النهايه
اختفى علاء بضعة ايام بعد اغلق جهازه ...توترت ايمان كثيراً لغيابه !!
قامت بالاتصال بعمله ..والسؤال عنه ...ومن ثم اخبروه بأن هناك أمرأة تسئل عنه !!
مسك سماعة الهاتف ومن ثم قال مرحبا ،، اجابت ايمان : ياهلا ..علاء هل انت بخير ؟؟!!
اجابها وهل يهمك امري ..صمتت قليلاً ثم قالت : نعم ..لقد اتصلت كثيراً ولكن كان جهازك مغلق !!
قال لها : كنت مريضاً " بالانفلونزا " ...ولم استطع التحدث مع أي احد ..عذراً انا الان مشغول !!
اذا رغبتِ سأتي الى المنزل لأكمال حديثنا ...ابتسمت ايمان قائلة : اوكِ ...سأنتظرك !!
بدأ مسلسل العشق والغرام بينهما ،، وصارت تنتظره كل ليله بفارق الصبر ...حتى انها أصبحت تهتم بمظهرها كثيراً ... وصارت تعد الطعام له حين عودته ...ورحبت به في منزلها والاقامه معها !!
فرح علاء كثيراً بتقبلها لواقعها اخيراً ...وصار يقضي امتع اللحظات معها ومع اطفالها ...والخروج معاً !
وبعد مضي شهرين ...تفاجأت بأخيها يطرق الباب والغضب يمتلأ رأسه ومشمر ذراعيه ...بدأ بالصراخ قائلاً : افتحي الباب ..فلم تجبه ...وقفت وراء الباب خائفه لاتدري ماذا تفعل ؟!!! ... اخذت بنتاها ودخلت غرفة نومها !
قام بحرق جرس الباب بأصبعه ولكنها لم تقم بفتحه ...اضطربت شعرت بالخوف وبدأت عينها تذرف ... واحتنضنت ابنتاها بقوة ...اخيراً توقف عن ضرب الباب ..فأدركت بأنه رحل .. .
شعرت فجأة بضيق في صدرها ولايمكنها التنفس ...وفي اثناء ذلك دخل علاء فرأها فاستغرب أمرها ،، صار يسئل ابنتاها ،، اجابته " شهد " بأن خالها قد اتي وقد كان يحاول كسر الباب !!
هنا عرف علاء بالامر ..وحاول مساعدة ايمان على اخذ الاكسجين والهدوء قليلاً ...والتنفس جيداً
تحسنت حالتها بعد دقائق ..ومن ثم قامت بحضن علاء قائلة : لاتتركني ...اجابها قائلاً : ومن قال لكِ بأني سأتركك ...وان كنتِ خائفه من اهلك ...فهذا افضل لي لكِ ..دعيهم يعرفون بالامر ..فلم نرتكب جريمه !!
وفجأة اتصل والد ايمان ...اخذت ترتعش لاتدري هل تجيبه ام ماذا ؟؟!!
قال لها علاء : اعطيني اياه سأكلمه ...توسلت له ايمان ان لايرفع ولكنه لم يكترث !!
رد عليه قائلاً : اهلين عمي ..كيف حالك ؟؟!!
صرخ ابو ايمان في وجهه قائلاً : ماذا تفعل في منزل ابنتي ايها الحقير ؟؟!!
اجابه قائلاً : لقد تزوجتها على سنة الله ورسوله و ارجو ان تتقبلو ذلك !
ومن ثم قام علاء باغلاق الهاتف ..لأنه لم يرغب بالمشاجرة واطالة الحديث وهو في حالة هستيرية !!
وبعد ساعة قالت له ايمان : انني خائفه ..انظر الى رجلاي يرتجفان ...سيقتلونك ...سيسجنونك !!
انا متأكده من ذلك ...ارجوك قم بتطليقي وانقذ نفسك ...وارحل ..انها فرصتك !!
اجابها ضاحكاً : ( ليك خليهم يقتلوني مابطلقك ) !!
وبينما هم في الحديث اتصلت والدة علاء ... وقام بالرد عليها وسلم عليها ،، واخبرته بأن زواج اخته
عن قريب وسترحل الى ماليزيا مع زوجها ...رغبت ان يحضره !!
اخبر ايمان بذلك فقالت له حسناً ...طلقني واذهب الى اهلك ولاتعد هنا ارجوك !!
قال لها : بل ستأتين معي ..والبنات ايضاً ..والان سأقوم بتجهيز الاوراق اللازمة !!
وقامو بالسفر فعلاً ..وتركت ايمان اهلها ...بعدما سمعت من صديقتها بأنهم يقولون لها : لم تعد لهم ابنه
هنا بالسعودية ....وأن شاهدوها هنا سوف يقتصوا منها !!
علاء اصبح رجل اعمال مشهور ...وتحسنت حالته المادية في سوريا ...وايمان قامت بمساعدته في ذلك
وساعدها ايضاً على اكمال دراستها ... ولقد انجبت له ثــلاث توأئم ( صبيان _ مؤيد وامجد وفتاة اسمها عهد )
فرحوا اهل علاء بهم واعتبروها ( شغله مو طبيعيه بالعائله ) ..واصبحت ايمان " كنة مدلله ومعززة " !!
قام بتسجيل البنات ببطاقته الشخصيه ..واصبح علاء والدهم
وعاشوا في هنا وسعادة لمدة 10 سنين ...ولم تنسى ايمان اهلها ... توفي اباها بجلطة دماغيه ..اما اخيها الاكبر
لم يفلح في حياته ولا زال يعيش عيشة متواضعه ..والاخ الاخر اصبح شخص منحرف ومجرم ولايعرف طريق ربه وزوجته تحملت آذاه وصبرت عليه لعله ذات يوم يرجع الى رشده !!
اما والدتها اتصلت عليها ذات يوم فأجابتها قائلة : متى ستأتين يابنتي لزيارتي ؟؟!!
بكت ايمان بحرقة قلب وقالت : اماه ...لااستطيع العودة !!
فاغلقت الخط بعدما انهت ايمان مكالمتها مع امها واكملت بكاءها ،، فرأها علاء قائلاً :
غداً سأذهب الى السعودية وسأجلبها مارأيك ؟؟!
او فلنقم بزيارتها ...صرخت ايمان قائله : لا لالا اخشى ان يحدث لك شيء بسببي !!
ابتسم قائلاً : هل لازلت لاتثقين بي ؟؟..لقد تزوجت بأمرأه غبية !!
اعدك بأني سأحضر سالماً معافا وهي معي ...
عاد علاء الى ارض المملكة العربية السعوديه بعد كل تلك السنوات ...وذهب الى عمله القديم
فرأى بعض زملاءه كما هم والبعض الاخر رحل ... أخذ يمازحهم ويأكل معهم الى ان أستأذنهم بالرحيل
....ذهب الى ( عمته او حماته ام زوجته ) فاطرق الباب ..فسئلت من الطارق ؟!!
فأجابها قائلاً : انا علاء زوج ابنتك ...فتحت الام الباب فرأته لأول مرة في حياتها ...حضنته وقامت بتقبيل
وجهه حتى انه اخذ يديها وقبلهما وعانقها طويلا واخبرها بكل شيء !!
قالت له : ياولدي ...ليس لي قدرة على السفر ...ولكن بلغ ابنتي السلام !!
حاول اقناعها بالسفر ورؤية ابنتها واحفادها ولكن دون جدوى !!
عزم ان يبقي اسبوعاً في السعودية ... لم يلتقي باخوتها في الايام الاولى
..ليس خوفاً منهم ولكن هكذا الاقدار شاءت
وفي اليوم الاخير له ذهب الى ( عمته ليودعها ) فرأى حشوداً من الناس تقف عند الباب ..
ونساء تلطم وتصرخ ..فسئل ماالخبر ؟؟!! ..اجابو بأن صاحبة المنزل توفيت البارحه !!
فجع علاء بالخبر وصار يبكي وحاول الدخول ولكن منعوه ...حينها اصطدم بأخويها
واجبره الاخ الاكبر على الابتعاد والا سيقتل من قبل اخيه الاخر
وبالفعل ...حدثت بينهما مشاجره ...احرقت الاخضر واليابس
وتعجب الحاضرون من ذلك ...من يكون هذا الشخص ؟!ولماذا يفعل به هذا الفعل ؟؟!
حاول الاكبر ايقافهم ولكن لم يفلح ..!!
وتدخل بعض من شاهد الواقعه ...واخيراً تم فصلهم عن بعض !!
وصارت الدماء تسيل من فم علاء وملابسه تمزقت ...وجفنه قد جرح واصبح ينزف على وجهه !!
ذهب الى شقة زميل له ...فصعق حينما رأه ...فقام بتنظيف جراحه ...وطلب منه ان يذهب معه الى العيادة
كي يكشف عن اضلاعه اذاوجد بها كسراً ...لكنه رفض !!
اتصلت عليه ايمان فأجابها قائلاً : ان والدتك بخير ولكن ترفض السفر معي ...وانا سأضطر للتأخر ليومين ومن ثم سأتي اليكم .. ..اصدقائي يريدون ان ابقى معهم قليلاً ...لاتقلقي علي ( حسناً وداعاً ) !!
استغرب صديقة من الامروقال له : لماذا لم تخبرها بأن اخاها قام بضربك وكاد ان يقتلك !!
قال له علاء : ليس هذا موضوعنا ...مايهمني هو كيف سأخبرها بأن امها توفيت !!
صديقة توقف عن الكلام وتفاجأ من الخبر !!
وبعد يومان ...عزم السفر ورافقه صديقه " الياس " ...وصل الى الديار ..تفاجأت ايمان برؤيته
وقالت له : ماذا حدث ؟؟!! ...لماذا كل هذه العلامات في جسدك !!
اجابها قائلاً : انا بخير !
هزت برأسها وقالت : انهم اخوي اليس كذلك !!
قال لها : بصراحه ايه !!
قام باحتضانها ومن ثم طلب منها نسيان الامر !!
ولم يخبرها بوفاة امها الا بعد مضي يومان ... كان يتحدث مع امه قائلاً : لقد توفيت !!
صعقت ايمان وقالت : مــ م مـــــــن من من توفيت ؟؟!!
حاول علاء تهدئتها وقال : الموت حق ...وهيك الله راد ياخذ امانته !!
صرخت ايمان " متقولها متقولها ........متقولها امك ماتت " !!!!!!!!!!!!!
هز برأسه قائلاً : نعم رحلت !!
البقاء لله وانا لله وانا اليه راجعون !!
انتهت الحكاية ........ لان عائلة ايمان انتهت ولم يبقى لها سوا علاء وعائلة علاء الذين تقطن معهم الان !!
رد مع اقتباس
المفضلات