احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تسعون عاماً على نشأة الدولة الأردنية مستقرة متجذرة في تاريخ الحضارات

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064

    تسعون عاماً على نشأة الدولة الأردنية مستقرة متجذرة في تاريخ الحضارات

    عمان - بترا - اخلاص القاضي وبشار الحنيطي - تسعون عاما مضت على نشأة الدولة الاردنية التي نهلت مبادىء انطلاقتها من فكر الثورة العربية الكبرى وعزيمة الهاشميين الاحرار الذين عاهدوا الله على الوفاء للوطن وتقديم الغالي والنفيس من اجل استقلاله وسيادته ورفعته ونمائه.
    تسعون عاما على وطن غال متجذر في عمق التاريخ , فكانت الدولة الاردنية المبنية على قيم حضارية وانسانية وسياسية راقية انسابت لتشكل دولة عصرية , عصية , متجاوزة كل معيق الى بر الامان والاستقرار الذي نجح بفضل القيادة الهاشمية المظفرة في الحفاظ على مكتسبات الاستقلال لننعم بوطن كان وما زال اولا , وليحيا مواطننا كاغلى ما نملك في ظل دولة القانون والمؤسسات.
    هي تسعون سنة في المفهوم السياسي لنشأة الدولة , لكن ارض الاردن مهد لحضارات عريقة طوعت الحياة عليها بذكاء فطري لتقيم المرافق المذهلة كشاهد عيان على التقاء عبقرية الجغرافيا بعبقرية الإنسان الذي اكد حضور الأردن في تاريخ الحضارة البشرية بقوة.
    مؤرخون واكاديميون تناولوا في الذكرى الخامسة والستين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية تاريخ نشأتها بشغف المتتبع لسيرة وطن انبثق من فكر مبدع ومبادىء تحترم انسانية الانسان.
    واشاروا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى ان الاردن تأسس ومنذ تسعين عاما على مبادىء الحرية والاعتدال والوسطية ولم يحد ابدا عن نهج الشورى في الحكم ما اوجد علاقة تعاقدية رائعة بين القيادة والشعب صان دعائمها استقرار رسخ جذوره جيش عربي باسل وامن مغوار لا تغمض له جفن.



    المؤرخ والباحث الدكتور بكر خازر المجالي يقول بهذه المناسبة الغالية والتي تتقاطع مع الذكرى التسعين على انشاء الدولة الاردنية ان الاردن كموطن وبلد اسس في الاصل على فكر ومبادىء النهضة التي افضت الى الثورة العربية الكبرى التي كان لها فضل ايجاد دول عربية كاملة نقلت العرب الى مفاهيم السيادة والاستقلال بعد ان غيبت الدولة العربية لمدة اقتربت من ستة قرون.
    ويضيف انه وخلال حقبة هذه القرون لم تشهد السماء العربية رفرفة لعلم عربي واحد , ولم يعرف العرب عملة او دستورا او جواز سفر او طابعا بريديا او اي مؤشر او رمز من رموز الدول المستقلة ذات السيادة والهوية الواضحة.
    بيد ان انطلاقة الثورة العربية الكبرى فرضت ظهورا للانظمة والقوانين ورفعا للراية العربية وسكا للعملة واصدارا لارواق النقد , اذ صدرت وفقا لقول الدكتور المجالي تلك الاوراق النقدية عام 1918 حيث يشير التاريخ الزاخز بالوثائق التي تثبت حقيقة ذلك بان الشريف الحسين بن على طيب الله ثراه امر بتصميم اوراق نقدية ضمن خمس فئات , كل فئة منها حملت صورة لحاضرة من الحواضر العربية في مؤشر واضح على الفكر العربي القومي الذي حمله الهاشميون حتى قبل الاعلان عن تأسيس الامارة.
    فيما كانت الراية بالوانها الدلالة, امتدادا كما يقول للتاريخ العربي الزاخر بالبطولات منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مرورا بجميع العهود الاسلامية حتى يومنا هذا.
    ويتابع : وبعد ذلك ما كان من المغفور له سمو الامير عبدالله بن الحسين الا وزحف رافعا راية الثورة العربية الكبرى وفكرها ومبادئها, ليصل الى عمان في الثاني من اذار من عام 1921 ويبدأ بتأسيس الدولة الاردنية التي نهضت بآمال الامة العربية وافكارها وطموحاتها وتوقها للسيادة والاستقلال.
    وتم كما يوضح انقاذ منطقة شرق الاردن من كل المخططات الرامية الى الحاق هذه المنطقة بكيان غريب , لتنمو الدولة الاردنية وتبدأ بالتطور منذ الاستقلال الاول الذي نسميه استقلال الارض والسيادة المؤرخ في الخامس والعشرين من ايار لعام 1923 , حيث تم فيه تثبيت اركان الدولة الى ان انتزع الاستقلال الناجز في الخامس والعشرين من ايار لعام 1946.
    وينوه هنا الى ان منح الاردن الاستقلال من على منبر هيئة الامم المتحدة كان في السادس عشر من كانون الثاني من عام 1946 , اي بعد اقل من ستة اشهر على انشاء تلك المنظمة الدولية التي اعترفت باستقلال الاردن وحقه في الحرية والسيادة لافتا الى ان المملكة هي اول دولة عربية تمنح الاستقلال في الامم المتحدة , وذلك بعد المذكرات الاردنية الى الحكومة البريطانية والتي طالبت بالاستقلال منذ عام 1941 وحتى نهاية عام 1945.
    ويشير الى ان فرحة الاردنيين بالاستقلال عمت الاردن حيث بدات بعد ذلك مرحلة الاعداد لاعلان الاستقلال الكامل حيث ترتب على ذلك سفر سمو امير البلاد عبدالله بن الحسين ورئيس الوزراء انذاك ابراهيم هاشم الى العاصمة البريطانية لوضع الترتيبات النهائية لاعلان الاستقلال.
    ونجم عن تلك المفاوضات كما يبين توقيع المعاهدة الاردنية – البريطانية في الثاني والعشرين من اذار من عام 1946 , الى ان كان توجيه الملك المؤسس بالاحتفال بمناسبة الاستقلال في الخامس والعشرين من ايار لعام 1946 تيمنا بتاريخ الاستقلال الاول.
    ويشير الدكتور المجالي الى انه وفي يوم الاستقلال الذي وافق يوم سبت ابتدأت المراسم الاحتفالية وفقا لبرنامج معد بعناية حيث القى المغفور له جلالة الملك عبدالله المؤسس خطاب الاستقلال الذي هنأ عبره الامة العربية والاردنيين بهذا الحدث السعيد , حيث لم ينس جلالته طيب الله ثراه ذكر فلسطين بقوله : « واننا لا ننسى الكليمة فلسطين «..
    ومن ثم جرى التوقيع على وثيقة الاستقلال في قصر رغدان العامر , والتوجه الى مجلس الامة في جبل عمان «لتتم قراءة التعديلات الدستورية على القانون الاساسي لامارة شرق الاردن وتعديل التسمية من امارة الى المملكة الاردنية الهاشمية , وتسمية امير البلاد بملك المملكة الاردنية الهاشمية».
    ويبين ان فرحة الاردنيين باستقلالهم كانت غامرة اذ امت الوفود المهنئة قصر رغدان العامر , وقدمت قوات الجيش العربي الاردني عروضا عسكرية في منطقة ماركا في مشهد يبشر بدولة اردنية قادرة على توفير الامن والامان والمحافظة على الاستقلال والبناء عليه نهضة واعمارا.
    ويشير الى ان القضية الفلسطينية كانت وما زالت حاضرة في فكر الهاشميين الاحرار , فمنذ لحظة الاستقلال كان نداء جلالة الملك المؤسس لنصرة القدس واضحا , حيث عقدت اول قمة عربية وهي قمة ( انشاص ) في مصر بعد ثلاثة ايام على اعلان الاستقلال والتي عقدت بحضور زعماء مصر والسعودية وسوريا واليمن والعراق ولبنان والاردن , وفيها قرروا اعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية .
    ويقول انه منذ اليوم الاول لاستقلال المملكة الاول منذ عام 1921 كان جلالة الملك المؤسس يسعى لتطويرها وتهيئتها لتكون صاحبة الارادة والسيادة والتي تملك حق قرارها الكامل بنفسها مشيرا الى ان الاستقلال لم ينتزع بلا تضحيات حيث كانت مشاركة القوات الاردنية المسلحة في الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء في الدفاع عن الحق , ما اهل الاردن جيشا وشعبا ليكون في مستوى جيوش الحلفاء وعكس استحقاقه الحصول على الاستقلال وتمتعه بالسيادة.
    يقول الدكتور المجالي ان الدولة الاردنية التي لها من العمر 90 عاما لم تأل جهدا في توفير كل سبل الرعاية والاهتمام للشعب وتطوره ونمائه ورفاهه , فكانت المؤسسات والدوائر والمدارس والجامعات والمستشفيات والملاعب وغيرها من البنى التحتية التي بدات منذ نشأة الدولة واستمرت حتى يومنا هذا الذي يشهد عمرانا عانقت فيه الابراج السحب واكتست المدن والقرى والارياف حلل المجد والتطور .
    ويضيف ان دعائم الدولة الاردنية راسخة رسوخ الصخر العصي على عوامل التاريخ , فكانت القوات المسلحة الباسلة التي وفرت لها الدولة كل سبل الرفعة والعدة والعتاد رمز الاستقلال وعنوان التضحية في ميادين الشرف حيث خاض بكل عنفوان حرب 1948 وتمكن من الحفاظ ببسالة وايمان بعدالة القضية الفلسطينة وتمسكه بالارض العربية على القدس والضفة الغربية , كما لم يتوان لتلبية نداء اي عربي احتاج للعون.
    ويذهب الدكتور المجالي الى ان الاردن اسس ومنذ تسعين عاما على مبادىء الحرية والاعتدال والوسطية ولم يحد ابدا عن نهج الشورى في الحكم , حيث شكل الامير عبدالله بن الحسين اول لجنة محلية تمثل مقاطعات المملكة لتتولى اعداد نظام انتخابي , ووضع قانون متعلق بالحياة النيابية والتشريعية.
    ويبين انه وبموجب القانون الاساسي للدولة الذي صدر في السادس عشر من نيسان لعام 1928 ويعد اول دستور للدولة الاردنية سميت حكومة شرق الاردن باسم امارة شرق الاردن , حيث تضمن القانون كذلك بنودا خاصة تنظم عملية الانتخاب في الدولة وعلى اساسها جرت اول انتخابات تشريعية في الوطن العربي كله انذاك , لتمضي المجالس التشريعية الخمسة وتستمر الى ان تم الاستقلال الكامل في عهد المجلس التشريعي الخامس.
    غير ان الانتداب البريطاني وفقا للدكتور المجالي حال دون الحياة الديمقراطية المنشودة وعطل سيرها , لكنه لم ينجح في تعطيل مبدأ الشورى من فكر الهاشميين , ورغم هذا التعطيل الا ان الاردن شهد ولادة الاحزاب البرامجية مبكرا والتي كانت تركز على اهمية الهوية الاردنية والتحذير من الهجرة اليهودية الى فلسطين , والتأكيد على العلاقة بين الحكومة والشعب في اطار التشاركية وتكريس مبدأ الاخلاص للدولة , فأثرت الاحزاب الحياة السياسية واستمرت بدورها والذي برز منذ اول انتخابات نيابية عام 1947 وخلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي التي شهدت صراعات ايديولوجية.
    ويشير الى انه وفي عام 1956 كان المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كلف رئيس حزب فاز بالاغلبية البرلمانية وهو سليمان النابلسي بتشكيل حكومة مطبقا جلالته نصوص الدستور والملكية الدستورية ما يؤكد على مؤسسية الدولة واحتكامها الى النصوص الدستورية.
    ويقول الدكتور المجالي « حين نستعرض مسيرة المملكة بكل مناحيها الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية نجد ان التميز والنماء والتطور والتقدم الملحوظ هي عناوين طالت تلك المناحي منذ تسعين عاما وحتى الان , في ظل ادراك حقيقي لمصالح الشعب انطلاقا من ان الانسان محور التنمية وهدفها وهو الاغلى في كل التوجيهات والتوجهات , ما اوجد علاقة تعاقدية رائعة بين القيادة والشعب صان دعائمها الاستقرار الذي رسخ جذوره جيش عربي مظفر وأمن لا تغمض له جفن حفاظا على الوطن والمواطن «.
    ويقول : تسعون عاما مضت على نشأة الدولة , لكن للاردن جذورا ضاربة في عمق التاريخ وما غابت عنه الحضارة ابدا , والاردن اليوم هو استمرار طبيعي لحضارات عريقة عاشت على الارض الاردنية , اذ لا تكاد تخلو مساحة صغيرة من الاثار الشاهدة على كل الحضارات المتعاقبة من رومانية وبيزنطية الى يونانية وصولا الى عصور الخلافة الراشدية والاموية والعباسية والفاطمية والايوبية والمملوكية والعثمانية.
    ويضيف الدكتور المجالي « نريد ونحن نعيش افراح الاستقلال ان نؤكد على واجبنا في الحفاظ على مكتسباته التي افضت الى اردن العزم والارادة والتميز والانجاز , نخدم وطننا ونقدم له الغالي والنفيس , نتطلع باستمرار الى اردن النموذج برعاية قائد الوطن المفدى حفظه الله ورعاه «.
    تقول رئيس قسم التاريخ في الجامعة الاردنية الدكتورة غيداء خزنة كاتبي ان تسعين عاما من عمر الدولة الاردنية لم تأت من فراغ , بل ان الارض الاردنية راسخة في جذور التاريخ حيث كان اول بناء حضاري مدني في الاردن في مناطق مختلفة مثل عين عزال والموقر وغيرها مضيفة ان بناء الدولة جاء على اسس متينة حيث التنوع الحضاري والسكاني.
    وتبين ان اساس بناء أي دولة هو وجود السكان والارض , ما جعل الاردن يتطور بطريقة انسيابية ومتسلسلة وصولا الى دولة متطورة بشكل طبيعي وسلس .
    ووفقا لرئيس قسم التاريخ في جامعة اليرموك الدكتور احمد الجوارنة فان نشأة امارة شرق الاردن منذ عام 1921 كانت نتاجا منطقيا للثورة العربية الكبرى الهادفة الى توحيد الاقطار العربية في آسيا تحت شعار ( المملكة العربية ) , الامر الذي حدا بالزعماء العرب في آسيا عام 1916 الى مبايعة الشريف الحسين بن علي ملكا على العرب.
    ويضيف : غير ان هذا المشروع الوحدوي الطموح قوبل بكثير من العقبات في ظل وجود الاستعمار الامر الذي افشله ولم يمكنه من الصمود سوى على الارض الاردنية , عند تأسيس الدولة بقيادة المغفور له جلالة الملك عبدالله المؤسس عام 1921 , في حين اجهض هذا المشروع في كل من سوريا والعراق.
    وينوه الدكتور الجوارنة الى ان الاردن ومنذ ذلك التاريخ بقي ولغاية الان عصيا على التحديات رافعا شعار وحدة الامة العربية , فكان الاردن وما زال يحمل على عاتقه رسالة القومية والعروبة ومظاهر الوحدة بين ابناء الامة العربية الواحدة.
    ويشير الى ان الاردن نشأ وتأسست معه قيم اجتماعية وسياسية وفي مقدمتها الدستور الاردني الذي يعد من الدساتير المتقدمة , والذي اكد على كرامة الانسان الاردني وحقوقه وواجباته لا سيما فيما يتعلق بحرية التعبير والانخراط في التجمعات السياسية.
    ويشير الى ان ما حققه الاردن خلال تسعين عاما من عمران وتقدم ونهضة ونماء كان نتاجا طبيعيا للارادة السياسية التي كرمت الانسان الاردني وجعلته محور التنمية ضمن بيئة تشريعية ركيزتها الحرية والمساواة وحقوق الانسان.
    ويقول ان القيادة الهاشمية تميزت بالتاكيد على توسيع قاعدة المشاركة الشعبية وانتهاج الديمقراطية ما اوجد قناعة فكرية تصالحية من الشعب مع قيادته خلال مسيرتها التاريخية المظفرة.
    ويبين ان نبذ الهاشميين لاوجه التسلط والاستبداد اوجد بيئة ديمقراطية للمعارضة التي لم تتخذ ابدا منذ نشأة الاردن وحتى الان موقعا لها خارج حدود الوطن بل انها كانت على الدوام جزءا من التركيبة السياسية كنموذج للعمل الديمقراطي الذي حافظ على حقوقها.
    ويوضح ان ديمقراطية الاردن منذ بدايته جعلته قادرا على المضي قدما بانتهاج سياسة الاصلاح السياسي , فكان دستور عام 1952 الذي وضعه المغفور له جلالة الملك طلال بن الحسين والذي حدد النظام على اساس نيابي ملكي وراثي كنموذج استراتيجي متقدم وهام في مسيرة التطور والتنمية السياسية.
    واشار الى ان الاصلاح في الاردن ليس وليد السنوات القليلة الماضية بل ان الدولة الاردنية ومنذ البداية اسست على قيم حضارية وانسانية وسياسية راقية متجاوزة اية معيقات داخلية او خارجية.
    وتقول استاذة التاريخ الدكتورة هند ابو الشعر ان ذاكرة الأردن التاريخية غنية بالزمن الحضاري ، وتشكل عبقرية الموقع الجغرافي الركيزة الأولى للبدايات التاريخية على أرضه الذي يربط آسيا العربية بإفريقيا العربية ، ويشكل حلقة الوصل بين مصر والعراق ومعبرا من بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية ليكون معبر الحركات والهجرات السكانية عبر العصور والفعاليات التجارية والمواصلات والممر الذي تتلاقى عليه حضارة الشرق بالغرب.
    وتضيف : وعطفا على هذه المنطلقات فاننا نبدأ قراءتنا لنجاح قيام إمارة شرقي الأردن , فعبقرية الجغرافيا التي تبدأ بالموقع ، تتسع لتشمل التنوع الجميل في التضاريس والمناخ ونمط الحياة ، فعلى أرض الأردن تلتقي مظاهر حياة الريف والبادية ، وتتحول القرى تبعا للظروف التاريخية إلى قصبات ومدن ، ورغم شح المياه.
    إلا أن ذكاء الحضارات التي نشأت على أرضنا كما تقول الدكتورة ابو الشعر طوعت الحياة لتقيم المرافق الحضارية المذهلة والتي ما تزال شاهد عيان على التقاء عبقرية الجغرافيا بعبقرية الإنسان ، وما حضارات عين غزال ( 7500 ق . م ) وحضارة جاوه في البادية الشمالية ثم التسلسل الحضاري لكل من العمونيين والمؤابيين والأدوميين والأنباط إلا الشاهد الذي لا يمكن للعين أن تتجاهله ، على حضور الأردن في تاريخ الحضارة البشرية بقوة .
    وتبين ان القوى الدولية حاولت في العصور القديمة الوصول إلى أرض الأردن ، لضمان السيطرة والنفوذ سياسيا وتجاريا ، وهو ما حققه اليونان والرومان والفرس ومن قبلهم الفراعنة والأشوريون ، وترك اليونان والرومان والسلوقيين والبطالمة آثارهم القائمة حتى يومنا هذا ، والتي تؤشر على المكانة الخاصة لأرضنا في الميزان السياسي الدولي عبر التاريخ.
    وفي استعراضها التاريخي لعراقة الاردن ليس منذ تسعين عاما وحسب , بل الى تاريخ متجذر في الحضارة الانسانية تقول الدكتورة ابو الشعر انه ومع قدوم العرب من شبه الجزيرة فاتحين لنشر الإسلام ، كانت القبائل العربية توطنت في أجزاء من بلاد الشام ، ومنها شرقي الأردن التي كانت منطقة العبور لحركة الفتوحات الإسلامية ، وعلى أرض الأردن تتابعت الدولة العربية الإسلامية المتسلسلة من الراشدين إلى الأمويين إلى العباسيين مرورا بدول استقلت عن بغداد ومدت نفوذها إلينا من الدولة الإخشيدية إلى الطولونيين ثم الفاطميين والأيوبيين والمماليك.
    وتتابع : ولا ننسى القيمة الاستراتيجية للأردن , فهو المفتاح دائما لكل من يحكم بلاد الشام أو مصر أو الحجاز ، وعندما وصل العثمانيون إلى مرج دابق وقضوا على المماليك ، أصبح شرقي الأردن جزءا من الدولة العثمانية بين سنوات 1516 و 1918 , وهي من المراحل الطويلة في تاريخنا الحديث.
    وحول توق الدولة الاردنية الى الحرية منذ القرن التاسع عشر تقول انه ومع تزايد التعسف التركي بتولي الإتحاديين للسلطة واندفاعهم نحو تتريك العناصر الخاضعة للدولة ، أصبحت الحاجة للنهوض العربي وتحقيق الذات القومية مطلبا يستحق من أجله بذل الروح والدماء على الأرض للحصول على الاستقلال والحرية ليحكم العرب أنفسهم بأنفسهم ، وتحقيق حلم الناس بالحرية والاستقلال , حيث وجد العرب في القيادة الهاشمية الملجأ المأمول لتحقيق الذات والحفاظ على الارض التي تهددتها السياسة المتشددة للدولة العثمانية.
    وتشير الى انه وعندما ألقى فيصل بن الحسين بعقاله على الأرض وصاح محتجا على إعدام أحرار العرب : ( طاب الموت يا عرب ) وعندما أطلق الحسين بن علي الرصاصة الأولى ، بدأت صفحة جديدة وحاسمة في تاريخ العرب ، وتنادى أحرار العرب وتجمعوا في غضبة لا مثيل لها في تاريخنا الحديث ، وتحولت أراضي شرقي الأردن مسرحا للعمليات الحربية التي قادها فيصل بن الحسين ومعه القبائل العربية من أهالي شرقي الأردن ، والقادة من العسكريين المدربين من العراق وسوريا وفلسطين وشرقي الأردن ، وقد دارت على أراضينا معارك حقيقية ومؤثرة ، وكان انتصار العرب على أرضنا بداية لتحقيق الحلم القومي والوطني بالحرية وبناء أول دولة وطنية بعد أن خضعت طوال أربعة قرون لحكم الأتراك.
    وتقول الدكتورة ابو الشعر لقد تشكلت على أرض الأردن بين تشرين الأول 1918 وتموز 1920 أول حكومة عربية ، ومارس العرب إدارة أنفسهم بأنفسهم ، وأصبحت السجلات تسمي الأهالي وتصفهم بأنهم ( من التبعية العربية ) بدلا من التبعية العثمانية.
    وتضيف انه ومع مطلع عام 1921 كانت شرقي الاردن تدار من قبل حكومات محلية ، وكانت مهيأة لقيام وطن يحقق فكر الثورة العربية الكبرى وهو ما تحقق بدخول الأمير عبدالله إلى عمان ، وهو يحمل فكر الثورة التي تمثل الحلم العربي ، فالتفت من حوله الزعامات الوطنية وساندته العشائر الأردنية والأهالي الذين ذاقوا طعم الحرية ، وتشكل في تاريخ شرقي الأردن التمثيل الحقيقي للدولة الوطنية الحديثة.
    وتقول « قبل تسعين عاما بدأ أجدادنا تحقيق دولتهم الوطنية ، وقد تشربوا فكر الثورة العربية الكبرى وحاربوا من أجل استقلالهم , وبدأ بناء المؤسسات الأردنية بلا إمكانات مادية حقيقية ، وبعدد محدود من السكان ، ولكن بعزيمة صادقة ، لا يستطيع أحد أن يتصور اليوم أننا ونحن نتمتع بدولة عصرية متطورة بمؤسساتها التعليمية ومدارسها ومصانعها وأسواقها ومدنها المزدحمة بالسكان ومؤسساتها المالية والإعلامية وطرق مواصلاتها واتصالاتها الواسعة والمتعددة وسفارات العالم التي تمثل كيانات دولية متعددة على أرضنا , لا يستطيع أبناء هذا الزمن أن يصدقوا أننا قبل تسعين عاما من اليوم كنا نخطو خطوات التأسيس».
    وتضيف « وللحق ، فإننا نحن الذين نقرأ تاريخ المرحلة بوثائقها ومصادرها ، نشعر بالفخر والدهشة لما تحقق من انجازات سابقت الزمن ، وجعلتنا ونحن نقف على أرض مطارات العالم ونحمل جواز سفرنا الأردني ، نحس بالفخر وشعوب العالم يحترمون قيادتنا وفعاليات أبناء وطننا من مبدعين وأكاديميين وطلبة علم واقتصاديين وأطباء ومواطنين عاديين.
    وتشيد الدكتورة ابو الشعر بدور الجيش العربي الاردني الباسل في الحفاظ على مكتسبات الدولة واستقلالها وتثبيت دعائم الاستقرار فيها الى جانب طاقات الإنسان الأردني ووعي القيادة الهاشمية المظفرة لافتة الى ان كل ذلك كانت وما تزال عوامل اساسية شكلت في تسعين عاما دولة للعلم والتطور في ظل قيادة تحمل إرث الثورة العربية الكبرى.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669





    شكرا لنقل الخبر
    دمت بخير وبركة


    اختكم بالله


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jul 2010
    الدولة
    في عيونها
    المشاركات
    2,590
    معدل تقييم المستوى
    16
    شكراً لنقل الخبر الله يعطيك العافية

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    اشكرك على نشر كل جديد
    ارق واجمل تحية
    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  7. #7
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    اشكرك على نشر كل جديد
    ارق واجمل تحية
    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  8. #8
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. الأردنيون ينفقون 136 مليون دينار على السفر للخارج بشهرين 23-04-2015
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار الاردن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2015, 06:51 AM
  2. كيفية قفل الواتس اب برقم سري - طريقة قفل الواتس اب برقم سري
    بواسطة A D M I N في المنتدى منتدى عالم الموبايلات والاجهزة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-01-2015, 05:12 PM
  3. جلسة لمجلس الوزراء اليوم لإقرار ملحق الموازنة قبيل استقالة الحكومة
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-10-2012, 10:24 AM
  4. 'شباب 9 مارس' ينخرطون في مواكبة الإصلاحات الدستورية بمراكش
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار المغرب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-05-2011, 08:01 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك