منذ آلاف السنين تجذرت في بلادنا المقدسة شجرة الزيتون التي اكتسبت قدسيتها من أرض الرسل والأنبياء، بجدارة واستحقاق، واصبحت "الآية" متبادلة، بين الحجر والبشر، والشجر والثمر، لتكتمل دائرة القدسية، ويرتبط اسم بلادنا بشجرة الزيتون، ولتتحول هذه الشجرة الى رمزٍ خالد للديار العامرة، بالخير والألفة والايمان، فورد اسمها ومكنوناتها في الكتب السماوية، ودرجت الأمثال الشعبية مشيدة بمنافعها ومغازيها، وأنشدت الأغاني حولها، صانعةً أعراسًا من الفرح على وقع بشائر الخير، ناسجةً حكايات واساطير ملوّنة بالمعاني والعبر.
وعلى الرغم من أن الخير الآتي من شجر الزيتون يتفاوت من موسم الى موسم، وعلى الرغم من أن الجدوى المعيشية منه تتضاءل تبعًا لأنماط الحياة ومشاغل العصر – إلاّ أن أهلنا لا يجدون غنىً عنها، ويعشقون بالغريزة زيتها الجاري من الخوابي كأنه الدم الجاري في العروق.
رد مع اقتباس
المفضلات