عمان- احمد النسور -اكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس سعد هايل سرور ان ماجرى في الزرقاء يوم الجمعة الماضي لن يغير في نهج الاردن ولن يزحزحه عن حماية حرية المواطنين وحماية حقوقهم بالتعبير بالطرق السلمية.
كما اكد ان مسيرة الاصلاح في الاردن مستمرة وهي عمل تراكمي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني والتزمت به الحكومات المتعاقبة كنهج، لاسيما في الاشهر الاخيرة.
وقال سرور في مؤتمر صحفي عقده امس أن الحكومة لن تسمح للمنتمين للتيار السلفي التكفيري بإقامة اعتصام أو مهرجان لهم بمخيم البقعة كانوا قد أعلنوا عن تنظيمه الجمعة المقبلة، بعد اعتدائهم على مواطنين ورجال امن العام في الزرقاء الجمعة الماضية.
ووصف السرور أن ما قامت به فئة تكفيرية يرقى الى عملا إرهابيا , اذ تسبب بإثارة الذعر وإرهاب الآمنيين من المواطنين (...) مشيرا ان عدد الفعاليات التي جرت خلال الأربعة الشهر الماضية بلغ (1062) فعالية توزعت بين اعتصامات ومسيرات ومؤتمرات واضرابات وان جميع هذه الفعاليات مرت بسلام سوى حادثتي الاعتداء على المعتصمين في مسيرة الجامع الحسيني ودوار الداخلية .
جمعة الزرقاء الدامية
وأكد السرور أن حادثة «الجمعة « متعمدة ومفتعلة من قبل الفئة التكفيرية وكان القصد منها افتعال عمل إرهابي حقيقي من التكفيريين مستندا بذلك على طرحين الأول عن طريق الآراء والهتافات التي أطلقوها عندما تجمعوا والثاني عن طريق الأسلحة التي كانوا يحملونها مثل السيوف والخناجر والعصي والهراوات والجنازير والسلاسل والقضبان الحديدية.
وقال : رغم أن هذه الفئة الظلالية أقامت قبل ذلك (7) نشاطات في عدد من المحافظات لم يتدخل فيها الأمن كما تدخل في الاعتصام الأخير في محافظة الزرقاء بعد إن تمادوا بالاعتداء على المواطنين ورجال الأمن بالسيوف والخناجر مما يدل عن النية المبيتة لديهم لإشاعة الفوضى وخرق الأمن وأمان المواطن .
واستشهد وزير الداخلية بعدد من الهتافات التي صدرت من فئة التكفيريين والتي نادوا بها مثل ( نريد كتاب الله وهم يريدون كتاب الدستور الأسود وأيضا يا أمير الشهداء يا أبو مصعب الزرقاوي , ومن الهتافات لا بد إن نحقق ما نريد حتى لو أريقت الدماء ,وإذا وجدتم شرطيا احبسوه ..وان الذين يلبسون الملابس المدنية هم من الأجهزة الأمنية يجب حبسهم) .
وأشار السرور إلى إن التكفيريين بعد أن واصلوا التنديد والوعيد نادوا الى التواعد لعقد لقاء الجمعة المقبلة في مخيم البقعة مما يعطي إيحاء إلى الانتقال وبث فتنة إقليمية بين أبناء الوطن الواحد وفي إشارة منهم أن قاطني مخيم البقعة هم أردنيون من أصول فلسطينية .
وكشف السرور أن من بين رجال الأمن العام الذين أصيبوا في الاشتباكات (5) لا يزالون يتلقون العلاج بالمستشفى من اصل (83) عنصر أصيبوا إصابات مختلفة ومن التكفيريين بقي (إصابتان) من اصل (5) حالات .
وبين أنه تم حتى أمس اعتقال(103) أشخاص من التكفيريين الذين شاركوا بالإحداث مؤكدا انه حال الانتهاء من التحقيق معهم سوف يحولون إلى القضاء على الجرائم التي اقترفوها .
تداعيات شاهين
وردا على سؤال حول سفر السجين خالد شاهين لتلقي العلاج في الخارج قال السرور ان خروجه كان وفقا للقوانين وبتقارير طبية من لجنة لاطباء في وزارة الصحة والخدمات الطبية ومستشفى الجامعة تثبت جميعها حاجته للعلاج بسرعة، لافتا الى انه لو حدث العكس ومنع سفره للخارج ولاقى مكروها لاكيلت الينا التهم باللاانسانية وعدم احترام حقوق الانسان . واكد السرور ان هناك ضمانات تم اتخاذها قبل سفره مايضمن عودته حال انتهاء العلاج.
اوضح السرور انه ورده كتاب من وزير العدل يقول ان هناك تقريرا يشير فيه ان حالة النزيل شاهين تستدعي نقله الى المستشفى، لكن وزارة الداخلية لن توافق على هذا التنسيب، كونه لم يكن وفق قانون مراكز الاصلاح والتأهيل، اذ انه يتوجب ان يكون هناك تقرير من طبيب مركز الاصلاح بشأن شاهين، ثم ورد كتاب أخر من مدير الامن العام يشير الى ان حالته تحتاج الى دخول المستشفى، وبناء على طلب المريض المعزز بتقرير طبي حسب الاصول تم نقله الى مستشفى الخالدي وعلى نفقته الخاصة، علما انه نقل تحت الحراسة الامنية.
وبتاريخ 17 شباط وصل تقرير من 12 طبيبا مرفق بكتاب من مدير الامن العام ان حالة شاهين حسب الرأي الطبي لا يمكن علاجه داخل الاردن، واعتمادا على القانون تم مخاطبة وزير الصحة بالقرار الموقع من 12 طبيبا من القطاع الخاص، حيث شكل وزير الصحة لجنة من خمسة اطباء , اربعة منهم قرروا أن تتاح الفرصة للنزيل بالعلاج خارج الاردن بعد اخذ الضمانات اللازمة من ذويه لضمان عودته بعد استكمال علاجه للاردن. وقال انه في يوم 25 شباط صدر بيان من وزير الداخلية يوضح موضوع سفر خالد شاهين في الخارج.
وردا على سؤال حول تقييد الزيارات للسجون ومنع المنظمات والمدعين العامين من زيارتها، قال السرور ان السجون مفتوحة لكل المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الانسان وللمدعين العامين في اي وقت، مشيرا الى ان القوانين المتعلقة بالسجون تسمح بزيارتها وبرصد ملاحظاتها وتقاريرها والاخذ بها.
الى ذلك كشف الوزير عن تعذر اقامة مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس او مصر لما تشهده تلك الدولتين من اوضاع، لافتا الى انه تم اختيار الاردن نظرا للامن والاستقرار الذي يتمتع به وانه موضع ثقة جميع ابناء الوطن العربي وتقرر عقد المؤتمر خلال 25-27 الشهر الحالي بحضور غالبية وزراء الداخلية العرب.
رد مع اقتباس
المفضلات