ما هو المطلوب بعد اللقاء الملكي بالشباب فـي اليرموك ؟
كتب- حاتم العبادي - يحمل الحوار الذي دار بين جلالة الملك عبدالله الثاني وعدد من الطلبة خلال زيارة جلالته إلى جامعة اليرموك رؤى ملكية تحدد ملامح المرحلة المطلوبة من الشباب الأردني في صياغة مستقبل الأردن، وهو في الوقت ذاته يجدد التأكيد على ضرورة إشراك الشباب في صنع القرار.
وعكس الحديث والحوار بين جلالته والطلبة والموضوعات التي تناولها، طبيعة العلاقة المتبادلة والقائمة على الشفافية والموضوعية، ليرسم اللقاء ملامح المرحلة المقبلة في صناعة مستقبل الأردن.
فالرسالة الملكية، التي أراد جلالة الملك عبدالله التأكيد عليها عندما خطاب الشباب بأنه يريد أن يسمع منهم التحديات والعوائق التي يعانوا منها، رغم تأكيده بأنه على إطلاع على التحديات، تجسد رؤية ملكية لأهمية دور الشباب وضرورة استثماره.
وتنسحب الرؤية الملكية إلى جميع الجهات والمؤسسات الوطنية على اختلاف طبيعتها ونوعية الخدمات التي تقدمها، خصوصا تلك المهتمة بقطاع الشباب، فكثير ما نسمع عن مؤسسات رعاية للشباب، إلا أن منها ما يكون دور الشباب فيهم مقتصرا على تنفيذ استراتيجية وقرارات بعيد كل البعد عن صناعتها.
فخلال اللقاء، تطرق احد الطلبة إلى غياب القطاع الشباب وتحديدا طلبة الجامعات في لعب دور في تنمية المجتمع المحلي مقدما تشخيصا للواقع وإبداء مقترحات، إلا أن جلالة الملك طلب من الطالب هو وزملائه إعداد دراسة لهذه الظاهرة وتقديم توصيات لمناقشتها، ليكون الرد الملكي، رسالة إلى الجميع بما فيهم الشباب، بضرورة الأخذ بجدية برؤى الشباب وتصوراتهم نحو صناعة مستقبل أفضل للأردن، وأن يكون لهذه الفئة دور في ذلك.
تأكيد الملك على أهمية دور هيئة شباب كلنا الأردن، يعكس بوضوح ضرورة أن تكون مثل هذه الهيئات الشباب هي النافذة التي تطل على رؤى الشباب والجسر الذي يجسر الفجوة بين قطاع الشباب وباقي القطاعات، والتي طالما ( الفجوة) أبعدت هذه الشريحة الأكبر في المجتمع الأردني في لعب الدور المطلوب في عملية التنمية.
وفي اللقاء تطرق جلالة الملك إلى ضرورة تسلح الشباب بالعلم والمعرفة والتأكيد على النوعية، يحمل رسالة إلى الشباب أنفسهم مفادها أن عليهم تحمل المسؤولية، تجاه أنفسهم أولا من خلال التأهيل والإعداد بحيث يكونوا قادرين على مواجهة التحديات التي تواجههم وكذلك التي تواجه الوطن سواء على البعد الاقتصادي او الاجتماعي أو الثقافي وباقي المجالات، والتخلي عن الدور الاتكالي لصالح أن يكون دورهم مبادر ومحفز ومؤثر.
ولكن لتحقيق ذلك يتطلب تظافر جهود الجميع وهو ما أكد عليه الملك، عندما خاطب الشباب بقوله لكم مني كل الدعم لتحقيق المستقبل المنشود للأردن، والذي سيكون للشباب الحيز الأكبر في رسم ملامحه وصياغته.
وعليه فإن جميع المؤسسات التعليمية والصناعية والثقافية والخدماتية والسياسية معنية بتجويد وتأهيل الشباب بما يخدم الجميع.
تواصل جلالة الملك مع الشباب في مختلف المناسبات والنشاطات والاستماع لهم ولأفكارهم والوقوف على تطلعاتهم ومعاناتهم، يجب أن يحاكي باقي أطراف المعادلة في صنع التنمية المنشودة، بحيث يكون نهجا واقعيا بعيدا عن النظرية والبرستيج.
الرؤى والرسائل الملكية التي عكسها لقاء اليرموك يتطلب من الجميع المباشرة في تجسيد هذه الرؤى والرسائل واقعا ملموسا تنعكس أثاره على ارض الواقع بخطى واضحة نحو الأمام.
المفضلات