تحقيقات نيابة امن الدولة تؤكد قيام الجاسوس الصهيوني بزيارة سيناء لمراقبة خط الغاز ورصد ردود أفعال فتح معبر رفح والأنفاق
تحقيقات نيابة امن الدولة تؤكد قيام الجاسوس الصهيوني بزيارة سيناء لمراقبة خط الغاز ورصد ردود أفعال فتح معبر رفح والأنفاق
الحقيقة الدولية – سيناء – القاهرة - محمد الحر
كشفت تحقيقات نيابة امن الدولة العليا طوارئ أن الضابط الصهيوني "إيلان تشايم جرابيل "الذي اعتقلته السلطات المصرية ووجهت له تهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الصهيوني " الموساد " بهدف الإضرار بأمن مصر القومي كان يتحرك بين عدد من المحافظات المصرية الحدودية مع فلسطين المحتلة وخاصة محافظة شمال سيناء وتحديداً مدينة العريش العاصمة بهدف مراقبة خطوط الغاز والتفاعلات بين المصريين والفلسطينيين وردود الأفعال على فتح معبر رفح البري ورصد حركة الأنفاق واستمرار عمليات التهريب من خلالها.
وأشارت تحقيقات النيابة إلى أن جهاز " اللاب توب " والهواتف المحمولة التي ضبطت بحوزة المتهم كشفت عن شبكة من الاتصالات تجمعه مع آخرين وجاري جمع التحريات والاستعلام عنهم بالإضافة إلى معلومات خطيرة ومهمة تتعلق برصد أحداث سياسية وأمنية واقتصادية وكتابة تقارير مفصلة عنها.
وكشفت التحقيقات التي يشرف عليها المستشار طاهر الخولي المحامي العام بنيابات أمن الدولة المصرية أن الجاسوس الصهيوني دخل مصر بتأشيرة مزورة صادرة من إحدى الدول الأوروبية وأن المهام الموكلة إليه كانت التواجد في المناطق التي يتواجد بها مؤيدو الرئيس السابق وقياس ردود أفعال المصريين تجاه المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة.
وواجهت النيابة المتهم بما ورد خلال التحريات التي تم جمعها والأجهزة التي عثر عليها بحوزته وداخل الفندق الذي كان يسكن به وسط القاهرة وتبين من التحقيقات أن المتهم كان موكلا إليه مهمة مراقبة الحدود المصرية الفلسطينية عقب اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس وكذلك قياس ردود أفعال المصريين المتواجدين بالقرب من محافظات سيناء وتحديدا مدينة العريش علي قرار المصالحة بالإضافة إلي مراقبة خطوط الغاز المصري للكيان الصهيوني.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا طوارئ أن المتهم دخل البلاد بتأشيرة مزورة باعتباره مراسلاً صحافياً لإحدى الجرائد الأجنبية من الولايات المتحدة الأمريكية وكان في انتظاره مجموعة من المراسلين الأجانب الآخرين الذي جمعته بهم اتصالات مسبقة وانه قد قام بوضع خطة عمل منذ أن لحظة وصوله إلى القاهرة تقوم على التنقل بين أماكن حيوية مهمة أبرزها ميدان التحرير ومصر الجديدة بالإضافة إلى ميدان مصطفى محمود لرصد حركات وتفاعلات مؤيدي الرئيس السابق محمد حسنى مبارك والأسباب الرئيسية لتأييدهم لهم وللقوات المسلحة .
فيما أكد الخبير الأمني المصري اللواء "سامح سيف اليزل ":أن جواز السفر "الإسرائيلي "الذي ضبط بحوزة الجاسوس غير مزور وهذا ما أثبتته المخابرات المصرية بعد الكشف عنه وباعتراف الجاسوس أيضاً إضافة إلى أن جوازات السفر "الإسرائيلية" يصعب تزويرها.
وأشار إلى أن كيان العدو اعتاد أن يجند جواسيس مزدوجي الجنسية لتورط دول أخرى معها وينكر دورها مشيراً وهذا الأسلوب تتبعه أجهزة الأمن الصهيونية وخاصة الموساد مشيرا إلى أن الحكومة الصهيونية لم ترسل محامى للدفاع عن الجاسوس حتى الآن في محاولة منها للتخلص من مسئوليتها.
وأكد اللواء "سيف اليزل" أن شباباً مصريين تقدموا أمس بعدة بلاغات ذكروا بها أن الجاسوس الصهيوني كان قد اتصل بهم من قبل وتواصل معهم فى ميدان التحرير كما أدلوا بشهاداتهم أمام نيابة امن الدولة العليا بعد التعرف عليه من خلال الصور التي بثتها وسائل الإعلام مؤكداً أن اعترافات الجاسوس وما كشفته التحقيقات حتى الآن يؤكد أنه يعمل لصالح الموساد الصهيوني.
وأوضح "سيف اليزل" أن الجاسوس الصهيوني كان يزور مسجد الأزهر باستمرار في الصباح حيث يلتقي المصلين ليتعرف على اتجاه السياسات في مصر خلال الفترة القادمة وهل ستكون دينية أم لا؟ وكان يذهب ليلا لقهوة بوسط البلد ليلتقي المثقفين حيث يستقى منهم المعلومات ثم يذهب في نهاية الليل إلى عدة أماكن مشبوهة ليلهو مع فتيات الليل .
وأشار إلى أن المخابرات العامة كانت على علم بكافة تحركات الجاسوس الصهيوني وكانت تحصل على نسخ من المعلومات التي كان يرسلها لكيان العدو بشكل فوري من خلال مراقبة جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص به وتحتفظ بها لاستخدامها كأدلة إدانة ضده، مؤكدا أن المجلس العسكري أذاع بيانا منذ فترة يحذر من وجود دخلاء يريدون العبث بأمن مصر، وكان يشير لهذه القضية بعينها فى هذا الوقت .
وأوضح "سيف اليزل" أن الجاسوس تم التحقيق معه في نيابة أمن الدولة العليا ثم يتم نقله لأماكن مجهولة يتم تغييرها باستمرار لتضليل الكيان الصهيوني مشيرا إلى ذكاء الجاسوس وأنه مدرب حيث تمكن منه الدخول وسط الشباب وتكوين صداقات معهم حيث يتحدث العربية الشامية ويبهرهم بمعلوماته ويصل بالشباب إلى النقاط التي يهدف إليها ببساطة وسهولة دون إثارة الريبة فيه مشيرا إلى أنه كان يدعى أنه مراسل صحافي لعدة صحف أوروبية ووكالات وكان يحاول استقطاب الشباب للعمل معه.
وأكد مصدر امني أن المخابرات العامة المصرية بعد استيفائها كافة الأدلة قدمت القضية لأمن الدولة العليا، التي وافقت على القبض على الجاسوس بعد اطلاعها على المستندات كاملة وتم القبض عليه فى فندق ثلاث نجوم بواسطة ضباط المخابرات ووكيل أمن الدولة العليا ،وأن صحيفة "معاريف" نفت معرفة "إسرائيل "بهذا الضابط – المتهم - غير أن مصر لم تتلق حتى الآن أى تعليق على القضية من الجهات الرسمية الصهيونية إلا أن الجاسوس طلب محام للدفاع عنه فأخطرت مصر رسميا السفارة الصهيونية لجلب محام للدفاع عنه ولم تتلق الرد حتى الآن.
وأكد المصدر الأمني أن الجاسوس الصهيوني كان لديه أربعة مهام لينفذها على أرض مصر وهى جمع المعلومات عن الواقع والمستقبل المصري ثم إثارة المظاهرات وإشعالها وأيضا إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب وأخيرا تجنيد بعض الشباب بأسلوب الفرز مضيفا أن التقدم التكنولوجي أصبح الآن لا يكفى لإتمام عمليات التجسس أو الاستخبارات بين الدول لأن المعلومات أصبحت متاحة للجميع من خلال التكنولوجيا ووسائل الإعلام والإنترنت وأصبح الاتجاه والاعتماد على العناصر البشرية التي تتكشف من خلالها النوايا.
وأوضح المصدر أن الحكومة الصهيونية لديها أجندة من الأسئلة التي طرحتها خاصة بعد الثورة ليجيب عنها المتهم"إيلان تشايم" من خلال عمليات متتابعة من التجسس داخل مصر، مؤكدا أن "إيلان" قدم إلى مصر قبل الثورة حوالي خمس مرات إلا أن المخابرات كانت تراقبه باستمرار، وتم تصويره في كل الأماكن التي ذهب إليها هذه المرة حتى أنه طلب التعرف على الإسلام بهدف اعتناقه.
وأكد أن "إسرائيل "تريد الاطلاع على كافة أحوال مصر كدولة مجاورة ومعرفة من سيقود الحياة السياسية فيها ومن هو الرئيس القادم وما مصير ومدى العلاقة بين الإخوان وحماس وتأثير تعمير سيناء عليها ودور الثوريين وثقلهم في الحكومة القادمة ومن هو وزير الدفاع القادم ورئيس الأركان وعلاقتهم بأمريكا والكثير من الأسئلة الأخرى المطروحة على الأجندة الصهيونية.
وفي سياق متصل نقلت صحف معاريف وهاآرتس ويديعوت أحرونوت والقناة الثانية للتليفزيون الصهيوني وإذاعة صوت "إسرائيل" تصريحات مسئولين رسميين فى حكومة بنيامين نتانياهو أكدوا فيها أن "إسرائيل "على اتصال مع الإدارة المصرية والإدارة والأمريكية لمتابعة هذه القضية، وذلك على الرغم من أن تل أبيب حققت في اتهامات القاهرة للمواطن الصهيوني "إيلان تشايم" وتأكدت من أن هذه الاتهامات غير صحيحة ومجرد "هراء".
وأوضح المسئولون الصهاينة أن "إيلان تشايم" المتهم بالتجسس على مصر يحمل الجنسية الأمريكية بجانب جنسيته الصهيونية لهذا بدأت السفارة الأمريكية فى القاهرة بالتدخل في القضية لتتولى أمر مواطنها الذي يجمل جنسية الولايات المتحدة الأمريكية وقام القنصل الأمريكي في مصر بزيارته لمعرفة المكان المحتجز به والاطمئنان على حالته.
وأكدت والدة الجاسوس "إيلان تشايم" التي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية لوسائل الإعلام الصهيونية أنها تمكنت من إجراء مكالمة هاتفية لابنها المحتجز في مصر بتهمة التجسس وتم ذلك بالتنسيق مع القنصل الأمريكي في مصر الذي كان يزوره وتلقى مكالمتها الهاتفية من أمريكا ومكنها من الاطمئنان على حالة نجلها.
المصدر : الحقيقة الدولية – سيناء – القاهرة - محمد الحر 14-6-2011
رد مع اقتباس
المفضلات