طارق خوري, نائب أردني سابق ومشروع نائب قادم, ورئيس نادي الوحدات الرياضي الأردني. شاب طموحاته كبيرة, وثورجيته جد خطيرة. أردني الجنسية, غريب الولاء والإنتماء.
فكره ليس فيه للأردن موضع, ولسانه مشعب كلسان أفعى. يفح سما, وينطق جرما. وليسوا قليلون من يسمعونه ويرقصون على عزفه النشاز. وهو الذي استنكر على وزير التنمية السياسية الأردني موسى المعايطة ربطه تغيير قانون الأنتخاب مع محافظته على الهوية الوطنية, واتهمه بالمثير للفتنة. وهو الذي أعلن قبل مدة على فضائية عربية استقلال الوحدات عن المملكة, حيث قال بالحرف: " نادي الوحدات هو قطعة أرض محررة من فلسطين" شعار أعادني والعياذ بالله الى حقبة المربعات الأمنية المحررة من أرض الوطن الأردني, وجمهورية الوحدات التي كانت تعشعش في فكر المرضى من ثوار الكفاح المشلح وعقول الجهلة وجائبي الشوارع المزينين بعناوين الرجولة المزيفة والنضال الوهمي من الكلاشينكوفات والرمانات والبرتقالات, وأبطال المد الثوري صاحب نظرية الطريق الى القدس تمر من عمان, وهانوي العرب وغيرها من عناوين الحقبة السوداء في تاريخ الأمة.
نسي طارق خوري في سياق هيجانه الثوري, واندفاعه العدائي نحو ولي نعمته وحضنه الدافئ, وطن المهاجرين والأنصار, حتى نسي نفسه, خارجا عن اللياقة والأدب والعرف, وحتى عن أسلوب الضحك على الذقون الذي يدغدغ طيبتنا ويأكل بعقلنا حلاوة, صباح مساء. ولم يلمح كما البعض المتحفظ قليلا, بل صرح بوقاحة الذي لا يقيم للضيافة حساب ولا يراعي للعيش والملح ولا للنسب وعلاقة الدم والمصاهرة وزن قشة. بل وبعدوانية الحاكم على قوات الناتو الجبارة وجبروت حلف وارسو البائد معا.
نادي الوحدات هو قطعة من أرض فلسطين المحررة ،، هكذا قالها وهكذا كانت رسالته لجمهور المنتخبين. ولأحفر في فهم طارق خوري ومن يلف لفه ويهتدي بظلام فكره حقيقة الحقائق وقاعدة القواعد الثابتة التي لم ولن تغيرها ترهاته وترف ذهنه المريض, ولا فحولة كافور الخصي ولا محاولة تمثيل الرجولة المسخ في وطن الرجال الفحول. في وطن النشامى الذين لا يرون بطارق خوري وأمثاله الا مسخا لا يستحق الا التندر والمسخرة.
لا بد لي أن أعرج على ما يلي, ويا ريت طارق خوري وقرائنه يستلهمون من ذلك حدودهم, ويرعوون عند حجمهم ووزنهم:
أولا, إن من نافلة القول أن الوحدات أرضا هو أردني خالص الأردنية والمرجعية والطابو, وناديا كذلك الا إذا أرادوا له غير ذلك, فعندها فلينظم القانون الأردني وضع ناد غير أردني على أرض أردنية.
ثانيا, أن آجلا أو عاجلا سوف يتحرر الوحدات من الفكر المريض وعقلية بناء الأوطان والدول على أنقاض أخرى, قائمة وعزيزة بها أهلها وأبطالها الذين يقدسونها ويحمونها بكل غالي.
ثالثا, ما قبل السبعينيات, تلك الحقبة المريضة ولت مع أصحابها ومناضليها وممثليها الى غير رجعة. المملكة الأردنية الهاشمية, وطن الأحرار من مهاجرين وأنصار, مملكة هاشمية عربية اسلامية مستقلة وذات سيادة, ولن تكون الا كذلك ولو كره الكارهون وتمادوا الطغاة في مخططاتهم ومؤامراتهم الدنيئة.
رابعا, لا الحديث الرخيص النتن عن أرض محررة, ولا الحقد واللؤم وسواد الضمائر الطامعة بالوطن البديل ورعرعة الحصص والحقوق المنقوصة, ولا كلام طاهر المصري عن جناحي المملكة في يوم استقلالها, ولا صغار ابو لبدة وأبو حلاوة وصلاح عودة الله وسالم مجلي وغيرهم, ولا الإسطوانة المشروخة عن الوحدة الوطنية والشكوى الدائمة لسيد البلاد والحبو تحت عبائته كلما أتيتم منكرا وجئتم أمرا فريا, ولا رمز نادي الوحدات بعلمه غير الأردني, ولا تلفيع كأس الأردن بعلم غير أردني, ولا اشارات ولغة الشوارع من بعض لاعبي النادي للجمهور بعد كل هدف يسجلونه, ولا غير هذا كله يستطيع أن يغير في هذه الحقائق ولا تلك القواعد قيد أنملة.
خامسا, من آمن بهذا الواقع والتزم به وعاش مع أهله ومحتضنيه على مر العقود في وطن الجميع والأحرار بأمان وسلام وتفاهم وحدود بينة يقف عندها, فمرحبا به, له صدر الديوان وكلنا معازيبه, معززا مكرما في مضارب بني هاشم, أما من تسول له نفسه المريضة ووجدانه الميت أن الأردن حيط واطي يقفز عنه كل من لعب الحبال وشطح به الخيال, فليغادر الى حيث القت رحلها, وليذهب الى معلميه واللاعبين به غير محسوف عليه. وليأخذ معه كل الرداحين الظلاليين ونكار الجميل.
ولن ينفعهم تجنيس باطل ولا ديموغرافية مرجوة ولا انتقائية مكشوفة لقرار فك الإرتباط كيفما يهب الريح وتنوخ المصالح. نعم, ليرحلوا الى عزريل الرجوب ودولته المسخ, ويرتمون في إحضان الموساد وحسابات الشيكل الصهيونية.
أوليس هو من هرب اللاعبين الثلاث من الوحدات بدون جوازات سفرهم الرسمية, وهو الذي قال في استقبال بعثة نادي الوحدات الأردني في رام الله, الوحدات رمز للكبرياء الوطني الفلسطيني. والآن الى معالي وزير داخليتنا والنائب العام وأمن الدولة وأجهزتنا الأمنية الوطنية, سؤالان يتيمان من كل الوطن الأردني. الأ يشكل تصريح طارق خوري وتصرفاته العدائية للوطن والنظام والكيان حيثية واضحة ومتينة لنشاط قانوني من طرفكم فرادى أو مجتمعين ضد رئيس جمهورية الوحدات المحررة؟ وهل السماح لمثل طارق خوري وبعد هذا الإعلان اللاوطني, بالترشح لمجلس ممثلي الشعب, قرار سليم وخالي من الدسم, أم أنه تهاون بحق الوطن ومجاملة غير محمودة على حسابه؟
وبعد اعتذاري عن الإطالة, فإن طارق خوري ليس الوحيد في بلدنا الذي خرق السفينة, وهدد الأمن الوطني الأردني, وتسكن فكره المريض هلوسات العظمة وطغيان التحرر من سلطة القانون. فاحذروا الحرابي وسم العسل.
والصورة اكبر دليل
المفضلات