عبير مبتسمة وفي قلبها متقطعة وهي تشوف لينا مسترخية على ظهرها و مغطية عينها بذراعها ودموعها تنزل بصمت. أخذت لينا نفس طويل و لما طلعته ارتخى صدرها وقالت تسأل عبير وهي تعرف أنه من دون فايده .
    " عبير! "
    عبير من غير ما تفتح فمها "همم "
    "ما يصلح أبطل و أفركش الزيجة؟ "
    " ليه قاعدين نلعب؟ "
    " أدري كنت أبغى أتكلم بس "
    " لو ما قمتي الحين ما راح ترتاحين"
    "أقوم ؟ وين أروح ؟ "
    " لينا بلا دلع "
    " طيب "
    تربعت لينا فوق سريرها ومدت يدها وهي تشوف خطوط الحناء برسم جميل على يدها وذراعها. عبير جالسه قدامها وهي تشوف وجهها لأول مرة أحمر لذي درجه ولا سبق إنها شافت لينا تبكي بمثل هذا الشكل الكئيب أبدا واللي زاد ثقل الحزن بقلب عبير إن لينا رفعت شعرها الكستنائي عن وجهها بيدها اليمنى وابتسمت لها ابتسامة صغيرة ذابلة ما سبق إنها ابتسمت مثلها في حياتها .
    * * * *
    لينا على وشك تنزف بعد لحظات وهي بكامل أناقتها وجمالها . كل شيء داخلها على وش ينهار من خوف و رهبت الموقف وهي تشتم في نفسها اللي أبتكر الزفة وحطها شرط لحفل الزواج . دخلت عليها شمس وكان واضح عليها التعب من الرقص و من الدرج الطويل اللي رقته. تبادلت مع عبير كلمات بسيطة ثم التفتت للينا وقالت
    " جاهزة يا لينا؟ "
    لينا :- " يا سهلها وأنتي تقولينها "
    شمس :- " أنتي بس أهدي و خذي نفس عميق واضبطي أعاصبك وإذا جلست على الكرسي أنا بزعجك "
    لينا تتناسى توترها بالمزح :- " أوكي بس بشرط ارتصي جنبي ألين أوصل للكرسي، صيري أنت العريس"
    شمس وهي تلعب بخصلة من شعرها الأشقر الملتف :-" والله أبو الشباب معطيني لوائح حمراء. أقول فيه حل ثاني أتخيلي نفسك ممثله أو بطلة فلم "
    لينا تتصنع الملل:-" فاضيه و تستهبل "
    دخلت هيفاء وهي شايله بنتها الصغير
    " خلصتو بنات الزفة بتبدا؟ "
    لينا :- " شمس إذا أغمى علي أفزعي "
    شمس :- " ما لك هم لا توصين حريص أنتي أنزلي بس و إحنا معك بالدعاء "
    شمس تحاول تلطف الجو بكلماتها الأخيرة بلهجة مصرية ثم همست في إذن عبير
    "بدق عليه جوال نختبره "
    عبير وشمس ضحكن فقالت لينا وهي واقفة ويدها متعلقة في المسكه
    " تتكلمون فيني؟ هين خلو الليلة تعدي على خير إذا ما صفيت أوراقي معكم "
    شمس :- " هذا وهي بتنزف تهدد! "
    عبير :- " لينا هي لينا لو تودينها وين ما وديتيها "
    هيفاء :- " خلاص عاد بنات تعالوا ساعدوني في ترتيب شرعتها "

    وقفت لينا على رأس الدرج وهي تشوفه طويل وأنه بيمر وقت على ما تلمس الكرسي البعيد بما إنها بتمشي خطوة خطوة .ولأن الصالة أظلمت والأضواء كلها عليها ما قدرت تسمع من زفتها شيء غير دقات قلبها اللي بتفجر طبلتها. جميع الأعين تتأمل لينا وزينتها من فستانه اللي بين قوامها ورشاقتها وأبرز مفاتنها بطريقة مختلفة عن أي فستان إلى جمال وجهها و الماكياج اللي أعتمد على ملامحها الجذابة ما كان في ماكياجها أي كثافة أو لون صاخب أو تداخل غريب يفسد جمالها الرباني. باختصار كانت لينا أسطورة في الجمال لكل عين تشوفها. وصلت إلى أسفل الدرج وبدت تمشي على السجاد بثقة تستعيدها مابين خطوة و الثانية لأن التوتر كان يظهر على وجهها ويلحظه البعض ثم يختفي وهذا بسبب أفكارها والصراع اللي داخلها لكن مسحة الخجل أبدا ما اختفت. الوقت يمر ثقيل ولينا جالسة على الكرسي وتتأمل أقارب شمس وهم يرقصون قدامها وهي تبتسم لكل وحده تلتقي بعينها ومثل ما توقعت ما شافت أحد من أقاربها غير خالاتها. كانت تتمنى تشوف عماتها وزوجات أعمامها واللي كلهم عارضو زواجها من خارج القبيلة بحكم أنه يعارض عاداتهم وتقاليدهم .صحيح إن وجود خالاتها أسعدها لكن أقارب أبوها منها وفيها وتحمل هي نفس امتداد أسمهم وإذا كان أحد في الدنيا يذكر فما يذكر إلا بنسب أبوه. قربن منها صديقاتها وباركن لها و أكتفن بالمصافحة عشان ما يخرب ماكياجها. وبعدها اجتمعن مجموعه من البنات وأخليت المنصة لهن وبدن يرقصون الدبكة قدامها بطريقة هادية تناسب أنوثتهن أما شمس فكانت قريبه من لينا وكل ما جاء أحد يبعدها أو يكلفها بشغله كانت تتهرب وتقرب أكثر من لينا اللي كانت ممتنة لها.

    في قسم الرجال كان الوضع غريب بنسبة لأبو الوليد و أولاده لأنها المرة الأولى لهم اللي يحضرون فيها زواج أهل الجنوب ويشوفون عاداتهم وخصوصا ألعرضه اللي تميزهم .كانوا متعودين أن في نجد يكون حفل الزواج عند الرجال هادي متشبع بالكرم وحسن استقبال وأحيانا يحضر فيه بعض الشعار إلا عند بعض القبائل اللي عندها عادات معينة لكن الغالبية العظمى كان يتسم جو الحفل عندهم بالهدوء. كان أبو الوليد يقوم مع أبو راكان بواجب الضيافة وناصر وأحمد كانوا مع راكان اللي صادقوه بعد ملكة لينا وعرفهم الأخير على أخوانه وبعض أقاربه الخاصين ومنهم عبد الله اللي قابلوه مرة أو مرتين من قبل بحكم معرفة أخواتهم. ما تقدم يبارك لراكان من أقارب لينا غير أخوالها ولأن جو الحفل كان صاخب و المعازيم منشغلين بالعرضه ما انتبه أحد لهذا الشيء إضافة إلى أن شخصيه أبو الوليد وأولاده كانت محط أنظارهم وكانوا هم وحدهم يكفون عشان يكونون سند وعزوة وربع لبنتهم. في الحفل تفاجئ أبو الوليد أن صديق له يكنونه أبو سلمان يكون في نفس الوقت صديق قديم لأبو راكان و اعتبروها الاثنين ( أبو الوليد – أبو راكان ) فرصه سعيدة وفاتحة خير إنهم مع مناسبتهم كان في شيء معين يشتركون فيه .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  9. #19
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    تقدمت شمس لأختها و لأم الوليد وقالت لهم أنه لازم ينقلون لينا للغرفة اللي يزفون راكان لها لأنه العادة اللي تسمح لزوج أنه يأخذ عروسة من وسط قسم النساء قلة وصارت الأسر ما تعمل فيها. جلست لينا للمرة الثانية وهي تعد بأصابعها الثواني ومع كثر الصخب والأصوات تحس إنها في حلم ما راح ينتهي على خير خصوصا بعد ما ودعوها أخواتها. الرجال اللي زفوا راكان أبوه وأبو الوليد و أخوان لينا أحمد وناصر أما الوليد فما قدر يدخل ويقابلها بعد اللي صار بينهم. دخل راكان للغرفة وما كان عنده وقت يتأمل عروسه مثل ما كان يتمنى لأن أخوانها وأبوها بيدخلون يسلمون عليها فقرب منها وحط يده على رأسها وتمتم بالدعاء المأثور وجلس جنبها. دخل من بعده أخوانها وأبوها وسلموا عليها و دعو لها ثم انسحبوا بسرعة لأن بعض قريبات راكان موجودات في الغرفة ومتغطيات أما أبو راكان فكان وضعه مختلف. وقف و تأمل لينا بشيء من الإعجاب وهو يشوف البراءة في وجهها البيضاوي والشفافية الحقيقة في العين العربية الواسعة الصافية اللي ترتخي من الخجل أجفانها بأهداب كثيفة طويلة وأستحسن دقة أنفها السليم الناعم اللي ما فيه أي عوج و شفايفها العذبة المختومة بجمال ما أخفاه الروج اللي عليها. بارك لها أبو راكان وهو يحس إن لينا قطعه منه أو إنها وحده من قريباته يعرفها من صغرها وتربت على يده ومن دون ما ينتبه بدا يوصي راكان عليها بحرص واهتمام واضح .كانت طريقته أبويه مع لينا وتركها بأسلوبه تسترخي وتميل له بعد ها لفته الحلوة منه ثم طلع وتركهم. شمس ما صدقت خبر إن ما فيه عنصر رجالي غير راكان فا نزلت عنها العبايه وباركت لركان ونفس الشيء أمه وجدته وكانت الحرمة الرابعة اللي تقدمت وباركت له وهي أم الوليد واللي أول ما بدت توصيه على لينا ما قدرت تمنع نفسها تبكي وكان هذا سبب في تجمع دموع لينا في عينها وهي تسمع صوت أمها المرتجف يقول لراكان إنها أمانة عنده. ساعدت أم الوليد بنتها في العبايه وغطتها وهي تسأل الله لها التوفيق في حياتها. أخيرا لينا تمشي وفي كل خطوة كانت ساقها المرتجفة تهدد بسقوطها كانت تحاول تتأخر في مشيها عشان يسبقها وتمشي وراه لكن راكان مسك يدها ومشى بجنبها والصوت الوحيد المسموع هو صوت الكعب العالي. أول ما طلع راكان من القصر وأخذ عروسه لسيارته شاف ناصر وعبد الله يسولفون هناك. وجود عبد الله كان بحسن نية ومباشرة أول ما أنتبه لراكان من بعيد ترك المكان ودخل للقصر وهو ما يعرف أنه حرق قلب راكان بوجوده اللي ما كان هدفه إلا أنه يدل ناصر على سيارته. قال ناصر
    " خلني أوصلكم يا ركان "
    "كثر خيرك يا ناصر ما تقصر ولا ودنا نثقل عليك "
    " لا ثقل ولا غيره عطني مفاتيح السيارة "
    " يا ابن الحلال..."
    " حلفت ما يوديك الليلة غير أنا "
    أنتبه راكان لعزم ناصر فأعطاه المفتاح وهو اللي منع إخوانه وأقاربه من إنهم حتى يفكرون يسوقون له السيارة. راكان كل ما حسب أنه أخيراً بيكون مع زوجته في عالم لهم هم بس يطلع له مشكلة لكنه قال كلها كم دقيقة وينتهون في مكان لهم لحالهم. فتح ناصر الباب لأخته وما كانت تتوقع إن ناصر يمسك يدها بكل حنو الأخ ويثبتها ويسندها حتى جلست في مكانها. رفع لها فستانها و طرف عباتها وصك الباب من جهتها بكل هدوء وركب السيارة وساقها للفندق اللي حاجزه راكان لليلة زواجه .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  10. #20
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل الحادي عشر

    لينا جالسة على الكرسي بظهر معتدل في الغرفة وهي تشوف راكان ينزل بشته الأسود عن كتفه ويعلقه ثم رجع لها وجلس قدامها وقال بصوت خافت
    "مبروك عليك يا لينا "
    لينا مع توترها ومع الغربة اللي تحسها من المكان ومن الشخص اللي قدامها وهي معه لحالهم وكأنها في معزل عن العالم الخارجي كانت خايفه لدرجت توقعت تبدأ الليلة بمجادل وهي تحس بنار كرهه تحركها لكنها قررت تتمالك نفسها بعد ما تذكرت وصية ناصر و بتأجل حربها إلى بكره و بشكل آلي ردت عليه
    " الله يبارك فيك "
    أبتسم وقال
    " طيب أنا بعد ما فيه لي مبروك! "
    بعدت عينها عنه ولا توقع أن يشوف وجها جامد بارد لدرجة تخلي اللي تكلم معها يشك أنه قال شيء غلط وفعلا هذا اللي كانت تبغى توصله لينا له خصوصا تحت وطأة الحقد والكره اللي زرعها فيها ومع هذا تغاضى راكان عن تصرفها وقال
    " تفضلي "
    التفتت له وشافت في يده علبتين مخمليتين ولأنها تدور شيء يقطع الوقت حتى يأذن الفجر أخذتها منه وفتحتها .العلبة الأولى كان فيها عقد والعلبة الثانية فيها سلسلة ذهبيه ناعمة و علاقتها على شكل قلبين متداخلين و في وسطهم قلب اصغر تزينه كريستالتين بلون البحر قال راكان
    " أعجبك؟ "
    قالت له لينا بصدق
    " بصراحة عندك ذوق حلو "
    " السلسال وخاتمة أبيك تلبسينها على طول وما تنزلينها ابد "
    وتذكرت لينا إن عبير وناصر اختاروا هدية راكان بس هي نست المكان اللي قالت لها عبير إنها حطتها فيه و ما قدرت تقاوم الإحراج في داخلها وهي تشوف أدبه ولطفه في تعامله معها بعكس ما كانت تتخيل. شاف راكان أن اللون الأحمر بدا يزحف من جديد لوجهها فقال
    " تحبين تقولين لي شيء يا لينا أو توضحين لي كيف ودك تبدين حياتك معي"
    ناظرته لينا وسألت
    " هو أنا أقدر أقرر؟ "
    " طبيعي بما إننا بنعيش مع بعض لازم نتفق على نمط حياة معين "
    قالت بنبره هاديه توضح كل المشاعر اللي بداخلها
    " ما أذكر أننا اتفقنا من قبل عشان كذا ما أتوقع أننا نتفق الحين"
    راكان ما حب يفسد ليلة العمر على ما يقولون ولا كان وده أنه يذكر أي شيء سيء فيها لكنه أضطر يقول للينا
    " لينا أبغى منك تنسين كل شيء صار قبل ولا تفكرين إلا في ليلتنا والمستقبل بس غير كذا أنسيه ولا عاد تذكرينه "
    "ما أتوقع أني أنسى "
    " هذا الشيء أنا ما راح أناقشه معك الحين لأن هذا مهوب وقته "
    تأملها وبدل ما يقول اللي كان يبيه تردد ولأنه كان فاتحه فمه سبقه لسانه وبدون تفكير سألها
    " تعشيتِ؟ "
    لينا تفاجئت من السؤال صحيح إنها متقطعة من الجوع بس هاذي ما هي طريقة يرغبها في الأكل وردت على سؤاله
    " أيه "
    فضحك راكان من موقفه وعرف إن سؤاله غبي لأنه ما في أحد في ليلة زواجه يقدر يأكل خصوصا البنات اللي يمكن يمر اليومين قبل زواجها وهي ما تأكل فكيف بليلة الزواج قال راكان وهو يحاول يصلح الجو
    " حتى أنا بعد تعشيت "
    ناظرته لينا وفي عينها الشك ولأنه كان مبتسم من موقفه ابتسمت له من غير ما تشعر . وقف وهو يرفع عقاله ويسحب الشماغ و يرتبه بطريقه معينه ويعلقه بالعقال. تأملت شعره الأسود الناعم اللي لأول مرة تشوفه كان طوله يتجاوز أذنه و أعجبتها طريقة يد الحلاق اللي قدرت تضبط قص شعره بشكل مرتب يناسب وجهه ويزيد من جماله من غير ما يقلل من هيبته. فكرت في نفسها وهي تشوف راكان أنه يتميز بوسامة عربية وجاذبية غريبة ما انتبهت لها من قبل ولو كان اللي جمعهم سبب ثاني كان ممكن تفكر إنها تسعده لكن الوضع يختلف عن اللي تتمناه. راكان يتصرف بشكل طبيعي من حولها وحركته الأخيرة في نزعه لشماغه والظهور بشكل غير رسمي خلت أعصاب لينا ترتخي و الغربة اللي كانت موجودة عندها بدت تتلاشى. سمعوا صوت جرس فا طلع من الغرفة وصك الباب بعده وأستقبل مضيف الفندق اللي رتب العشاء لهم بشكل أنيق يلاءم المناسبة وطلع وهو يقدم تهنئة الفندق له بطريقة رسمية. راكان تأخر شوي وهو يتوقع أنه يعطيها وقت عشان تقدر تبدل ملابسها بعد كذا وقف وطق الباب ولما فتحه لقى لينا في مكانها مثل ما تركها. في نفسه حمد ربه إن فستانها ما هو منفوش ويصعب حركتها فأخذها معه عشان يتعشون بس أول ما جلست لينا معه حول الطاولة عرفت أن أي لقمة بتدخل فمها بتسبب لها عسر هضم وفضلت الجوع على إنها تاكل قدامه. لكن راكان ما عجبه وضعها وبدا يتكلم ويسأل أسئلة هو يعرف أجابتها سابقا وكل هذا عشان يخليها تسترخي و تاكل وبعد ما ألح عليها إنها تاكل أخذت العصير و شربت منه شوي ورجعته زي ما كان ولا عاد مدت يدها مرة ثانية وهذا اللي ترك راكان يقوم وهو متقطع من الجوع. لينا حمدت الله إنها بعدت عن الطاولة لكن متضايقة من لبسها ودها تغير ولا هي قادرة بسبب وجود راكان معها ولما شافت الساعة غبطت بنات الحجاز على عادتهم لأن الزواج عندهم يخلص قبل الفجر أما راكان فا فكر انه يقترح عليها تروح للغرفة وتبدل ملابسها لكن تراجع وهو يحسب لردت فعلها لأنه واضح عليها إنها بدت تسترخي واحمرار وجهها تدريجيا اختفى لو كان في بيته كان لقى شيء يسويه كونه ياخذها على كل غرفة فيه أو يخليها تطلع على صور العائلة وهنا جت له فكره يتكلم فيها مع لينا. مر الوقت بشكل ثقيل وبطيء وعين لينا تشكي النوم بس ما تقدر و أجفانها تقاوم عشان ما يبين النعاس فيها. بقوا على وضعهم حتى جاء صوت الأذان وقطع الصمت فأستأذن راكان منها وأتوضأ وغير ملابسه وقال لها أنه بيرجع بعد الإقامة. المكان فاضي وهادي وتقدر لينا الآن تتحرك براحتها لكن تفكيرها مشغول بطريقة راكان لأنه طلع مع الأذان مباشرة وكان واضح أن هذا عشان يعطيها وقت تقدر ترتب فيه نفسها وهي اللي كانت تتخيل أنه بيكون مثل الشباب اللي يعتقدون أن وقت الزواج الواحد ما يصلح يطلع من البيت حتى ولو جاء وقت الصلاة. ما ضيعت لينا من وقتها شيء بدلت فستانها وفكت تسريحة شعرها وراحت وغسلت وجهها و استعدت لصلاة وبعد الصلاة زينت وجهها بالمكياج و لبست فستان الصباحية وكان لونه أصفر غير فاقع وتركت شعرها منسدل ومن باب الشكر لراكان على موقفة الأخير لبست السلسال والخاتم وثبتت الحلق على إذنها ثم بدت تفتش بسرعة على هدية راكان اللي أخذ ناصر وعدها إنها تقدمها له ليلة. لقت الهدية فأخذتها و راحت و جلست بالصالة تنتظره وهي تحس ان رغبتها في النوم زادت. راكان جلس بعد الإقامة يقرأ ورده اليومي وهو يفكر إن هذا يعطيها الوقت إنها بعد ما ترتب نفسها تروح تأكل زي ما تحب لأنه رتب لها أشياء متنوعة في المطبخ وبعد ما انتهى أستغفر وسأل الله من فضله ورجع للفندق. فتح الباب وهو يتنحنح ينبها انه دخل و أنصدم وهو يشوفها جالسة على الكنبة بزينتها وكأنها تنتظر ضيوف كان يتوقع إنها بتلبس على الأقل لبس منزلي هادي يساعدها على النوم اللي يشوفه في عينها لكنه فهم إنها بدت حربها الخاصة ببعادها عنه وإن كانت تعتقد إنها بتصعب الأمور في وجهه فهي غلطانة لكنه حب يكون سهل معها بما إن كل أفكارها سوداء عنه. قال راكان بنبرة خافته وهو يمشي لها
    " لينا تبين تنامين؟ "
    " لا ما فيني نوم "
    راكان في نفسه يردد يا كذابة لأنه هو بعد يبغى ينام لكن قال
    " طيب تبين نفطر؟ "
    " لا أنا شبعانة الحمد لله "
    عقد حواجبه وكان في طريقة للمطبخ بيتأكد لكن لينا قالت له
    "راكان "
    "هلا "
    ما قدرت تقول كلمة تناسب فا مدت له الهدية اللي كانت منزعجة منها وكارهه نفسها بسببها. أخذها راكان و طلع صندوق خشبي لامع من تغليفه و لقى ساعة فخمة ومعها كرت احمر مزين بطريقة رومانسية أول ما طلع الكرت أنصدمت لينا لأنها أول مرة تشوفه فتح راكان الكرت وارتسم على وجهه ابتسامة عذبة وألتفت للينا بنظرات غريبة استنكرتها وقلبها حارقها تبى تعرف وش مكتوب لأنها الآن متأكدة إن هذا مقلب من مقالب ناصر. ما لقى راكان طريقة مناسبة يكافئها فيها على الهدية إلا انه حضنها وقبل راسها وقال
    "تسلمين "
    لينا متجمدة في مكانها وجهها محمر وبشرتها حارة وقلبها يخفق بشكل مجنون صحيح إنها تنفر منه لكن ما كانت تتوقع مثل هاذي الجرأة من أول يوم لهم
    "لينا ترى أمي وجدتي بيجون الساعة عشر و نص فنامي عشان تقدرين تقابلينهم"
    هزت رأسها وقالت
    "إن شاء الله "
    ومع هذا ما تحركت من مكانها، شاف راكان أن ما بليد حيلها فتركها و راح للمطبخ يتأكد إذا هي أكلت شيء من اللي حطه لها لكن كل شيء زي ما هو. فتح الثلاجة وشاف كل الفواكه على ما هي عليه علب العصير وقطع البسكوت كل شيء في مكانه ما أحد لمسه رجع لها وقال
    " لينا أنا بنام تبين شيء أطلبه لك؟ "
    "لا "
    تركها وصك باب الغرفة بصوت مسموع ورمى نفسه على السرير و غمض عيونه . جلست لينا ربع ساعة وهي تحاول تتأكد من إن راكان نام، نزلت كعبها ومشت على روس أصابعها وحطت أذنها على الباب وما سمعت أي حركة فتأكدت من أنه نام لأنه ما هو معقول تمر ربع ساعة ويكون صاحي وما تسمع أي حركة منه. مشت للمطبخ بسرعة بتشرب عصير يملئ معدتها، فتحت الثلاجة وهي تتوقع ما تلقى عصيرها المفضل لأنه قليل اللي يحبونه لكنها طلعت غلطانة و لقت أكثر من علبه لعصير الطماطم وهي ما تعرف أن راكان اللي رتب وجودها أخذت علبتين وشربتها الوحدة ورى الثانية ثم أرجعت لصالة .تمددت لينا على الكنبة وحطت وسادة تحتها رأسها و وقتت جوالها على الساعة تسع عشان تقوم قبل راكان ولأنها ما نامت أمس إلا ثلاث ساعات دخلت مباشرة في نوم عميق . أي شخص ينام في مكان غير مكانه و ما تعود عليه ما راح يرتاح في نومته ولا حتى يقدر يطول في نومه أكثر من ثلاث ساعات حتى لو كان تعبان .صحت لينا وهي تحمل هم الآم اللي بتحس فيه برقبتها المنثنية وظهرها بسبب الكنبة لكنها انتبهت إنها تنام على شيء ناعم و ممددة على جنبها الأيمن براحة عرفت أنها في حلم وما راح ينقطع إلا إذا فتحت عينها . تدريجيا ارتفعت أجفان لينا و ركزت بصرها قدامه وهي تشوف بشكل ضبابي ومجرد زالت غشاوة النعاس عن عينيها لقت نفسها تحدق في صدر راكان العاري وهو مسند رأسه على يده اليسرى المرتكزة وعلى وجهه ابتسامة هادية كان ينظر في عينها و هو يفهم القلق اللي فيها أنشلت لينا لثواني وما عادت تعرف إلى إي جهة تتحرك فقال بهمس
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-12-2016, 11:32 PM
  2. لا ترفع الأطفال الصغار من أيديهم إلى أعلى
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى منتدى الطفل - الرضاعة - التربية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-12-2011, 09:18 AM
  3. توتنهام يتفوق على تشيلسي ويضم بينار من ايفرتون
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الرياضة العربيه والعالميه
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-01-2011, 07:27 AM
  4. الجزيرة تزور فلسطينية أهينت بالأسر
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-10-2010, 05:26 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك