كتب يسرى البدرى ٢٤/ ١/ ٢٠١١
أعلن حبيب العادلى، وزير الداخلية، عن التوصل إلى مرتكبى حادث الانفجار الذى وقع أمام كنيسة القديسين بالاسكندرية، وأودى بحياة ٢٤ وإصابة ٩٥ آخرين. وقال «العادلى»، خلال الاحتفال بعيد الشرطة: «إن تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى، المتربط بتنظيم (القاعدة) وراء الحادث». وقالت مصادر مسؤولة، إن الرئيس مبارك طلب، خلال اجتماعه مع الوزير الذى استمر نحو ساعة ونصف صباح أمس، الإعلان عن التفاصيل التى تم التوصل إليها، حول الحادث أثناء الاحتفال.
بدأ «العادلى» كلمته بالترحيب بالرئيس فى الاحتفال بذكرى الخامس والعشرين من يناير. وقال: «إن الاحتفال إحياء لذكرى ناصعة فى تاريخ الوطنية المصرية، تتواصل معها قيم الانتماء لوطن غالٍ، عز دوماً على كل غاصب ومتآمر».
وأضاف «العادلى»: «ستظل طموحات أبناء الوطن فى مجرى مسيرة التنمية والإصلاح سامية فوق محاولات إثارة الفتن، يصونها دستور أعلى مبادئ العدل والمساواة والمواطنة وأرسى حرية الرأى والعقيدة، وفى هذه الذكرى يجدد رجال الشرطة العهد بإسهام جاد من أجل صون أمن مصر القومى وحماية سكينة المواطن وقيم المجتمع ونظامه العام، وترسيخ دعائم الدولة المدنية، ويواجهون تهديدات جولة جديدة على مستوى العالم لظاهرة ينسج الإرهاب وشاحها الأسود، تحيط به رياح السموم للتطرف والتعصب».
وقال: «إن الجريمة الإرهابية التى روعت الإسكندرية مع بدء العام الميلادى، بقدر ما أوجعت ضمير الأمة، بقدر ما تعاظم معها العزم على حماية وحدة النسيج الوطنى، إدراكاً بأن تلك الجريمة استهدفت مصر بأسرها، ونؤكد لمن تورطوا فى هذا العمل الدنىء ومن يدعمهم، إن لم يكن إجهاض محاولاتكم السابقة رادعا لكم، فلن يفلت آثم من العقاب، وإذا ظن عناصر تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى، المرتبط بتنظيم القاعدة، أنهم تخفوا وراء عناصر تم تجنيدها، فقد تأكد بالدليل القاطع تورطهم (الدنىء) فى التخطيط والتنفيذ لهذا العمل الإرهابى (الخسيس)، الذى راح ضحيته شهداء على أرض الوطن، الذى قدم آلاف الشهداء من أبنائه، دفاعا عن القضية الفلسطينية».
وشدد «العادلى»، على أن الأعمال الإرهابية «الخسيسة»، لن تنال من إرادة أمة بعراقة مصر، تأصلت فى وجدان شعبها عبر قرون مبادئ الوسطية وقيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والإرهاب، وتمكن رجال الشرطة عبر سنوات من المواجهات الشرسة، من اقتلاع جذور الإرهاب والتصدى بجسارة لمخاطره، وأعلوا خلالها قيم التضحية ولاء للواجب حتى الشهادة، ومواجهات تصدوا خلالها لمحاولات إشاعة الفوضى وخلخلة كيان المجتمع وتقويض أركان الشرعية الدستورية، واستهداف مؤسساتها ورموزها دون تفرقة أو تمييز، لن يهون عزم رجال الشرطة، متسلحين باليقظة والحزم فى إجهاض أى محاولة آثمة لنشر الإرهاب على أرض الكنانة، ولا تهاون إزاء تيارات التطرف والتعصب، التى تروج للفتنة وتمهد السبيل أمام الإرهاب، وتتسلل من خلالها تهديدات خارجية إلى جسد الوطن ووجدانه».
وأضاف: «إن رجال الشرطة أوفياء لعهدهم أمناء على رسالتهم، دعماً لمقومات استقرار الوطن، الذى أرسيتم سيادة الرئيس دعائمه، وسط أجواء عاصفة وتحديات جسام، تحديات آليتم معها إلا أن تكونوا مع جموع الشعب، استجابة لإرادته وخياره، ويؤكد رجال الشرطة أنهم، على نهج البذل والتضحية، مدركون جسامة مهامهم.. على يقين بأنه لا تهاون أو تفريط فى مقتضيات الشرعية الدستورية وإنفاذ القانون، إزاء إصرار فئة أو أخرى على استثارة مشاعر الجماهير بأفكار متطرفة ومضللة، بدعم من قوى مشبوهة الهوية والقصد، هم على ولائهم وعهدهم لم يتخلفوا يوما عن واجبهم، ضحوا بأرواحهم متفانين بعطائهم ولن يحيدوا يوما عن مسارهم من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره».
وأوضح «العادلى»: «أن البعض يتوهم أن نهج التحريض والإثارة الذى يقوم به البعض، سيفتح الأبواب المغلقة أمام مقاصدهم نحو إشاعة التفكك والفوضى والسعى لاختلاق مواقف تصادمية، لكن الشعب نبذهم، إذ كان دوما بوعيه وأصالته مدركا أن السبيل نحو غد أفضل لن يكون أبدا على حساب المصالح العليا للوطن واستقرار أرجائه، فى عالم يزداد اضطرابا، وسادته الصراعات وغطرسة القوة».
وتابع: «تزايدت مخاطر الجريمة المنظمة عابرة الحدود، وتداخلت جرائم الإرهاب والاتجار بالمخدرات والسلاح وغسل الأموال، فى إطار متشابك من الأنشطة السرية لمنظمات إجرامية». وأضاف «العادلى»: «إن جريمة الإرهاب هى الأشد تعقيداً وخطورة على مستوى العالم، وفى ظل استثمارها فجوات الاستقرار المتزايدة نتيجة لنزاعات وصدامات دامية بمناطق متفرقة بالعالم، ما أتاح للبؤر الإرهابية أن تنتشر وتحاصر منطقة الشرق الأوسط وتخترق بعض أرجائه، ولا نرى مبالغة حين نؤكد توقعات بأن العالم يتقدم نحو أشكال مختلفة من العشوائيات الإرهابية، التى يمكن أن تسبب حالة ارتباك غير مسبوقة على المستوى الدولى، ومن أجل ذلك أصبحت الدواعى الأمنية تفرض أولوياتها، فى مواجهة مخاطر جسام لتلك الظاهرة التى تواصلت حلقاتها عبر عقود، وتبددت تحت وطأتها طاقة بعض الأوطان وتشتت خطاها».
وقال «العادلى»، للرئيس مبارك، خلال لقائه به فى مقر الأكاديمية، بحضور أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، الذى استمر أكثر من ساعة ونصف: «إن جريمة الإسكندرية تركت وجعا فى ضمير الأمة، والأمن يقف لحماية الوطن من تلك الجريمة، وأنها استهدفت تمزيق نسيج الوطن، والأمن مستعد للتصدى لأى محاولات إرهابية، وتنظيم جيش الإسلام الفلسطينى المرتبط بالقاعدة، عن طريق عناصر تم تجنيدها، متورطين فى حادث الإسكندرية، ولاتزال العناصر الإرهابية تحاول النيل من مصر». وأطلع «العادلى»، الرئيس مبارك، على ملف التحقيقات فى القضية والتقارير التى تم تسليمها، عن طريق مصلحة الأدلة الجنائية، وأحدث تطورات وملابسات الحادث.
رد مع اقتباس.gif)
المفضلات