تنطلق المرأة دوما للمشاركة في مختلف الميادين فأصبحت منافسا قويا للرجل وتمكنت من كسر الطوق الذي التف حولها لكثير من العقود واستطاعت ان تأخذ فرصتها في الحياة والعمل على بناء مستقبل واعد لنفسها وقد وهبها الله القدرات العقلية والإمكانات العلمية ونجحت في تحمل المسؤولية والإنخراط في في المجتمع .
السلطة واحدة من اقدم الصراعات بين الرجال والنساء وحول من يفرض سيطرته أولا على المجتمع المرأة ام الرجل ،فالمرأة هي سيدة البيت والرجل هو سيد في العمل ولكن مع تقدم العصر اصبحت المرأة تنافس الرجل في العمل وصارت تسعى ليكون لها دور فاعل في المجتمع فاستطاعت الصعود وممارسة السلطة إسوة بالرجل .
خرجت المرأة من صورة الإنسان المسلوب الذي لاحول ولاقوة له وخرجت من تصنيف أرسطو الذي وضعها في مرتبة واحدة مع العبيد لأنه كان صاحب فكرة سلطة السيلدة الأبوية وايضا لاننسى نظرية الفيلسوف الإغريقي فيتاغوش الذي ميز بين الأدوار وجعل المرأة وصورها على انها الشر الذي خلق الفوضى وفي العصور الوسطى صور الفيلسوف توماس الاكويني ان الرجل خلق للفكر والحكم والمرأة خلقت كوسيلة للتناسل فقط ولم تخل المجتمعات العربية قبل الإسلام من هذه النظرة حيث كان يتم وأد البنات ودفنهن وهن على قيد الحياة وذلك خوفا من جلب العار عندما تكبر فساد هذا العمل في العصر الجاهلي .
في القرن التاسع عشر قالت بعض الأبحاث العلمية التي سادت في هذا القرن ان مخ المرأة اقل حجما من مخ الرجل وبالتالي فإن الوظائف التي تقوم بها المرأة اقل كفاءة وغير قادره على تسيير الفكر والسياسة ولاتتعدى قدرتها شؤون المنزل وتربية الأطفال ولا شك انه يوجد فرق بين الرجل والمرأة من حيث التكوين وكل له وظائف فيسلوجية مختلفة فبنية الرجل قوية وتتسم بالعدوانية والميل الى العنف لأن جسم الرجل يحتوي على هرمون (التيسترون) وهذا يجعل الرجل يتسم بهذه الصفات اما جسم المرأة فهو يحتوي على (البرجسترون) وهذا يجعلها اكثر هدوءا من الرجل وهو يدل على الإختلاف البيولوجي بين الرجل والمرأة .
وبغض النظر عن هذا الإختلاف فإن علاقة الرجال بالسلطة وتنازعها مع النساء هو ميراث ثقافي متعدد الألوان ميراث قديم من الكبت والحصار والإحباط الذي مارسه الرجل ضد المرأة ولكن مع تقدم العصر تغيرت هذه النظرة وأصبحت المرأة جنبا الى جنب مع الرجل وخرجت من التهميش وصارت تشارك الرجل في القرار بل وصلت في بعض المراحل الى صياغة القرار والبت فيه والتاريخ حافل بنساء استطعن ان يكن في سدة الحكم ومنهن على سبيل المثال لا الحصر _بلقيس والزباء وشجرة الدر ونفرتيتي وماري انطوانيت وغيرهن الكثير من الأسماء .
تحرر المرأة وإنخراطها في المجتمع لا يعني (الإنحلال) فهناك فرق شاسع بين التحرر والإنحلال فبصعود المرأة الى السلطة هو تأكيد على سماحة الإسلام وقوة الديمقراطية والرغبة في التغير والتوازن بين أفراد المجتمع ونيل كل إنسان فيه فرصته سواء كان رجلاً أو إمرأةً والنظر الى المرأة على أنها تستطيع ان تكون أماً وان تكون عضواً فاعلاً في المجتمع ... ولكن باحترامها القيم والعادات وان لا يكون هذا التحرر على حساب المباديء الإسلامية .
ابراهيم خطيب الصرايره
المفضلات