العنف الجامعي.. خط أحمر
العنف الجامعي.. خط أحمر
- أكثر ما يؤرق الجامعات الحكومية والخاصة؛ طلبة وإدارة وأولياء أمور، هو قضايا العنف الجامعي التي انتشرت بشكل كبير بين صفوف الطلبة لدرجة أنها أصبحت تشكل ظاهرة تحتاج من المختصين والدارسين والمسؤولين بحث هذه القضية بصوت مسموع.
ويربط عدد من المختصين ازدياد ظاهرة العنف لابتعاد الطلبة عن النشاط اللامنهجي والعمل التطوعي.
وتقول ناهدة مخادمة وغدير جودة وبلقيس خصاونة (جامعة اليرموك): يعتبر العمل الاجتماعي والتنموي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم فهناك قاعدة مسلم بها مفادها أن الحكومات سواء في البلدان المتقدمة أو النامية لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها، فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغير مستمر، ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية، ويطلق على هذه الجهة ''المنظمات الأهلية''.
وفي أحيان كثيرة يعتبر دور المنظمات الأهلية سبّاقاً في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وليس تكميلياً، وأصبح يضع خططاً وبرامج تنموية تحتذي بها الحكومات ويعد العمل في هذه المنظمات عملاً تطوعياً، فما معنى العمل التطوعي وما هي أهميته وتحدياته؟ وكيف يمكن لنا أن نبرزه في المجتمع؟ يشير د.جعفر العرجان من جامعة البلقاء التطبيقية والطالبة راية عفيشات والطالبة نيفيـن رواد من جامعة الأميرة سمية إلى أن ظاهرة العنف الطلابي باتت تتجدد من وقت لآخر؛ محدثة حالة من الهلع والخوف لدى القائمين على العملية التعليمية وبين الأوساط الطلابية لما يرافقها من أحداث تصل حدّ اشتباك الطلبة مع بعضهم البعض واستخدام أدوات حادة إضافة إلى الاعتداء على ممتلكات ومرافق الجامعة، مما يسيء إلى الطلبة والجامعة معاً إلى جانب إرهاق موظفي ومسؤولي الجامعة لمتابعة هذه الإشكاليات لمنع اتساعها وامتدادها خارج أسوار الجامعة، ونتيجة لتكرار ظاهرة العنف الطلابي في العديد من الجامعات الأردنية الرسمية منها والخاصة، ونظراً للتهديد الكبير الذي يمكن أن ينتج عن تنامي هذه الظاهرة على سمعة التعليم العالي الأردني أشار سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إليها في كثير من المواقف، مؤكدا أن العنف الطلابي في الجامعات الأردنية خط أحمر ولن نتهاون فيه باعتباره يشكل خطراً على أجيالنا ومستقبلنا.
وبيّن نصير الزيون (جامعة جدارا) وعبد الهادي الشناق وجرير بني عبد الرحمن (جامعة اليرموك) ظهور مشكلة خلال العقد الأخير من هذا القرن استفحلت في أوساط جامعاتنا وأثرت عليها وهي مشكلة العنف داخل الجامعات.
وأشاروا إلى أن المشاجرات الطلابية تطفو مرة أخرى على سطح الأحداث فلم يخلُ فصل دراسي في العديد من الجامعات الأردنية خلال السنوات القليلة الماضية من مشاجرات طلابية تحولت لحالة شغب بين كثير من الطلاب.
وقال مصطفى شديفات (جامعة الحسين بن طلال) وبشير الرواشدة من جامعة مؤتة: ازدادت في الآونة الأخيرة مشكلة العنف الجامعي بين قطاع شباب الجامعات، مشيرين إلى أن دراسة علمية حديثة حول ''دور الإدارة الجامعية في الحد من ظاهرة العنف في الجامعات الأردنية'' كشفت عن وجود (42) سببا تساهم بحدوث عنف في الجامعات الأردنية، لافتين إلى أن مجال العوامل الاجتماعية والاقتصادية حصل على أعلى نسبة لوقوع العنف في الجامعات الأردنية، يليه مجال العوامل الإداريـة، ثم مجال العوامل الأكاديمية بأدنى نسبة.
وأكدت حنان العمايرة وسعيد الروسان ومحمد الهزايمة وعلاء جرادات وعلي مياس من جامعة فيلادلفيا أن العنف الجامعي ظاهرة قديمة متجددة، ما ان تخمد حتى تثور وتذكى نارها ويستعر اوارها، ويصطلي بلهبها نفر غير يسير من أبناء هذا الوطن، ثم يتدخل العقلاء وكبار القوم فيخبو أوارها وتنحسر حدتها.
وأشارت ديما دبابنة وأحمد حرب و مراد يعقوب (جامعة الطفيلة التقنية) ورزان عودة الله من جامعة جدارا إلى أن العمل التطوعي أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فمن حيث الحجم يقل في فترات الاستقرار والهدوء، ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب، ومن حيث الشكل فقد يكون جهدا يدوياً وعضلياً أو مهنياً أو تبرعاً بالمال أو غير ذلك، ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائياً أو موجهاً من قبل الدولة في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية من حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية أو سياسية.
وقال سلمان أبو نواس من جامعة الزيتونة ولينا القرعان من جامعة اليرموك: يعد النشاط المدرسي أو الجامعي اللامنهجي جزءاً أساسياً من التربية الحديثة، فهو يساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب لازمة لمواصلة التعليم وللمشاركة في التنمية الشاملة. وعليه فإن الأنشطة التربوية تسعى بكل مجالاتها التربوية إلى استغلال وقت فراغ الطلاب وانخراطهم في أنشطة وجماعات تنظيمية وتحت إشراف تربوي، وتعودهم على تحمل المسؤولية والتعاون مع أعضاء آخرين يجمعهم الهدف والميول والاتجاه المشترك نحو إنجاز أفضل ويشعرون من خلال ذلك بأنهم أعضاء متميزون قدموا لأنفسهم ولمدارسهم ولجامعاتهم وبيئتهم الاجتماعية العمل النافع والمفيد.
رد مع اقتباس
المفضلات