كتبت - سهير بشناق - عادت الطالبة «منال» في الصف السابع الى منزلها بعد انتهاء الدوام المدرسي وهي غاضبة تشعر بانها قد تعرضت لاهانة كبيرة من قبل احدى معلماتها بعد ان اسمعتها كلاما جارحا لا يليق بمن بعمرها وهي في مرحلة المراهقة التي تعتبر احدى المراحل الهامة في حياة الانسان وتفرض على الاسر نمطا معينا من التعامل مع ابنائهم وبناتهم ، نمطا بعيد عن كلمات التجريح والاهانة والغضب غير المجدي مع من يمر بهذه المرحلة .
منال – 13عاما - وهي طالبة في احدى المدارس الخاصة تعرضت لاهانة من معلمتها بسبب نسيانها كتابها ولم يتوقف الامر عند اسماعها كلمات باتت ظاهرة منتشرة عند معلمات المدارس الخاصة بل امتد الامر الى محاولة المعلمة بعزل الطالبة في مقعد بمفردها وعدم السماح لها بالحديث طيلة مدة الحصة الصفية.
وبالرغم من ان الاسر التي تقدم على الحاق ابنائها وبناتها في المدارس الخاصة تتحمل تكاليف مالية مرتفعة بسبب ارتفاع الاقساط المدرسية عاما تلو الاخر لهذه المدارس الا ان ابناءها وبناتها باتوا يتعرضون لاهانات لفظية متكررة من قبل المعلمين بهذه المدارس .
تقول ام (عمر) والدة احدى الطالبات في الصف السادس الابتدائي باحدى المدارس الخاصة ان ابنتها تعود يوميا من المدرسة وهي غاضبة من سلوك بعض المعلمات داخل الصف .
واضافت «نحن نقوم بالحاق ابنائنا بالمدارس الخاصة ليس بسبب نوعية التعليم الذي ندرك جيدا انه بمستوى جيد بالمدارس الحكومية ولكن بسبب البيئة المدرسية ونظافة المدارس الخاصة خاصة واننا نعلم ان هناك سلوكيات خاطئة ضد الطلاب في بعض المدارس الحكومية كالتلفظ بالفاظ لا نرغب لابنائنا بسماعها» .
واشارت الى ان هذه الالفاظ انتقلت الى المدارس الخاصة فاصبح المعلم يسمع الطلاب كلمات لا نرضاها لابنائنا معتقدا ان شغب بعض الطلاب داخل الصف يشفع له بالتلفظ بهذه الالفاظ النابية .
وبينت ان احدى معلمات ابنتها تسمع الطالبات كلمات سيئة يجب ان لا تقال باي مدرسة وخاصة المدارس الخاصة فكيف تسمح ادارات هذه المدارس بالسكوت عن معلمات ينعتن الطالبات بصفات سيئة او تشبيهن «بالحيوانات» مشيرة الى ان احدى المعلمات قالت لطالبات انها تخجل من تدريسهن لانهن لا يستحقن الجلوس على مقاعد الدراسة ، متسائلة عن سبب هذا النمط الجديد في التعامل مع الطالبات اللواتي وصلن لعمر لا يجب ان يسمعن به مثل هذه الالفاظ لا باسرهن ولا بالمدارس .
وتؤكد ام قيس ما يتعرض له الطلاب في بعض المدارس الخاصة المعروفة من سوء معاملة مشيرة الى ان ابنها في الصف السابع تعرض الاسبوع الماضي لاهانات لفظية شديدة من قبل معلمته بسبب تكرار ذهابه الى قضاء حاجته حيث اعتبرت المعلمة ان سلوك الطالب محاولة للتهرب من الحصة .
واضافت ام قيس ان المعلمة قالت لابنها بانه طفل صغير ويجب ان يحضر معه زجاجة حليب وان يستعين بفوط توضع للأطفال بدلا من ذهابه لقضاء حاجته بصورة متكررة مما سبب له احراجا امام زملائه بالصف الذين بداوا بالاستهزاء منه .
وبينت ان ابنها لم يقم بهذا السلوك بهدف التهرب من الحصة الصفية فهو يعاني من التهاب في المسالك البولية مما يؤدي الى ضرورة ذهابه للمرحاض بشكل مستمر مشيرة الى انها عندما قامت بمراجعة ادارة المدرسة والمعلمة بهذا الشان مطالبة بالاعتذار لابنها امام زملائه بالصف لما سببته المعلمة له من احراج نفسي رفضت المعلمة ذلك واصرت على موقفها معتبرة ان على الطالب ان يحضر تقريرا طبيا في حال مرضه .
هذا هو حال بعض المدارس الخاصة في تعاملها مع الطلاب فهم يتعرضون لاهانات لفظية اما بسبب غضب المعلم من احد الطلاب فيبدا بتفريغ غضبه من خلال اسماع جميع الطلاب كلمات نابية واما بسبب عدم قدرة المعلم على ضبط اعصابه وتفهم معنى التعليم ، فالمعلمون يشكون من سلوك بعض الطلاب غير المرضي ولا يدركون ان الطالب والطالبة في مرحلة المراهقة يحتاجون لتعزيز لغة الحوار والابتعاد عن توجيه النقد المباشر لهم او اسماعهم الفاظا يرفضون ان يسمعونها من ابائهم وامهاتهم داخل اسرهم فكيف الحال ان يسمعونها امام زملائهم .
الاخصائية التربوية سها عبد الهادي اشارت الى ان التعامل مع الطلاب في صفوفهم فن لا يتقنه كثير من المعلمين في وقتنا الحالي .
واضافت : لم تعد بعض المدارس الخاصة تحترم شخصية الطالب فهي تركز على نوعية التعليم متناسية ان الطالب يحتاج بالدرجة الاولى الى تنمية شخصيته واحترامها خاصة الطلاب في مرحلة المراهقة الذين يتاثرون من كل كلمة تخرج من افواه معلميهم وتترك اثرا نفسيا كبيرا عليهم .
واكدت عبد الهادي ان اسماع الطلاب الفاظا نابية امر مرفوض ويجب ان تبادر ادارات المدارس الخاصة باتخاذ اجراءات صارمة بحق كل معلم يقدم على مثل هذا السلوك فالمعلم غير القادر على تحمل اعباء التعليم والتعامل الصحيح مع طلابه يجب ان لا يبقى معلما وان يترك مهنته هذه لمن يؤمن بان التعليم رسالة تربوية بالدرجة الاولى .
واشارت الى ان هناك طلابا خاصة في مرحلة المراهقة تصدر عنهم سلوكيات قد تثير احيانا غضب المعلم الا ان الحل لا يكون باسماعه كلمات سيئة واسماع باقي الطلاب في الصف مثل هذه الالفاظ مؤكدة اهمية التعاون بين الاسر وبين ادارات المدارس ان كان هناك مشكلة تتعلق بسلوك الطالب بحيث يصار الى حلها بعيدا عن اهانة الطالب خاصة امام زملائه .
واكدت عبد الهادي على مدى تاثير ما يسمعه الطالب من الفاظ نابية واهانات امام زملائه على سلوكه وتحصيله الاكاديمي خاصة وان بعض الطلاب ممن في مرحلة المراهقة يقومون برد فعل سلبي على ما يتعرضون اليه ويصرون على التمادي بسلوكياتهم الخاطئة ليثيروا غضب المعلم .
وامام سلوكيات بعض المعلمات والمعلمين في المدارس الخاصة التي خرجت عن حدود التاديب لتصل الى حدود التعنيف اللفظي غير المقبول متناسين ان المعلم قدوة للطالب فان السؤال : لماذا لا تقوم ادارات المدارس الخاصة باختيار المعلمين والمعلمات القادرات على التعامل السليم مع الطلاب ، فالشهادة الاكاديمية لم تعد وحدها جواز سفر يسمع لاي معلم بان يتولى مسؤولية تعليم الجيل القادم فكيف سيكون المعلم محترما بعيون طلابه وهو يردد على مسامعهم هذه الالفاظ التي ترفضها الاسر ولا تتفوه بها مع ابنائها داخل بيوتها ام على الاسر ان تعيد النظر بالحاق ابنائها بمدارس خاصة تسنفذ سنويا قدراتهم المالية ليخرج ابناؤهم بعد ذلك محبطيين فاقدين ثقتهم بانفسهم وبالمعلميين .
رد مع اقتباس
المفضلات