الأرنب الكسول
الأرنب الكسول
ظل الأرنب الصغير طيلة فصلي الصيف والربيع يلهو ويلعب هنا وهناك، ويأكل ما طاب له من جوز وفواكه. كانت هوايته المفضلة إجراء سباقات الجري، ولم يفكر في أن يبني له بيتا يأويه، أو يجمع ما يكفيه من الطعام لأيامه المقبلة.
وعلى العكس من الأرنب كان النمل طيلة الوقت يعمل بانتظام ومثابرة في جمع الطعام وتخزينه في بيته تحت الأرض.
كان الأرنب كلما مر بالنمل سخر منه لأنه يقضي جميع أوقاته في العمل، لا يملّ ولا يتعب. كان يستهزئ بالنملات، ويقول لهن ساخرا: لماذا لا تستثمرون فصلي الربيع والصيف في اللهو والمرح مثلي؟ استمتعوا بأوقاتكم بدلا من هذا التعب والإرهاق!.
ولكن النملات لم يستمعن لكلام الأرنب الصغير، بل واصلن عملهن في تخزين الطعام.
وجاء الخريف ورياحه الجافة، فلم يجد الأرنب مأوى له. وحين فتش عن الطعام لم يجده كذلك، فرياح الخريف لم تترك شيئا على حاله.
حاول أن يأوى الى إحدى الأشجار، ولكنه عجز عن تسلقها، كما أن الرياح كانت شديدة، ولم تسمح له بالمحاولة كثيرا، إذ رمت به أرضا.
تعب الأرنب الصغير وأحس بالجوع الشديد، ولكنه ظل من دون طعام أو مأوى إلى أن حل الشتاء وبرده القارس.
تذكر الأرنب النملات الصغيرات وعملهن الدؤوب، فبحث عنهن، لكنه لم يجد لهن أثرأ.
ظل الأرنب يعاني الجوع والبرد طيلة الوقت، فضغف جسده وإنهلكت قوته، إذ لم يكن يأكل سوى بقايا الطعام الذي ييجده مرميا هنا وهناك.
وبعد معاناة طويلة حل فصل الربيع أخيرا، فتحولت الأرض إلى اللون الأخضر من جديد. فرح الأرنب كثيرا بالربيع، وأخذ بالاستمتاع بالطعام المتوفر، وفيما هو كذلك شاهد في طريقه إحدى النملات الصغيرات، فسألها: - أين كنت طيلة الوقت الماضي؟ قالت النملة الصغيرة: - اسمع يا عزيزي الأرنب، نحن النملات نعمل في فصلي الربيع والصيف، ونجمع الطعام الذي يكفينا شرّ فصلي التعب والشقاء أي الخريف والشتاء، فلا نخرج من بيوتنا أبدا، بل نستمتع بأكل ما خزناه. وبعد أن يحل الربيع في كل عام نعود للعمل من جديد، وهكذا.
قال الأرنب الصغير: - يا إلهي! أنا كنت أسخر منكن طيلة الوقت. لقد عشت طيلة الفصلين الماضيين بالبرد والجوع، ولم أكن أجد ما أسد به جوعي أو ما أوي اليه من البرد حتى كدت أن أهلك جوعا وبردا.
قالت النملة الصغيرة: - لقد ضيعك وقتك باللهو واللعب، وعليك أن تأخذ عبرة مما حصل لك، وأن لا تكرر ذلك مرة أخرى.
شكر الأرنب النملة الصغيرة، ومضى في سبيله وهو مصمم على أن لا يعاني من الجوع والبرد مرة أخرى.
رد مع اقتباس
المفضلات