كتب هشام عمر عبدالحليم وهشام علام ومصطفى المرصفاوى وأحمد رجب وفاروق الجمل ووكالات الأنباء ٢٦/ ١/ ٢٠١١
تصوير ـ أحمد المصرى
آلاف المواطنين فى طريقهم إلى ميدان التحرير خلال المظاهرات أمس
تظاهر الآلاف من أعضاء الأحزاب والقوى السياسية، من بينها جماعة الإخوان المسلمين، وحركات «كفاية»، و«حشد»، و«شباب ٦ أبريل»، و«الاشتراكيين الثوريين»، والمواطنين فى عدد كبير من شوارع وميادين العاصمة أمس، ورددوا عدة هتافات، للمطالبة بالتغيير، ورحيل حكومة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وتغييرها بالكامل، وهاجموا قيادات الحزب الوطنى، وانتقدوا اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، منددين بسياسات وزارته التى وصفوها بأنها قمعية.
وطالب المتظاهرون بتعديل الدستور، والتغيير السياسى، واحتجوا على الأوضاع الاقتصادية فى البلاد، كما طالبوا بحل مجلس الشعب، وإجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وانطلقت المظاهرات أمام دار القضاء العالى، ونقابتى الصحفيين والمحامين، والتحم الجميع فى مسيرة واحدة تحركت باتجاه شارع الجلاء، ومنه إلى ميدان التحرير، ثم مبنى جامعة الدول العربية، وصولاً إلى كوبرى قصر النيل، وحاولت قوات الأمن منعهم من عبور الكوبرى، لكنها فشلت بعد انضمام المئات إليهم، وتزايد عددهم وهم يرددون النشيد الوطنى، فيما هتف بعضهم «تونس هى الحل»، وتوقفت حركة السير تماما فوق الكوبرى، وتم منع السيارات من السير على طريق كورنيش النيل فى اتجاهى ماسبيرو والمعادى، وحاول المتظاهرون الوصول إلى جامعة القاهرة لكن قوات الأمن منعتهم، وأقامت أجهزة الأمن حاجزاً أمنيا أمام المتحف المصرى، إلا أن المتظاهرين اخترقوه وقطعوا طريق شارع التحرير وأوقفوا حركة السير تماما وهم فى طريقهم إلى مجمع التحرير.
وحاصر آلاف الجنود من قوات الأمن المركزى، وقوات مكافحة الشغب، والشرطة السرية، الذين قدرت مصادر أمنية أعدادهم بما يتراوح بين ٢٠ و٣٠ ألف شرطى، المظاهرات ومنعوا المتظاهرين من النزول إلى الشارع، وحاصروا بعضهم فى الساحة المقابلة لمجمع التحرير، وقالت مصادر أمنية إن ٥ من المتظاهرين أصيبوا فى اشتباكات مع قوات الأمن، فضلاً عن العديد من حالات الإغماء خاصة بين السيدات والفتيات، مشيرة إلى أن الاشتباكات أدت إلى تحرك المتظاهرين من أمام مجمع التحرير والانتقال إلى شارع كورنيش النيل أمام مقر الحزب الوطنى، وهتفوا «باطل باطل.. ارحل ارحل»، وأغلقوا شارع كورنيش النيل، أحد أكبر شوارع العاصمة، ووزع عدد من قيادات حزب الوفد الرايات الخضراء على المتظاهرين، وهتفوا «أحلف بسماها وبترابها.. الحزب الوطنى اللى خربها».
وتحركت مجموعة أخرى من المتظاهرين من أمام مقر الحزب الوطنى، إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، ثم كوبرى ١٥ مايو مروراً بوكالة البلح والإسعاف، ثم دار القضاء العالى، وأكملوا مسيرتهم فى شارع ٢٦ يوليو، وصولاً إلى ميدان العتبة، وانضم إليهم عدد من قيادات المعارضة، وأخذوا يحثون المواطنين المتواجدين فى السيارات والمنازل على النزول معهم وهم يهتفون «انزل يا مصرى»، ويرددون نشيد «بلادى بلادى».
وتوجه عدد من المتظاهرين إلى مقر مؤسسة الأهرام، ووقفوا على سلم المبنى الجديد وهم يهتفون «الصحافة فين.. الشعب المصرى أهه»، فيما توجه عدد آخر إلى نقابة المحامين بعد أن لاحظوا حصار عدد من زملائهم بداخلها، واستطاعوا كسر الطوق الأمنى وتحريرهم، وتوجه عدد من أعضاء البرلمان الشعبى إلى دار القضاء العالى، فيما منعت قوات الأمن نحو ٢٠٠ شخص من اللحاق بهم.
وأغلقت قوات الأمن الشارع الذى يقع فيه مقر وزارة الداخلية والشوارع المحيطة به تماماً، ومنها مجلس الشعب ومنصور، وعدة شوارع فى باب اللوق، وتوقفت فيها حركة المرور تماماً، كما أغلقت معظم ورش السيارات فى شارعى معروف وشامبليون. وقال صاحب إحدى الورش إن أجهزة الأمن أبلغته بضرورة إغلاقها أمس، تحسباً لحدوث أى تجاوزات.
وانتشرت سيارات الأمن المركزى، والسيارات المصفحة، وعربات الإطفاء، والإسعاف منذ الصباح الباكر فى عدد من الميادين، وامتنعت قوات الأمن عن استخدام القوة لتفريق المتظاهرين حتى حوالى الساعة الثالثة ظهراً، إلا أنها بدأت بعد ذلك استخدام خراطيم المياه، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، والطوب والحجارة، على المتظاهرين أمام البرلمان لتفريقهم.
رد مع اقتباس
المفضلات