00(
أطبقت أجفاني .....طول الانتظار أعياني............أتعبني.........قرح أجفاني
اختطفني نورس خلفه سرب من الطيور كالخيط الواحد....ومضى بي راحلا.....ناديته
بصوت مرتجف خائف أيها الطير.....انتظر إلى أين تأخذني؟من أنت؟
لم يجبني ولم يبالي بحجرجة صوتي ...ناديته ثانية....أرجوك انتظر .....فثمة من
انتظرهناك.....لا أريد أن أكون أنا من أخلفت الوعود .....لا أريد أن أرحل
......أرجوك فأنا لا أحب الرحيل ......لا أحبه ....أرجوك
صادفتني الرياح الهوجاء لتلعب بشعري كيف تشاء.....خشيت السقوط......تعلقت بعنق
الطائر بشدة....نظرت للأسفل فشاهدت حدائق غناء ينبلج لها القلب....وتارة جبال
يعجبني شموخها وكبريائها.....وأخرى صحراء شاسعة يسحرني لونها الجميل.....اشتقت
إلى الأرض .....كم أطلت البعد عنها!
لطالما حلمت بالطيران وأنا فيها....لكنني اكتشفت أنه صعب وقاس حيث يجبرك على
الرحيل.....فتمنيت أن أكون مسمارا مثبتا فيها حتى لا أغادرها.........نظرت إلى
مكاني فإذا به يختفي شيئا فشيئا..........تقطع قلبي حزنا..........وتبعثر الألم
منه ساقطا على الأرض .......حاولت أن ألملم أجزاؤه ولكن لم أستطع........حاولت
وحاولت لكن للأسف باءت محاولاتي بالفشل.........
تعبت من طول الرحلة.....شعرت بالنعاس......خلدت للنوم دون أدنى مقاومة......
أخيرا استقيظت بعد برهة فترة فوجدت قدماي تغوص في شئ أملس .....نظرت فإذا هو
الرمل.............هاقد عدت إلى الأرض ...........نزلت بسرعة..........وحلق
النورس وطار بعيدا بصوته الجميل ........فلوحت بيدي مودعة إياه.....نظرت أمامي
فإذا بحر واسع بزرقته الجميلة..........والتفت خلفي فإذا كون مجهول
لاأعرفه............لا أحد حولي .....شعرت بخوف شديد .........ناديت بصوت عال
......فرد البحر على عاكسا صوتي ..........أردت الذهاب لكن خفت من المجهول الذي
ينتظرني خلفي ...........تقدمت أمامي خطوات قليلة فتصارعت الأمواج لتقبل
ساقي..........جلست القرفصاء واستسلمت للخوف ......احتضنت وجهي بين ذراعي
............شعرت بيد تتلمس شعري ...........رفعت رأسي بسرعة ...........فإذا
بقلبي يرقص طربا على نغمات الشوق.......... الدم عاد يسري في عروقي
........عندها فقط أيقنت بأني كنت في حلم .....بل كابوس مرعب.........سطرت على
رمل البحر قبل أن أغادر
أحبك يابحر ....وأحب من يحبك.....وأحب أن يكون مرساي دوما على شاطئك
ثم مضينا بعيدا..............بعيدا
رد مع اقتباس
المفضلات