احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: رئيس جمهورية الدسائس ..عندما يقول أنه سئم السلطة

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رئيس جمهورية الدسائس ..عندما يقول أنه سئم السلطة

    أحمد الزرقة
    يبدو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من خلال تصريحاته المتكررة الرئيس الأكثر تبرما من بقائه على سدة الحكم، لما يقارب 33 عاما،لكنه يبرر بقائه في منصبه برغبته العارمة لارساء تقاليد تؤسس لانتقال سلمي للسلطة وضمان الانتقال الآمن
    لها وكما كان الرئيس مبارك يذكر المصريين في خطاباته الأخيرة قبل تنحيته عن الحكم في 10 فبراير الماضي بعد ثورة 25 يناير ببطولاته في حرب 1973 ودوره كطيار في تحقيق ذلك النصر ، وتضحيته ومخاطرته بروحه من أجل مصر ، والمحاولات المتعددة
    لاغتياله في مصر او خلال زيارته لاثيوبيا عام 1993م ، يذكر الرئيس صالح اليمنيين بالمشقة التي تحملها منذ توليه لمقاليد الأمور في اليمن في 17 يوليو 1987م ، والمخاطر التي تعرض لها منذ الأيام الأولى لتوليه الحكم والانقلاب الناصري الذي تعرض له بعد اقل من ثلاثة أشهر على توليه الحكم ، وتأسيسه لتجربة ديمقراطية فريدة من نوعها في المنطقة كما يقول ، ويسرد غيرها من المحطات السياسية التي مر بها وعاشتها اليمن خلال فترة حكمة.

    1

    زهد الرئيس اليمني عن الحكم ظهر في 17 يوليو 2005م عندما أعلن عدم رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية في 20 سبتمبر 2005م حيث قال في خطابة التاريخي الذي قوبل بمعارضة شديدة من حزبه أنه لن يترشح للرئاسة ،قائلا " لقد مللت الشعب
    وملّني" اعتبر الكثيرون ذلك التصريح بمثابة مناورة سياسية منه، حيث لم يستطع الصمود طويلا فبعد أقل من عام قال انه استجاب لرغبة الجماهير ورغبة حزبه سيترشح لكنه أعلن تراجعه عن ذلك القرار في 24/6/2006م وقال "لست (تاكسي)" أجرة
    تستأجروني لصالح المؤتمر أو القوى السياسية.. أنا في المقام الأول أرعى مصلحة هذه الأمة، ولستُ مظلةً لفساد حزب سياسي أو قوى سياسية".
    وكرر زهده عن الحكم مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة بخمسة أيام عندما قال في مقابلة مع مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور أنه "زهقان مع استمراره في الحكم ، ولا ينصح نجله أحمد بالتفكير في تولي الرئاسة ، وقال ان قبل الترشح على
    طريقة (مكره اخاك لا بطل، انا مكره من جماهير من الشعب).
    وكرر نصيحته لنجله في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الامريكية نشرت في شهر يونيو 2008م قائلا لقد نصحت أحمد ، بعدم الترشح لمنصب الرئاسة عند انتهاء فترة رئاستي الحالية عام 2013. واضاف «إن حكم اليمن كان دوماً مهمة صعبة أشبه بالرقص مع الثعابين».
    والأربعاء الماضي 16 فبراير 2011م قال خلال لقائه مع شخصيات اجتماعية وقبلية من محافظة حجة بعد تنامي ظهور موجه الاحتجاجات التي طالبت بتنحية "أنه سئم من السلطة، ولا أحد يريد يتمسك بالسلطة فهي مغرم وليس مغنما" تصرفات الرئيس صالح
    على الميدان تتناقض وتصريحاته تلك ، فالرجل يسير عكس ذلك ويظهر شغفا لامتناهيا بالسلطة والبقاء على كرسي الحكم الذي وصفه غير مرة بأنه كرسي من نار، ومن أجل الحفاظ عليه كرس جهده وتفكيره لابعاد حلفائه قبل خصومه ، ومقابل كل تحرك لاي
    طرف سياسي يشعر الرئيس بأنه يستهدف ازاحته ولو عبر الوسائل الديمقراطية ، يبادر لاتهامه بالعمالة والخيانة وغالبا ما اتهم المعارضة اليمنية بتلك التهم وقال عنها أنها معارضة انقلابية ، فالرجل يرى ان لا أحد في اليمن غيره جدير بحكم
    اليمن ، كثيرا ما خرج الرئيس عن طوره لمهاجمة معارضيه مستحضرا ألفاظا نابية وقاسية ضد خصومه ، ملوحا بالورقة الامنية والعسكرية التي يفضل دائما إرسال رسائله لمناوئه خلال زياراته الدائمة للوحدات الامنية والعسكرية التي يزورها
    أكثر من زيارته للمؤسسات المدنية،وهو يعول كثيرا على المؤسسة العسكرية والامنية في إبقائه على الحكم ، ومن أجل إحكام السيطرة على تلك المؤسسة الامنية قام بإسناد غالبية المناصب القيادية في الجيش والأمن لأقاربه وأصهاره والعديد من
    أبناء قبيلته، منطلقا من أنهم أقدر على منع قيام أي إنقلاب عسكري او الخروج من عباءته كما قال في مقابلة مع قناة الجزيرة في عام 2003م.
    حتى المناصب المدنية الحساسة والايرادية اسندها لعدد من أقاربه ، وفي موازاة الحكومة المدنية ، هناك مجلس الدفاع الوطني الذي بات من الواضح انه يدير أمور البلاد معتمدا على القبضة الامنية والعسكرية.
    يجيد الرجل التلاعب بمخاوف اليمنيين مستفيدا من حالة الجهل والامية المتفشيتين في اليمن ، ويتفنن في استحضار الحالات الصومالية والعراقية في مناسبات كثيرة لإثارة مخاوف اليمنيين ، على طريقة أنا ومن بعدي الطوفان.

    2
    السنوات الست الأخيرة للرئيس صالح في الحكم كانت هي الأسوأ بالنسبة له ، حيث شهدت اليمن مخاضات عسيرة وصعبه كان عليه أن يواجهها منفردا في أغلب الأحيان ، بعد أن فقد تحالفاته التاريخية مع الإسلاميين ورجال القبائل (التجمع اليمني
    للإصلاح ) شركائه السابقين على مدى ثلاثة عقود ، فقد شهدت تلك السنون تناميا متزايدا للتحديات الأمنية متمثلة في ظهور الحراك الجنوبي ، وحركة التمرد الحوثي ، في مواجهة هذين التحديين اختار الرئيس صالح الخيار الأمني والعسكري ، لكن ذلك
    الخيار لم ينجح في مواجهة تلك التحديات أو إسكات تلك الأصوات التي انطلقت في بداياتها كحركات احتجاجية مطلبيه وانتقلت للجانب السياسي ، وعبر ستة حروب مع الحوثيين في صعده تم إنهاك الجيش وتقديم آلاف القتلى من الطرفين وخرقت السيادة
    اليمنية من قبل القوات السعودية التي ضربت أهدافا لها في أراض يمنية ، جعلت اليمنيين يشعرون بالغبن جراء سماح السلطات اليمنية للقوات السعودية بضرب خصوم الرئيس صالح من اليمنيين.
    ولتعزيز بقائه في الحكم دائما ما يفاجئ الرئيس خصومه المحليين وحلفائه الدوليين الذين كانت علاقته بهم تفتر بين فينة وأخرى ،بوجود أوراق تهمهم مازالت بحوزته ،وكان تنظيم القاعدة هو ورقته الاكثر أهمية في جرابه المليئ بالاوراق ،استطاع عبر استخدام هذه الورقة تحقيق مكاسب على الصعيدين المحلي والدولي ،في الداخل استطاع عزل الحراك الجنوبي عن بقية القوى السياسية المحلية والاقليمية عبر محاولة ربط الحراك الجنوبي بتنظيم القاعدة ، الامر الذي اوجد مبررات له لضرب
    الحراك الجنوبي واستخدام الامن والجيش في ذلك الملف ، وتخويف الاطراف السياسية في المعارضة ان حاولت تبني قضايا الحراك ، بأنها تقف جنبا إلى جنب مع القاعدةوالارهاب ، وقد انصاعت المعارضة لتلك المخاوف ، وتركت الرئيس ينفرد بعقاب الحراك وابناء محافظتي الضالع ولحج ومناطق في شبوة وابين وحضرموت ،وكشف ذلك هشاشة المعارضة اليمنية وجبنها الكبير في مواجهة الرئيس وحزبه والوقوف الى جانب الحقوق المطلبية للمتقاعدين العسكريين ، قبل ان تتحول تلك المطالب الحقوقية الى
    مطالب سياسية ،واللجوء لمطلب فك الارتباط بحثا عن مخرج لتجاوز خيبة الامل من موقف المعارضة المتواطئ مع خيار الرئيس وحلفائه القدامي من مخلفات الصراع الدموي في جنوب اليمن قبل الوحدة (جناح الزمرة).

    3
    خارجيا كانت تقديرات المؤسسات الغربية سواء السياسية او الاقتصادية تصنف اليمن كبلد فاشل سياسيا وتصف الرئيس بالفاشل ونظامه بأنه على شفا حفرة من الانهيار ، لكن بعد تلويح الرئيس صالح بورقة القاعدة ، تغيرت المعادلة وظهرت أراء في
    أوساط النخب العسكرية والسياسية الامريكية والاوربية تنادي بضرورة دعم الرئيس صالح ونظامه في مواجهة تحديات القاعدة والارهاب ،باعتباره الطرف الوحيد في اليمن القادر على الامساك بزمام الامور فيها بحكم خبرته الطويلة وسيطرته على
    الجيش والأمن ، وتغاضت عن الانتهاكات والتجاوزات للنظام في مجال حقوق الانسان وحرية التعبير ، ولجأت لتزويد المؤسسة الامنية والعسكرية بتقنيات متطورة وتدريب وحدات خاصة في الامن والجيش لملاحقة تنظيم القاعدة ، وسعت لاجبار الدول المانحة
    لمساعدة اليمن سياسيا واقتصاديا كي يتمكن من مواجهة الفشل والسير في اجراءات الحرب على تنظيم القاعدة ، وقد وصل التعاون الى حد السماح للقوات الامريكية والاوربية بتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف مفترضة لتنظيم القاعدة على الاراضي
    اليمنية ، وقام الرئيس صالح وحكومته بالتغطية على تلك الضربات وتحمل مسئوليتها خاصة في الضربة التي استهدفت قرية المعجلة في محافظة ابين وراح ضحيتها عشرات الضحايا المدنيين وعدد محدود من عناصر تنظيم القاعدة ، وفي مقابل كل تعاون على
    الارض كانت امريكا تعزز من مساعداتها العسكرية لليمن لتصل الى 300 مليون دولار على هيئة اسلحة ومعدات خاصة ، الى جانب غض الطرف عن ممارسات النظام في انتهاكات حقوق الانسان ، واعتقال المئات تحت غطاء الحرب على الارهاب ، وعدم التعليق على ما يدور في الميدان من مواجهات عسكرية واستخدام مفرط للقوة في التعامل مع الحوثيين والحراكيين على حد سواء.

    4
    بداية شعور الرئيس صالح بالعزلة السياسية ظهرت بشكل واضح لأول مرة بعد 29 عاما من توليه الحكم في اليمن ، عندما خاض في سبتمبر 2006م أول انتخابات رئاسية تنافسية، بمعزل عن تحالفات شكلت معالم نصف عمره الطبيعي البالغ 60 عاما، قضاها
    رئيسا لليمن.
    وبعد فوز الرئيس صالح في تلك الانتخابات أصبح صالح هو أطول حاكم يتولى زمام الأمور في اليمن وهو الرقم المسجل باسم الإمام يحي حميد الدين الذي تولى الحكم خلال الفترة 1911- 1948م. غير أنها أسست لعهد جديد أختلف تماما عن سابقه حيث
    بات الرئيس أكثر عزلة على مستوى التحالفات السياسية اليمنية ، وأصبح أكثر ميلا لتفويض صلاحياته لعدد من المقربين منه في الحزب الحاكم ، وفي إطار النخبة المحيطة به، التي أسهمت كثيرا في عزله ، وارتكاب أخطاء سياسية فادحة ، أفضت
    بالامر الى ما هو حاصل اليوم.
    الرئيس صالح عبر أكثر من مرة أنه لا يحكم اليمن بل يدير شئونها وشتان بين الأمرين، تلك العبارة قالها أثناء حوار أجراه الصحفي أحمد منصور لقناة الجزيرة في عام 2003م وقال أيضا في نفس تلك المقابلة أن حكم اليمن أشبه بالجلوس على
    رؤوس الثعابين وهي العبارة التي كررها الرئيس صالح كثيرا بعد ذلك.
    صالح ومنذ تولى الرئاسة في 17 يوليو 1978م إثر مقتل الرئيس الغشمي كان رجل التحالفات الأول، ويعتبره الكثيرون من أذكى من تولوا حكم اليمن، إذ استطاع استلام مقاليد الحكم في وقت عصيب وفي فترة كانت تشكل خطرا حقيقيا على حياة الطامحين في الوصول إلى سدة الحكم بعد مقتل ثلاثة رؤساء في شطري اليمن آنذاك في اقل من سنة واحدة.
    ومع أنه لم يكن يمثل أي تحالف داخل مؤسسة الحكم حينها فقد أستطاع تخطي محنة محاولة انقلاب الناصريين علية بعد حوالي 3 أشهر من توليه مقاليد الحكم، ذلك الانقلاب شكل نقطة تحول في فكر الرئيس صالح ورؤيته للأحداث وشركاء الحكم، فعمد
    بعد ذلك إلى السيطرة على جميع أطراف اللعبة السياسية والعسكرية من خلال إسناد المناصب العسكرية الحساسة إلى أفراد من أقاربه وأسرته والموالون له حتى يضمن
    عدم تكرار محاولة الانقلاب عليه مرة أخرى وهو ما عبر عنه الرئيس صالح خلال مقابلة أجرتها معه الإعلاميةاللبنانية "نيكول تنوري" قبل في عام 2004 لصالح قناة إم بي سي.
    وبعد ذلك الإحكام العسكري بدأ الرئيس صالح في جهود تثبيت أركان حكمه عبر مؤسسة سياسية، حيث نفذ مشروع كان بدأ فكرة في عهد سلفه الرئيس إبراهيم الحمدي يتمثل في تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1982م، ومن خلال مساهمتها في صياغة
    نظامه الأساسي، وجدت كافة الأطياف السياسية اليمنية نفسها تعمل فوق الأرض وإن بمخالفة طفيفة لعملها السري تحت الأرض، وبذلك تمكن الرئيس صالح من إشراك جميع تلك الأطياف في العملية السياسية، وتولت هذه الأطياف التسابق لدعم عودة صالح في أول استحقاق رئاسي عام 1983م، فبعد أن أعلن الرئيس صالح عدم ترشحه للرئاسة، حرجت جماهير هذه القوى السياسية وخاصة التكنوقراط، والقوى التقليدية والإخوان المسلمين والليبراليين، لتطالب الاستمرار في تولي مقاليد الحكم.
    صالح كان قد استطاع إعادة الاستقرار للأوضاع في المناطق الوسطى والتي كانت مسرحا لما كان يطلق عليه الجبهة الوطنية والتي كانت مدعومة من قبل دولة الحزب الاشتراكي في الجنوب.
    ومثلت تلك المواجهة الخيط الأول في سياج تحالف صالح مع الإسلاميين، وهو التحالف الذي أستمر طويلا، حتى الانتخابات المحلية في 2001م التي أراق فيها الحلفاء دماء بعضهم بعضا في الحيمة بصنعاء، والرضمة بمحافظة إب.
    وبحسب الكاتب الصحفي نصر طه مصطفى فإن الفترة " 1982- 1990م" كانت سنوات ذهبية في عهد الرئيس علي عبد الله صالح وسنوات التألق للسياسات الخارجية والداخلية اليمنية إذ هي المرحلة التي بدأ فيها بوضع بصماته الخاصة وصبغ المرحلة الجديدة
    بمنهجه وأسلوبه. وأتاحت له الاتجاه نحو المشروع الأكبر ليس في اليمن وحسب بل وفي المنطقة العربي وهي قيام الوحدة اليمنية.
    فقد ذهب صالح إلى عدن ليرفع من هناك علم الدولة الموحدة على الرغم من المخاطر والتحذيرات والاعتراضات من قبل حلفائه في صنعاء إلا أنه لم يعبأ بتلك التحذيرات وبدأ أن هناك تصدعا في تحالفه مع الإسلاميين الذين انسحبوا من جلسة مجلس الشورى
    بسبب اعتراضهم على مواد في دستور الدولة الموحدة.
    قبل ذلك أنتخب الرئيس عام 1988م من قبل مجلس الشعب التأسيسي وكان تلك هي الفترةالرئاسية الثالثة. وأدى استقرار الحكم والهدوء النسبي الذي تمتعت به البلاد خلال تلك الفترة إلى تبني الدولة مشاريع هامة على مستوى البنية التحتية والتعليم والمواصلات وعلاقات اليمن الخارجية كما تم في أواخرالثمانينيات
    وتحديدا في 1988م انتخابات مجلس الشورى وهي انتخابات شهد لها الجميع بالنزاهة
    ويحسب للرئيس صالح تشجيعه إجراء انتخابات متعددة "المجالس البلدية 1979-التعاونيات والمؤتمر الشعبي العام 1981م – البلديات1982 م المجالس المحلية 1985م – مجلس الشورى 1988م.

    5
    وفي العام 1990 كان الرئيس على موعد مع ولاية رئاسية رابعة لكن هذه المرة لدولة
    جديدة موحدة سلميا وعبر الحوار الذي أدى لتوقيع شطري اليمن اتفاقية الوحدة في30 نوفمبر 1989م في عدن والذي أدى إلى تغيير جذري في النظامين السياسيين الموجودين في شطري اليمن وكانت إيذانا ببدء عصر التعددية الحزبية والسياسيةوكان إعلان المرحوم عمر الجاوي تأسيس حزب التجمع الوحدوي بداية انفراط السبحة وإعلان الأحزاب اليمنية التي توالت لتصل في وقت لاحق إلى أكثر من خمسين حزبا وتنظيميا سياسيا وانتقلت الأحزاب من تحت الأرض إلى فوقها.
    ورغم العواصف فقد أثمر أداء الرئيس صالح في ظل غياب الاهتمام بالجماهير من قبل الجميع، أن يكون صالح هو الثابت في كل المتغيرات، حيث واصل تجديد ولايات حكمه بفترة رئاسية رابعة لكن هذه المرة بصيغة مختلفة مع أربعة شركاء هم قوام مجلس
    الرئاسة وتم انتخابهم من قبل مجلسي الشورى والشعب بناء على توافق تم بين شركاء الوحدة.
    ومرة أخرى أثثت صالح قدرة عالية للتعامل مع المشهد السياسي عندما تمكن من تحقيق توازن لصالحة في مجلس الرئاسة، على الرغم من استحواذ شركاء الوحدة على المؤسستين التشريعية والتنفيذية عبر رئاستيهما.
    واستطاع صالح التعايش مع الوضع الجديد، لكن الثقة التي أوجدها مع شريك صنع الوحدة لم تكن بنفس القوة كما كانت وبدأت الخلافات تشوب عمل المجلس، وبدأ الرئيس يتجه نحو إضعاف الحزب الاشتراكي عبر التحالف مع حليفة التقليدي وعدو
    الاشتراكيين ولم يكن ذلك الحليف سوى الإسلاميين الذين ظهروا على الساحة بشكل جديد عبر حزب التجمع اليمني للإصلاح.
    واحتفظ الرئيس بورقة أخرى يقول البعض أنها كانت مؤشر على عدم الثقة بين الشركاء والاحتفاظ بطريق رجوع لكلا الطرفين تمثل في عدم إنجاز مشروع دمج القوات المسلحة وإخراج المعسكرات من المدن وهي الشروط التي برزت مع بدايات الأزمة السياسية كمطالب للحزب الاشتراكي اليمني ضمن 18 عشر شرطا أخرا تضمنتها وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع بعد أشهر قليلة من الولاية الرئاسية الخامسة للرئيس التي جاءت أيضا عبر البرلمان والتي حسمت لصالح حزب الرئيس علي عبد الله صالح
    وفاز فيها التجمع اليمني للإصلاح بالمرتبة الثانية وحل فيها الحزب الاشتراكي ثالثا.
    وهي الانتخابات التي رفض الاشتراكيون الاعتراف بنتيجتها وأدت إلى نشوب أزمة سياسية تمثلت في اعتكاف الرئيس علي سالم البيض في مدينة عدن وعدم قبوله بتشكيل حكومة ائتلاف بين المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والاشتراكي.
    غير أن الإجراءات الفنية القانونية استمرت لتوصل الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى الإصلاح وأحد أبرز مناهضي دستور الوحدة إلى عضوية مجلس الرئاسة والذي احتفظ فيه المؤتمر بمقعدين ومثلها للحزب الاشتراكي.
    وقبالة الموقف المتشدد الذي أبداه نائب الرئيس علي سالم البيض والذي رفض العودة إلى صنعاء أو أداء اليمين الدستورية نائبا لمجلس الرئاسة فإن موقف الرئيس صالح تميز بالمرونة الأكثر، حيث ركز خلال فترة الأزمة على توطيد تحالفاته الخارجية
    والداخلية وتعزيز التواجد العسكري فيما يمكن تسميته مفاصل البلاد، ولذا واصل ونائبه سياسة "عض الأصابع"، ولم تفلح الوساطات المحلية والعربية والدولية في فك فتيل الأزمة التي تحولت حربا شاملة وصلت الذروة عند إعلان نائب الرئيس الانفصال
    في 21مايو 1994م أي بعد شهرين من توقيع وثيقة العهد والاتفاق والتي كان هدفها الأساس عودة الشركاء إلى صنعاء. لكن الرئيس صالح عاد إلى صنعاء وحيدا بينما توجه نائبه إلى الكويت والرياض في زيارة أثارت العديد من التساؤلات حول توقيتها
    وأهدافها ولم يعد البيض إلى صنعاء بل عاد إلى عدن، وأستغل الرئيس صالح تلك الفترة في تنشيط تحالفاته.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Feb 2009
    الدولة
    من قلب الاردن الحبيب
    المشاركات
    2,980
    معدل تقييم المستوى
    19
    مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    أشـــــكرك علىالمرور الرائع
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    شكرا لنقل كل جديد
    كل الاماني الموفقة

    اختكم بالله


  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Oct 2010
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    4790670
    [marq="3;right;3;scroll"]اشكرك على الخبر[/marq]

  7. #7
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. جلسة لمجلس الوزراء اليوم لإقرار ملحق الموازنة قبيل استقالة الحكومة
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-10-2012, 10:24 AM
  2. (حقائق علمية وطبية في القرآن )
    بواسطة رمز الوفاء في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 19-01-2012, 03:58 PM
  3. بعض الرجال كبار لكن مهابيل ...راقت لي
    بواسطة بنت النبهان في المنتدى الشعر النبطي , الشعر الشعبي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-10-2011, 02:28 PM
  4. الصقيع اتلف مزروعات بمساحة 30 الف دونم
    بواسطة رفيق الاحزان في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20-01-2008, 08:11 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك