محليات
إربد تستقبل عامها الجديد بخلافية «بلدية نيابية» وعطوات عشائرية وأمنية
كتب - نادر خطاطبه - استقبلت مدينة اربد عامها الجديد بمشادة كلامية افضت حسب رئيس بلديتها المحامي عبدالرؤوف التل الى تعرضه «للضرب» من قبل نائب القصبة زيد شقيرات امام مرأى العشرات من باعة العربات في السوق المركزي وتجار الخضار والفواكه فيه.
وفيما افاد التل بتعرضه «لصفعة» من النائب نفى الاخير اقدامه على الفعل واتهم رئيس البلدية «بشتمه واستخدام الفاظ جارحة بحقه» ايضا على مرأى تجار السوق والعاملين فيه صباح امس السبت.
وتأتي الحادثة التي اخذت تداعياتها تمتد على شكل اجتماعات لنواب القصبة بطلب نائب رئيس المجلس الدكتور عاطف الطراونة واخر للمجلس البلدي من رئيسه على خلفية البدء بتطبيق نظام مراقبة وتنظيم الباعة المتجولين والبسطات والعربات والمظلات والاكشاك ضمن حدود مناطق البلديات وبموجبه زادت رسوم تراخيص هذه المهن ما ادى لاعتصام اصحابها في السوق المركزي امس.
وكادت الامور ان تتطور الى اشتباكات اخرى داخل البلدية اثناء تواجد وفد نواب القصبة وشيوخ ووجهاء من المحافظة زاروا البلدية لمحاولة طي صفحة القضية لكن تدخل العقلاء حال دون وقوع اشتباكات بين اقارب التل وبعض افراد الوفد فيما انسحب المحامي التل من البلدية وغادر باتجاه ديوان عشيرته لتهدئة الوضع.
وفي تطور لاحق قرر مساعدو رئيس البلدية ومدراء دوائرها ورؤساء الاقسام والموظفين التوقف عن العمل في مختلف دوائر البلدية اليوم الاحد كخطوة احتجاجية على تعرض رئيسهم للضرب وفق ما افضى اليه اجتماع عقدوه امس واستنكروا فيه حادثة الاعتداء مطالبين باتخاذ اجراءات كفيلة بحماية رئيس البلدية والعاملين فيها.
كما أم البلدية وجهاء ومخاتير من المدينة ومناطقها وممثلون عن فعاليات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني معلنين تضامنهم مع البلدية ومستنكرين ما تعرض له رئيسها.
وعودا لتفاصيل الحادثة فوفق النائب شقيرات ان الباعة اتصلوا به وبنواب اخرين للحضور الى موقع الاعتصام وحضر كذلك النائب محمد خالد الردايدة ما استدعى حضور رئيس البلدية «الذي تهجم على النواب واعتبر مناصرتهم للمعتصمين ليست من صميم عملهم النيابي وتطور الامر معه الى كيل وابل من الشتائم بحق الشقيرات».
وقال ان الامر لم يتطور الى ابعد من ذلك وان ما حصل جرى تضخيمه «نافيا وقوع حادثة الضرب».
لكن المحامي التل قال انه تعرض للضرب «الصفع على الوجه» من قبل النائب شقيرات وبحضور النائب الردايدة ومدير السوق المركزي ورئيس جمعية تجار السوق وجموع غفيرة من تجاره والمتعاملين معه معتبرا ما جرى يمثل اعتداء ليس على شخصه فحسب وانما على رمزية البلدية كمؤسسة مستقلة ومنتخبة من الشعب.
ولفت الى انه تم الابراق لجميع الجهات الرسمية وعلى اعلى المستويات لوضع حد لما وصفه « بالتصرفات النيابية غير المسؤولة من قبل بعض اعضاء المجلس « لافتا الى ان « الاداء النيابي يفترض ان يسهم في دعم البلديات لتطبيق الانظمة الصادرة بموجب قوانين يقرها النواب انفسهم لكنهم ينقلبون عليها عند التطبيق لتحقيق مكاسب لدى الشارع «.
ولم تفلح زيارة وفد نواب القصبة « الدكتور حميد بطاينة ومحمد خالد الردايدة وعبدالناصر بني هاني « ووجهاء وشيوخ عشائر في طي صفحة القضية اذ كاد اجتماعهم مع اعضاء المجلس البلدي ورئيسه ان يتحول الى ساحة عراك اخرى جراء الشحونة الزائدة التي طغت على الاجواء.
فقد ادت مطالبة مباشرة من احد اعضاء الوفد باجراء الصلح بين طرفي الخلاف وطي الصفحة الى احتجاج من اقارب رئيس البلدية الحاضرين للقاء وبعض اعضاء المجلس البلدي وموظفيه وكادت الامور ان تأخذ حد التشابك بالايدي ما تطلب انسحاب رئيس البلدية من اللقاء وفضه وتوجهه نحو ديوان عشيرته لتهدئة الامور ومنع تفاقمها.
وحسب النائب الدكتور البطاينة ان البلدية ورئيسها واعضاء مجلسها لهم الاحترام والتقدير لافتا الى انه تم عقد اجتماع للنواب تدارسوا فيه الحادثة وقرروا اللجوء بالتنسيق مع شيوخ ووجهاء المحافظة الى جهود المصالحة وطي ملف القضية.
ودعا الجميع الى محاولة تهدئة الخواطر وايجاد مخرج للقضية لافتا الى استمرارية الجهود التي تدفع بهذا الاتجاه خلال الايام القادمة.
من جانبه زار محافظ اربد خالد ابو زيد ديوان ال التل في المدينة ووفق ما رشح «للرأي» حول مجريات اللقاء ان اتفاقا جرى سيتم بموجبه اللجوء للقنوات العشائرية مع احتفاظ المحامي التل باحقية الجانب القانوني المتمثل بتسجيل دعوى قضائية بحق النائب الشقيرات.
ولاحقا تطورت الامور الى خروج حشود من بلدة بيت يافا « بلدة النائب شقيرات» احتجت على اتهامات رئيس البلدية بحق النائب لافتين الى ان ما رشح لهم يفيد بان المحامي التل اصاب بانتقاداته وشتائمه عشائر البلدة الامر الذي تطلب تدخل محافظ اربد ابو زيد ثانية للسيطرة على الموقف.
ووفق مشاركين في التجمع امام مسجد البلدة ان وجهتهم كانت مدينة اربد للاحتجاج على ما طالهم من شتائم الا ان مصادر رسمية اكدت السيطرة على الموقف.
كما تم اخذ عطوة امنية بالنسبة لعشيرة التل مدتها ثلاثة ايام على خلفية الحادثة فيما قرر المجلس البلدي بجلسة مسائية تحريك دعوى جزائية بحق النائب الشقيرات.
رد مع اقتباس
المفضلات