افي ديختر: لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا وذروة اهداف "إسرائيل" إنشاء دولة كردية
في محاضرة لوزير الأمن الصهيوني الأسبق حول دور العدو في العراق: العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد وخيارنا الاستراتيجي بقاؤه مجزأ
افي ديختر: لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا وذروة اهداف "إسرائيل" إنشاء دولة كردية
■ تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية يشكل أهمية إستراتيجية للأمن الصهيوني
■ ذروة أهداف "إسرائيل" دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الأمنية من اجل تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ محرر الشؤون العربية
لا يمكن لأحد بعد اليوم ان ينكر ان مبررات العدوان الامريكي على العراق ابتداءً من عام 1991 ومرورا بالسنوات اللاحقة وحتى احتلاله عام 2003 ارتبطت ارتباطا استراتيجيا بالمصالح والمخططات الصهيونية الرامية الى التفرد وممارسة الصهاينة لدور الهيمنة العسكرية والاقتصادية على دول المنطقة.
ولقد كان الصهاينة قبل اليوم يتسترون خلف أكاذيب يطلقونها حينا بلسانهم وأحيانا أخرى بلسان الإدارات الأمريكية المتصهينة من ان العراق يشكل خطرا على السلم والأمن العالميين بادعاء امتلاكه اسلحة دمار شامل، رغم قناعتهم بعدم وجود مثل هذه الأسلحة لديه، الا انهم بدأوا الآن يكشفون عن حقيقة ان كل العمليات العدوانية التي استهدفت العراق أرضا وشعبا وكيانا كانت تصب بشكل مباشر في خدمة المخطط الصهيوني وانها تمثل استجابة نموذجية للمطالب الصهيونية فيما يتعلق باعادة ترتيب اوضاع المنطقة لصالح المشروع الصهيوني، بل ان ما تحقق من تدمير شامل للعراق قد فاق وباعتراف الصهاينة انفسهم كل المخططات التي وضعت في دهاليز الصهيونية العالمية.
ففي اول واخطر حديث صهيوني عما جرى ويجري في العراق كشف وزير الامن الصهيوني الاسبق (افي ديختر) ان كيان العدو الصهيوني حقق في العراق "اكثر مما خططنا له واعددنا في هذا الخصوص".
وبين ان كيانه كان في فترة السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي يواجه تحديا استراتيجيا حقيقيا في العراق، على الرغم من "حرب العراق مع ايران لمدة ثمانية اعوام" حيث "واصل العراق تطوير وتعزيز قدراته التقليدية والاستراتيجية بما فيها سعيه لحيازة سلاح نووي".
وقال ان كيانه الصهيوني تفاوض في تلك الفترة من اجل قطع الطريق على العراق وابعاده عن عمقه العربي ودوره الفاعل، و "نفذنا معا العديد من الخطوات في هذا الاطار".
واكد ان العدو الصهيوني تمكن من وضع بنود في الاتفاقية الامنية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة الامريكية، تتضمن تحييد العراق في اي صراع مع كيان العدو، وعدم السماح له بالانضمام الى اية تحالفات او منظومات او الالتزام بمواثيق تتأسس على العداء ضد العدو الصهيوني كمعاهدة الدفاع العربي المشترك او الاشتراك في اي عمل عدائي ضد كيان العدو اذا ما نشبت حرب في المنطقة مع سوريا او لبنان او ايران.
وقال ان "تحليلنا النهائي وخيارانا الاستراتيجي هو ان العراق يجب ان يبقى مجزأ ومقسما ومعزولا داخليا وبعيدا عن بيئته الاقليمية"، وهو اليوم "منقسم على ارض الواقع الى ثلاثة كيانات او اقاليم رغم وجود حكومة مركزية" و "ما زال عرضة لاندلاع جولات جديدة من الحروب والاقتتال الداخلي بين الشيعة والسنة وبين العرب والاكراد".
وتابع ان في العراق اليوم "دولة كردية فعلية" مدعومة بشكل كبير من قبل كيان العدو الصهيوني، مبينا ان "هذه الدولة تتمتع بكل مقومات الدولة" وهي تتطلع "الى ان تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان، بل تضم شمال العراق باكمله، حيث تضم في المرحلة الاولى مدينة كركوك، ثم الموصل وربما محافظة صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين".
وقال ان "الاكراد حسب ما لمسناه خلال لقاءات رسمية معهم لا يدعون مناسبة دون ان يشيدوا بنا ويذكروا دعمنا ويثمنوا مواقفنا، والانتصار الذي حققوه في العراق فاق قدرتهم على استيعابه".
واشار الى ان هناك التزاما من القيادة الكردية باعادة تشغيل خط النفط من كركوك وتم التوصل الى اتفاق مع القيادة الكردية.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان ـ محرر الشؤون العربية 18.5.2010
رد مع اقتباس
المفضلات