اقتناء التحف وألانتيكا.. عالم الذكريات
اقتناء التحف وألانتيكا.. عالم الذكريات
تحولت هواية اقتناء التحف وألانتيكات في ظل الحالة الاقتصادية المتردية إلى تجارة واسعة عمل بها كل الطبقات، حيث كانت مقتصره في الماضي على الأثرياء والكبار أو الطبقة الارستقراطية فقط إلا أنها دخلها أيضا أبناء الطبقة المتوسطة من الغلابة، الذين يعيشون في القري أو على أطراف المدن بما ورثوه من أبائهم وأجداداهم من بعض التحف، التي كانت شائعة الاستعمال منذ فترة طويلة، بل إنهم ما يزالون يحتفظون بالعديد من هذه الأدوات التي لها طابع التراث في منازلهم ، هذه الهواية التي أصبحت تجارة تدر دخلاً كبير على المتعاملين فيها، الذي وصل الى ملايين الجنيهات في عدة قطع ، وأصبح لهذه التجارة زبائن وتجار تمتليء بهم صالات المزادات وبيع ألانتيكات في القاهرة وخاصة الزمالك بأسعار فلكية. وفي مصر وبعض البلاد العربية تروج عملية شراء التحف وبيعها في فصلي الخريف والشتاء وتصاب بالركود النسبي في فصلي الربيع والصيف، كما تتركز في منطقة الزمالك الراقية، حيث يقبل العرب على اقتناء السجاد والنجف والثريات ويهوي الأجانب جمع التابلوهات والتماثيل وحول هذا العالم الغريب والمثير كان هذا التحقيق.
يقول قدري حسن تاجر تحف بوسط القاهرة: كان هواة التحف الحقيقيين يشتري الواحد منهم التحفة لكي يضمها الى مجموعته وتظل في منزله، وكان يشعر أنها شيء يكن لها عظيم الاحترام والتقدير، وكان يطلع عليها المقربين إليه فقط من عظماء القوم، وكان الهواة يتفاخرون فيما بينهم ما يملكونه من تحف ويسعون الى ضم المزيد منها، أما اليوم وبعد اقتحام طائفة رجال الأعمال والمستثمرين لهذا المجال أصبحت التحفة سلعة تباع وتشتري لتحقيق الربح، فالواحد منهم يشتريها الآن لكي يبعها غداً أو بعد عدة شهور بسعر أغلي، وأحياناً يصل الربح الى الضعف أو أكثر ، فهي تضاعف الأموال في أوقات قصيرة، بالإضافة الى أنها تجارة لا تخسر أبداً.
ويذكر فاروق عبدالعزيز وهو من أكبر تجار التحف بمنطقة الزمالك أن موسم تجارة التحف في مصر يمتد من شهر أكتوبر الى شهر أبريل كل عام حيث أن فصل الشتاء هو موسم رواج تجارة التحف في العالم كله، ويضيف أن سوق التحف في القاهرة يتركز في منطقتي الزمالك ووسط القاهرة وهناك بعض الأجانب من هواة جمع التحف يأتون الى مصر خصيصاً لشرائها، وهؤلاء يتركز اهتمامهم على التابلوهات العالمية والتماثيل والموبيليات القديمة، أما العرب فيقبلون على السجاد الإيراني المعروف بالعجمي والنجف.
إيراني وفرنساوي أما المصريون من هواة اقتناء التحف فيقبلون على أنواع التحف المختلفة وهذه الأنواع، كما يعددها محمد على تاجر تحف هي كالآتي: التابلوهات وهي للرسامين التشكيليين العالميين، وهي نادرة الوجود في مصر وذلك نظراً لارتفاع ثمنهاً الخرافي، ولأن من يمتلك واحدة منها يحرص عليها ولا يفرط فيها بسهولة، أما التابلوهات المقلدة عن أصول عالمية فتباع بأسعار معقولة وهي في متناول الكثيرين ومن التحف أيضا الثريات ويوجد منها المصنوع من البرونز والكريستال وطرز مختلفة مثل الجالية و اللاليك و البوهيمي التشيكوسلوفاكي والنجف التركي القديم ويتحدد سعر النجفة حسب قدمها وجودتها وقد يصل سعر الواحدة الى 50 ألف جنيه.
أما السجاد الإيراني والذي يطلق عليه العجمي، فتوجد منه أنواع كثيرة منها أصفهان وتبريز وكاشان وشيراز وكرمان وغيرها مسماه بأسماء المدن الإيرانية المصنعة فيها، ويقول خبراء السجاد العجمي: إنه يصنع من خامات نادرة ومصبوغ بألوان نباتية لا تتأثر بالاستعمال أو الغسيل وأن هذا السجاد كلما وطأته الأقدام وطال عليه الزمن زاد سعره، أما الموبيليا الخشبية فمعظمها فرنسية الصنع وترجع الى القرنين السابع والثامن عشر، ومسماة بأسماء ملوك فرنسا مثل: البايوهات والسكرتيراتلآ. أنواع جديدة
ويجب أن يدرك الناس أن هذه التحف الجديدة نسبياً والبسيطة الثمن سترتفع أسعارها بعد ذلك ارتفاعاً مذهلاً قد لا يصدق الآن، ومن كان يصدق أن أسعار بعض التحف التي يصل عمرها الى مائتي عام، فقد تجاوزت مئات الآلاف وأحياناً ملايين الدولارات، ولهذا يجب أن يحافظ الناس على ما يمتلكون من أشياء قديمة قد لا تفيد الآن، وقد يظهر في المستقبل أن لها فائدة عظيمة وأيضاً ينبغي نشر الوعي لدي الناس بمدي أهمية القديم بصفة عامة وعدم التخلص منه لبائع oالروبابكياa.
رد مع اقتباس
المفضلات