كتب - احمد النسور - استطاع الشارع الأردني بجميع فئاته واصوله ومنابته تجاوز الانشقاق ووئد الفتنة في مكانها عقب تداعيات احداث دوار الداخلية وتمكن الاردنيين من قلب الطاولة على المتلاعبين بعواطفهم وزرع الفرقة بينهم .
وجاءت تطمينات جلالة الملك عبدالله الثاني إن الأردن ماض بعملية الاصلاح السياسي التي تعد ضمانة لجميع ابناء الاردن بمن فيهم المعارضين .
وان أكثر ما شدد علية جلالتة أنه لا مساس بوحدتنا الوطنية وضرورة الابتعاد عن كل تصرف أو سلوك من شأنه المساس بهذه الوحدة المقدسة .. خلال زيارته اول أمس للواء البترا ولقائه شيوخ ووجهاء وأبناء اللواء والابتعاد عن كل تصرف أو سلوك من شأنه المساس بها او يعكر صفوه عيشة الأردنيين من شتى الأصول والمنابت .
وكان للاعتصام الذي دعا إليه ونفذه شباب ما يطلقون على أنفسهم حركة 24/ آذار وما حصل ورافق اعتصام على دوار الداخلية من تداعيات على الساحة السياسية الأردنية قد أحدث فتقا بالنسيج الاجتماعي الأردن وكاد لولا العقلاء ان يحدث فتنة جهويه طالما تم التحذير منها غير انه تم تداركها لما عرف عن الشعب الأردني من حكمة وروية وصبر وطول بال وذلك وفق مراقبين .
والذي لا يزال يشكك بقدرة الأردن على الاقلاع إلى الإمام فقد جاء كلام جلالته أمس الأول بأننا « سائرون بجدية في عملية الإصلاح السياسي ولا يوجد ما نخشاه «فضلا عن إننا «ماضون أيضا في خططنا للاستمرار في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومكافحة الفساد بقوة القانون والقضاء وبنفس القوة والحماس» والكلام هنا لجلالة الملك.
وكان للمفاجئة وجراءة المطالب التي فجرتها حركة شباب 24 آذار إن اشعلت العنف وايقضت الفتنة النائمة التي طالما حذر من أيقضها العقلاء والحكماء
وكان ذلك واضحا على دوار الداخلية الجمعة الماضية عندما تقابل مؤيدين ومعارضين لحركة 24/ اذار والتي نادت باصلاحات سياسية اهمها تعديل الدستور الاردني وحل مجلسي النواب والاعيان وحل الحكومة وان يجري انتخابهما ومحاكمة الفاسدين وكف الايدي الاجهزة الامنية وتحديدا المخابرات العامة عن مفاصل الحياة مما خلق ازمة لدى شباب اخرين يرون ان هذه التجمع او الاعصام من شانة ان ينزلق بالبلاد الى الدرك الاسفل ثم حدثت المواجعة بين الطرفين استخدم فيها الحجارة والعصى والضرب فين فريقين من الشباب.
وكان رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت وفي تصريحات صحفية وصف ما حدث على دوار الداخلية انة بداية فتنة بين الأردنيين لن يسمح بها (...) الامر الذي قررت معة الحكومة عدم السماح بتجمعات تؤدي الى قطع الطرق او اعاقة السير وتعطيل مصلحة الوطن والمواطن ومنع أي جماعة بالتضييق او الاعتداء على حرية الآخرين
و ضمت حركة شباب 24/ اذار 500 شخص اعتصموا على اهم شريان مرور يربط المملكة ببعضها وهو دوار الداخلية وذلك وفق أرقام أعدتها مديرية الامن العام غير ان ذلك تسبب في إحداث ضرر مادي ومعيشي للناس وكاد ان يوقع اقتتال حقيقي بين الأردنيين بعضهم ببعض الامر الذي رفضته الحكومة ومنعت الاعتصام او التجمهر على دوار الداخلية مجددا .
ورغم ذلك اصرت الحكومة على احترام حق التعبير شريطة عدم الأضرار بالآخرين او تعطيل الحياة العامة واعتبرت ان الخروج على القانون لن يكون مسموحا به وان استقواء قيادات حزبية اخوانية على الحكومة والنظام وتهييج الشارع مرفوض تماما.
وفي مقابلات اجرتها وسائل اعلام مختلفة مع معتصمين على دوار الداخلية بينت ان غالبية كبيرة منهم لا يعرفون شيئا عن الدستور الأردني او يحفظون اسماء عدد من وزراء الحكومة الحاليين وكثير منهم سقط بالحرج عندما اجرى لقاءات مع الاعلام وخاصة عندما طلب من بعض منهم ان يعطوه تفسيرات او مواد معينة بالدستور يريدون تعديلها ولم يعرفوا الاجابة .
كما احرج مذيع فضائية أردنية الناطق الرسمي باسم حركة 24 اذار عندما طلب الية أسماء المستشفيات التي نقل اليها مصابون جراء مناوشات حصلت بين شباب مناهضين للاعتصام وممن انشقوا عن الحركة ولم يعرف اعطاء اسماء المستشفيات الذي اتهم ان زهاء 100 شاب من جماعته اصيب جراء المناوشات .
وكانت «الراي» أجرت لقاءات مع الشباب حيث اكد احد المعتصمين والذي فضل عدم ذكر اسمة ان تجمعهم تم الاتفاق علية وتنسيقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيس بوك وتم الاتفاق على موعد انطلاقة وقال انه تلقى تعليمات من المنظمين وغالبيتهم شباب بين بعضهم البعض للتجمع على دوار الداخلية عصر يوم 24/ اذار وقال طلب منا ايضا ان نلبس ملابس دافئة وخفيفة لا تعيق حركتنا وتدفينا بذات وان يحمل كل مشارك زجاجة ماء وذكر ايضا انه تلقى تعليمات بماذا يهتف وانه يجب رفع العلم الاردني بالاحتشاد وان يكون الهتاف للاردن .
وشهدت ساحة دوار الداخلية اقتتالا بعد ظهر الجمعة حين خرج شباب مناهضين لحركة 24 اذار ورجمو المعتصمين بالحجارة
وأوضح احدهم إلى «الرأي» انه علم عن هذا التجمع من خلال دعوه وصلت له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وقال ان غالبية المحتجين على حركة 24 آذار ليسو بلطجيه كما يوصفهم الأعلام انما هم طلبة جامعات من جميع الاتجاهات تفاجئوا على دوار الداخلية ان المنظمين إسلاميين وان لهم غايات بتخريب البلد وزرع فتنة بين أبنائه لذا خالفناهم .
ونقلت وسائل الأعلام وأعلنت الحكومة ان وراء اعتصام الداخلية كوادر حزب جبهة العمل الإسلامي من قيادات الصف الثانية وان للحركة يد في تحريك وتأليب الشباب على النظام بالأردن واستقرار البلد .
وقال خريج صيدلة عماد فوزي انشق عن حركة 24 آذار انة تم خداعه والايقاع به من قبل منظمي الاعتصام واكد انشقاقة عن المجموعة منتصف ليلة الجمعة عندما تعالت هتافات تطالب بأمور تعدت الاصلاحات.
وأكد فوزي إن بيانات وزعت على المشاركين من شانها ان تزرع فتنة بين الأردنيين تحتاج إلى (100) عام أخرى لؤادها مشيرا ان المنظمون غرروا بشباب جامعي من اتجاهات أخرى ليسوا أعضاء بالجبهة .
وروجت حركة شباب 24 آذار لنفسهم بان عددهم تجاوز (10) ألاف مشارك باليوم الاول غير ان عدد الذين تجمعوا على دوار الداخلية لا يزيد عن (500- 800) مشارك و لا تمثل الحركة جميع شرائح الشعب الأردني الذي عرف عنة بالانتماء وحرصة على بلدة من التخريب (...) كما أظهرت تداعيات ما بعد حركة 24/ اذار .
وكان وزير الداخلية وصف تداعيات التي لحقت بحركة المعتصمين على دوار الداخلية بانة يوم اسود في مسيرة الديمقراطية الأردنية .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات