صنعاء- محمد الغباري
جزم الدكتور محمد السعدي الأمين المساعد لتجمع الإصلاح الإسلامي في اليمن الذي يقود المعارضة ان انفصال جنوب البلاد عن شمالها لن يكون حلا للمشكلات التي تواجهها , واكد ان تكتل اللقاء المشترك المعارض سيمضي في نضاله السلمي الى حين تغيير نظام الحكم الذي اتهمه بالعجز على حل المشكلات والتحديات التي تواجهها البلاد ..
وفي حوار مع " البيان" قال السعدي ان المعارضة كانت قد رفعت شعار الإصلاح عندما كان هناك أمل في إمكانية إصلاح الأوضاع لكنها عادت بعد ذلك وتبنت خيار التغيير بعد ان أيقنت ان الترميم والإصلاح لم يعد ممكنا , لكنه اقر بإمكانية قيام الرئيس علي عبد الله صالح بتعديل الدستور حتى يتمكن من الترشح لولاية رئاسية جديدة واكتفى بالتقول ان المعارضة ستقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية والتدرب على ان تكون بديلا للحكم ..
كما تحدث عن قضايا اخرى في الحوار التالي نصه :-
من الواضح ان الحزب الحاكم ماض في التحضير للانتخابات بصورة منفردة , ولهذا فان السئوال هو ما هي الخيارات المتاحة لكم كمعارضة ؟
أولا أود أن أؤكد أن خيار المشاركة في الانتخابات النيابية كانت متاحة قبل الإجراءات الأخيرة للحزب الحاكم أي التصويت على تعديل قانون الانتخابات وتشكيل لجنة عليا للانتخابات بدون مشاركة من المعارضة , وكان الأصل ان نستكمل الحوار وان نمضي في إصلاحات شاملة ومن بينها موضوع الانتخابات , لكن في جزئية الانتخابات فان ما اختاره حزب المؤتمر الشعبي ضيق المسافة وحتى الخيارات أمامنا , وبالتالي لا توجد أية فرصة للعودة إلى موضوع الانتخابات والمشاركة إلا إذا عدنا إلى النقطة التي انتهينا عندها في موضوع الحوار , أي أننا بحاجة لان نتكلم عن مشاكل اليمن بشكل عام ثم نصل إلى الانتخابات, أما خيارات المعارضة فهي كما أعلنا في أكثر من موقف هي أننا سنمضي في الحوار الوطني الشامل , والسلطة عزلت نفسها وبالتالي سنتوسع في نشاطنا الشعبي نحو مؤتمر وطني نعتقد ان وثائق ستحظى بدعم أغلبية الشعب ..
لكن الملاحظ إنكم حددتم موعد انعقاد المؤتمر الوطني قبل موعد الانتخابات بشهر , هل نفهم من ذلك إنكم ستعلمون على منع إجراءات الانتخابات أم أنكم ستكتفون بالمقاطعة فيما يذهب الحزب الحاكم إلى الانتخابات منفردا ؟
الظروف الآن مختلفة عما كانت عليه في السابق , وظروف السلطة مختلفة , وأنا قلت لو بقي عقل لدى السلطة لا استخدمته في هذه الأيام , المعارضة كلها مجتمعة ومعها فئة المستقلين , والنخب الاجتماعية والاقتصادية , وبالتالي من الواضح أن الحزب الحاكم بانفراده سيؤلب على نفسه , ومن ثم فان القرار الذي سيتخذه المؤتمر الوطني الذي دعونا له هو قرار استراتيجي , وليس قرار آني لمعالجة قضية الانتخابات , لكنه سيختار النظام السياسي المطلوب تطويره وسيختار المنهج المستقبلي لبناء يمن قوي وديمقراطي , وسيختار منهج نضالي طويل المدى وستكون الانتخابات أداة من أدوات تحقيق هذا المشروع ...
اطرح السئوال بصيغة مختلفة , هل ستمنعون الانتخابات أم ستقاطعون فقط ؟
مطالبنا إصلاح سياسي ينتهي إلى أن تكون الانتخابات أداة لتطوير مستقبل أفضل , بمعنى أن الخارطة التي اتفق عليها لجنة الأربعة الخبراء الممثلين للمعارضة والحزب الحاكم , والذي كانوا يتولون مهمة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل , كانت قد اقتربت من الانتهاء من عملها , حيث وضعت خطوات إجرائية للحوار بحيث يتم انعقاد المؤتمر الوطني الشامل للحوار في نهاية العام الحالي , وان تكون خطوات عملية لإجراء استفتاء على التعديلات الدستورية في بداية عام 2011 م, وان تتم الانتخابات بعد ذلك ووفق جدول زمني يتفق عليه بحيث لا يتجاوز العام القادم , وهذا الموضوع حصل على تأييد أصدقاء اليمن له ومن ممثلو الحزب الحاكم في لجنة الحوار وخصوصا الفريق عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس والأمين العام للحزب الحاكم والدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس , واستغرب إن هذه الأطراف ساكتة اليوم ولا تدافع عن مواقفها ..
مساعد وزير الخارجية الأمريكي التقى بقيادة المعارضة خلال زيارته إلى صنعاء , هل لك أن تطلعنا على ما دار في ذلك اللقاء وموقف الولايات المتحدة من التطورات الأخيرة ؟
نعم أنا كنت احد الحضور في هذا اللقاء , وكان الحديث بالدرجة الأولى عن الكيفية التي يمكن للولايات المتحدة أن تساعد اليمن , كما أن الرجل أراد الاستماع لرأي المعارضة , اللقاء الذي استمر لساعة ونصف اطلع قادة المعارضة مساعد وزير الخارجية الأمريكي على الأوضاع في اليمن بشكل عام , والانتخابات بشكل خاص , ولم نقل له سوى ما نقوله في مؤتمراتنا الصحفية ..
وهل وجدتم تفهما لمطالبكم ؟
الأمريكيون يؤيدون انتخابات عادلة وشفافة وتعددية وتشارك فيها كل الأطراف , وهذا ما أكده مساعد وزير الخارجية الأمريكي, وهو أمر يتطابق مع ما أعلنه السفير الأمريكي بصنعاء , وأنا شخصيا قلت في اللقاء أن ما يصدر عن السفير الأمريكي في اليمن نعتبره هو موقف الإدارة الأمريكية , وبالتالي فان الرأي واضح للجانب الأمريكي لكننا نتحدث عن بلد نحن أهلها , ونحن أكثر من يقدر مصالحها والمخاطر التي تحيط بها , ولهذا فان الانطلاقة ينبغي ان تكون من أبناء اليمن من اجل الحفاظ على وحدتهم ومستقبل وطنهم وديمقراطيتهم ..
هددتم بالنزول إلى الشارع , فهل سيكون ذلك قبل المؤتمر الوطني ام بعده ؟
التصعيد بدا والنماذج الأولى موجودة في الشارع والمحافظات تستعد لفعاليات سلمية نضالية في التجمهر , وناسف أن تتعامل بعض قوى الأمن مع هذا التعبير بشيء من العنف الذي يضر بالعلاقات بين الأجهزة الأمنية التي نعتبرها أجهزة وطنية , لا أداة لحماية لوبي الفساد , وأستطيع التأكيد أن برنامجنا النضالي سيتسع , وفيما يخص الموقف من الانتخابات فموقفنا معلن وواضح وهو ان هذه اللعبة المصممة على فريق أو كيان واحد لا تعنينا , وليس لها صلة بالانتخابات الشعبية وانما هي انتخابات بدا تزويرها منذ أن صممت اللجنة العليا للانتخابات والقانون الذي يخدم أهداف محددة ..
هناك بوادر تصعيد في صعدة والوضع متوتر في بعض المحافظات الجنوبية , كيف ستتعاملون مع هاتين القضيتين ففي ضوء التواصل مع قيادات الحوثيين وقيادات المعارضة في الخارج ؟
نحن لدينا أمل وأمل كبير جدا أن هذه القوى يجمعنا معها قضايا مشتركة متعددة , وان الأخوة في الجنوب لديهم قضية عادلة , والظلم الذي وقع عليهم نحن نرفضه جميعا , وان الأخوة في صعدة قد خاضوا حروبا متعددة وان الحروب والدماء من أي طرف كانت مدانة من قبل المعارضة , وإننا نستطيع بالتعاون معا أن نحقق أهداف مشتركة , عبر النضال السلمي , والسلطة قد أثبتت عجزها في ممارسة السلم فيف علاج المشكلات , ولهذا نحن متفائلين جدا بحدوث تقارب كبير ببيننا وبين هذه الأطراف , وقد سبق ان وقعنا اتفاق مبادئ مع المعارضة في الخارج , واتفاق مماثل مع الحوثيين وهذا سيدفع بنا إلى التقارب أكثر , وستحدد خطوط التعاون ولو على برامج الحد الأدنى التي تحافظ على النضال السلمي كأساس لتحقيق المطالب , وان الوحدة الوطنية هي المطلب الذي من خلاله ستحقق الكثير من الأهداف والغايات ..
لكن أطراف الحراك الجنوبي اتهمت اللقاء المشترك بالتآمر على القضية الجنوبية والعطاس اقترح برنامجا سياسيا قائم على انفصال الجنوب عن الشمال كيف ستلتقون معهم ؟
الحراك للأسف فيه أيضا عناصر متطرفة لكن اغلب الحراك هو حراك سلمي , ونضاله نضال وطني وسق الانفصال هو سقف تفاوضي , ولكن كل الذين يسهمون في هذا العنوان إنما يسهمون لأنهم بلغوا من الضيم مالم يكونوا يتوقعونه لان أكثرهم وحدويون , بمعنى أنا عندما اقرأ حوار في صحيفة للشاعر البجيري صاحب قصيدة "ما عاد أبا وحدة " أجد في سيرته انه وحدوي وان جزء كبير من عمره قضاه في صنعاء , ولم يكن في أي يوم من الأيام مع الانفصال , لكن الممارسات الانفصالية التطبيقية التي تمارسها السلطة جعلت أكثر الناس وحدوية يفكرون بالانفصال كحل , ونحن في الكثير من اللقاءات مع قيادات الخارج , كنا نتحدث عن مبادئ عامة وان الانفصال ليس حلا, ولي العلاج الذي سينهي مشكلات اليمن أو المشكلات المناطقية , ولكن تصحيح المسار وإعادة بناء الوحدة على أسس تحترم المشاركين في صناعتها بكل أطرافهم هو المطلوب , المشروع المطروح من أي شخص ليس وثيقة منهجية يمكن اعتمادها , ونحن كنا نام لان ينعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي لا يستثني احد ولا يمنع احد من ان يقول أي شيئ , والمهم هو ان يلتزم الناس بما ينتج عن مؤتمر الحوار الوطني في نهاية المطاف , وليس منع الناس من قول ما يريدون , حرية القول يجب ان تعطى لكل الناس , لكن ما يمكن الاتفاق عليه هو ما يجب ان نتمسك فيه ..
يقال الآن ان الحركة الشعبية فيف السودان كانت تطرح خيار الفيدرالية لعدة سنوات ولم تكن تتبنى الانفصال , ومع رفض الخرطوم لتلك المطالب ارتفع السقف حتى وصلنا إلى الإقرار بحق انفصال جنوب السودان الآن في اليمن هل مازال حكم الرئيس علي عبد الله صالح وهو الرافض لخيار الفيدرالية او الدولة الاتحادية , قادر على التعامل مع مثل هذا التحدي ؟
عندما وضعنا تصوراتنا للازمة ووضعنا اقتراحاتنا للحلول , وقفنا عند الآليات التنفيذية , لأننا لم نعد نثق بقدرة هذا النظام على مواجهة المشكلات ولذلك يقفز في الحلول إلى أن يدعون للمشاركة في حكومة وحدة وطنية , لأنه غير قادر باليته القائمة على أن يوقف الانهيار ناهيك عن أن يضع الحلول , وبالتالي نحن نقول إننا وحتى نضمن تنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه لابد من الاتفاق على الآلية , أما النظام الحالي فقد أعلن فشله من الناحية التنفيذية والسياسية , لا يمكن لحزب قادر أن يعمل وان ينفذ أن يدعوا الآخرين لمشاركته في حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات وبعدها بعيدا عن نتائج تلك الانتخابات , للأسف أن النظرة إلى أن الإصلاحات لن تتم إلا ببقاء أشخاص بعينهم وان الفساد والخراب بغياب هؤلاء ..
رد مع اقتباس.gif)
المفضلات