[align=center]
*** يفتح فمـــــه ليأكـــــل أو ليكذب ...... !!! ***
أميل إلى تصديق ما ورد في تحقيق أعدته مجلة نيوزويك
أن جينات الكذب لدى الرجل متوقدة أكثر من المرأة.
لكن الأخيرة هي الأكفأ على تسيير جملة من
الأكاذيب لقدرتها على الإتيان بتفاصيل
وحبكها بشكل سينمائي لو تطلب الموقف،
عكس الرجل الذي يفتقد تلك المهارة.
في علم الفراسة أو ما يعرف بلغة الجسد أن من يحك
رقبته خلال حديثه ويكثر من النحنحة والتلفت يمينا
ويسارا فهو كاذب. وسيكولوجيا هو يفعل ذلك
ليسبغ على كذبه المزيد من المصداقية
دون علم منه أن القارئ في علم
الفراسة لن يفوته أمر كهذا .
هذا بالنسبة للكاذب غير المحترف أما الكذّاب الماهر فيستطيع
السيطرة على حركات يديه وجسمه، إلا أن عضلات
رقبته لا بد أن تتشنّج نتيجة الجهد الذي يبذله
ليخفي حرجه، ولو أنك أردت إرباكه اسأله
عن مزيد من التفاصيل، إذ لا شيء يرفع
من هرمون الأدرينالين عند الكذابين
سوى طلب التفاصيل حول
الموضوع الذي فيه يخوضون..
الاصطدام اليومي بأمور الحياة قد يضطر الناس للكذب
بشكل دفعهم إلى تغليفه بوشاح حريري فيقال:
هذا كذب أبيض وهذا رمادي، أي أنه ليس
على نحو سيء يضر بالآخرين. فليكن
مادام أن الكذب من منظور فلسفي
ما هو إلا احتجاج على نظام الطبيعة
التي أثقلت الإنسان المتعب بالتعاليم..
لكنك في الحياة المعاصرة بتّ تشعر
أن الكذب أخذ منحى أكثر من مفهوم
الاحتجاج وتغلغل داخل أسلوب
التخاطب اليومي بين الناس بشكل ملموس،
فأصبح من السهل حسابياً على
البعض تعداد المرات التي صدقو
ا فيها بدل تعداد كذباتهم..بدءا من الكذب لدرء الحرج إلى
الكذب الانتقامي والفكاهيّ والانتفاعي حتى المـَرَضيّ
منه، أما الكذب على النفس فهو الأكثر شيوعا
بحسب نيتشه الذي يرى أن الكذب بحد ذاته
ابداع يصيب الكاذب بالدهشة حتى يحدث
فجأة أن يصدق الكذوب نفسه،
ما يستدعي مقولة لأحد الشعراء
أن الموتى وحدهم الذين لا يكذبون!.
أقول أنك بت تشعر أن هناك تنامياً وتطويعاً
واستسهالاً واستساغة للكذب أنّى تولي وجهك،
حتى بات البعض لا يفتح فمه
إلا ليأكل أو ليكذب.
أتمنى لو أكون مخطئة؟
المصدر
جريدة الراي الاردنية
رنا شاور [/align]
المفضلات