النائب صالح اللوزي يكتب : احداث القويسمة مستنا جميعاً بما لا نحب ولا نرضى ولا نقبل
جاءت احداث مباراة الفيصلي الوحدات، التي خلفت للأسف نتائج لا يقبلها الاردنيون، بما لا نريد، ولكنها للأسف كانت مدوية تُبيت العلة وتُذكي الفتنة، ومحل الداء أنها ليست ذات صلة بقيمنا وعاداتنا النبيلة.
الاحداث التي بدت غير مقبولة ولا منطقية، لا يمكن اعطاء سبب واحد أو وحيد لها، وفي كثير من الدول يحدث ما حدث، ولكن للأسف كانت احداث القويسمة على ما يبدو مناسبة للبعض ممن يريدون النيل من الدولة الأردنية ومن انجازها عبر تأويل الحدث وتوظيفه او ربطه بملفات ذات صبغة سياسية وهذا غير مقبول.
صحيح أن زاوية النظر تختلف من جهة لأخرى، لكننا نؤكد دوما على أن رصيد الاردنيين الكبير هو الاسرة الواحدة، التي بناها الأردن والاردنيون من شتى المنابت والأصول، ورعاها الهاشميون وسقوها بدمائهم ومعهم الأردنيون في القدس وهم يرقبون وطنهم يكبر بهم جميعا فإذا به الأكثر تعليماً نماءً والأكثر سعيا نحو دولة المواطنة، برغم شح الامكانيات وندرتها ومع كل التحديات والعواصف.
نعم كنا مناسبة للحديث على الفضائيات، التي ضخمت وهولت ما جرى، وصورته على أنه حرب او مواجهة بين ابناء الأردن، وذلك كله بسبب الاخطاء التي حصلت سواء كانت فنية او تقديرية، مما وفر وسيلة للبعض وهم قلة ليستنجدوا بسفارات الدول الكبرى وهو أمر غير مقبول من أي طرف.
لقد كبر الأردن بعمل ابنائه جميعا، فالوطن الذي ظل دوما عصيا على الأعاصير سيبقى منيعا بوحدتهم ومصيرهم المشترك، ولا يقبل أي اردني ان تكون الرياضة أو أي نشاط آخر سببا لنعرة او دعوة بغيضة او عصبية مقيتة.
ثم أنها الدولة، دولة الاردنيين جميعا، التي لم تعرف إلا وفاء ابنائها، والتي خبرت التحديات ولم ينل منها الخصوم حتى في احلك الظروف وبـ»اللحظات التي تحسبهن جمرا».
لذا فليسمح لي القارئ الكريم أن ننزه الدولة عن أي اتهام، وأن لا تكون نتائج ازمة مباراة لكرة القدم سببا لاضعاف وحدتنا وتماسكنا الوطني، باعتبار أن ما جرى ليس ظاهرة بل مجرد حادثة عابرة لا تهز الدولة ولا تشكك في انتماء شرائح مجتمعها لها.
ختاما، اتمنى الشفاء لكل من اصيب عقب مباراة مساء الجمعة فكلهم من أبناء ألاسرة الواحدة، صحيح انها كانت مباراة بين فريقين لهما كل الاحترام، لكن نتائجها مستنا جميعا، بما لا نحب ولا نرضى، ولا نقبل.
رد مع اقتباس
المفضلات