اليوم هو الجمعه والابناء يقفون على باب المنزل ويرددون رحله رحله الاب ينظر في جيوبه فهي فارغه لا يوجد بها شيء .الرحله ذهبت مع الريح، وجيوب الفقر، تردد الاب في بادىء الامر المسأله صعبه هذا ما تردد في نفسه نظر بعين الشفقه الى ابنائه فهم صغار ويستحقون الرحله السياره في فناء المنزل لا يوجد بها بنزين فهوفي ارتفاع حتى ان البعض لا يستطيع تحريك سيارته توفيرا" لي لقمة العيش (الخبز) . الاب في حيره واستعجال الوقت ينقضي وشارفت الساعه على التاسعه صباحا" ، الابناء الصغار يرغبون بالذهاب الى البحر الميت ليشاهدوا جمال البحر وفترة الغروب فكر الاب اليأس ماذا يفعل وطلب من زوجته تحضير نفسها والابناء للرحله . الزوجه استهجنت ذلك فأنته لا نقود بجيبك ولا حتى اقل التكليف الزوج طلب من زوجته احضار المنقل وما يحتوي والشبك للشوي ووضعها في السياره . فرح الابناء بذلك والسرور في عينيهم الرحله اكتملت . الزوجه ما زالت في وضع استغراب كيف واين ومتى ستتم ا لرحله الاب كان مطيعا" لولدته وهو يقطن بجوارها فذهب الى الفور الى امه واخبرها بهذا الموضوع ، فحزنت االام على احفادها الصغار وطلبت من الاب ان يأخذها معه واخبرت الابن بأن لا يحضر معه سوى شراشف حتى يجلسوا عليها . وبالفعل عاد الى منزله واخبر زوجته بذلك وتم عمل الترتيبات اللازمه ، الابناء يرقصون على ايقاع الرحله والفرحه عمت المكان وذلك لان الجده سوف تذهب معهم ، ركب الجميع السياره الفضيه نوع هوندا اكورد موديل 1980م وهي بحاله رديئه فهو مواطن اردني لا يستطيع شراء سياره حديثه كون الجمرك 100/300يعني ذلك استفحال التجار وارتفاع الجمرك على عكس بقية دول الخليج السيارات ببلاش تأتي بالف دولار وتباع باقل الاسعار ،ليس هذا المهم الاب مبسوط على الرحله من جهه ويده على قلبه من السياره من جهة اخرى ان تقطعه في الطريق وتنتهي فرحة الرحله الصاخبه ذهبت السياره من طريق السلط نزول وادي اشعيب وعند اول محطة بنزين وضعت الجده يدها في جيبها واخرجت صره فيها مبلغ 20 دينار نثريات دنانير وخمسات وطلبت من الابن ان يضع مبلغ خمسة دنانير بنزين وقام الابن بذلك وغادرت السياره المحطه الى وادي اشعيب في الوادي طلبت الجده من الابن التوقف للفطور وبالفعل توقفوا واخرجت الجده كيس من السياره وطلبت من الابن ان يقوم بتقطيع البندوره والخيار وعمل ساندويشات لاحفادها وتفاجىء الابن بذلك لكن كان مبسوطا" ، الان الوالده كانت قد شعرت بحال احفادها ومحاولة اسعادهم . القصه لم تنتهي الى هنا بعد الفطور لعب الابناء بالماء الموجود في الواد وانبسطو ا كثيرا" وفي الحاديه عشره توجهوا الى مقام النبي شعيب لاداء صلاة الجمعه ودعى الابن لابنائه بالصلاح والام تدعي لابنائها واحفادها بالصلاح والدعاء بادامة النعمه وحفظ البلاد وراعي البلاد وبعد الصلاه زارو مقام النبي شعيب ومن ثم غادروا الوادي الى سد الكفرين والجندي المجهول فعندما وصلت الجده الى الجندي المجهول جمعت الاحفاد وحدثتهم ببطولة الجنود الاردنيين الشرفاء وباسلتهم في اعلاء كلمة الله و الدفاع والذود عن الحمى وعن مليكهم ووطنهم واعراضهم وارضهم ، واستذكرت الراحل العظيم الحسين واخبرتهم انه كان اول رجلا" يعتلي الدبابه ويقاتل مع جنوده تحدثت الجده بذلك واغرورقت عيناها الطاهرتيين بالدموع على رحيل الحسين .بعد ذلك توجه الجميع بسيارتهم القديمه الى سد الكفرين وشاهدوا السد وهو يخلوامن المياه ويا هول الفاجعه فلقد كان المنظر بأسا" جدا" . الجده بدورها لم تعزز شعور اليأس بل على العكس فلقد جددت الامل في احفادها انهم سوف يشاهدون البحر الميت فهو جميل وغادر الجميع المكان والحزن يعم قلوبهم على شح المياه في المملكه وخلو السدود . وفي الشونه قامت الجده بشراء بعض الاشياء الاساسيه (الخبز واشياء بسيطه شيبس وعصير للصغار ) الصغار يرقصون على اغنيه وطنيه في راديو السياره الخافت فهي قديمه والسماعات باليه لا تقوى على نقل الموسيقى فهم بالنهايه اردنيون في ولاءهم وانتمائهم وحبهم للوطن لا يقف عند هذه الامور واقل الاحتياجات فالوطن اسمى عنوان في قلوبهم بعد ذلك اتجهوا الى طريق البحر الميت وجلسوا هنالك في منتصف الطريق تحت الاشجار الخضراء الشوكيه وقام الاب باخراج المنقل والشبك لكن الجده طلبت منه احضار الحطب الذي وضعته في السياره واشعال النار وقام الابن بذلك وعند استواء الحطب التفت الابن الى الام ماذا سوفى تشوي الوالده فاذا هي تخرج من الكيس الموجود في السياره البطاطا وعدد من بيضات الد جاجات البلديه لديها وتطلب من ابنها ان يضعها في النار المشتعله وبالفعل قامت الام باجمل عملية شواء بطاطاعلى الاطلاق وانبسط الاحفاد بذلك وبعد الغداءتوجهوا الى البحر الميت والسياره احيانا" تسير مسرعه واحيانا" بطيئه فهي قد مضى من عمرها حتى العام الفان وعشره 30عاما" وقوانيين الجمارك مضى عليها اكثر من سبعون عاما" ولم تتغيير والسيارة الفضيه من فعل الزمان والصدء لا تصلح ان تكون حتى حوش للماشيه .ما علينا وصل الجميع الى البحر الميت والفرحه مرتسمه في وجوه الابناء ادرك الاب انه لا يستطيع ادخال ابنائه في منطقة الشط السياحي ( شط الامانه ). لان الامانه تطلب من كل مواطن اردني دفع مبلغ 3دنانير للشخص الواحد فهو والابناء والزوجه لا يستطيعون دفع هذا المبلغ فهم ليسوا اصحاب رؤوس اموال ولا اصحاب شركات ولا من تجار الااراضي ولا من التجار الذين يرفعون اسعار السلع عندما تكون منخفضه بل هم مواطنون اردنيون منتمون لوطنهم ولا تربطهم علاقة مصلحه مع الوطن كما يفعل البعض عندما يكون موظفا" حكوميا" وياكل من خير البلاد فهو موالي وعندما يتقاعد يصبح اول المعارضين والناكرين لخير البلاد .نزل الجميع على اول مكان من البحر الميت وجلست الجده على الشط تراقب احفادها بعيين الرحمه والخوف الاحترام فهم احفادها وفلذات كبدها وكما يقول المثل (ما اغلى من الولد غير ولد الولد) .وانبسط الاولاد باقل التكليف وعند الغروب جلسوا جميعا" على الشط وقالت الجده لاحفادها ان حب الاوطان لا يرتبط بمصلحه او غايه وانما هو شعور داخلي يتنامى مع الانسان الاردني متذوا نعومة اظفاره وحتى نهايته وان الوطنيه لا تقف عند هولاء المتنفذين الطامعين في خيرات البلاد والعباد فهم قله بيننا فهم مهما اساءوا الينا كا اردنيين سيبقى حب الوطن وعبدالله وساما" على قلوب كل الاردنيين وساما" نعتز به ونفتخر واذرفت الجده الدمع وهي تقول لقد كان الحسين هو ابن الاردن البار باهله وعشيرته وعبدالله هو ابن الاردن البار لاهله وعشيرته يا الله ما اجملك ايته الجده يا الله كم انتي عظيمه ايته الجده زرعتي في نفوسنا حب الولاء والانتماء وعدم الالتفات الى صغائر الامور فحب الوطن والملك هو اجمل عنوان طرزتي بها صدورنا وعند الغروب غادرت السياره باتجاه عمان والصغار مبسوطيين وفرحيين لقد تمت رحلتهم باقل التكليف الممكنه والمتواضعه وعادوا وهم لا يملكون حتى النقود وكلهم عزه وفخار ببلدهم ومليكهم وارضهم وكل شبر من تراب بلدهم العزيز فهم اردنيوا الولاء هاشمي المنبت.وحبهم لوطنهم لا يقوم على مصلحه او غايه او هدف(واقع حال ) .
رد مع اقتباس
المفضلات