عليك السلام..
والتحيات الطيبات، لك، وأنت هانئا، نائما، حالما، مستريحا، راميا وراء ظهرك كل هموم اليوم، واثقا بأن راحة البال، هي الأبقى، والأنقى، والأكثر رسوخا من مكاسب اليومي العابرة .
***
عليك السلام..
وأنت الذي عقدت العزم على مكافأة نفسك باستراحة، «في عزّ النهار»، بعد أن أرهقك ضجيج الشارع، وثرثرة الناس، وزيف الواقع، فانتبذت مكانا مخفيا، بين جدار قائم، وجدار مهدم، وشجرة خضراء، وأعشاب صفراء.
***
ترى أيها النائم هناك، ما الذي تحلم به الآن؟
ومن ذا الذي يمكنه أن يطلع على انشغالاتك في هذه اللحظة، من هدوئك، وأنت الملفع ببياض ردائك الذي يعكس بياض قلبك، وبسكينة يديك اللتين تشبكهما كأنك تراقب من وراء «هَدَب شماغك» كل ما يدور حولك، وأنت الصابر، الصامت، إلى حين، قبل أن تقف، وتقوم من مكانك، وتهدم الجدار الممتد وراء ظهرك، في سبيل حقك في مساحة أكثر من الهواء، ومزيدا من امتداد النظر، لكي تكون روحك بكل تجلياتها حاملة لطيب أحلامك، وحامية لأمنيات أشباهك؛ تلك الأمنيات التي لم تلوثها المكاسب الزائفة، ولا الشعارات الباهتة.. أمنيات نقية، رضية، خالية من كوابيس المدينة!
مفلح العدوان
تصوير رعد العضايلة
المفضلات