احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: *** أحاديث في الأمن القومي العراقي ..... !!! ***

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2008
    الدولة
    الأردن - عمـــــان
    المشاركات
    7,471
    معدل تقييم المستوى
    24

    Arrow *** أحاديث في الأمن القومي العراقي ..... !!! ***





    *** أحاديث في الأمن القومي العراقي ..... !!! ***

    GMT 10:00:00 2008 الخميس 1 مايو

    غالب حسن الشابندر


    (1 من 3)


    التعريف المجرّد أولا:
    كثرت تعاريف الامن القومي، وتباينت بشكل مثير في تعيين عناصره الجوهرية، رغم وجود أكثر من مشترك صميمي بين التعاريف، ويعود سبب هذه المفارقة إلى أن (الامن القومي) كمفهوم يختلف تصوره من دولة لاخرى، ومن مفكر ستراتيجي لآخر، ومن فلسفة أديولجية لاخرى، ومن مفكر سياسي لأخر.
    لقد استخدم مصطلح الأمن القومي بشكل رسمي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد عام (1947)، عندما أنشأ الامريكيون هيئة (مجلس الامن القومي الأمريكي)، من تلك اللحظة الزمنية المهمة واصل لمصطلح تطوراً هائلا على صعيد عناصره وغاياته وآلياته، وقد تمخّضت من خلال هذا التاريخ المزدحم بالقراءة والبحث والتصورات عن ثلاثة نماذج تعريفية للمصطلح، ففي حين تهيمن قيمة سيادة الدولة وإستقلالها على التعريف في النموذج الاول، نرى النموذج الثاني يشدد على الجانب التنموي في إطاره الإقتصادي، وذلك نظرا لما ينطوي عليه الجانب المذكور من دور حاسم في ذات موضوعة السيادة والاستقلال، فيما يشخص لنا نموذج ثالث، يتسم بشمولية الابعاد، فالأمن القومي هو عملية مركبة، تعبر عن قدرة الدولة على حماية أبناءها واقتصادها وحدودها وسلامها وثقافتها ومجتمعها من الاخطار الداخلية و/ أو الاخطار الخا رجية، بتكثيف كل الممكنات التي بحوزتها.
    هذه الكثرة من التعريفات للامن القومي تؤدي إلى الاستنتاج إن تعريف (الأمن القومي) يتسم بالحيوية والديناميكية والحركية، فهو ليس تعريفا ميتافيزقيا، خارج مملكة الزمان والمكان، بل تعريف يكتسب صلاحيته بل يكتسب حضوره وخصائصه من الواقع، ومن الثقافة، ومن الحاجات الملحة.
    وفي الحقيقة، مهما كان التعريف، فهو لا يخرج أبدا من دائرة الالتزام، إلتزام الدولة تجاه أبنائها، أي حماية الفرد، ثم حماية المجتمع، ثم حماية الأمة.
    يجتهد بعضهم على قصر(الامن القومي) على حماية البلد من الاخطار العسكرية، من الغزو، من الاحتلال، وبالتالي، يركز على القوة العسكرية، ويوظف كل ا لممكنات في خدمة القوة العسكرية، فإن إحتلال البلد، أو خضوعه للغزو ينذر بنهاية الدولة والأمة وكل القيم التي تشكل جوهر الوجود، بما في ذلك السيادة والإستقلال.
    يقول كيسنجرأن الأمن القومي هو التصرفات التي يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء)، وهذا التعريف يتمتع بمرونة هائلة، فهو لم يعين هذه التصرفات، ولم يحدد معنى الحق بالبقاء، ومن هنا، يرى بعضهم أن تعريف كينسجر يهيئ الارضية لفلسفة القوة في بناء وتسيير وتصميم العلاقات الدولية، وإنه تعريف يخدم النزعة العسكرية وا لاستعمارية في العقلية الامريكية، خاصة، إن ا لولايات المتحدة الامريكية، تعتبر العالم كله مجالا حيويا يهم مصالحها.
    يعرف روبرت ماكنمارا الامن القومي بقوله: (الأمن عبارة عن التنمية، وبدون التنمية لا يمكن أن يوجد أمن، وإن الدول التي لا تنمو في الواقع لا يمكن أن تبقى آمنة...)، حيث يشير بعض الدارسين إن تجربة الحرب الامريكية الفيتنامية كان لها دور في صياغة مثل هذا التعريف، لان الرجل كان وزيرا للدفاع في وقتها.
    يعرف الامير طلال بن الحسن الأمن القومي بقوله: (للامن الوطني مفهومان: أحدهما ضيّق يقتصر على حماية التراب الوطني، وكيان الدولة، ومواردها من الأخطار الخارجية، والثاني أوسع، يمتد من الجبهة الداخلية، وحماية هوية المجتمع وقيمه، ويؤمِّن لمواطن ضد الخوف والفاقة، ويضمن له حداً أ دنى من الرفاهية، والمشاركة السياسية)، وعليه، يكون الأمن القومي با لمعنى الضيق ذا طابع عسكري سياسي، والأوسع ذا هوية إقتصادية سياسية.
    يعرف السيد عليوة في كتابه (إدارة الصراعات الدولية) الأمن القومي لدولة بما هو نصه: (ا لأمن القومي هو: التحرر النسبي من التهديدات الضارّة لقيمها الجوهرية مثل الا ستقلال والسيادة وسلامة الاراضي والممتلكات، والارواح، و النمو الإ قتصادي، والإستقرار السياسي، أي غياب الاخطار والمخاوف الشديدة على تلك القيم،وذلك من دون اللجوء إلى الحرب، مع القدرة على المحافظة على هذه القيم إذا تعرّضت هذه القيم إلى التحدي، وذلك في الدخول في حرب وا لانتصار فيها).
    من بعض هذه التعريفات يمكننا أن نقول أن تعريف الامن القومي عملية فكرية ديناميكية، وهو يشمل أبعادا أقتصادية وأجتماعية وسياسية وثقافية ودينية، وهي تهدف بصورة رئيسية إلى حماية الوطن والمواطن بالمعنى الواسع، الذي يضمن له الحياة الحرة ا لكريمة، على أن بعض الدارسين يذهبون أن المعنى الاوسع للأمن القومي، أو المعنى الشامل يجب أن يحجب المعنى الضيق، أو المعنى القريب، وهو حماية المواطن.
    هنا نلتقي بتعريف فيه شي من الإضافة على ما سبق، إذ تعرف بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية الامن القومي بانه: (عملية محلية مركبة، تحدد قدرة الدولة على تنمية إمكاناتها وحماية قدراتها، على كافة المستويات، وفي شتى المستويات، وفي شتى المجالات من الاخطار الداخلية والخارجية، وذلك من خلال كافة الوسائل المتاحة، والسياسات الموضوعة، بهدف تطوير نواحي القوة، وتطويق جوانب ا لضعف، والكيان السياسي الإ جتماعي للدولة، في إطار فلسفة قومية شاملة، تأخذ في إعتبارها كل المتغيرات الداخلية الإجتماعية والدولية)، وهذا التعريف يتصف بالشمولية كما هو و اضح، ويركز التعريف على الإستفادة من نقاط القوة في البلد بتطويرها وتنميتها، وعلى معالجة نقاط الضعف بتطويقها وعدم السماح بتسرّب سلبياتها إلى كيان الدولة والمجتمع. ومهما يكن، يبدو أن التعريف هذا قد وضع في الإعتبار الدولة ككائن كلي، شامل، يحتكر القوة، ويحتكر المسؤولية إلى حد كبير عن الارض والامة والفرد،حاضرا ومستقبلا، وعلى كافة المستويات الحياتية.
    يعرف أ حد الاستراتيجيين الامن القومي بأنه: (الاهداف التي تسعى إليها الدولة لتحقيقها من خلال ا لسياسات والبرامجوالعمل على توسيع نفوذها في الخارج، ومحاولة التأثير على سلوك الدول الاخرى أو تغييره).
    التعريف يشي، بل يتضمن بشكل واضح رؤية عدائيه، بل رؤية إ ستعمارية تحكمية، فهو وسيلة نفوذ عالمي، تحقيق أهداف (وطنية) شوفينية على حساب الاوطان الاخرى، وربما لهذا ولغيره من الاسباب يحذر الكاتب الرا حل حامد ربيع من التوسع بمعنى أو مفهوم الامن القومي، خشية أ ن يتستر هذا التوسع في التعريف على نية التوسع الا ستعماري، ونية التوسع على حساب الغير، ويصر الكاتب المذكور على حصر مفهوم الامن القومي بالهوية العسكرية، ويلخص الهدف بحماية تراب الوطن، فيما يرى أ ن الامن الاقتصادي وا لامن السياسي والامن الا جتماعي، كلها مفردات للعنوان العريض، الذي هو (الامن)، وا لامن القومي مفردة إلى جانب هذه المفردات وليس المفردة الجامعة لها.
    كاتب مصري يتطرق لموضوعة الا من القومي المصري حصرا، فيكتب عن تعريفه للامن القومي بما نصّه: (الامن القومي يعني: حماية القيم الداخلية من التهديد الخارجي، وحفظ كيان الدولة وحقها في البقاء مستندة في ذلك على أسس إقتصادية وحد أدنى من التألف الانثروبولجي، وخلفية حضارية قائمة على بناء هرمي للقيم، تُبرز القيمة العليا السياسية، والتي تستتر خلفها المصلحة القومية للدولة كهدف أعلى يعمل من خلال الاطار النفسي الذي يميز الجماعة،والاطار الاستراتيجي الدولي الذي يميز موضوع الصراع الدولي المعاصر).
    إن مفهوم الأمن القومي كما يبدو من بعض هذه العينات ذو صفة مطلقة، ولكن يظهر الخلافات أثناء التطبيق من دولة لأخرى، حيث يكون للظروف أحكامها، وضروراتها، وضغوطها، فتختلف الصيغ والمضامين.

    من المطلق إلى الجزئي / العراق:

    يستكثر بعضهم الكتابة أو التخطيط لامن قومي عراقي، بإعتبار أن العراق كيان متصدع من الداخل، لا يشكل أمة قومية، أو لم تتوفر فيه صفة المجتمع القومي، في جماعة سياسية ! كما أن العراق نفسه صنيعة الإحتلال البريطاني، فلم يكن هناك عراق بالمعنى الذي نعنيه اليوم قبل سقوط الدولة العثمانية!، كما يضيف هؤلاء إلى ذلك إفتقار العراق إلى إنثروبولجيا متجانسة، يقصدون العراق الحالي، عراق ما بعد سقوط الدولة العثمانية، ويلمحون إلى أن العراق الحقيقي لا يتعدى السهل الرسوبي والجزيرة!
    هذه الدعوى تسبّبت في طروحات في غاية الخطورة، فقد لاح في الافق إن هناك عراقاً متعدداً وليس عراقا واحدا، وليس من شك أن كتاب (حنا بطاطو) كان إنجيل هؤلاء الكتاب، فقد أرخ للعراق بلحاظ مقاييس طائفية وأثنية، حتى في سياق حديثه عن الاحزاب العلمانية والوطنية، معتمدا على رصيد هائل من الوثائق البريطانية التي كانت تتحدث بهذه اللغة.
    سوف يكون من الزائد عن الحاجة الحديث عن تاريخ العراق الحقيقي، وعن حدوده كما بينها الجغرافيون العرب مثل المؤرخ المسعودي في كتابه تنبيه الاشراف، حيث يقول (العراق أشرف المواضع التي أختارتها ملوك الامم من النماردة، وهم ملوك السريانيين الذين تسميهم العرب النبط، ثم ملوك الفرس الاولى إلى الساسانية، وهم الاكاسرة، وهي تلتقي دجلة و الفرات وما قرب ذلك، وهي من السواد البقعة التي حدها الزابي، فوق سر من رأى مما يلي السن وتكريت وناحية حلوان مما يلي الجبل، وهيت ومما يلي الفرات والشام وواسط من أسفل دجلة والكوفة من سقى الفرات التي بهندف وباردريا وباكسيا وي بالنبطية ترفق من أرض جوخا)، ويضيف ما هو اكثر من ذلك، كما جاء في كتابه المذكور(ص 32 فما فوق).
    لا أريد أن اتحدث بهذه اللغة، ولكن نحن بين يدي أمر وا قع اسمه ا لعراق، شئنا أم أبينا، وهذا العراق الذي نتحدث عنه بحدوده الحالية، وهو بلا شك ينطوي على صفة المجتمع القومي، وليس معنى (القومي) هنا بطبيعة الحال الإ نتماء إلى عنصر إثني، بل يعني ذلك مجتمعا يعبر عن وحدة سياسية، موجود على أرض معينة، مسمّاة، معترف بها دوليا وإقليميا، وإن لهذا المجتمع أطار نظامي هو الدولة، تلك هي الدولة العراقية. وإذا كان هؤلاء يرون إن العراق غير صالح لاجتراح أمن قومي بحقه بسبب هذا التنوع العرقي والمذهبي والديني فهذا يجب أ ن ينسحب على الكثير من بلدان وأوطان العالم!
    إن ما يمر به العراق اليوم يتطلب وضع نظرية أمن قومي خاصة به، مع الاخذ بنظر الاعتبار بطبيعة الحال التعريف المجرّد، فقد مرّ بنا سابقا بأن التعريف المطلق للامن القومي، يتحدد بعد ذلك بمقاييس زمنية ومكانية، واليوم العراق له وضع الإستتنائي، فهو محتل، يفتقر إلى القوة العسكرية التي تحمي حدوده، تتجاذبه قوى دولية وإقليمية، هناك صراع مذهبي وعرقي في حدود معينة، اقتصاد هش، فساد إداري مثير للدهشة، هجرة معاكسة، دستور معلق أو قلق، صعود صاروخي للقيمة العشيرية، تعليم متدني، تناقض طبقي مخيف، حكومة غير مكتملة...
    كل هذه المقتربات تستدعي طرح أمن قومي عراقي حصرا، اي أمن قومي خاص بالعراق، مستفيدا من إمكانات خبرائه في الامن واللغة والاقتصاد والسياسة والعلوم العسكرية والاقتصاد والاجتماع والنفس والتربية...
    وهنا أطرح النقطة الحساسة التا لية: ـ
    إن الهدف الاول أ و المهمة الاولى لنظرية أمن قومي عراقي اليوم هي حماية العراق من التجزئة وا لتشظي، هذه هي المهمة السابقة على كل مهمة، نسجلها بلحاظ الظروف التي يمر بها العراق، فالعراق كـ (وطن) أولا. لا يعني هذا تقليلا لما يسعى إليه الا من القومي في تعريفه المجرد من حماية المواطن والمجتمع والموارد وإمكانات البلد وخيراته، بل لان العراق بحد ذاته تحت طائلة التهديد، التجزئة، التشظي، هناك الاطار، الاطار مهدد، وبتصدع الاطار ينهار المضمون.
    ملاحظة
    هذا فصل من كراس حول الامن القومي العراقي قيد الطبع

    المصدر
    ايلاف
    كتاب اليوم
    يتبع

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2008
    الدولة
    الأردن - عمـــــان
    المشاركات
    7,471
    معدل تقييم المستوى
    24



    *** أحاديث في الامن القومي العراقي ..... !!! ***

    GMT 18:00:00 2008 الثلائاء 6 مايو

    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    الحلقة الاولى
    (2 من 3)

    الامن القومي العراقي وشهادة التاريخ!
    كان سقوط (بابل) في أكتوبر سنة (539) قبل الميلاد على يد كورش الفارسي بداية لتاريخ مظلم، ولم تعوِّض (الحيرة) عن هذه الخسارة ا لمفجعة رغم إنتشار المسيحية فيها، وإنبثاق فجر الخط العربي مشتقا من الخط السرياني، ورغم الدور السياسي الهائل الذي قامت به (الحيرة) كحاجز بين الفرس والروم، وما تبع ذلك من علاقات مترددة بين الايجاب والسلب بين العرب والفرس، ذلك إن (بابل) كانت نموذج (الدولة ـ الامة)، فمعادلة التعويض لم تف عناصرها الكاملة. ولم يسمح الزمن (للحيرة) أن تبقى ذلك الواقع الجغرافي الاستراتيجي الحي، فقد إضمحلت كغيرها من أمصار العراق التي تأسست وتكونت في الزمن الممتد من عصر السلالات وحتى الفتح الإسلامي، هذا الفتح الذي هو في ظاهره غزو بطبيعة الحال، بصرف النظر عن بواعثه ونتائجه، حيث قامت (الكوفة) وكأنها على موعد مع القدر لتكون بديلة حقا عن (بابل)، لما شهد لها التاريخ من حضور فكري وسياسي وميثولجي فيما بعد، وذلك في صلب التكون الحضاري للمجتمع الإسلامي!
    فُتحِت ا لحيرة، ولكن الكوفة كانت فاتحة فيما بعد، وكانت َمصهراً حضاريِّاً ساخناً ، وفيها استقر (مُسلْمًة الفتح)، ليتحولوا إلى مجتمع يتمتع بروح خاصة به، يتحدى الشام معقل الأمويين وسر قوتهم، وكانت هناك الحرب بين العراق والشام، الكوفة ودمشق، علي ومعاوية، تلك التي سموها بـ (الفتنة الكبرى)، ومن صميم هذه الفتنة كان عراق الدم! وفي الوقت نفسه كان عراق الفكر!
    وكان كذلك جوهر تاريخ العراق، من بابل حتى إنهيار بغداد على يد المغول!
    فكر...
    دم...
    تشاء الاقدار أن تكون (بغداد) بديل (الكوفة)، عاصمة للخلافة العباسية، وذلك منذ تاسيسها (767 م)، وفيما تبلغ المجد في عهد الرشيد، تتحول الى ساحة صراع دموي بين الامين والمأمون، وقد شهدت على أثر ذلك أول حصار في تاريخها لمدة أربعة شهر، وتبعها بعد ذلك فوضى ضاربة، إستمرت بشكل وآخر حتى الاحتلال المغولي (1258م) فعاشت بغداد مآساة لا مثيل لها، وتحولت إلى ضاحية متواضعة مستكينة مكسورة الجناح تحت رحمة أمبراطورية قاسية، هي الامبراطورية الأليخانية! ثم طل على العاصمة المنكوبة الاحتلال الجلائري (1401م)، بعدها توالت موجات الاحتلال الخارجي، وكأنه قدر لا مفك منه! فكان لابد أن تكون من حصة الامبراطورية التركمانية الجديدة (1500 م)، تبعها الاحتلال الصفوي على يد الشاه إسماعيل (1510 ــ 1524)، فكانت بداية لصراع دموي مرعب بين الصفويين والعثمانيين على بغداد، حيث تخضع عاصمة الخلافة الأثيرة بين فترة وأخرى لهذا الاحتلال أو ذاك، وكلا الدولتين تملك أجندتها في العراق، ولم يكن لأبناء الرافدين أي موقف حاسم تجاه هذه المأساة المروعة، سوى الإنتصار لهذا الطرف أو ذاك، بدوافع مذهبية، يشوبها الخوف المتبادل، وقد لعب رجال الدين دورا كبيرا في تأسيس هذه الفترة، سواء من السنة أو الشيعة، وهو دور يتسم بالتبعية للحاكم، ويكرس بشكل مطلق مشروع القتال من أجل القوة والسلطة!
    يمكننا أن نلخص تاريخ العراق بعد سقوط بغداد على يد (هولاكو) بانه تاريخ الإحتلال بالدرجة الأولى، يستتبع ذلك الدم والخراب والإنتهاك والفساد، وعلى الصعيد الامني، يمكن القول، أنه الأمن (المُرتَهْن)!، ولم يكن أمنا مرتهنا بإرادة أبنائه، بل مرتهن بقرار خارج حدوده، وهو (أمن) الدولة المحتلة وليس أمن بغداد بالتحليل الأخير، كان (أمنُ) الاليخانيين والجلائريين والصفويين والعثمانيين، وليس أ من الكرخ و الرصافة، ولا أمن (قبر) موسى الكاظم و(قبر)أبي حنيفة! فهو أمن مُرْتَهن بقوى خارج حدوده، وفي الوقت نفسه لصالح القوة المحتلة بالدرجة الاولى، وبالتالي كان أمنا هشا، سر عان ما ينهار!
    لقد أُختُتِم مسلسل الاحتلالات هذه بسيطرة مطلقة للدولة العثمانية، لتنتهي أخيرا بالاحتلال البريطاني (1914 ـ 1918)، وهو دليل أخر على أ ن أمن العراق بقي مرتهنا، وما زال كذلك، فإن أمن العراق اليوم رهين قوات الاحتلال الأمريكي أكثر من كونه رهين الارادة العراقية والشعب العراقي والجغرافية العراقية.
    فهل هو حكم كوني قدري راسخ؟
    هل نسترجع إحتلال الاسكندر؟
    كيف نفسر ذلك؟
    هل هي الجغرافية؟
    هل هي طبائع البشر؟
    هل هو قرار الهواء والماء والتراب، كما قال أرسطو للاسكندر؟
    ام هي سنة التاريخ، تؤدي دورها في العراق وغيره، والمطلوب هو الكشف عن هذه السنة، لنغير التاريخ؟!
    نعم هي سنة التاريخ، والقول بالقدر خرافة، إلا إذا حسبناه قانونا يمكن إكشتافه واستثماره، وهي خرافة تدحضها الشواهد الحية، وإلاَّ لما كانت هناك (بابل) ولما كانت هناك (الكوفة)، ولما كانت هناك (بغداد)!
    بابل الحضارة والقوة والامتداد... وكوفة الفكر والراي والتحدي... وبغدا د عاصمة الخلافة ومحور الصراع!
    العراق كأي بلد من بلاد الدنيا، إنتصار واندحار، فرح وحزن، استقرار واختلال، ليس ا لعراق بدعا في التاريخ أن يمر بفترة إزدهار وقوة وسيادة ومنعة تارة، وبفترة ضعف وهشاشة واختلال وتبعية تارة أخرى.
    الامن العراقي لم يسجل لنا تاريخيا ظاهرة الحرب الاهلية، فلم يشهد العراق أي حرب أهلية با لمعنى العلمي لهذا المصطلح، كانت هناك صدامات مذهبية ولكنها طارئة، عاجلا ما تننتهي، وكثيراً ما تكمن وراءها أصابع السياسة الطامعة وكانت هناك صدامات عشائرية على المياه والارض في أكثر الاحوال، وطالما هي الاخرى تكشف عن آلاعيب السيا سة الخفية، كان هناك صراع بين الدولة والعشيرة، بين العشيرة وا لعشيرة، بين الحكومة والاحزاب، أمّا الحرب الاهلية التي تعني اشتعال نار القتال بين مكونات هذا الشعب، فلم نجد له صورة حية، حتى ا لصراعات بين السنة والشيعة في القرن الرابع الهجري، لا تتعدى الهجمات الطارئة، ولم ينعكس الصراع بين ا لبويهيين والسلجوقيين بمديات واسعة على أهل بغداد!
    لقد شهد العراق منذ أن هاجر إليه العرب أمنا وامتداد وازدهارا، كما شهد اضطرابا وفقرا واحتلالا، وعليه، القول بإن (الامن) العراقي مفردة لا حظ لها من متن القدر في العراق، لا تعدو أن تكون خرافة علمية، يدحضها التاريخ.
    إن أمن العراق القومي كأي بلد آخر، يحتاج إلى قراءة دقيقة للتاريخ والجغرافية والديمغرافيا والإمكانات ومكونات الأمة من أجل تحشيدها والتنسيق بينها لصياغة أمن قومي خاص به، أي خاص بالعراق، وبغير ذلك تكون النتيجة ضياع العراق بضياع أمنه القومي، والعراق ليس بدعا في ذلك.
    إن الحديث عن حدود العراق الحديث والقديم لا طائل من ور اءه، وهو حديث قد يكون من إختلاق وصناعة دوائر مشبوهة تريد تقسيم العراق، وبالتالي، أي حديث عن الامن القومي العراقي يجب أن ينطلق من عراق اليوم لا عراق الامس، أي عراق ما بين ا لنهرين والجزيرة كما يحلو القول لبعضهم ، بل عراق الشمال والجنوب والوسط، عراق المسلمين والمسيحيين والصابئة وكل الديانات، عراق الشيعة والسنة وكل الملل والنحل، عراق العرب والاكراد والتركمان، وكل القوميات.
    يتبع

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2008
    الدولة
    الأردن - عمـــــان
    المشاركات
    7,471
    معدل تقييم المستوى
    24

    Arrow



    جغرافيات" العراق والأمن القومي العراقي

    GMT 14:00:00 2008 الجمعة 16 مايو

    غالب حسن الشابندر



    (3 من 3)
    الحلقة الاولى
    الحلقة الثانية


    1
    جغرافيات التحكّم في عراق اليوم:
    أكثر من جغرافية تتحكم بالعراق في ظل الظروف الحالية، الاولى هي الجغرافية البترولية، وهي ذاتها جغرافية واشنطن، نابعة من المصالح الأمريكية بدرجة قاطعة، إنها الجغرافية التي تختصر العراق بهذه المحافظات البترولية. الجغرافية الثانية التي تتحكّم بالعراق هي الجغرافية الطائفية، فكل طائفة تمارس سيطرة (ما) على (محافظتها، مدينتها، قريتها !)، وقد شاء القدر أن تنفرز مساحة العراق بشكل عام إلى مناطق مذهبية تكاد تكون في بعض االاحيان مقفلة، وهذا مما يساعد بشكل فاعل على نشوء مثل هذه الجغرافية. جغرافية ثالثة تتحكم بالعراق، تتداخل فيها الطائفية والقومية، فإن تقسيم العراق أو الحديث عن عراق ذي ثلاث اقاليم (سني، شيعي، كردي) نوع من جغرافية التحكّم على أسس عرقية ومذهبية. جغرافية رابعة وإن كانت تأتي على هامش السابقات، تلك هي جغرافية العشائر، فلم تعد العشيرة في العراق كما مهملا، بل هو كم فاعل، له حضوره المؤثر، وليس من شك أن مشروع الصحوات يعتمد بدرجة كبيرة على هذه الجغرافية.
    المشكلة الأخرى هنا، إن هذه (الجغرافيات) ليست مستقلة بعضها عن بعض، بل هي متداخلة، بمقدار ما هي مستقلة، وهذا التداخل يزيد من إضطراب المعادلة في العراق، ويصعب معها الفرز الواضح لكل مكون من هذه المكونات، كي يتم التعامل معها بوضوح.
    هذه الجغرافيات المتعددة المتناثرة المتداخلة المتصارعة تثير مشاكل كثيرة أمام وحدة العراق، تنبئ بخطر التقسيم والتشظي والتجزئة، إن كل جغرافية من هذه الجغرافيات قوة، وممكنات، وتاريخ، ومصالح، وزعامات، وأعراف، وعلاقات بدول أقليمية، ومّما يزيد خطورة ذلك، إن أنظمة الحكم الأقليمي تمتاز بنكهة طائفية ليست خفية، كذلك نهوض الاقليات، وحضور مطالبها العادلة بأن يكون لها دور في صناعة القرار السياسي للبلد، فضلا عن الاقتصادي والاجتماعي.
    هذا التحكم ليس عفويا، بل هو مخطّط له، ويجري وفق حسابا ت القوة والأقتصاد والنفوذ السياسي والاجتماعي. فهو ليس تحكما عرَضيا، بل يجري في بنية الدولة، بنية الوطن، وفي سياق من صراعات علنية في كثير من الأحيان، بل هو المسؤول عن مشهد الواقع العراقي اليوم، فإن هذه التحكمات الجغرافية أفرزت المحاصصة في الوظائف المهمة والحساسة، وفي مقدمتها التشكيلات الوزارية، والمواقع في أنظمة القوات العسكرية، وهناك صراع حول ما يسمى بالوزارات السيادية مثل النفط والمالية والدفاع والداخلية، فهو تحكّم يتجاوز المنطقة إلى الوطن، ويتجاوز العشيرة إلى الأمة، ويتجاوز المصلحة الآنية إلى المصلحة الاستراتيجية، ويتجاوز المناورة السياسية إلى القتال أحيانا.
    العراق بصورته الحالية نتاج هذه التحكمات الجغرافية القائمة على الانتماءات العرقية والمذهبية،وقبل ذلك عن جغرافية الا حتلال ذا ت الاهتمام المتركز بمناطق النفط قبل غيرها.
    هذه الجغرافيات لم ترتبط بمركز الدولة إرتباطاً عضويا، إرتباطا مسؤولا، إرتباط المواطن العادي بالدولة،، بل مركز الدولة على هامشها، يتقرر بقرارها، ومواقفها، يتخذ صبغته النهائية من مكوناتها ومضامينها وطموحاتها، وبالنتيجة النهائية من حصيلة الصراع القائم بينها.
    العلاقات بين هذه الجغرافيات يغلب عليها الشك والصرا ع عادة، وإذا ما أستبدلت بغيرها فهي علاقة توافق لا مشاركة، والمشاركة مفهوم أعمق بكثير من مفهوم التوافق.
    كل ذلك يجعل من أمن العراق القومي على سكة خطرة، يهدد الامن القومي بالتصدع، بل لا يوفر قاعدة رصينة لتشييد نظرية أمن قومي متكاملة. هنا تصدق المقولة التي ترى أ ن تشييد نظرية أمن قومي خاصة بالعراق تصطدم بمعقوق كبير، أي التصدع من الداخل، تصدع البنية الإجتماعية بتوزعها إلى منظومة من جغرافيات التحكم المغلقة إلى حد ملموس.
    التعدد العرقي والديني والمذهبي دليل قوة، ولكن ليس في كل الحالات، ففي حالا ت قد يكون سبب تفجر صراع، بل حرب أهلية، ثم تقسيم وتشظي ونشوء دول أو دويلات أو كانتونات، من شأنه الإبقاء على فورة العلاقات السلبية والمتشككة، بل قد يزيدها ضراوة وخطورة.
    جغرافيات التحكم بالعراق كما نراها اليوم لا تنسجم مع فكرة المشروع الوطني، والمشروع الوطني جزء صميمي من الأمن القومي.

    الحدود الجغرافية للعراق / هوية خاصّة!
    يفهم كثير من الناس الحدود الجغرافية مجرد خطوط فاصلة بين بلد وآخر، فحدود العراق ـ مثلا ـ هي إيران وسوريا وتركيا والسعودية والكويت والاردن، قد تكون هذه الخطوط الفاصلة بحارا، أو أنهارا، أو محيطات، أو سهولا، أو جبالا، أو صحراء، وقد تكون خليطا من هذا وذك بشكل وآخر.
    هذا فهم قاصر بطبيعة الحال، ويعكس قراءة مدرسية تقليدية ً للحدود الجغرافية، ذلك إن هذه الحدود تاريخ، وأفكار، وتصورات، يكمن وراء هذه الحدود صراع ربما علني، وربما خفي، هناك مراقبة وحذر، هناك نزاع على مناطق حدودية، هناك خيرات على الحدود ربما قادت إلى حروب طاحنة، هناك تداخل أثني أو ديني أو مذهبي عبر هذه الحدود...
    ليست الحدود الجغرافية لأي بلد عبارة عن هويات ساذجة، مجرّد علامات فصل وتمييز وتعيين وتحديد.
    ترى ما هي (هوية) الحدود الجغرافية للعراق ؟
    إن بعض حدود العراق هي حدود حرب إذا صح التعبير، الحدود العراقية / الإيرانية، كانت وما زالت مستعرة، مشتعلة، ولا أعتقد إن المعنى ليس واضحا، لقد كانت إيران في حرب مع العراق على مرّ التاريخ، بصورة وأخرى، إن ذاكرة العلاقة بين البلدين مشبعة بنكهة ورائحة الحرب، منذ أن أحتل كورش بابل وحتى هذه اللحظة، لا أقصد أن الحرب قائمة طول هذا الزمن العتيد، بل أقصد أن طبيعة العلاقة بين البلدين تتسم بهذه السمة. هناك الحدود الطويلة جد ا بين العراق وإيران، وهذه الحدود كانت وما زالت معبر حرب، قتال، عزو، تنافس...
    إن الحدود التي تحد العراق من الشمال، أي الحدود التركية ذاكرة مشبعة بنكهة ورائحة الإحتلال والغزو والإجتياح، حدود مترعة بالذكريات الدموية، وتتقاطع الحدود العراقية / ا لايرانية، مع الحدود العراقية / التركية بنقطة جوهرية، تلك هي الصراع على العراق، إ نها مذكرات الإمبراطورتين العثمانية والصفوية.
    إن قراءة سريعة للعلاقات بين العراق وسوريا في بحر التاريخ المعاصر تدلنا على نقطة مهمة، فنادرا ما يحصل إنقلاب عسكري في سوريا دون مشاركة عراقية بطريقة ما، والعكس أيضا صحيح بنسبة معينة، حتى أثناء خضوع كل من البلدين لحكم أديولوجي واحد، لقد حكم حزب البعث كلا من سوريا والعراق معا، وفي ظروف عداء سافر لجمال عبد الناصر، ولكن كانت العلاقة بين النظامين علاقة (تآمر) مستمرة!
    الحدود العراقية / السعودية صحراوية، رمال، ولكن مشبعة بنكهة ورائحة الهجومات المباغتة لاسباب مذهبية طاغية، إنها حدود تتسم بالحساسية المذهبية الصارخة، الشديدة التنافر.
    الحدود العراقية / الاردنية مشبّعة بنكهة ورائحة الذكريات المؤلمة، لقد كان العراق هاشميا، أبيدت العائلة الهاشمية في ا لعراق عن بكرة أبيها في إنقلاب خاطف، ولم تمح سنون قليلة صدى هذه المأساة لدى حكام الاردن، وأهلها من الاردنيين.
    الحدود العراقية / الكويتية مشبعة برائحة الشك، الشك من قبل الكويتيين على أ قل تقدير، إنها حدود من طين، هشة، قابلة للاجتياح، مثيرة للاعصاب، مقلقة للكويتيين، مثيرة لأمنهم وثروتهم وحياتهم الخاصة، ولم ينفع في ذلك إعتراف حكومة عراقية حتى ولو تم التوقيع على مراسيم الحدود بالاصابع العشرة.
    هذه هي (هوية) الحدود الجغرافية للعراق، ملحمة، شك، تاريخ دموي، أطماع، تآمر متبادل، عداء مذهبي...
    هذه الجغرافية الملحمية الهائجة زا د من لهيبها ومشاكلها توزع أثني ومذهبي داعم، ومشجع، وممهد ! لقد تحول العراق إلى مكونات من الاجندة للخارج، لست أحكم بذلك بشكل مطلق، ولكن بشكل نسبي، وهي حقيقة ليست خفية على كل من يهتم بالشان العراقي. ومما زاد في الطين بلة، هو الصراع الامريكي / الإيراني، الخوف السعودي من حكومة عراقية ترى أنها شيعية، او للشيعة فيها موقع قوي، كذلك ا لقلق التركي من الوضع الكردي الجديد في شمال العراق، وسوريا تجد في الوضع العراقي الجديد تهديد لنظامها شبه الأحادي...
    جغرافية عراقية داخلية مضطربة، وجغرافية عراقية خارجية ملتهبة، قلقة، وبين الجغرافيتين مشاكل الاقتصاد الهش، والتعليم المتدني، والبطالة المستشرية، والإعلام المتخبط، والمستوى الصحي الهابط، وبوادر شحة مياه!

    نتائج سريعة
    المقتربات التي مرّت تؤكد أن وضع نظرية خاصة للامن القومي العراقي ينبغي أن تركز على نقطة جوهرية، بل هي النقطة التي يجب أن تستجلب كل الجهود الرامية إلى صياغة نظرية أمن قومي عراقي، هذه النقطة هي كما قلت: وحدة العراق، فإن العراق مهدد عمليا بالتقسيم، فعليا أو صوريا، وهناك من يرىإن العراق فعلا في حالة تقسيم، غاية الامر إنه تقسيم بلا تسميات صريحة!
    هذه المهمة المصيرية تستوجب أربعة مشاريع عاجلة، الأول: مشروع دفاع عراقي متمكن،عددا وعدة، يتولى معالجة ا لجغرافية الخارجية، مشروع دفاع بعيد عن المحاصصة، مستقل، مهني، متمرس، قوامه أبناء العراق بصرف النظر عن أ ي إنتماء مذهبي أو ديني أو قومي،غير مسيّس، وليس من شك أن مشروع تشكيل نظام دفاع عراقي من الميليشيات والصحوات وأبناء العشائر على أسس المحاصصة يفسد رسالة القوات المسلحلة، وتنأى بالجيش عن مهمته الجوهرية. الثاني: مشروع مواز، أي مشروع نطام أمن داخلي، يتمتع بذات الصفات أعلاه، والثالث: مشروع وطني يتعالى على كل هذه الجغرافيات، جماع الوطنية العراقية، ينطلق من أولوية العراق، يؤمن بالتعددية، والمشاركة العادلة، ويستند إلى قيم وطنية بحتة، بعيدا عن المقاييس الطائفية والاثنية والعنصرية، الرابع: مشروع إداري متطور يحكم العلاقة بين الاقاليم والمركز في سياق من المرونة الحية، يحول دون تراخي الجغرافية العراقية الداخلية، وتمزقها وتهلهلها.
    جيش قوي...
    قوات أمنية داخلية متمكنة...
    مشروع سياسي وطني تعددي تتفق عليه أكثر الاطراف...
    نظام إداري يعالج العلاقة بين المركز والاطراف على أساس من تبادل القوة والدعم، يتسم بالعملية والمرونة.
    تلك هي مقومات نظرية أمن قومي عراقي خاص في ظل الظروف التي يمر بها العراق اليوم، وبغير ذلك، سيكون الطوفان، عاجلا أم آجلا، والمعطيات لا تشجع أن هناك أملا في إنجاز أيّا من هذه المشاريع الثلاثة على المدى القريب على أقل التقادير.

    انتهت

  4. #4
    سر من اسرار دمعي الصورة الرمزية A D M I N
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2006
    الدولة
    washington DC
    العمر
    41
    المشاركات
    27,145
    معدل تقييم المستوى
    10
    يعطيك الف عافيه اخي عدنان

    على هذه المحمه الرائعه

    سلمت ودام تألقك اخي الغالي

    ودي
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
    اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
    ولا حول ولا قوه الا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد
    اللهم صلي على حبيبنا وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2008
    الدولة
    الأردن - عمـــــان
    المشاركات
    7,471
    معدل تقييم المستوى
    24

    Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ADMIN مشاهدة المشاركة
    يعطيك الف عافيه اخي عدنان

    على هذه المحمه الرائعه

    سلمت ودام تألقك اخي الغالي

    ودي
    اخي العزيز ادمن
    أكون من أسعد النــاس عندما تمر على صفحاتي البسيطة
    شكرا على مرورك ومشاركتك وكلماتك الرقيقة
    ربي يحفظك ولا يحرمنا من أطلالتك العذبة
    شكرا جزيلا على هذااا التواصل
    خااالص الود

  6. #6
    Banned
    تاريخ التسجيل
    Sun May 2008
    المشاركات
    181
    معدل تقييم المستوى
    0
    تسلم اخوي عدنان

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-04-2013, 07:05 AM
  2. مصدر حكومي: اتهام الأردن في الضلوع بتفجيرات مبنى مديرية الأمن القومي السوري محض افتراءات
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-07-2012, 01:12 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-07-2012, 09:26 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-04-2012, 04:56 PM
  5. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-06-2011, 10:42 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك