كتبت – سهير بشناق -لم يكن واقع المدارس في محافظة المفرق التي شملتها المرحلة الرابعة من مبادرة مدرستي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في عام 2008 افضل حالا من باقي المدارس في المملكة التي شملت بذات المبادره.
يلاحظ الزائر لمدارس المفرق واقعها المتردي من كافة الجوانب , فالمباني متردية , لا ساحات لها ولا اسوار تحميها والصفوف متهاويه وبيئة مدرسية تشكل للطلاب معاناة نفسية وجسدية.
مبادرة مدرستي وفي مرحلتها الرابعة في المفرق ستعمل على استكمال الانجازات الكبيرة التي بدأتها منذ عام 2008 وعملت على صيانه البنية التحتية لـ300 مدرسة في (10) محافظات في المملكة.
واستفاد من المبادرة مائة وعشرة الاف طالب وطالبه و (7) الاف معلم ومعلمة كما تم إنشاء 270 لجنة مجتمعية. وهي انجازات ينتظرها طلاب هذه المدارس الذين بعض منهم لا يعي حجم هذه الانجازات الا انهم يدركون بطفولتهم البريئة ان هناك تغيرا سيحدث وانهم سيعيشون اياما افضل في مدارس حقيقية.
وقالت مديرة مدرسة حي الملك عبد الله الاساسية المختطلة صباح فراج الى (الرأي) ان المدرسة التي يدرس بها 286 طالبا وطالبة من الصف الاول ابتدائي الى الصف الثامن تحتاج الى صيانة نظرا لأوضاعها المتردية.
وبينت أن المدرسة سيئة من جميع الجوانب, فساحة المدرسة تحتاج الى تغيير لانها خطرة على الطلاب اضافة الى سوء اوضاع المرافق الصحية التي يستخدمها الطلاب والمشارب غير الصحية وكانت سببا رئيسيا في انتشار الامراض بين الطلاب.
واضافت أن صفوف المدرسة تعكس واقع الحال الذي يعيشه طلابها فنوافذ الصفوف مكسرة والمقاعد التي يجلس الطلاب عليها في اسوء اشكالها اضافة الى الاكتظاظ الكبير في الصفوف التي هي ضيقة بالاصل.
ففي احدى الصفوف هناك 25 طالبة يشتركون بذات الصف الذي فيه ايضا مكتبة ومختبر وخزائن مكسرة فكيف ستتمكن الطالبات من الشعور بوجودهن في صف لا يتسع لهن وكيف يمكنهن استيعاب المنهاج المدرسي وهن يشعرن بالم نفسي وجسدي في ان واحد بسبب سوء المقاعد اللواتي يجلسن عليها؟.
مديرة مبادرة مدرستي دانة الدجاني أشارت الى ان الصيانة ستبدأ في المدارس المشمولة بالمرحلة الرابعة من المبادرة في محافظة المفرق مع بداية العطلة الصيفية وسينتهي الجزء الاكبر من الاصلاحات مع بداية العام الدراسي القادم ليستكمل بعدها الامور الاخرى في شهر تشرين اول القادم.
واشارت الى انه سيتم في هذه المدرسة بناء كرنفالات خارجية للأداريين بالمدرسة بهدف استخدام غرفهم كصفوف للطلاب وتوسعة الصفوف القائمة
,و سيصار الى اجراء صيانة كاملة للصفوف وللمدرسة وللمرافق الصحية.
مدرسة حي الاسكان الاساسية احدى المدارس الاخرى التي شملتها المبادرة والتي ستعمل على صياة البنية التحتية فيها مدرستان احداهما تضم اقساما مختلفة تبعا لاعمار ومراحل الطلاب التعليمية لكنهم يشتركون جمعيهم بمدرسة واحدة.
مديرة المدرسة سحر العموش اشارت الى ان اوضاع المدرسة متردية ويعاني طلابها من انفصال الصفوف كل في مبنى اضافة الى سوء وضع الساحة المدرسية المليئة بالحجارة فكل طالب معرض للسقوط اثناء اللعب مما يؤدي الى اصابتهم.
وتعاني المدرسة من سوء المرافق الصحية واكتظاظ الطلاب لعدم وجود صفوف وضيق المساحة بها اضافة الى الخطورة الحقيقية على حياة الطلاب اثناء ذهابهم الى مدرستهم المحاذية للشارع العام دون وجود اسوار تحميهم.
تسنيم احدى طالبات الصف الخامس الابتدائي قالت: نحلم بتحسين مدرستنا التي نحبها لكنها تفتقد اشياء كثيرة فلا يوجد لدينا ساحة مناسبة للعب وممارسة الرياضة بها وصفوفنا ضيقة ونوافذ الصف في فصل الشتاء سيئة جدا.
محمد – طالب في الصف الرابع – قال: نريد ساحة نلعب بها ونريد لمدرستنا ان تكون جميلة فنحن لا نشعر بانها مدرسة ونحن نخاف كل يوم لان مدرستنا بلا اسوار ونسير بمحاذاة الشارع فزميل لنا تعرض للدهس الاسبوع الماضي.
مديرة مبادرة مدرستي دانة الدجاني اكدت انه سيتم صيانة المدرسة « المبنيين « من خلال صيانة الصفوف وتغيير النوافذ واجراء صيانة شاملة للمرافق الصحية وتغيير ارضية الساحة بحيث لا تشكل خطرا على الطلاب ويستطيعون الطلاب ممارسة نشاطاتهم بها دون ان يتعرض ايا منهم لمخاطر.
وبينت الدجاني أن المرحلة الرابعة لمبادرة مدرستي والتي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله اول من امس من محافظة المفرق ستشمل مئة مدرسة في المحافظة حيث حرصت المبادرة على تبني 59 مدرسة في جيوب الفقر.
وبينت أن عدد الطلاب المستفدين من المبادرة في المحافظة 22,000 طالب و طالبه و 1400 معلم و معلمة في ثلاثة مديريات.
واضافت الدجاني ان المبادرة تمكنت من تعزيز مفهوم الملكية بين الطلاب وأولياء الأمور و المجتمع المحلي من خلال اللجان المجتمعية المنشأة في مدارس مدرستي، وهي تعتبر الآن منصة مهمة للمدارس للتعبير عن احتياجاتهم، واستكشاف الحلول بشكل جماعي.
واكدت الدجاني أهمية التعاون والتشارك بين القطاع الخاص والمبادرة بحيث اصبحت شركات القطاع الخاص و العام تتفاعل مع المدارس الحكومية مباشرة و تتبادل الخبرات والمعلومات.
وقبيل اطلاق المبادرة في محافظة المفرق تم عقد ورشات عمل بالتعاون مع شركاء المبادرة من مؤسسات جلالة الملكة رانيا العبدالله غير الربحية وهي مؤسسة نهر الاردن والجمعية الملكية للتوعية الصحية والمبادرة التعليمية الاردني واكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين حيث اشتملت هذه الورش لتدريب المعلميين والطلاب.
وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة ايمان العطيوي من اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين اهمية هذه الورش التي من خلالها يستطيع المعلم الانتقال الى المعرفة والانتاج من خلال التدريب العملي.
من جهته أكد فراس جديتاوي – احد المعلمين الذي شارك بهذه الورشة – اهمية هذا النوع من الورش التي تساعد المعلم على اكتساب خبرات عملية الى جانب الخبرات العلمية، مشيرا الى ان تحصيل الطلاب اصبح افضل لان المعلم اصبح اكثر قدرة على تطبيق المنهاج بطرق عملية تساعد الطلاب على الاستيعاب الافضل.
رد مع اقتباس
المفضلات