صور دينية عن كتابة القرآن , عبارات اسلامية عن تدوين القرآن
بيسات عن كتابة القرآن, كلمات عن كتابة القرآن , رسائل عن كتابة القرآن

كتابة القرآن في السطور:
لم يكتف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحفظ القرآن في صدره الشريف وفي صدور أصحابه، وإنما كان يأمر بكتابة ما ينزل من الآيات في السطور، واتّخذ كتّابا للوحي من أجلّاء الصحابة، تنزل الآية أو الآيات، فيأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بكتابتها ويرشدهم إلى موضعها من سورتها، وكان بعض الصحابة يكتبون ابتداء من أنفسهم، وكانت الوسائل المتوفرة بدائية وتحتاج إلى مشقة، ومع ذلك كتبوا على العسب واللّخاف والرّقاع وعظام الأضلاع والأكتاف.
فقد روي أنه لما نزل على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ... وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [النساء: 95] قال ابن أم مكتوم وعبد الله بن جحش: يا رسول الله! إنا أعميان، فهل لنا رخصة؟ فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ائتوني بالكتف والدّواة» وأمر زيدا أن يكتبها فكتبها. فقال زيد: كأني أنظر إلى موضعها عند صدع الكتف. رواه البخاري، واقتصر على عبد الله بن أمّ مكتوم، ولم يذكر عبد الله بن جحش.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب، فقال: «ضعوا هذا في السّورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا». وقال صلّى الله عليه وسلّم: «من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه».
وعن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نؤلّف القرآن من الرّقاع.
وكان المكتوب يوضع في بيت رسول الله، ولم تكن هذه الكتابة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام مجتمعة في مصحف عام.
ومما يدلّ على اهتمام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكتابة المصحف وقت نزوله: إفراده بهذه الرعاية، خوف التباسه بالحديث النبويّ، فنهى أصحابه أن يكتبوا ما عدا القرآن أوّل الأمر، ففي صحيح مسلم: قال صلّى الله عليه وسلّم: «من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار».
وقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقرآن محفوظ في صدور أصحابه، ومكتوب منثورا بين الرّقاع ونحوها، وكان الجمع بين الطريقتين في عهد النبي المبارك الميمون مصداقا لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ} [الحجر: 9].