السلام عليكم و رحمة الله و برماته
إفتقدتك جداً في غيابك.. إفتقدتك وسأفتقدك دائماً حين تشرق الشمس وفي خباياها دفئك.. إفتقدتك عند طلوع القمر وتسكعه بالقرب من دار أبيه وهو يختال طرباً وضياء وكل ملمح منه يذكرني بعطر وجودك.. يا أيها الرجل الذي لم ولن يمر بي مرتين.. أفتقدك في كل تفاصيلي وعند يهتز وقع خطى قلمي على الورق..إفقتدتك حين يصطخب المكان بالضجيج وحين يلفه السكون وعندها اسكبك بكل قطرة شوق أنت فيها وحينها يلف دواخلي الحزن ويملأني الحنين لروئيا صوتك وسماع نظراتك ولمس نبضك وتحسس يديك الدافئتين..إفتقدتك و أنت في كل زاوية من روحي وتفترش كياني فتعطره بالرجوع بأحاديثك الشيقة ومسحة صوتك التي انطبعت في خلايا أذني وتوطنت في أستار سمعها.. إفتقدتك عند تسلل أول خيوط الفجر وهو يهب صفحة السماء أولى بادرات الضياء ..إفتقدتك عندما يأتي المساء زائراً ويجرجر خلفه أثقال الليل وظلامه السادل على كل غرف قلبي التي أضنتها وحشتك.. وحين أتسلل لوازاً الى سريري لأبدأ في استرجاع عذب حديثك في سري وأنا اخفض صوت الذاكرة المستوحاة من وجودك الطاغي في كل ركن من روحي.. إفتقدك في غيابك يا أكبر من الكلمات وأعمق من المعاني .. وغيابك كان يملأ الهوة بين البدايات والنهايات واكبر من المسافة بين السماء والأرض..إفتقدتك وفي غيابك إكتشفت أن قلبي كله كان معك ونصف سنيني حملتها في حقيبتك و أنت مغادر وربع حزني المكتوم في ردهات كياني قد رتبته بدون قصد معك في وسط دفاترك.. ولكن فقط تركت لي روحي المقيدة بك على قيد الحياة.. واكتشفت أنني منحتك كل اهتمامي وأسكنتك في جوارحي وكتبتك بكل حروف اللغات على الكون وسطرت رواية منحتك فيها كل أدوار البطولة أصبحت أعيش بنبضك وأحيا بهمسك وأتنفس بقايا رئتيك ولم اتقن إلا شيء واحد وهو الجلوس على النافذة منتظرة حضورك الذي تترقبه كل ذرة من كياني حتى النهاية فهلا أسرعت حتى لا يمر الوقت وتذهب معه كل زهرات حياتي اليانعة.
الجزائرية
رد مع اقتباس
المفضلات