أبو يزيد البسطامي الإمام المفترى عليه من ذويه ( الجزء الثاني )سئل أحد العارفين بالله ، هل الولي يطير ؟ ، فقال : أتباعه ومريديه يجعلوه يطير !!! ...
ولنا في ذلك مثال حي الإمام الورع "عبد القادر الجيلاني" طيب الله ثراه ، الذي ثبت تقواه عند أهل السنة و الجماعة ، ومنهم شيخ الإسلام "ابن تيمية" طيب الله ثراه ...
ولكن ما دون عنه في الكتب مثل كتاب "سر الأسرار ومظهر الأنوار" وكتاب "الفيوضات الربانية في المآثر و الأوراد القادرية " ، استعصى فهمه حتى عن بعض الخواص ، وعن العوام ، وجعلها أهل السنة و الجماعة وقفاً ، توقيراً ، لهذا الشيخ الفاضل ...
وحقيقة الأمر أن هذه الكتب هي مدونات من أتباع وتلاميذ الشيخ عبد القادر الجيلاني ، لا تتوافق مع منهج الإرشاد الذي كان قائماً عنه في عهده ...
فقد كان رضي الله عنه ، يلقي درسه في مجالس مفتوحة يأتيها القاصي و الداني من كافة الناس وكان يزيد مريديه و قاصديه يوم بعد يوم من سعة علمه وسهولة فهمه ، فقد كان رضي الله عنه مثل جده صلى الله عليه و آله وسلم ، يخاطب الناس على قدر عقولهم ، ومنهاجه منهاج السنة و الجماعة ، و كلامه من حسن سمته وورعه ، يحرك الوجدان ، ولو كان غير ذلك ، لانفض الناس من حوله ، ولما بلغ عدد مريديه في بغداد فقط أكثر من سبعين ألف ...
و السيئ في شأن الشيخ الجيلاني أيضاً ، هو ما نسبه له مريديه ، من الكرامات الكونية ، ومنها الطيران ، ويقال أنه سمى الباز الأشهب لذلك ، وهذا خطأ كبير ...
فقد سمى رضي الله عنه باسم الباز الأشهب ، من سعة فهمه على الله ومعرفته العالية به ، وقوة بصيرته بالحكمة و الحق ، والأشهب أي الرمادي وهو خلط الأبيض بالأسود ، أي أن حاله كان التورع عن الدارين ، لأنه كان يريد وجهه الله وحده ...
وقد ورد ذلك في موقف طريف حدث معه رضي الله عنه ، أن مريديه تناقلوا عنه إن الذباب لا يقاربه ، فقال لمريديه عندما سمع بالأمر ، وعلى ماذا يأتي الذباب ، لا دبس الدنيا ، و لا عسل الآخرة ...
ثم قال إن الذباب يأتي على نجاسة ، و الله سبحانه وتعالى تفضل علينا بالماء الطهور فأكثرنا التطهر به سنه ونافلة ،فطهر أجسادنا كما طهر سرائرنا بحسن الإيمان به ...
أما سلطان العارفين "أبو يزيد البسطامي " رضي الله عنه ، فلم يكن لديه مجالس إرشاد كالباز الجيلاني ، و لا مدونات ...
وكان مريديه الصغار من لزمه و لزم خدمته ، أما مريديه الكبار فكانوا كبار العارفين و الأولياء في زمانه ، الموزعين في الأمصار و من بينهم ذو النون المصري ، ولم يكن لأبو يزيد البسطامي أي كرامات كونية ، و لا حتى كرامات قلبية ظاهرة من شدة تقواه وورعه ، إلا ما ندر وقصد به وجه الله ...
وقد كان في سلوكه وأخلاقه على قدم الصديق الأكبر "أبو بكر" رضي الله عنه وأرضاه ، و نفعنا بهداه ...
فكان أبو يزيد لا يريد من الله إلا الله ، تأسياً بالصديق الأكبر رضي الله عنه الذي يقول : ( رأيت الناس مريدي دنيا ، ومريدي عقبا ، فكنت مريد المولى عز و جل ) ...
فكان ممن أخلص قلبه لله ، أو أسلم وجهه له ...
لقوله تعالى : ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [البقرة : 112] ...
يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : ( قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان ، وجعل قلبه سليما ، ولسانه صادقا ، ونفسه مطمئنة ، وخليقته مستقيمة ، وأذنه مستمعة ، وعينه ناظرة . فأما الأذن فقمع ، والعين مقرة لما ينوي القلب ، وقد أفلح من جعل الله قلبه واعيا ) ، رواه الإمام أحمد في "مسنده" ، و أبو نعيم في "حلية الأولياء" ، و المنذري في "الترغيب و الترهيب" ، و الهيثمي في "مجمع الزوائد" ، وقال : إسناده حسن ، و كذا السيوطي في "الجامع الصغير" ...
فكان البسطامي رضي الله عنه ، كثير العزلة قليل الكلام ، لأنه ذاق خالص معرفة الله عز وجل ...
يقول الصديق الأكبر رضي الله عنه : ( من ذاق من خالص معرفة الله شيء ، شغله ذلك عما سوى الله واستوحش من جميع البشر ) ...
فقد كان يقول رضي الله عنه : ( حلاوة المعرفة الإلهية ، خير عندي من الدنيا و ما فيها ، أعلى عليين ، لو فتحت لي أبواب الجنة الثمانية ، و أعطيت الدنيا و الآخرة ، لما ساوى ذلك عندي أنيناً في ليلة سحر ) ...
ومعروف عن الصديق الأكبر أبو بكر أنه كان يصدر أنين في بكائه ، وهو يستغفر بالأسحار وكان رضي الله عنه وأرضاه يغيب في صلاته غياب الميت عن الدنيا من شدة الخشوع تعظيماً لله وتوقيراً ...
يقول العباس بن حمزة : ( صليت خلف أبي يزيد الظهر ، فلما أراد أن يرفع يديه ليكبر ، لم يقدر!!! ، على ذلك وهابة أن يقول : الله أكبر إجلالاً لله عز وجل ، وارتعدت فرائصه ارتعاداً هالني فيه ) ، ورد في "المواهب السرمدية" للعلامة الزملكاني الكردي { ص : 75 } ....
وكان البسطامي رضي الله عنه يقول : ( إن من خواص الله أناس في الجنة ، إذا حجب عنهم الله استغاثوا من الجنة كما يستغيث أهل من النار ) ...
لقوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ۞ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) [القيامة : 23] ...
أي مشرقين بنعمة النظر إلى وجه الله ...
ويبين ذلك قوله تعالى : ( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ) [المطففين : 24] ...
وقوله عز وجل : ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) [الإنسان : 11] ...
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ) ، رواه الترمذي في "سننه" ، قال : حسن صحيح ...
ومن رحمة أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه بالخلق وحرصه على هداية الله لهم ، أنه دعا الله مرة قائل : ( إلهي إنك خلقت الخلق بغير علمهم ، وقلدتهم أمانة بغير إرادتهم ، فإن لم تعنهم فمن يعينهم ؟! ) ...
وبذلك يكون حذا حذو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ...
في قوله تعالى : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [القصص : 56] ...
وقوله عز و جل : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ) [الكهف : 6] ...
وقوله عز من قائل : ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) [الشعراء : 3] ...
وقوله وهو أصدق القائلين : ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) [فاطر : 8] ...
ومن حكمته بالرحمة رضي الله عنه قوله : ( من نظر إلى الناس بعين العلم مقتهم ، ومن نظر إليهم بعين الرحمة عزرهم ) ...
وقد كان حالة التجريد و التفريد بأن كل أفعال الله وصفاته تنطوي بها رحمة الرحمن اسم ذات الربوبية ...
لقوله تعالى : ( قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى .... ) [الإسراء : 110] ...
وقرأ مرة على بعض تلاميذه ، وأعوانه من الأولياء و العارفين ، قوله تعالى : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) [البروج : 12] ...
ثم أطرق وصمت بره ، ثم قال : " إن بطشي أشد " ...
فقال أحدهم و كيف ذلك يا إمام !!! ...
فقال : " إن بطش الله مهما اشتد فهو رحمة تعلوها رحمة ، و إن بطش ابن أدم مهما لان فهو قسوة من غير الرحمة " ...
لقوله تعالى : ( وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) [الشعراء : 130] ...
واستغل يهود أصفهان رحمة البسطامي فنسبوا له القول المنكر : " أنه مر على مقابر اليهود فقال : من هؤلاء حتى تعذبهم ، كف ، عظام جرت عليها القضايا ، اعف عنهم " ...
وقال مرة : ( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله ) ...
ومعناه أي خضنا في بحر معرفة الله نغترف من فيضه ، بعد أن انتهى الأنبياء من الخوض فيه بعصمتهم بالله ...
يقول الله تعالى : ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) [الكهف : 109] صدق الله العظيم ...
وقد وثق العلامة الوارث النقشبندي "محمد أمين الكردي الزملكاني الأربلي" طيب الله ثراه ، ما صح عن سلطان العارفين وأجلاء السادة النقشبندية ، في كتاب "تهذيب المواهب السرمدية في أجلاء السادة النقشبندية" ...
وهو ككتاب "صحيح الجامع " للعلامة "ناصر الدين الألباني" رحمه الله ، المعتمد عند أجلاء علماء السلفية بجمع وتوثيق الصحيح من الحديث الشريف ...
إلا أن المطبوعات الحديثة منه واقصد كتاب "تهذيب المواهب" تعرضت لبعض التحريف ، وقد وجدت ذلك عندما قارنت نسخة طبعت عام 1416 هـ بأخرى طبعت عام 1327 هـ ، بالعهد العثماني ، فوجدت اختلاف سلبي في النصوص وتغيرات في السلسلة النقشبندية بعد العارف الرباني "ضياء الدين خالد نقشبند" طيب الله ثراه ...
و من النصوص المزورة فيما يخص سلطان العارفين "البسطامي" طيب الله ثراه ...
ما ورد في طبعة 1907 م الموافق 1327 هـ ...
( رأيت الحق في منامي يقول لي : يا أبا يزيد إنك عندي مقرب ، بأي شيء تقربت ؟ قلت : بالزهد بالدنيا يا رب ، فقال يا أبا يزيد : أولم تعلم أن الدنيا لا تساوي عندي جناح بعوضة ، ففيما زهدت ؟ قلت : إلهي! . أستغفرك فاغفر لي سوء أدبي وجهلي بالصواب ، فإن أذنت لي فقد تقربت إليك بمعرفتي بك . فقال يا أبا يزيد : أولم تعلم أنك ما عرفته هو قليل ، فبما عرفتني ؟ . قلت : عرفتك بك و بفقري إليك يا رب . فقال عز من قائل : الآن أقبل فقد قبلناك ( ...
ما ورد في طبعة 1996 م الموافق 1416 هـ
( أوقفني الحق بين يديه و قال : يا أبا يزيد بأي شيء جئتني ؟ قلت : بالزهد في الدنيا ، قال : إنما مقدار الدنيا عندي جناح بعوضة ، ففيم زهدت ؟ ، قلت إلهي أستغفرك من ذلك ، جئتك بك "أو قال بالافتقار إليك" ، فقال عند ذلك قبلناك ) ...
أما في كتاب "الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية" للشيخ "عبد المجيد الخاني" رحمه الله المطبوع عام 1997 م الموافق 1417 هـ و المحقق من قبل "محمد خالد الخرسة" ...
ورد فيه النص المسبوق كالتالي : ( أوقفني الحق بين يديه و قال : يا أبا يزيد بأي شيء جئتني ؟ قلت : بالزهد في الدنيا ، قال : إنما مقدار الدنيا عندي جناح بعوضة ، ففيم زهدت ؟ ، قلت : إلهي ! أستغفرك من ذلك ، جئت بالتوكل عليك ، قال ألم أكن ثقة فيما ضمنت لك ، قلت أستغفرك ، جئتك بك ، أو قال : بالافتقار إليك . فقال عند ذلك : قبلناك ) ...
قال لي أخ بالله متخصص بالحديث الشريف منهجه سلفي ، لقد قمنا بجمع ، نسخ متعدد لكتاب "سنن الترمذي" ، مطبوعة بتواريخ متفاوتة ، وفي دول متعددة ...
فوجدناها كلها متطابقة و الحمد لله ...
وهذا إن دل فإنما يدل على الدقة المحدثين في نقل الأثر المحمدي الشريف عبر القرون ...
وهو ما يفتقده كثير من كتاب ومدونين المتصوفة ...
وبعد فبالتدقيق بالنصوص السابقة بالمطبوعات الثلاثة ، وجدت النسخة الأقدم هي الأصح ...
فجملة ( رأيت الحق في منامي ) تتوافق مع كتاب الله ...
لقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) [الشورى : 51] ...
ولا يتوافق مع جملة ( أوقفني الحق بين يديه ) ، لأن هذا مظهر أخروي ، لا يكون بالدنيا بحالة الصحو ...
أما الجملة ( أولم تعلم أن الدنيا لا تساوي عندي جناح بعوضة ) ، فهي صحيحة لتوافقها مع القرآن والسنة ...
لقوله تعالى : ( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [الأنفال : 67] ...
وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ) ، رواه الترمذي في "سننه" ، و المنذري في "الترغيب و الترهيب" ، وقال : إسناده صحيح أو حسن ، و السيوطي في "الجامع الصغير"، و الزرقاني في " مختصر المقاصد " ، وقالا : صحيح ، و صححه الألباني في "صحيح الترمذي" ...
ويسند هذا الحديث قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم : ( أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ) [التوبة : 38] ...
وقليل عند الله تحقير لقدر الدنيا ...
وكلمة قليل عند الله مفتوحة بالقلة أي أدنى من جناح بعوضة كما ورد بالأثر الشريف أعلاه ؟!! ...
ومعناها أن الدنيا لا تساوي عند الله شيء
لذلك الجملة : ( إنما مقدار الدنيا عندي جناح بعوضة ) ...
تجعل للدنيا مقدار عند الله وهو مخالف لواقع النص القرآن وصحيح الأثر الشريف ...
أما الجملة الثالثة : ( تقربت إليك بمعرفتي بك . فقال يا أبا يزيد : أولم تعلم أنك ما عرفت إلا القليل ) ...
فهي صحيحة ...
لقوله تعالى : ( َمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) [الإسراء : 85] ...
وقوله عز وجل : ( وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ) [البقرة : 255]
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط غرس في البحر من مائه ) ، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" بلفظ : ( مخيط ) ، و السيوطي في "الجامع الصغير" ، بهذا اللفظ وقال : حسن ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" بلفظ : ( غمس ) ...
أما جملة ( جئت بالتوكل عليك ، قال ألم أكن ثقة فيما ضمنت لك ) ...
فهي خاطئة من الناحية الشرعية و العقائدية ؟؟!!! ...
لأن الثقة بالله لا تتخالف مع التوكل على الله ، على العكس فالثقة تنتج التوكل لأن الثقة بالله هي الإيمان ، ولأن الإيمان الحق هو تصديق مبني على توثيق ...
لقوله تعالى : ( َمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة : 256] ...
و قول الله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [الأنفال : 2] ...
ومما تقدم نجد دقته رضي الله عنه وتورعه وأن عقيدته هي عقيدة أهل السنة و الجماعة ...
وما دون ذلك هي أباطيل الغاية منها الإساءة لأعلام الإسلام ...
نهاية الجزء الثاني ...
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات