الفيصلي وشباب الاردن ..ظاهرة العِقد!
الفيصلي وشباب الاردن ..ظاهرة العِقد!
- باختتام اتحاد كرة القدم موسم بطولاته، وبمشهد نهائي جمع الفيصلي وشباب الاردن في بطولة كأس الاردن، فان ظاهرة المنافسة بين الفريقين تجلت لتكون ظاهرة العقد الاول من القرن الجديد، فماذا عن ما تبقى من اعوام من هذا العقد؟
العقود الماضية والاخيرة منها كان الفيصلي والوحدات يشكلان فيها حجر الرحى التي تلتهم دقيق بطولات الاتحاد، فاذا ما فاز احدهما ببطولة ذهب اللقب للآخر ولا ثالث لهما الا ما قل من فريق عادة ما يكون ضيفاً خفيف الظل، ما يلبث وان يعود من حيث اتى!
اذاً، هي ظاهرة جديدة اطل برأسها شباب الاردن، مثلما اطل بها من قبل فريق نادي عمان، في عقد الثمانينيات، الذي بدوره شكل حالة في بطولات اندية الممتاز وخاصة امام المتفرد الفيصلي حيث كان النسر يفرد جناحيه على اتساعهما في فضاءات الكرة الاردنية، ولكن كثيراً ما كان يواجه مشقة وهو يقابل عمان حتى بات الأخير شريكاً استراتيجياً في كثير من البطولات بما فيها بطولة الدوري وبطولة الدرع، ومثلما لفت شباب الاردن خلال هذا العقد، الانظار حتى وهو يُجبَر على التنحي عن اللقب كأس الاردن الذي حمله لعامين متتاليين.
لعل شدة المنافسة بين فريقين - أي فريقين - توصلهما الى حالة التحدي اكثر من ان تكون المنافسة على المستوى الجماعي، حتى وان جاءت المنافسة في مباراة تحصيل حاصل او لا يحقق اللقاء بطولة ويجلب لقباً، وهذا ما شكله شباب الاردن بالفعل منذ ان وضع قدمه في مصاف الدوري الممتاز، فهو القى بقفازه على الساحة وارتفعت نبرته امام اكبر واقوى فريقين يشكلان عملة الكرة الاردنية وسوقها، الفيصلي والوحدات فهل يوجد على الساحة غيرهما؟
امس الاول، كان الفيصلي يستجمع عراقته، لينقض على اللقب لأنه كان في ظمأ، فهو لم يردبئرا هذا الموسم، وشباب الاردن بحداثته، انحنى هذا الموسم لان الموج جاء اقوى من شراعه.
ولأن كلاً من حمد ومحروس ذاهب في طريق، فلا بد ان يودعا معقلي الفريقين وهما يمنيان النفس باسترجاع اللقب، او تطويبه لعام آخر، فربح حمد المنازلة، ولكن محروس تقبل الخسارة، لأن فريق منافسه كان الاقرب والاحق بالفوز رغم ما قدمه الفريقان من اداء طيب، وهو ما يفترض ان يقدمه أي منافسين اضحى تحقيق الفوز على الآخر بمثابة مقولة اكون او لا اكون، من جهة وما انتهت اليه ظروف المدربين، بعد علاقة متينة مع الناديين من جهة ثانية، ذلك ان حمد ومحروس خسارة للفيصلي وشباب الاردن، واكثر من خسارة مباراة او بطولة، ويكفي انهما عبرا في نهاية رحلتهما بمشاعر صفق لهما من سمعهما او شاهدهما على الشاشة ولعل ابلغ ما سمعنا من حمد سأتولى تدريب منتخب العراق وسيكون قلبي مع الفيصلي.
على الصعيد الفني كان الاداء يأتي بلا تعقيد، والمباراة مفتوحة على مختلف المحاور وكأن الفريقين يسعيان لامتاع الجمهور فالجبهة الهجومية للمعسكرين ظلت ملتهبة لأن الكرات الطويلة تواصلت وهي تحوم على القطاعات الامامية كما ان الرقابة الدفاعية كانت حاضرة، حتى وان اُخترقت المواقع الخلفية من قبل القناصين . .
ولعل تولي عصام مبيضين دور القيادة على اكثر من محور يقابله مهند محارمة المتحرك بفاعلية ظل يؤشر على ان العيال كبرت وبالتأكيد انهما فرضا اقدامهما على الارض وليس لمجرد تدوين اسميهما في كشوفات ناديهما، وان اشراكهما في شوط او بعض الشوط لاستبدالهما امر لم يعد وارداً في ذهن المدرب.
لقد حفلت المباراة بقذائف بعيدة المدى من الفريقين وجمل تكتيكية رجحت افضلية الفيصلي، وظهر مخضرمو الجانبين في مواقف اكدوا فيها ان الدهن بالعتاقى رغم بعض الهفوات ربما بحكم تقدم السن او للتسرع وعدم التركيز ولكنها لم تكن بوزن اخطاء الحارسين وهذا يحدث في كرة القدم . وتبقى مسألة على اللاعبين التنبه لها وهي ان التعبير عن الفرح بنزع القميص عند التسجيل فرح فيه مغالاة ويعاقب عليه القانون، وخاصة عندما يأتي التسجيل مبكراً من عمر المباراة ما يجعل اللاعب تحت رهبة نيل البطاقة الثانية التي تخرجه من الملعب، فيفقد الفريق جهوده وقد يكلف الفريق الثمن.
نعود ونقول: ظاهرة القطبين تبدو شائعة في عالم كرة القدم ، والجماهير في اغلبيتها عادة ما تنحاز الى القطبين ، وما على شباب الاردن اذا ما اراد ان يلغي هذه الظاهرة الا ان يبحث عن وسيلة تجذب له الجمهور مثلما اجتهد ونجح في نيل البطولات سواء على حساب الوحدات او على الفيصلي.
رد مع اقتباس
المفضلات