في المدن الهادئة ، والتي لا تهوى الضجيج ، يكاد لا ينتصف الليل إلا وتخلو الشوارع من المارة ، ويبقى هواة السهر على أطراف الطرقات ، من الحراس والمشردين ، والمدمنين ، وأصناف يجبرها الملل الاطلالة من الشرفات.....
مرت تلك الفتاة من الشارع وحدها ، رغم غرابة الامر ، وسلكت بعض الطرقات الفرعية الضيقة ، لتصل للوجهة التي لا يعرفها أحد سواها ...
مرت بجانب متسكعين والذين اتفقا على أن هناك عاشق في آخر الشارع ينتظرها ، كما مرت بالقرب من مشرد كان ينفث دخاناً من سيجارته والذي ظن أنها من بنات الليل تبحث عمن تقضي معه ليلتها ...
أطل من الشرفة زوجان وقد اتفقا على كيل سيل من الشتائم لزوجها الذي أجبرها على مغادرة المنزل في هذا الوقت ......
وقبل وصولها لوجهتها اعترضها محكومين سابقين لعلهما يحظيا بفريسة ، قبل أن تعترضهما دورية أمنية راجلة ,,,,,
لم تكن تلك الفتاة والتي حتى اسمها يحوي شيئاً من الغموض " سراب " ، سوى فتاة ذهبت للصيدلية المناوبة لتأتي لوالدتها ببخاخ الربو,,,,
بقلمي
المفضلات