:

وقد اختير الذيب دون غيره من الحيوانات ، لأن الذيب عنده نوع من القيم ، مثال ذلك : (( بأنه عندما يفترس فريسته لا يأكلها إلا بعد أن يتأكد من موتها ( رحمة ) وأنه لا يأكل الجيف مهما كان جوعه ( ترفع عن السفاسف ) وأن الذئب حيوان لا يتهجن ولا يصبح أليفا كباقي الحيوانات المفترسه كالنمور وغيرها ( عزة وأنفة ) ، وأن الذئب عندما يهجم على قطيع من الغنم أو غيرها من المواشي يختار أفضل الموجود ويظل يبحث بينها حتى يجد الأفضل ( سعي دائم للأفضل ) ، وأن الذئب لديه من الذكاء ما يجعله يعرف إن كان راعي الماشية يحمل سلاحا أو لا يحمل وعلى غرار ذلك يقرر الهجوم من عدمه ويعرف إن كان راعي الماشية ذكرا أو أنثى وعليه يقرر الهجوم من عدمه ( ذكاء وتخطيط ) ، وأن الذئب كثير الحركة فلا يستقر بمكان معين في القفار ( حركة دائبة ) ، وأن الذئب عندما يفترس الضحيه يقوم باستخراج الأحشاء أولا أو مايسمى عند الباديه ((بالشواء)) وهي الأعضاء الطريه داخل الجسم مثل الكبد والكليتين والطحال والأمعاء فيلتهمها أولا ومن ثم باقي الجسم ( ترتيب أولويات ) ، وأن الذئبة الأنثى أكثر شراسة من الذكر وبالذات عندما يوجد لديها صغار ( هكذا الإناث فكيف الرجال ) !! و هو متهمّ منذ القدم ـ دون سائر السباع ـ بالغدر والعدوان وشدّة البأس والبراعة في الفتك .. ، وإلا لما خافه يعقوب على ابنه يوسف ، عليهما السلام .. فلم يذكر أسداً ولا نمرا وإنما قال عنه ربه "إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون"(1).. فيالها من سطوة سطوته منذ تلك العصور الغابرة