عمان - محمد العياصرة - استهجن امس العديد من متتبعي مسيرة المنتخب الوطني لكرة القدم قرار عدم بث المباراة الودية والتي جمعته مع نظيره البحريني في امارة دبي ضمن استعدادات الفريقين لكأس اسيا والتي تنطلق مطلع الشهر المقبل في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي التفاصيل، فان مباراة المنتخب شأنها شأن العديد من المواجهات الودية الاعدادية للكأس الاسيوية والتي لم تنقل على اي قناة فضائية لاسباب تتعلق برغبة الاجهزة الفنية والتي تفضل دوماً عدم الكشف عن الاسرار الفنية والاوراق الرابحة ... الخ، لكن الغريب هو ان جميع المنتخبات المشاركة في البطولة تشكل كتاباً مفتوحاً ولا يمكن أن يخفي احد معلومة هامة بحجم انضمام «ميسي» الى القائمة النهائية لفريق، كما ان اشرطة الفيديو تتوفر بكثرة وتحوي مباريات ودية ورسمية ويمكن الحصول عليها مباشرة من الاتحاد الاسيوي نفسه!
لن نفترض جدلاً ان ممثلي المنتخب الياباني تابعوا بطريقة أو بخرى مباراة المنتخب امام نظيره البحريني من أرض الملعب اوعبر تسجيل «سري» رصد مواطن القوى والضعف لدى المنافس المرتقب، لكننا هنا امام سابقة خطيرة تؤكد بان كرة القدم العربية على وجه العموم ما تزال تعيش في سبات عميق وتتخلف عشرات السنين عن الكرة العالمية خاصة وان المعتقدات البدائية تسيطر على عقول المدراء الفنيين دون تبرير.
ما بين الثقافة الرياضية العالمية ونظيرتها العربية مشوار طويل يصعب حسابه..، وفي مقارنة بسيطة بين الكأس الاوروبية والبطولة الاسيوية نلمس الفوارق في المستوى والفكر الفني وحتى احترام الجماهير، ذلك ان المنتخب الاسباني الذي يحمل اللقب الاوروبي والعالمي لعب عدد وافر من المباريات الودية والتي نقلت على الهواء مباشرة دون خوف من رصد المنافس، بل ان تدريباته ومعسكراته كانت مفتوحة امام الجماهير دون تحفظ او اجراءات احترازية، وبحسب ما ذكر فان المنتخب البرازيلي هو الوحيد الذي فرض معسكراً مغلقاً امام وسائل العلام لكنه وافق على بث جميع مبارياته الودية.
في أوروبا، تحاول الاجهزة الفنية ابعاد وسائل الاعلام والجماهير عن مواقع التدريب لتوفير اكبر قدر ممكن من تركيز اللاعبين واستجابتهم للتعليمات، لكننا في اسيا، وفي الوطن العربي على وجه الخصوص نرى بان التدريبات والمباريات التي تسبق اي بطولة تحاط بسرية تامة وتحتاج الى وثائق «ويكيليكس» لفك شيفرة الغموض الذي يهدف له الجهاز الفني دون مبرر أو سبب مقنع، ويندرج الامر تحت شعار «اجواء تقليدية»!
لا نفهم قرار الجهاز الفني للمنتخب لعدم بث مباراة ودية تجريبية لن تحمل في طياتها تجربة «ذرية» فريدة، ولا نفهم ايضاً فتح الباب امام الجماهير لحضور المباراة وبثها اذاعياً من ارض الملعب مما يسمح للمنافس الياباني مشاهدة اللقاء ورصد كل ما اراد معرفته عن النشامى، لكننا نصل الى سؤال واحد ننتظر اجابته .. هل كان قرار عدم بث المباراة يستهدف الجماهير الاردنية لحجب صورة المنتخب ومستواه الحقيقي عن المتابعين بالرغم من اتاحة الفرصة لرصد اليابانيين؟
المفضلات