كتبت - ريم الرواشدة - لم يبق فعليا على انتهاء فصل الشتاء سوى بضعة أيام تفصلنا عن نهاية نيسان،فدرجات الحرارة المرتفعة سبقت موعد النهاية،والسدود لم تسجل كميات تخزين تذكر من نهاية شباط الماضي.
والحديث عن تخزين السدود بمجموعه المتدني والثابت من نحو شهرين،لا يتزحزح عن الـ108 ملايين متر مكعب،يفتح المجال للتكهن بالوضع المائي لأشهر الصيف الستة المقبلة.
كما أن مؤشرات»التكهن» تبدي «صيفا صعبا»،فبعد القرار المبكر بوقف الزراعات الصيفية إعتمادا على مؤشرات قدرت ضعفا في الهطول المطري ،ينتهي الموسم المطري بنقص في تخزين السدود عن العام الماضي بنحو 44 مليون متر مكعب.
ولا يعني النقص في تخزين السدود أن مياه الشرب فقط ستتأثر بل ايضا الري،فوقف الزراعات الصيفية سيوفر 25 مليون متر مكعب يمكن أن تستخدم في عمليات تعقيم الأرض في تموز قبل البدء بزراعات العروة التشرينية لحين بدء الموسم المطري المقبل والله وحده اعلم متى سيبدأ؟.
وفي انخفاض تخزين السدود ايضا فالمتأثر الأوحد هي عمان فكيف ستشرب العاصمة هذا الصيف؟.ومع قرب الانتهاء من أرقام الموازنة المائية لأشهر الصيف،لم تتضح بعد الأرقام الخاصة بالعاصمة.
والثابت في موازنة العاصمة المائية سنويا هما مياه الآبار الجوفية،و محطة تحلية الزارة- ماعين ،أما المتغير الكميات الواردة من قناة الملك عبدالله الشرقية و التي تعتمد على مياه نهر اليرموك و»المسال» من بحيرة طبريا.
ففي العام الماضي ومع ارتفاع مخازين السدود،كان صيفا صعبا،وخصص للعاصمة لأشهر الصيف الستة 73 مليون متر مكعبا،وعانى المشتركون بشكل عام في المملكة وعمان خاصة من شح في التزويد المائي،وارتفعت أعداد الشكاوى،صحيح لم يكن سببه نقص المياه لكن ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهرباء قطع المياه ايضا عن المواطنين.
الصيف المقبل ستحتاج العاصمة إلى نحو 77 مليون متر مكعب،و مخصصات العام الماضي غير متوفرة،ولتوفيرها لا يرى المراقبون للوضع المائي، أمام وزارة المياه والري خيارات كثيرة،وبشكل مختصر هي أمام اثنين:إما التكيف مع شح المياه وتغيير موعد التزويد الأسبوعي من يوم ليصبح مرة كل عشرة أيام أو أربعة عشر يوما والمتأثر الأكبر بها من سكان العاصمة القاطنون في المناطق الشمالية و الغربية.
وهذا الخيار وفق وزير المياه و الري محمد النجار»مرفوض». ويقول»لن نسمح أن يتحول تزويد مواطني العاصمة إلى يوم واحد مهما كلف الأمر،فالعاصمة لا تزدحم فقط بمواطنيها بل بالسياح والمغتربين و لاحقا سيحل شهر رمضان المبارك في أوج الصيف وهو شهر آب متزامنا مع ما تبقى من عطلة المدارس».
فنيا،هذا الخيار أيضا غير مرغوب فيه لسببين :نوعية المياه التي قد تضخ للمشتركين وما يترتب من تغيرات على جريان المياه التي ستجرى في الأنابيب مرة كل عشرة أيام أو14 يوما،والثاني والقدرة التخزينية المنخفضة عند سكان العاصمة و التي لا تكفي لأكثر من أسبوع لارتفاع كلفة زيادة التخزين.
أما الخيار الثاني والذي قد يجنب العاصمة تركها بلا مياه :توفير المياه من خلال شرائها و الاكثر قبولا هو اللجوء للآبار الخاصة،ولا يوجد من المسؤولين واحد فقط يعطيك أرقاما دقيقة عن كميات المياه التي قد يتم شراؤها من الآبار الخاصة وبالطبع ستتحمل شركة مياه الأردن «مياهنا»الكلفة المالية.
والسؤال المطروح:كيف ستتعامل الدول المجاورة مع حاجتنا للمياه هذا الصيف؟.
في السنوات العشر الماضية،شهدنا إستدانة المياه من الجانب الإسرائيلي، بكميات لا تقل سنويا عن 10 ملايين متر مكعب،وبعملية حسابية صغيرة من دون معلومات صادرة عن مسؤول في وزارة المياه والري،يظهر أن الكميات المستدانة ترنو نحو 100 مليون متر مكعب،والأيام المقبلة ستشهد اجتماعا تنسيقيا للجنة الأردنية الإسرائيلية للمياه ،للحديث في كميات المياه التي تسال الى قناة الملك عبدالله الشرقية من ايار العام الجاري و حتى ايار عام 2012 وما أخّرعقده... توالي الاعياد اليهودية.
أما في الحديث عن التعاون مع سوريا...فالحقوق المائية بطبيعة الحال غير محصلة،ناهيك عن صعوبة الأوضاع السياسية هنالك ونسبة تخزين سد الوحدة التي لا تتجاوز الـ9% من كامل سعته التخزينية البالغة 110 ملايين متر مكعب.
المفضلات