كتب فتحية الدخاخنى ٢٨/ ١/ ٢٠١١
حث البيت الأبيض مصر على رفع حظر التظاهر، والتجاوب مع الشعب، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن الولايات المتحدة تراقب الوضع فى مصر عن كثب، وشدد على أن الولايات المتحدة تؤيد حق المصريين فى التجمع والتعبير.
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر فى دعم الرئيس مبارك قال جيبس: إن مصر لاتزال «حليفا وثيقا ومهما»، وأضاف، فى تصريحات للصحفيين، الذين يسافرون مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما على متن طائرة الرئاسة: «ما زلنا نعتقد أولا وقبل كل شىء أنه ينبغى لكل الاطراف الامتناع عن العنف».
وتابع: «نحن نؤيد حق التجمع والتعبير كحق عام لكل البشر، وسنشدد مجددا وبوضوح تام لكل المعنيين أن التعبير ينبغى أن يكون خاليا من العنف»، واستطرد: «هذا وقت مهم كى تظهر الحكومة مسؤوليتها بالتجاوب مع شعب مصر والاعتراف بذلك الحق العالمى».
وحثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الحكومة المصرية على السماح بالاحتجاجات السلمية وعدم حجب مواقع الإنترنت الاجتماعية، وقالت: «نحث السلطات المصرية على عدم منع الاحتجاجات السلمية وعدم تعطيل الاتصالات بما فى ذلك المواقع الإعلامية الاجتماعية»، وأضافت: «نعتقد بشدة أن أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة فى الوقت الحالى لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية للاستجابة للاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصرى».
ودعا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى السلطات المصرية إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين فى مظاهرات الغضب، وقال، فى تصريحات صحفية أمس الأول، إن «الولايات المتحدة ستستمر فى إثارة هذا الموضوع مع الحكومة المصرية إذا لم يتم حله بسرعة».
وتابع «كراولى»: إن سكوبى أثارت فى لقائها مع الحكومة المصرية قضية التدخل فى وسائل الإعلام الاجتماعية وحرية الإنترنت، التى لا تقل أهميتها عن حق المواطنين فى الدخول إلى ميدان عام وانتقاد الحكومة دون خوف من القمع.
وحول ضرورة قيام الرئيس حسنى مبارك بإجراء إصلاحات سياسية فى مصر، قال «كراولى»: «هذا الموضوع تمت مناقشته مع الحكومة المصرية عدة مرات من قبل، ونحن نؤمن بأهمية القيام بإصلاح سياسى فى مصر، وغيرها من دول الشرق الأوسط»، فقد «دعونا مصر منذ وقت طويل لخلق مجال أوسع للمشاركة فى العملية السياسية، ومايثير قلقنا هو حقيقة أن هذه الدعوة تم توجيهها منذ فترة طويلة، بالفعل».
وأكدت السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى «أن الولايات المتحدة تؤيد حق التعبير والتجمع كحق أساسى لكل الشعوب. وعلى كل الأطراف أن تتسم بالتسامح، كما ندعو السلطات المصرية لأن تسمح بالاحتجاجات السلمية العامة».
وقال روبرت دانين، كبير الباحثين فى مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز بحث أمريكى، إن تصريحات هيلارى كلينتون، التى طلبت فيها صراحة من نظام الرئيس حسنى مبارك إجراء إصلاحات سياسية، توضح للمرة الأولى ما تريد الولايات المتحدة أن تراه فى مصر وهو «تغيير حقيقى ينبع من الحكومة وليس عملية إطاحة مثيرة كما وقع فى تونس».
واعتبر دانين، الذى عمل وكيل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط فى عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش، أن هذا التطور فى الموقف الأمريكى «ليس انسحابا من التحالف مع مصر بأى حال، ولكن فى الوقت ذاته يلفت نظر الحكومة المصرية إلى ضرورة أن تأتى التغييرات بسرعة».
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية مصر إلى احترام حرية التعبير، كما قال وزير الدفاع الفرنسى آلان جوبيه إن «مصر بالتأكيد نظام متسلط، لكن من غير الوارد أن تحل فرنسا محل الشعوب نفسها التى تتخذ القرارات فى بلدانها»، وأضاف: «ليس هناك ديمقراطية فى مصر تتناسب مع المعايير التى نعتمدها».
وطلب وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج من السلطات المصرية أن تأخذ فى الاعتبار هواجس المتظاهرين وتحترم حرية الرأى والتعبير، وقال «على كل الأطراف التحلى بضبط النفس، وتجنب العنف»، معبرا عن أسفه للخسائر فى الأرواح البشرية خلال المظاهرات، ومؤكدا أن «الانفتاخ والشفافية والحريات السياسية هى أعمدة الاستقرار».
رد مع اقتباس
المفضلات