.. تمنيّت أن أرحل معك ..
إلى جزيرة حلمنا البلّوْري
حيث أزهاري
و طيوري
و بيتي الصغير
.. و شوقي المنثور ..
رمالا
و نجوم
.. تمنيّت أن أرسم عشقي الغامض ..
خطوطا متناغمة على الجدران
بألوان
روحها هي الأماني
.. تنطق همسي ..
آهاتي
.. و كل كلامي ..
.. تمنيّت أن أداوي بالحب الحرمان ..
أن أنثر روحي زبد بحر
يطفو بقصيدي
و ينشره أصدافا
يزين بها الموانيء
.. و الشطآن ..
.. تمنيّت أن أسطر بأيامي ..
تلك الأسطورة
.. أسطرها ..
بدموع قلب
و زفرات مختنقة
و ضحكة طفلة
مرسومة بدقة
تهتز لها جنبات إطاري
.. كما في تلك الصورة ..
.. تمنيّت أن أحلم ..
أن أروي عطش السحاب بحلمي
و تذرفه مطرا
يروي عطش أرض قاحلة
ملأتها صخور صامتة
جاحدة
مزّقت ورقي
.. و امتصّت حبر القلم ..
.. تمنيّت أن أُفهم العالم ..
ألف معنى
و معنى
.. يسكن السطور ..
يتوارى خلف أحرفها
بإصرار
.. يحطم به كل الجسور ..
.. تمنيّت أن أزرع قلبي في بستانكَ ..
ليحصده قلبكَ
ورودا تفوح بعطر عشقها
و ثمارا يانعة
تتدلّى نور أمل
.. يضيء أغصان أشجاري ..
و تعيش به باقي عمركَ هانئا
.. بقطف ثماري ..
.. تمنيّت ..
و تمنيّت
.. تمنيّت أن أمحو كل الحزن ..
و الآلامِ
.. أن أشعل بنار ولهي ..
رؤوس سِهامي
.. تمنيّت أن أحفظكَ داخل جفوني ..
و على مُقلتيّ
دررا أسكبكَ
لأُجري بها أنهار عشقي
.. و البحور ..
.. تمنيّت أن أَفهم ..
لكني أبيْت
فالكون حولي
صعب عليّ أن أفهمه
صعب عليّ أن أجاريه
صعب عليّ أن أكون فيه
.. عقلا يعرف مغزاه ..
.. و يُدركه ..
.. تمنيّت أن أغدو قصة مقروءة ..
لكنك أبيْت قرائتي
.. و فكّ رموزي ..
و طلاسمي
.. تمنيّت أن أعزف أنّاتي ..
نغمات
.. تختلج بها الصدور ..
.. تمنيّت ..
و ما زلت أتمنى
.. و أتمنى ..
.. و من شدّة ما تمنيّت ..
و صدق نبرات أمنياتي
جمعت العمر لأجلها
و به ضحيّت
.. حتى أضحيْت أُمنية هادئة ..
تلاشت بين طيات زهور
.. تمنّت أن تسقي بنداها ..
أرواحا نائمة
تزاحمت بها سماؤنا
.. و أخرى تصدّعت منها ..
.. سماء القبور ..
المفضلات