المقال التالي للأستاذ شرف أبو رمان منشور في موقع جراسا نيوز
للعلم الاستاذ شرف من بداية الناشطين في حراك المعلمين
كان لمقطع الفيديو الذي بث على موقع اليوتيوب عن المعلمة وهي تصرخ في وجه الطالب دور هام في إعادة مشهد العنف المدرسي الى الواجهة من جديد ، في محاولة لتسخير هذه الحادثة وما رافقها من "تهويل " إعلامي الى إعادة السيطرة على المعلمين بعد فقدان هذه السيطرة ما بعد الحراك الأخير .
لست بصدد الدفاع عن " زميلتي " فهي أخطأت ، وكان من الممكن أن تكون أبنتي بدلا من الطفل ذي العيون المرعوبة ، ولكن تهويل الموقف ، والتعامل مع الحالة على أنها قضية الوطن الأولى ، يدخلنا في تساؤلات عن سر التوقيت ، وحتى الحديث عن " اكتشاف " المعلمة ذكرني شخصيا بحادثة القاء القبض على " ساجدة الريشاوي " مع فارق التشبيه !!
التعامل من خلال الترهيب والضرب مع الطالب مرفوض تماما ، ولم يعد بالإمكان أن يقبل ، ولكن والأهم من ذلك ، وفي عمومية مشهد علاقة المعلم مع الطالب ، فإن السؤال الأهم عن ماذا قدمت وزارة التربية للمعلم من أنظمة وتشريعات لإدارة صفه ؟؟ المعلم يقف حائرا أمام طالب لم يحل واجباته منذ بداية العام لعدم وجود تشريعات تسمح له بمحاسبة الطالب ! ويمنع على المعلم التعامل مع طالب أثار فوضى داخل الصف ومنع زملائه من حق التعليم ، وعندما اجتهد البعض لحل هذه المشكلة خرجوا علينا بفكرة ابداعية وهي " الكرت الأصفر " !!
بالجهة المقابلة فإن المعلم يضرب ولا بواكي له ، فتعددت حالات العنف العكسي من الطالب وذويه على عدد من المعلمين ، وهذا ما حدث مرارا دون أن نسمع أي رد فعل من قبل الوزارة ، فلم يسبق أن اعتذر الوزير عن ضرب معلم ، او تمت المطالبة بالعثور على الطالب الجاني ، وهذا مما يؤكد تعمد التهويل في هذه الحالة .
مع إثبات فشل النظريات المستوردة كالكرت الأصفر والبيئة المدرسية الآمنة فإن المطلوب الآن عدم استخدام هذه الحالة بهدف إدانة المعلمين ، بل لفتح الآفاق لإيجاد آليات هامة وتشريعات مناسبة تساعد المعلم على إدارة صفه ، وتدريب المعلمين تدريبا حقيقيا على التعامل مع الطلبة ، وبالمقابل فإن واجب الوزارة أن تسارع الى وضع أنظمة حماية للمعلم تقيه من تعرضه المستمر للإعتداء دون حسيب او رقيب ، ومن المهم هنا التذكير بأن نواة حراك المعلمين الأولى بدأت غضبا من تصوير المعلمين كمجرمين بعد حاثة الطفل الدويكات ، وعدم ممارسة الوزارة لإي دور في الدفاع عن موظفيها مما حدا بالمعلمين الى العودة للمطالبة بنقابة تحميهم في ظل عجز الوزارة .
الطفل في الفيديو خاطب المعلمة قائلا " الله يستر عليكي " وهذا ما أؤكد عليه هنا إن كان يهمكم هذا الطفل ، فإنني أدعو الى استكمال التحقيق مع المعلمة وفق الأصول القانونية ، وعدم تهويل المسألة أكثر من ذلك ، على أن يكون التحقيق في مكاتب المديرية المسؤولة عن المعلمة ، وإذا ثبتت إدانتها أن تنال العقوبة المناسبة ولكن وفق الأنظمة والقوانين المعمول فيها ، لا أن تتم المراضاة على حسابها ، وأن تتم دراسة الحالة بهدف الخروج بنتائج هامة للعلاقة بين المعلم والطالب بدلا من التعامل على أساس الهبات
المفضلات