احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: في مكتبات عمان

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064

    في مكتبات عمان

    * سرقة التاريخ

    يعد مصطلح المركزية الأوروبية حديثا نسبيا، فوجود القناعة الكامنة بوعي أو بصورة غير واعية بالتفوق الأوروبي من الناحية الثقافية والعلمية والاجتماعية على أي نظير آخر في العالم لفتت انتباه الباحث والمفكر والاقتصادي العربي سمير أمين في نهاية الثمانينيات، وقبيل انهيار الاتحاد السوفييتي والزلزال الذي ضرب أوروبا الشرقية، ومع أن المصطلح أتى متأخرا في وصف ظاهرة متجذرة لدى الأوروبيين، إلا أنه استطاع أن يلقي بكثير من الضوء على فكرة المركزية الأوروبية التي تصاعدت اعتبارا من القرن الثامن عشر، ووصلت إلى ذروتها في بداية القرن العشرين، أي طيلة العصر الإمبريالي الأوروبي، هذه القناعة الأوروبية تكرست بعد سيطرة الأوروبيين على مقدرات الدول الواقعة تحت الاستعمار وسيادة جيوشهم على العالم وطرقاته التجارية الاستراتيجية، وفي ضوء تزايدها صعدت التيارات القومية الأوروبية التي بقيت تسيطر على المزاج العام في القارة العجوز إلى أن انهارت دفعة واحدة بعد الحرب العالمية الثانية بما أسفرت عنه من سقوط للنماذج النازية والفاشية، وإن تراجعت هذه المركزية قليلا نتيجة الاستقطاب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلا أنها ظلت مؤثرة في مجال الدراسات الأكاديمية والثقافية، واستعادت بعضا من حيويتها بعد الدفعة المعنوية الهائلة التي مثلها تواجد الاتحاد الأوروبي على الساحة العالمية.
    المركزية الأوروبية ترى أن الثقافة الأوروبية متفوقة من حيث المبدأ على أي ثقافة عالمية أخرى، فهي وإن كانت تفترض وجود هذه الثفافة العابرة للقوميات التقليدية مثل الغالية (الفرنسية)، الأنجلو ساكسونية (البريطانية) والجرمانية (الألمانية) وغيرها، فإنها إلى ذلك تفترض أن أوروبا وريثة ثقافة قديمة متواصلة تاريخيا تبدأ من الحضارة الإغريقية، وهي ترى أن تاريخ الفكر العالمي يبدأ من هذه الحضارة، وأن ما قبلها ليس سوى مرحلة تمهيدية ثانوية أمام النهوض الأوروبي، وفي المرحلة الاستعمارية كانت المركزية الأوروبية عاملا فاعلا في الدعاوى التي حملها المستعمرون إلى أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، فالغاية كانت تمدين هذه الشعوب، وفي ذلك اقرار صريح، ولعله يمتد إلى اليوم ضمنيا، بالتفوق الأوروبي، والذي يتواجه مع التخلف السائد في بقية أنحاء العالم.
    الأوروبيون ينكرون أو يعترفون بتحفظ بالحضارات الأخرى ودورها في تثقيف العقل الأوروبي، ولكنهم ليسوا مهتمين بمعرفة الآثار التي خلفتها الحضارات الصينية والهندية وحضارات الشرق الأوسط على الفكر اليوناني القديم، وهم ليسوا مهتمين، إلا في أوساط أكاديمية ضيقة، بالتعرف على أثر الحضارة الإسلامية على أوروبا، سواء على مستوى العلوم والمعارف، أو على المستوى الفكري، إلا أن هذا الكتاب لا يرى أن المركزية الأوروبية تنكر فقط تأثرها الفعلي والكبير بالآخرين، بحيث لا تعدو أوروبا مركزا للعالم وللأنوار، كما يعتقد العقل الأوروبي، وإنما يمضي إلى أبعد من ذلك، وينقد فكرة المركزية من جذورها، ويبحث في عملية سطو واسعة ومنظمة قام بها الأوروبيون على المستوى الفكري والحضاري، وتحديدا من القارة الآسيوية.
    مؤلف الكتاب هو البروفيسور جاك غودي أستاذ الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة كمبرديج البريطانية، وهو كتابه الأخير حيث أصدره سنة 2006 وهو في السابعة والثمانين من العمر، وبعد أن أنجز مشروعا كبيرا في دراسة تاريخ المجتمعات الأوروبية والمجتمعات الأخرى، ووضع العديد من المؤلفات الهامة بخصوص مجموعة من الظواهر الثقافية والعادات الاجتماعية مثل فكرة الموت والملكية والانتاج، وذلك من خلال مدخل مقارن بين الثقافات، إلا أن اهتمامه الأساسي أتى منصبا على الحضارة الآسيوية، وفي هذا الكتاب يرى أن عملية الاستيلاء الأوروبية لم تقتصر على تقنيات علمية – كما فعلت أوروبا طويلا في نقلها للعديد من التقنيات المطبقة في الصين مثل النول وصب الحديد والبارود والطباعة، وكما وصلت نقل هذه التقنيات لاحقا من الحضارة الإسلامية لتسطو على منجزات تقنية وعلمية أيضا في مجالات الفلك والرياضيات والجغرافيا- وإنما امتدت، أي عملية النقل أو الاستيلاء، إلى الجانب القيمي، وهو ينقد مجموعة من الأفكار التي يرى الأوروبيون أنها ارتبطت بشكل وثيق بالحضارة اليونانية مثل المدينة وتنظيمها السياسي، فهو يرى أن مجموعة من الارهاصات يمكن أن ترصد في آسيا، ويمكن أن يفسر ذلك أن بداية الفكر اليوناني كانت في المدن الأيونية الواقعة في تركيا وليست في اليونان من الناحية الجغرافية، كما أنه ينتقد التصور الأوروبي الذي يحتكر عناصر المذهب الإنساني الأساسية المكونة من الفردية والمساواة والحرية، ويصنفها كإرث عن الحضارة اليهودية المسيحية في أوروبا، ويؤكد الكتاب أن الإسلام أوجد أشكالا للمذهب الإنساني لا يمكن أن تجعل الأوروبيون ينفردون بمنجزاته، فليس معنى أن الديمقراطية من وجهة النظر الإسلامية لا تتسق مع المعايير الانتخابية المعاصرة، أنها لا تشكل قيمة في الثقافة الإسلامية، ولو من ناحية المبدأ، وبالتالي ينتفي الإدعاء الأوروبي بتفوق أنماطه وأفكاره.
    في سرقة التاريخ يجادل غودي فكريا مجموعة كبير من المفكرين الأوروبيين الكبار مثل ماركس وفيبر وجملة من المؤرخين الكبار مثل برودل وفينلي، ويقدم وجهة نظر للتفاعل بين الثقافات المتعددة لقراءة العلاقة بين الشرق والغرب في ضوء معادلة جديدة لا تتسم بالتبسيط المخل الذي يربط رؤية الغرب للشرق والذي غذته طويلا كتابات تاريخية تمسكت بوجهة نظر أحادية تجاه العالم الشرقي ابتداء من حضاراته القديمة وصولا إلى الحضارة الإسلامية التي شغلت جانبا مهما من القارتين الآسيوية والإفريقية، وتركت آثارا مهمة على الفكر الأوروبي وكثير من قيمه ومنظوماته الفكرية والاجتماعية.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    شكرا لكل جديد
    سلمت الايادي

    اختكم بالله


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال ، أو أخ يوثق به
    بواسطة ابو عبد الله محمود في المنتدى الاحاديث المغلوطة والغير صحيحه
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-02-2012, 05:30 PM
  2. الصوارف عن الهداية أربعة صوارف
    بواسطة علي الشنابلة في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-11-2011, 09:05 AM
  3. رسم ثلاثي الابعاد (شيء رائع)
    بواسطة سحر الربيع في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 28-04-2011, 10:23 PM
  4. الإلحاد
    بواسطة أبو جود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 31-03-2011, 08:46 AM
  5. أقـويـاء ينتـزعـون «اللقمـة» بعضلاتهـم
    بواسطة الاسطورة في المنتدى اخبار السعودية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-03-2011, 11:15 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك