*** حوادث دهس مزيفة تفتعلها عصابات ابتزاز .... !!! ***
تتنامى احداث نصب واحتيال بتكرار يوشك ان يصنع منها ظاهرة اخذت تنتشر عبر مناطق عمان العاصمة، وانتقلت الى مدن رئيسية اخرى، تقوم على صياغة موقف يفضي الى ابتزاز المواطن تحت طائلة اللجوء الى الجهة الامنية، اذا لم يستجب هذا المواطن المغلوب على امره، لمطالب ما يمكن ان تدعوه عصابة تنافق بأنها تقوم بعمل خير، واصلاح ذات بين، حتى اذا ما تحقق ما خططت له ووصلت الى غايتها التي تكون غالباً مبلغاً من المال، تقاسمت الغنيمة، ثم انتقلت الى نصب فخ آخر توقع به مواطناً مسكيناً اخر وهكذا دواليك، بحيث لا ينتهي النهار، او ساعات العمل التي حددتها هذه العصابة او تلك، الا وقد جمعت مبلغاً لا بأس به جاءها كما يقولون على البارد المستريح وامام اعين الجهات المعنية بأمان المواطن الذي لا يدري كيف يفلت من براثن هذه العصابات.
السيناريو بسيط جداً، ومقدور عليه، ولا يحتاج الى كثير مهارة، او مؤهلات محددة، يبدأ في البحث عن الضحية، والضحية هنا هو سائق مركبة الذي يجب ان يكون امرأة بالدرجة الاولى، أو شيخاً كبيراً طاعناً بالسن، من الذين يقودون مركباتهم على الهوينى، ثم بعد ذلك يأتي اختيار الموقع الذي يجب ان يكون مزدحماً وحركة المرور فيه كثيفة وتسارعها معقول، بعد ان يتوفر هذان العنصران يأتي التنفيذ على شكل ادعاء بأن هذه المركبة بقيادة امرأة او شيخ قد صدمت احد افراد العصابة، الذي يتظاهر بالالم بعد ان صدمته مرآة المركبة مثلا او طرفها الجانبي دون ان ينتبه السائق، عندها تبدأ تتشكل ملامح حادث صدم ملفقة، بعد تدخل الافراد الاخرين الذين يبدأ احدهم بالتأكيد على ضرورة مراجعة احد المستشفيات.
الا ان فرداً اخر، يبادر بالتدخل، فيرى ان الحادث لا يستدعي الذهاب الى مستشفى خاص، الذي سوف يبالغ في التكاليف، اضافة الى ان المستشفى سوف يقوم بالتبليغ عن وقوع حادث الصدم، مما يزيد من تعقيدات الموقف مع ما يترتب على هذا التبليغ من مراجعة مركز الامن الذي قد يجد نفسه مجبراً على توقيف مرتكب الحادث الى ان يتم تحويله الى المحكمة في اليوم التالي، هكذا تترسم صورة كاذبة قاتمة للتداعيات، التي يمكن الغاؤها جميعها! كيف؟ بمنح الذي تعرض للصدم مبلغاً من المال، يغطي تكاليف معالجته التي سيتكفل بها وحده دون الاشارة الى الحادث او مرتكبه، هكذا في ضوء هذه الصورة الكاذبة يجد.. او تجد مرتكبة الحادث المزعوم ان السلامة في الاستجابة لهذا الابتزاز، ودفع المبلغ المطلوب، كي يذهب كل في طريقه.
هذه العمليات كلها مزيفة، والمراكز الامنية تعرفها جيداً، وهي على علم بحيثياتها، وتملك الفراسة لتعرف حجم النصب والاحتيال القائم فيها، وهي حين تقع يدها على أي منها، تلتزم العدالة وحفظ حقوق المواطنين كافة، سواء السائقين منهم او من تعرض فعلاً لحادث من حوادث السير، بعيداً عن الابتزاز والسيناريوهات التي تنفذها هذه العصابات، بقي ان ننبه المواطنين والمواطنات الى انه يجب عدم الاستجابة لهؤلاء النصابين، والمبادرة الى مراجعة المراكز الامنية التي يجب ان لا نسمح لأحد ان يرعبنا من مراجعتها فهي حريصة كما اسلفنا على احقاق الحق، حتى نساعد الجهات الامنية التي تقف لهذه العصابات بالمرصاد، كي تنظف المناطق منها، ويعود الامن والامان لحركة المركبات التي يحكمها العقل والروية بعيداً عن الاستهتار والطيش.
جريدة الراي الأردنية
(نزيه...)
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبوبه
المفضلات