قال الكاتب سايمون تيسدال إن الرئيس المصري حسني مبارك شن هجومه المعاكس لمواجهة المحتجين في القاهرة ومناطق أخر، والتي تطالب بإسقاط النظام، وذلك عبر إرساله موجات من قاطعي الطرق والبلطجية المسلحين للهجوم والاعتداء على المتظاهرين المحتجين سلميا.
وأوضح في مقال له نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن البلطجية هم عبارة عن عناصر وضباط أمن الدولة وشرطة سرية وجميعهم باللباس المدني، بالإضافة إلى بعض المواطنين من أنصار مبارك، والتي خطط لها جيدا من جانب نظام مبارك من حيث التنسيق والتوقيت.
وقال الكاتب إن الجيش المصري الذي وعد بحماية شرعية حقوق المتظاهرين المحتجين، سرعان ما تراجع عن وعوده على وقع نزف الدماء وتساقط القتلى والجرحى من المتظاهرين على أيدي البلطجية وقوات مبارك الأمنية والحزب الحاكم وضباط أمن الدولة وغيرها من الكوادر.
هذا التطور البشع للأحداث من جانب نظام مبارك ليس هو ما يثير الاستغراب، ولكن الدهشة تكمن في استطاعة نظام مبارك تحمل المظاهرات الاحتجاجية لقرابة أسبوع.
"
مبارك وزمرته العسكرية أسقطوا ورقة التوت وحرقوا آخر الأوراق، ولا بد أنهم يشعرون أنهم فعلوا بما فيه الكفاية كي يفقدوا الدعم الأميركي، وأن مصر ربما دخلت في مرحلة جديدة من مستنقع الفوضى
"
حكم استبدادي
والدكتاتورية التي يتصف بها مبارك ليست على شاكلة دكتاتورية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو تلك التي يتصف بها رئيس زيمبابوي روبرت موغابي -والوصف للكاتب- ولكن مبارك يتصف بالحكم المطلق والاستبدادي الذي يعتمد القمع والقوة، وأن الجانب المظلم من مبارك قد انكشف على العلن ليعرفه الجميع.
ويشير الكاتب إلى أن مبارك في خطابه الثلاثاء الماضي بدا غاضبا ومتحديا وغير آبه وغير نادم على ما جرى ويجري إبان فترة حكمه المستبد، وأنه لم يقدم أي اعتذارات أو أي مبادرات أو يقطع وعودا بأن ابنه جمال لن يخلفه في الحكم، ولكنه في المقابل قدم للمصريين محاضرة في أهمية النظام والاستقرار، الذي لا يمكن لأحد أن يؤكد على وجودهما في البلاد التي تغرق في مستنقع الفوضى سوى مبارك نفسه.
ويقول الكاتب إنه يبدو أن مبارك لم يتعلم شيئا مما شهدته مصر على مدار الأيام الماضية ولم تزل، وإن التنازل الوحيد الذي قدمه مبارك ربما يتمثل في وعده بعدم الترشح لفترة رئاسية قادمة، ولكن هذا التنازل ليس تنازلا من أصله، حيث إن مبارك لم يسبق له أن قال إنه سيترشح.
وأضاف الكاتب أن أداء مبارك في خطابه لم يبد كأداء الرجل المهزوم، ولكن مبارك ربما يكون قد سقط لكنه لم يرحل، وأنه بعد الأحداث الملتهبة الأخيرة في ميدان التحرير بالقاهرة وغيره من المناطق، فإن مبارك والزمرة العسكرية من حوله قد أسقطوا ورقة التوت وحرقوا آخر الأوراق، ولا بد أنهم يشعرون أنهم فعلوا ما فيه الكفاية كي يفقدوا الدعم الأميركي، وأن مصر ربما دخلت في مرحلة جديدة من مستنقع الفوضى.
المصدر: غارديان
المفضلات