احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الشباب والمخدرات

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Sep 2008
    المشاركات
    826
    معدل تقييم المستوى
    6569683

    الشباب والمخدرات

    الشباب والمخدرات
    عبادَ الله، نِعَمُ اللهِ عزَّ وجلَ على الإنسانِ لا تعدُّ ولا تحصى، قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ. ومن هذه النعمِ تكريمُه عزَّ وجل لبني آدم، يقول الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً، قال القرطبيُّ رحمه الله: "التفضيلُ إنما كان بالعقلِ الذي هو عُمدةُ التكليفِ". فمن هنا جاءَ الشرعُ المطهرُ بحفظِ العقلِ، بل كان ذلك من أعظمِ مقاصدِه إضافةً إلى حفظِ الدينِ والنفسِ والمالِ والنسبِ، ونهى الشرعُ الحنيفُ ومنعَ من الإخلالِ بالعقلِ، بل رتَّبَ العقوبةَ على ذلك؛ لأن الإنسانَ بلا عقلٍ دابّةٌ لشهواتِه، تقوده يمينًا وشمالاً، وتحركه إلى الأمامِ والخلفِ، وتلقي به في مهاوي الردى.
    ومن هذا المقصدِ انطلق تحريمُ الخمر; لأن الشريعةَ جاءت لمصالحِ العبادِ لا مفاسدِهم، وأصلُ المصالحِ العقلُ, كما أن أصلَ المفاسدِ ذهابُه، فمنعت الشريعةُ من كلِ ما يذهبُه أو يشوِّشُ عليه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ. سمعَ هذه الآيةَ أصحابُ النبي فكانتِ الوقفةُ الأخيرةُ مع الشهوةِ التي مالت إليها النفوسُ، فكُسِرتِ الدِنانُ، وأريقتِ الخمورُ حتى جرت في سككِ المدينةِ، رضي الله عنهم وأرضاهم، هذا هو الإسلامُ: الاستسلامُ لله بالتوحيدِ، والانقيادُ له بالطاعة، والبَراءةُ من المعاصي.
    وتحريمُ الخمرِ من أعظمِ نعمِ الله عز وجل، وإلا كيفَ يمكنُ أن نتصورَ حالَ المجتمعِ الإسلاميِّ لو لم يحرّمِ الله الخمرَ؟! كيف سيكونُ حالُ الناسِ في الفسوقِ والفجورِ والجرائمِ والعقوقِ والحوادثِ إلى آخرِ ما تعاني منه الشعوبُ الكافرةُ اليوم من الجرائمِ وحوادثِ السيرِ والانتحارِ والأمراضِ البدنيةِ والنفسيةِ وغيرِ ذلك؟! فله الحمدُ كما اصطفى لنا الدينَ وأكملَه، وأتمَ النعمةَ، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا.
    عبادَ الله، والمخدراتُ التي ظهرت في هذا الزمان قد أجمعَ العلماءُ على إلحاقها بالخمر؛ لاستواء العلةِ الجامعةِ، بل هي أشدُّ خطرًا من الخمورِ باتفاق الأطباءِ والعقلاءِ بل وعامةِ الناس، ويستدلُّ على إلحاقِها بالخمرِ بما جاء عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسولُ الله : ((كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكلُّ مسكرٍ حرامٌ))، وعن أمِ سلمةَ رضي الله عنها قالت: نهى رسولُ اللّه عن كلِّ مسكرٍ ومُفتِّرٍ. رواه أبو داود. والمفتِّرُ هو ما يجعلُ الأعضاءَ تتخدَرُ وترتخي، وهذه العلةُ موجودةٌ في المخدراتِ، وموجودةٌ في المنشطاتِ بعد زوالِ مفعولهِا. والعِبرةُ ـ عبادَ الله ـ بالمعاني لا بمسمياتِ أهلِ الفسوقِ في كل زمانٍ ومكانٍ، فعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه أنه سمعَ رسول اللّه يقول: ((ليشربنَّ ناسٌ من أمتي الخمرَ؛ يسمونها بغيرِ اسمِها)).
    أيها المسلمون، مضارُ الخمرِ والمخدراتِ والمنشطاتِ أكثرُ من أن تحصرَ، ومن مضارِها الدينيةِ أن شاربَ الخمرِ يرتفع عنه وصفُ الإيمانِ حالَ تناولهِا، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ولا يشربُ الخمرَ حين يشربُها وهو مؤمنٌ)) الحديثَ رواه أبو داود.
    وهي مفتاحُ كلِ شرٍ كما أخبرَ بذلك النبيُّ حين قال: ((لا تشربِ الخمرَ؛ فإنَّها مفتاحُ كلِ شرٍ)) رواه ابن ماجه، وصدقَ رسولُ اللهِ ، فهي مفتاحُ الزنا والقتلِ والسرقةِ للحصولِ على المالِ، وهي الطريقُ إلى الانتحار وسَبَبُ العقوقِ والحوادثِ المروريةِ وإهمالِ الزوجةِ والأولادِ والوظيفةِ، وغير ذلك من الشرور التي لا يحيط بها إلا الله.
    وهي رجسٌ من عملِ الشيطانِ، ومن أعظمِ ما يؤجِّجُ العداوةَ والبغضاءَ بين المؤمنينَ، ومن أعظمِ ما يصدُّ عن ذكرِ الله وعن الصلاة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ. ومن تأمَّلَ حالَ المدمنينَ وبُعدَهم عن الذكرِ والصلاةِ وما يحدُثُ بينهم من جرائمَ بسببِ المخدراتِ علمَ جيدًا معنى هذهِ الآيةِ.
    ومن أكثرِ المخدراتِ انتشارًا في مجتمَعِنا ما يسمّى بـ(الكبتاجون)، ويسمِيها متعاطُوها بـ(الأبيضِ) أو (أبو قوسين) أو (القضوم) أو غيرِ ذلك من الأسماء. ومشكلةُ تعاطيها وغيرِها من الحبوبِ المنشطةِ قدْ أصبحتْ من أخطرِ المشاكلِ الصحيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بل والعالمِ أجمع، خاصةً أنَّ أغلبَ ضحايا (الكبتاجون) ممن يكونون في سنِ الشبابِ والإنتاجيةِ, وقد تأكدَ علميًا خطرُ الحبوبِ المنشطةِ على الصحةِ، عِلاوةً على مشاكِلها الأخرى الدينيةِ والأسريةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ.
    ومما تجدُرُ الإشارةُ إليه أن انتشارَ (الكبتاجون) بين شبابِ أمتِنا أمرٌ مخططٌ له ويستهدِفُ تخريبَ الأمةِ اجتماعيًا وأخلاقيًا واقتصاديًا، وقد صرَّحَ مديرُ عامِ مكافحةِ الجريمةِ بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ في ندوةِ المخدراتِ بجامعةِ الملكِ عبدِ العزيزِ والتي نشرتْها صحيفةُ الندوةِ السعوديةِ بأن ما تم ضبطُه من الحبوبِ المخدرةِ والمنبِهةِ بلغَ مائتينِ وستةً وسبعينَ مليون حبة, وذلك خلالَ سبعِ سنواتٍ فقط في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، ثم قال: "لقد تأكدَ لدى وَزارةِ الداخليةِ في المملكةِ أن هناك أطرافًا دوليةً تعملُ بشكلٍ مكثفٍ على غزوِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بالمخدراتِ، بالأحرى إسرائيلَ، إن المملكةَ كغيرِها من البلادِ العربيةِ والإسلاميةِ مقصودةٌ في عمليةِ إغراقِ السوقِ بالمخدراتِ وتدميرِ هذا المجتمعِ وتفكيكِ مقوماتِه، ولا يجبُ أن ننظرَ إلى عمليةِ انتشارِ المخدراتِ على اعتبارِ أنها عمليةٌ تجاريةٌ بحتةٌ" اهـ. فماذا ننتظر ـ عبادَ الله ـ من إسرائيل وأشباهِها غيرَ السمومِ الفتاكةِ؟!
    هذه الحبوبُ المسمّاةُ بـ(الكبتاجون) تقومُ بمنعِ الدماغِ من إرسالِ إشاراتِ النُعاسِ والاسترخاءِ إلى الجسمِ، ليظل في عملٍ ونشاطٍ دائمٍ، والدماغُ يرفضُ ذلكَ، مما يتسببُ حتمًا في تلفٍ جزئيٍّ في الدماغِ، علمًا بأن هذه الموادَ نظرًا لابتعادِها عن حدودِ المراقبةِ القانونيةِ تباعُ في أسواقِ التهريبِ بصورةٍ غيرِ نقيةٍ، وتحتوي غالبًا على شوائبَ وأخلاطٍ خطيرةِ السُّميةِ، تضافُ إما بقصدِ الغشِ، أو لتقويةِ مفعولِها، أو للفتكِ بشبابِ المسلمينَ كما تخططُ لذلك إسرائيلُ وغيرُها من أعداءِ الإسلامِ، والضحيةُ لكلِّ هؤلاءِ واحدةٌ، هذا المتعاطي المسكينُ الذي يفرّط في عقلِه أعزِّ ما يملِكُه الإنسانُ ويفرِّطُ في دينِه وصحتِه وحياتِه.
    وأيضًا تزيدُ جرعةُ المتعاطي لهذه الحبوبِ يومًا بعدَ يومٍ، حتى يصل إلى الإدمانِ التامِّ، ومع الإفراطِ في الاستخدامِ تدمِّرُ جهازَ المناعةِ للجسمِ، مما يضعفُ المقاومةَ للأمراضِ، ثم تؤدي إلى ظهورِ حالاتٍ من الهلوسةِ السمعيةِ والبصريةِ واضطرابِ الحواسِّ، فيتخيَّلُ أشياءً لا وجودَ لها، وقد تظهرُ عليه أعراضٌ تشبهُ مرضَ الانفصامِ، وكذلك الشعورُ بالاضطهادِ والبكاءِ بدون سببٍ والشكِ في الآخرينَ؛ مما يسببُ مشاكلَ عائليةً واجتماعيةً للمتعاطي.
    ناهيك عن الأضرارِ الماديةِ والتكاليفِ الباهظةِ لهذه المخدراتِ التي تُلجِئ المتعاطيَ إلى بذلِ كلِّ ما في يديهِ من مالٍ لتُجارِ المخدراتِ، ثم يلجأُ بعدَ ذلك للاستدانةِ من الأهلِ والأصدقاءِ، إلى أن يصلَ الحال ببعضِهم إلى ارتكابِ الجرائمِ للحصولِ على هذه الحبوبِ، فإما أن يعملَ مروجًا تابعًا لهؤلاءِ التُّجارِ، أو سارقًا أو نحوِ ذلك.
    عبادَ الله، إن النهايةَ الحتميةَ لمتعاطي هذه المنشطاتِ إما السجونُ، وإما المستشفياتُ النفسيةُ، ناهيك عن تدميرِ الأسرةِ وطلاقِ الزوجةِ وضياعِ الأولادِ والفصلِ من العملِ والعُزلةِ الاجتماعيةِ وغيرِها من النهاياتِ الشقيةِ لمن عصى ربه وأطاعَ شيطانه وتأثرَ برُفقاءِ السوءِ.
    أيها الشبابُ، اتقوا الله عز وجل، واشكروه على نِعَمِه، نِعمَةِ الدينِ المحكمِ الذي أُحِلَّتْ لنا فيه الطيباتُ، وحُرمت علينا فيه الخبائثُ، واشكروا الله عز وجل على نعمةِ العقل، وزورا مرّةً واحدةً فقط مستشفى الصحةِ النفسيةِ؛ لتروا شبابًا في عُمْرِ الزهورِ، اختلت عقولُهم بسببِ حبةٍ أو سيجارةٍ أو شرابٍ، واعتبروا بغيرِكم قبل أن يعتبِرَ بكم غيرُكم.
    فيا عباد الله، إن الله أعدّ لمتعاطي المخدرات والخمور عقوباتٍ دنيويةٍ وأخرويةٍ، أولُها اللعنُ والطردُ من رحمةِ اللهِ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: سمعتُ رسولَ الله يقولُ: ((أتاني جبريلُ فقال: يا محمدُ، إنّ الله عز وجل لعنَ الخمرَ وعاصرَها ومعتصرَها وشارَبها وحاملَها والمحمولةَ إليه وبائعَها ومبتاعَها وساقيها ومستقيَها))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((مدمنُ الخمرِ كعابدِ وثنٍ)) رواه أحمد وغيره.
    ومن عقوباتِه ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ : ((أربعةٌ حقٌ على الله أن لا يدخلَهم الجنةَ ولا يذيقَهم نعيمَها: مدمنُ الخمرِ، وآكلُ الربا، وآكلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حقٍ، والعاقُ لوالديه)).
    ومن عقوباتِه ما جاءَ عن عبدِ الله بنِ عمروٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ : ((من شربِ الخمرَ وسكِرَ لم تقبلْ له صلاةٌ أربعينَ صباحًا، وإن ماتَ دَخَلَ النارَ، فإن تابَ تابَ اللهُ عليه، وإن عادَ فشرِبَ فسكِرَ لم تقبلْ له صلاةٌ أربعينَ صباحًا، فإن ماتَ دخلَ النارَ، فإن تابَ تابَ اللهُ عليه، وإن عادَ فشرِبَ فسكِرَ لم تقبل له صلاةٌ أربعينَ صباحًا، فإن ماتَ دخلَ النارَ، فإن تابَ تابَ اللهُ عليه، وإن عادَ كان حقًا على الله أن يسقيَه من رَدْغَةِ الخبالِ يومَ القيامةِ))، قالوا: يا رسولَ الله، وما رَدْغَةُ الخبالِ؟ قالَ: ((عُصارةُ أهلِ النارِ)). وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللّه : ((من ماتَ وهو يشربُ الخمرَ يدمنُها لم يشربْها في الآخرةِ)) رواه أبو داود.
    واسمعوا ـ عبادَ الله ـ لما أعدَّه اللهُ للمتقينَ الذينَ تركُوا هذه الشهواتِ لوجهِ الله عزَّ وجلَّ: يقول الله تعالى: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ، اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم، أَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله: "أي: ليست كريهةَ الطعمِ والرائحةِ كخمرِ الدنيا، بل حسنةُ المنظرِ والطعمِ والرائحةِ والفعلِ". وعن حكيم بنِ معاويةَ عن أبيه قال: سمعت رسولَ الله يقول: ((في الجنةِ بحرُ اللبنِ وبحرُ الماءِ وبحرُ العسلِ وبحرُ الخمرِ, ثم تُشقَقُ الأنهارُ منها بعدَ ذلك)).
    وقال تعالى: لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ قال ابن كثيرٍ رحمه الله: "نزَّه الله سبحانه وتعالى خمرَ الجنةِ عن الآفاتِ التي في خمرِ الدنيا من صُداعِ الرأسِ ووجَعِ البطنِ وهو الغَولُ وذهابِها بالعقلِ جملةً، فقال تعالى ها هنا: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ أي: بخمرٍ من أنهارٍ جاريةٍ لا يخافونِ انقطاعَها ولا فراغَها، قال مالكٌ عن زيدِ بنِ أسلمَ: خمرٌ جاريةٌ بيضاءُ أي: لونُها مشرقٌ حسنٌ بهيٌ لا كخمرِ الدنيا في منظرِها البشعِ الرديءِ من حمرةٍ أو سوادٍ أو اصفرارٍ أو كُدورةٍ إلى غيرِ ذلك مما يَنفِرُ الطبعُ السليمُ منهُ" اهـ.
    وقال تعالى: إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا، وقال جل وعلا: وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً. كلُّ ذلك وغيرُه مما لم تره عينٌ، ولم تسمعْ به أُذُنٌ، ولم يخطرْ على قلبِ بشرٍ، أعده الله لمن اتقى الله وأطاعَه.
    أيها المسلم، استيقظ من غفلتِك، وقللِ من لهوِك، وخالِف شيطانَك وشهوتَك، واستبقِ طيباتِك لحياتِك الأُخرى، اجتهدْ في طاعتِك، وقللْ من نومِك، وادخرْ راحتَك لقبرِك، فان وراءك رقدةً صباحُها يومُ القيامة.
    عبادَ الله، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه.
    اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    [IMG]http://www.**************/wp-content/uploads/2011/10/get-8-2009-jkogmifh.gif[/IMG]
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874
    اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

    أشكرك اخي عاطف على هذا الموضوع الجامع الرائع الهادف الى الخير

    نعم أخي العزيز كثر في حياتنا هذا الامر بين شباب المسلمين بدافع قتل الوقت والفراغ الذي يعيش به الشباب

    مبتعدين عن ذكر الله وارتياد المساجد واتباع تعاليم الله عز وجل .... ومن فعل ذلك لا يجد الفراغ الى حياته طريق

    وبالتالي لا تجد هذه المحرمات لجسده دروب ودروب .

    حمانا وشباب المسلمين من هذه الافات الخطيرة وجنبنا شرورها ومأسيها .

    بارك الله فيك وجزاك خيراً على هذا الموضوع الهادف والنصح الرشيد .


  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jan 2011
    العمر
    36
    المشاركات
    9,668
    معدل تقييم المستوى
    21474859
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    جزيت خيرا للمشاركة الطيبة
    بارك الرحمن فيك ووفقك لكل مايحبه ويرضاه

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    بارك الله فيك

    وجزاك الله خير الجزاء

    فى موازين حسناتك

    أن شاء الله

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Sep 2008
    المشاركات
    826
    معدل تقييم المستوى
    6569683
    خادم الرساله

    جزاكِ الله خير الجزاء على المرور الرائع
    وألبسك لباس التقوى والغفران
    وجعله في ميزان حسناتك

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Oct 2008
    الدولة
    jordan land
    العمر
    33
    المشاركات
    21,612
    معدل تقييم المستوى
    21474873
    [align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center] بارك الله فيك
    وجعله في ميزان حسناتك
    تحياتي [/align]
    [/cell][/tabletext][/align]

المواضيع المتشابهه

  1. قصة تبكي
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاسرة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 17-07-2013, 12:00 PM
  2. مـــالــت عليكــــم ......وعلى المنتــــدى
    بواسطة امبراطور الهكر في المنتدى منتدى سوالف وسعه صدر
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 08:32 PM
  3. ~ما هو مفهوووم ~
    بواسطة أبوالعبد في المنتدى كلام في السياسة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-01-2008, 09:20 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك