احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: علي أبو الراغب.. صدام حسين وعد بمنح الأردن النفط مجانا بعد رفع الحصار عن العراق

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    علي أبو الراغب.. صدام حسين وعد بمنح الأردن النفط مجانا بعد رفع الحصار عن العراق

    علي أبو الراغب.. صدام حسين وعد بمنح الأردن النفط مجانا بعد رفع الحصار عن العراق

    [IMG]http://www.***********/news/bijmcvytvekarrcg.jpg[/IMG]

    اجبد - ماجد توبة ومحمد خير الرواشدة ـ يستذكر رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب في حلقة اليوم من "سياسي يتذكر" مواقف حكومته في مواجهة ظروف إقليمية بالغة الصعوبة جرت مطلع الألفية الجارية، ومقدار تأثر الأردن بها.

    أبو الراغب، الذي تناول في حلقته أمس الجدل الذي رافق عددا من ملفات حكومته، من قوانين مؤقتة وقضية النفط، وموقفه من حكومة نادر الذهبي وما تعرض له أبو الراغب من اتهامات نيابية وصحافية، يسلط اليوم الضوء على أوضاع المنطقة، التي التهبت إثر أحداث بالغة الصعوبة والدقة، من اجتياح الضفة الغربية، واندلاع الانتفاضة الثانية، وأحداث 11 أيلول (سبتمبر) واحتلال العراق.

    كما يكشف عن أسرار وتفاصيل المبادرة العربية للسلام، من حيث الفكرة والتصويت عليها في قمة بيروت العام 2002، ويسرد مواقف متعددة من تلك القمة.

    في الوقت الذي يطالع فيه أبو الراغب تفاصيل الموقف الأردني من الأحداث التي كانت تدور على الأراضي الفلسطينية، وبماذا نصح الأردن الأشقاء الفلسطينيين، في ظل المتوفر من المعلومات عن أعمال اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتأثير ذلك على الإعلام الغربي.

    أبو الراغب، الذي كان متوقعا لمشهد "سقوط بغداد بيد الاحتلال"، لا يوارب في جوابه ويكشف عن موقفه "العقلاني" من الأحداث وقتها.

    ويجيب رئيس الحكومة في ذلك الوقت عن تبدل موقفه من العراق، بعد أن كان مصنفا كصديق للعراقيين، وكيف صرح بأن سيناريو العام 1990 لن يتكرر، وسر تراجعه عن موقفه الداعم للنظام العراقي والحكومة العراقية.

    • بالعودة إلى ملفات حكومتكم وتعاملاتكم معها، بدأت الحكومة بلحظة إقليمية صعبة، انتفاضة، واجتياح الضفة، والحرب على العراق، كيف تعاملتم مع هذه الأزمات؟

    -منذ اجتماعات كامب ديفيد في شهر تموز(يوليو) من العام 2000 ومحاولات الرئيس الأميركي بيل كلينتون للخروج بمعادلة تحقق السلام بخاصة بعد الانتخابات الإسرائيلية وانتخاب ايهود باراك رئيسا للحكومة وارتفاع منسوب الأمل في تحقيق السلام، فقد كانت هناك تداعيات تنذر مسبقا بوقوع شيء ما، الانتفاضة برأيي لم تقع فقط نتيجة لزيارة أرييل شارون الأقصى، بل بسبب أجواء الإحباطات التي كانت تريد شيئا يستفزها لتتحرك على أرض الواقع وهذا ما جرى.

    والانتفاضة كانت بسبب أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة وقتها لم تستطع اتخاذ إجراءات على أرض الواقع تؤكد جدية الإسرائيليين في السلام.

    وانطلقت الانتفاضة الثانية، التي كانت في بداية الأمر غير مسلحة وصارت فيما بعد مسلحة. وما توفر لنجاح الانتفاضة الأولى من عواطف ودعم شعبي عربي دولي، لم يتوفر بذات الزخم للانتفاضة الثانية دولياً للأسف، بسبب مهاجمة المدنيين الإسرائيليين في بعض الأحيان من قبل المقاومة الفلسطينية.

    ولكن، وبعيدا عن الصدى الشعبي لأي مستجد على الساحة الفلسطينية، كنا كحكومة نحاول أن نعيد الأمور لما كانت عليه سابقا، أي كما كانت في شهر أيلول (سبتمبر) قبل الانتفاضة. وكانت الإدارة الأميركية في عهد كلينتون تبذل جهودا مضنية في هذا الشأن. ولكن خرجت الأمور عن السيطرة، والسلطة الوطنية الفلسطينية لم تستطع ضبط الشارع الفلسطيني المحبط، فصارت الانتفاضة تتطور إلى أن وصلت إلى الشكل المسلح والذي زاد من بطش الإسرائيليين، الذين واجهوا الانتفاضة الثانية بعنف ووحشية. وهو الأمر الذي يفسر غضب الشارع العربي.

    • تحدثت عن قراءة أردنية للمشهد الفلسطيني في وقتها، نريد أن نتحدث عن ذلك بالتفصيل؟

    -كان لنا وجهة نظر تقول بمحاولة وقف العنف والتعدي على الشعب الفلسطيني، ومحاولة كسب التعاطف الدولي لصالح الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، لكن لغة العواطف التي استخدمت في قمة القاهرة الطارئة كانت مفاجئة، حتى إن بعض الزعامات العربية قالت إن هذه الانتفاضة ستقود لتحرير فلسطين كما حدث في جنوب لبنان. وطبعا هنالك فرق كبير بين ما جرى في جنوب لبنان والوضع في فلسطين، وأي محلل سياسي يدرك الفرق بين الحالتين.

    ونحن كان لنا رأي قلناه لعرفات وقتها، وهو أن الانتفاضة الثانية ستشكل عبئا علينا وعليك مستقبلا، لأن الانتفاضة الثانية لم تحقق نتائج أفضل، وتحولت الأمور الى نتائج سلبية عند الرأي العام، الأميركي بخاصة، ولم تأت الأمور حسب التوقعات الفلسطينية. وعندما خرج كلينتون أواخر العام 2000 بمبادرته وكان فيها الكثير من النقاط الإيجابية قام عبدالإله الخطيب (وزير الخارجية وقتها) بزيارة الرئيس عرفات بتوجيهات من جلالة الملك، وقال له إن ما جاء في المبادرة جيد، ومن المفيد، بل وتقتضي الظروف والواقع المحلي والدولي الموافقة عليها كما جاءت، لتضمنها نقاطا إيجابية مهمة بالإضافة الى أن هنالك انتخابات أميركية ولا ندري نتائجها ومن سيكون الرئيس الجديد ولا ندري ماذا سيكون موقف الإدارة الجديدة، إلا أن الرئيس عرفات كان له تحفظات وقال إنه سيبحثها مع الرئيس كلينتون لدى زيارته الولايات المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2000.

    وتم عقد اجتماعات في طابا على خلفية تلك المبادرة، وشهدت الاجتماعات مدا وجزرا من المفاوضات، وخرج الفريقان بتصور إيجابي للمفاوضات إلا أن الانتخابات الإسرائيلية أفرزت حزب الليكود، وتغيرت الحكومة الإسرائيلية وكذلك الإدارة الأميركية وجاء بوش. وعلى خلفية ذلك بدأت الصورة تتغير نحو الانتفاضة، باتجاه اعتبارها عملا إرهابيا ضد الإسرائيليين. الطامة الكبرى جاءت بعد 11 سبتمبر، حيث باتت أية مقاومة تمس المواطنين العاديين عملا إرهابيا، ونسي العالم أن إسرائيل دولة احتلال، كما تناسوا الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وتعثر مفاوضات السلام بسبب التسويف والمماطلة الإسرائيلية.

    وأستذكر هنا أن جلالة الملك قال لعرفات في تلك الفترة أن ينتبه لأعمال المقاومة، حيث إن أي عمل انتحاري يستهدف مدنيين سيعتبر إرهابا ويلصق بالمقاومة الفلسطينية وسيؤثر سلباً على مسيرة السلام وبالتالي على قيام الدولة الفلسطينية.

    • وهذا ما حصل؟

    -فعلا، استغل الإعلام الأميركي والإسرائيلي بدعم من اللوبي الصهيوني في أميركا صور الانتفاضة وعملياتها المسلحة للقول إن هذا إرهاب يواجه اسرائيل، ويجب وضع حد له.

    ومن كوارث 11 سبتمبر كان تحويل صورة المقاومة إلى إرهاب. انظر كيف اعتدت اسرائيل على قطاع غزة، بذريعة إطلاق صواريخ على الأبرياء. وها هو نتنياهو يناور بالتسويف في الانسحاب من الضفة الغربية بذريعة الخشية من حدوث ذات الشيء وضرب المستوطنات والمدن الإسرائيلية بالصواريخ.

    أعتقد أنه كان على المقاومة الفلسطينية التراجع قليلا، وأن تعيد ترتيب حساباتها وأوراقها، وتنظم خطواتها وأدواتها لتجنب وصفها بالإرهاب من قبل الولايات المتحدة والعالم، خاصة وأنه صار للإرهاب دعاية دولية ورعاية، ومن السهل إدانة أي متهم بهذا الجرم ومعاقبته. كنا وما زلنا نخشى على المقاومة الفلسطينية من ان توصم بالإرهاب، بالرغم من أن مقاومتها مشروعة ضد الاحتلال.

    أعتقد أن تسليح الانتفاضة وتحولها للعمل المسلح كان خطيرا، خاصة وأن إسرائيل مدعومة بمواقف أميركية ودولية، وأن ما تنفذ منه اسرائيل لا أحد ينفذ منه، صار لزاما اعادة الحسابات بكل شيء، وهنا الخطورة التي لم يدركها الكثيرون، ممن واصلوا لغة العواطف بعيدا عن الانتباه للتغيرات الكبيرة التي حصلت.

    • هل كان المخرج النظري لذلك طرح المبادرة العربية للسلام العام 2002؟

    - المبادرة جاءت لتكسر الجمود. وكان شارون يتذرع دوما أن هناك دولا عربية تريد تدمير اسرائيل، واسرائيل استغلت ذلك كما تستغل الآن تهديدات ايران لها، وتروج ذلك دوليا لصالح دعم بقائها وأمنها. المبادرة طرحت في وقت كانت فيه العملية السلمية مجمدة. المبادرة مثلت إجماعا عربيا، وقدمت المبادرة من الأشقاء السعوديين في قمة بيروت في آذار (مارس) من العام 2002، ووافق الجميع عليها، بما في ذلك العراق. الجو الجديد، الذي أطلقته المبادرة، ساهم في تحريك الأجواء على الساحة العربية، خصوصا بعد أن وافق الجميع على إقامة العلاقات مع اسرائيل ضمن شرط انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة. بعد يومين من انتهاء القمة العربية وقعت عملية ضد حافلة مدنية اسرائيلية، فاستغل شارون ذلك ليقوم باجتياح الضفة الغربية وحصار أبو عمار في المقاطعة
    برام الله. دخلنا بعدها في دوامة جديدة، ولك أن تتخيل كيف تعاملت الدبلوماسية الأردنية مع هذا الشتات السياسي وتباين المواقف.

    • كيف جاءت المبادرة العربية، كيف بدأت فكرتها؟

    -انبثقت فكرة المبادرة من لقاء للصحافية الأميركية كرستيانا مانبور مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان وقتها وليا للعهد، وذلك حين سألته الصحافية عما يمكن أن يطمئن اسرائيل في عملية السلام بالمنطقة، فجاء رده بما تضمنته المبادرة العربية لاحقا، وأكد أن على اسرائيل الالتزام بالسلام وإعادة الأراضي التي احتلت العام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، ونحن كعرب نقيم علاقات معها. وطبعا عممت كمبادرة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ونحن في الأردن التقطنا المبادرة بقوة، وعملنا عليها، وقمنا بزيارات ولقاءات عربية لدعمها. وفي قمة بيروت، وبعد خطاب الرئيس الأسد الذي قام بطرح المبادرة قام الوفد الأردني بالتثنية على الاقتراح، وطلبنا التصويت عليه، وأذكر أنه حدثت حينها مشكلة مع الوفد الفلسطيني، الذي انسحب. كما همّ الوفد السعودي بالخروج على إثر مرض طارئ حدث لسمو الأمير نواف بن عبدالعزيز، واختلت الأجواء، فألححنا على رئاسة القمة بضرورة التصويت على تبني المبادرة، وأقرت بالإجماع. بعد التصويت طالب الوفد الأردني برفع الجلسة للخروج من حالة البلبلة التي وقعت، هذا ما جرى، وخرجنا بإجماع عربي على المبادرة العربية.

    • في الموضوع العراقي كان لك تصريح إبان ترؤسك الحكومة، وتحديداً العام 2003، اعتبر مناقضاً لموقفك التقليدي من العراق، الذي تبنيته مثلاً في حكومة الكباريتي، فقد قلت حينها إن سيناريو الـ 90 لن يتكرر من قبل الأردن في الموقف من العراق، الذي كان مقبلاً على حرب واحتلال. هذا التناقض، أو الموقف المعاكس لما عرف عن أبو الراغب من هوى عراقي.. ماذا تقول فيه اليوم؟

    -لنتفق، أن الظروف متنوعة ومختلفة. في العام 1990، وبعد دخول العراق الكويت وتشكل التحالف الدولي والعربي ضد العراق، أخذنا كأردن موقفا واضحا، فيه بعد جماهيري، ودفعنا ثمن ذلك الموقف، ثمنا كبيرا. وبصراحة لولا حكمة المرحوم الحسين، رحمه الله وقدراته بعد تلك المرحلة لما استطعنا مواجهة الضغوط الدولية والعربية الكبيرة. كنا محاصرين بصورة كبيرة، وكان لالتفاف الشعب الأردني حول قيادة جلالة الملك الأثر الرئيسي في مواجهة تلك الضغوط والآثار الصعبة على الأردن.

    فضلاً عن أن الموقف الأردني العام 1990 لم يكن مع احتلال العراق للكويت، بل كنا ضده على طول الخط، لكننا كنا ضد تدويل الأزمة والتدخل الأجنبي والحرب، والتي كنا نرى فيها شراً كبيرا على العراق والكويت والمنطقة، وأنه سيجر كوارث كثيرة، وهو ما حصل في الواقع بعد تدويل الأزمة واللجوء الى الحل العسكري.

    بعد ذلك، تعاملنا، كأردن، مع العراق ليس فقط مع حكم او نظام، بل مع شعب عراقي شقيق، تربطنا به علاقات قوية وتاريخية، ربما أكثر من غيره.

    أما العام 2000، عندما شكلت أنا الحكومة، فكان هناك توتر في العلاقات بين الحكومتين الأردنية والعراقية. وعندما التقيت الرئيس صدام في زيارتي في نهاية العام 2000 عندما كنت رئيساً للوزراء، كان هناك توتر كبير، وكان العراقيون يشكون من سياسات وممارسات أردنية، وكان هناك مسؤولون عراقيون أيضاً يضخمون الخلافات مع الأردن، ومنهم المرحوم طه ياسين رمضان، لأسباب ليس الوقت مناسباً لذكرها الآن.

    ومع ذلك، فقد كان وزراء عراقيون يقولون لي، إنه في اجتماعات الحكومة العراقية، يحمل بعض الوزراء والمسؤولين على الأردن وحكومته، ويوجهون بعض الانتقادات لنا، لكن الرئيس صدام، وبعد أن يستمع لكل ذلك، يسأل حكومته: "ما الذي يطلبه الأردن منا.. أعطوه ما يريد.. ومشوا كل ما يريد الأردن".

    • إلى هذه الدرجة كان موقف صدام حسين إيجابياً تجاه الأردن؟

    - وأكثر من ذلك، وقد قالها لي الرئيس صدام عند لقائي به في زيارتي لبغداد: "قلتها للملك حسين الله يرحمه وأقولها لك الآن، يرفعون الحصار عن العراق فوالله نفط الأردن سيكون مجاناً من العراق".

    • نعود لتصريحك العام 2003؟

    -عام 2003 كانت الأمور قد انتهت، وكان واضحاً بصورة جلية أن الحرب قادمة وصعبة. وكانت الأوضاع داخل العراق، وفي جبهته الداخلية صعبة بعد حصار 14 سنة، ولا يمكن مقارنة التفوق العسكري لأميركا مع العراق المنهك.

    وكان الوضع دولياً وعربيا واضحاً في تلك المرحلة. كانت كل المؤشرات والرسائل الأميركية واضحة بالتوجه الى الحرب، ولم يستمعوا لنصائح جلالة الملك عبدالله الثاني والأردن من أن الحرب ستجر كوارث كبيرة على الشعب العراقي وعلى شعوب المنطقة، وأن الحرب والاحتلال سيفجران حرباً أهلية وعنفاً في العراق يصعب لجمه. كما أنها ستقدم العراق على طبق من ذهب لإيران وتزيد نفوذها.

    كانت الإدارة الأميركية والمحافظون الجدد مصرين على الحرب والاحتلال، لم تكن لهم أجندة سوى ضرب واحتلال العراق والاستيلاء على نفط المنطقة.

    لذلك، لم نكن نستطيع هذه المرة السماح لعواطفنا التأثير علينا، وأن تحملنا موقفاً ندفع ثمنه كبيراً كما في العام 1990، فقد كنا نأخذ مساعدات في العام 2003 من الولايات المتحدة ومن بعض الدول الشقيقة، طبعاً كل ذلك يضاف له أن الوضع الداخلي في العراق كان واضحاً أنه لن يصمد أمام القادم، وثمة تعنت سياسي وعدم تقدير لما هو قادم. وبالمناسبة، كنا نصارح العراقيين بأن القادم هذه المرة صعب، وأن نذر الحرب قادمة، وأنها ستختلف هذه المرة بتصعيدها أميركيا الى احتلال العراق وإسقاط النظام.

    أذكر بيان الشخصيات السياسية قبل آذار (مارس) 2003، الذي وقعته 90 شخصية سياسية، أردنية منهم عبدالهادي المجالي، ليث شبيلات، أحمد عبيدات، وممدوح العبادي، وطاهر المصري وعبد الرؤوف الروابدة وغيرهم. كان بياناً مليئاً بالعاطفة، فيما كانت الحقائق أمامنا واضحة، وبالفعل، بعد ثلاثة أيام فقط من إصدار البيان كانت القوات الأميركية في بغداد.

    كان الوضع منتهياً، وكنا قلقين على وضع العراقيين بعد الحرب والاحتلال والتدخل الإيراني واندلاع الحرب الأهلية. على الرغم من العواطف كانت علينا مسؤولية يجب أن نتحملها.

    أنا أؤمن بأن على المسؤول تحمل مسؤولياته، وعدم التهرب منها، والواقع يختلف أحيانا عن الرغبات والعواطف، وقد حصل ذلك معي أيضا في موضوع تأجيل الانتخابات النيابية، فأنا مع الديمقراطية والحياة النيابية وتواصلها، ومع الانتخابات، لكن عندما كان هناك ظرف يمنع إجراء الانتخابات لم أتهرب من مسؤولياتي وأجلتها. المسؤول يتعامل مع حقائق ووقائع، ويقدم مصلحة بلده على كل المصالح.

    • لكن كيف تذكر يوم 9 نيسان (ابريل) 2003، يوم سقوط بغداد؟

    - لم أفاجأ. كانت المؤشرات والوقائع على الأرض تشير الى هذه النتيجة. كانت لحظة قاسية على الجميع، لكنها كانت متوقعة. لم نستغربها.

    لكن ما فاق توقعاتنا هو حجم ما تسبب به الاحتلال والعنف العراقي الداخلي، وسوء إدارة الأميركان للعملية وتخبط الاحتلال الذي فاقم معاناة الناس، وهوى بالعراق أكثر.

    كنا حذرنا من أن الاحتلال والحرب سيحدثان نزاعاً داخلياً وسيمكنان إيران من التمدد وتوسع نفوذها في العراق والمنطقة.

    كنا نحب العراق ونخاف عليه ونتألم لوضعه، ولم نكن نتمنى للحظة أن يعاني شعبه وأن ينهار هذا البلد، لكن لم نكن نستطيع أن نغامر بمصالح الأردن.

    • كيف كانت علاقة الأردن مع سورية في فترة حكومتكم؟

    -كانت العلاقات الأردنية السورية متميزة ولم تكن عادية، بدليل أن صادراتنا الى سورية ازدادت أربعة أضعاف، وحتى على مستوى المياه، فقد كنت أذهب إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وفي كل مرة لم يتردد في تزويدنا بالمياه، كما أنهينا مشكلة سد الوحدة، كان هناك تعويضات ومشاكل عالقة، كما عالجنا مشكلة إعادة ترسيم الحدود مع سورية، وبالفعل بدأت اللجان الأردنية السورية تعمل على موضوع الحدود، والاتفاقيات يتم توقيعها الآن.

    وارتكزت سياستنا الخارجية على توجهات ملكية واضحة، حيث كانت توجيهات جلالة الملك دوما، بعدم التدخل في شؤون أي دولة عربية، وكذلك عدم السماح لأي دولة بالتدخل في شؤوننا، واحترام الدول العربية جميعها.

    كان التركيز في فترة حكومتي على علاقات عربية اقتصادية خاصة، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

    من أبرز الأمثلة على ذلك، كان مشروع الغاز المصري. كان هناك خطة لمد هذا المشروع بحرا، من مصر الى لبنان، فأجرينا الدراسات، وخرجنا بأرقام توفر الكلفة بشكل كبير إن تم مد الخط من مصر عن طريق الأردن الى سورية، ومن ثم لبنان أو الى تركيا، فارتأينا أن نغير خط المشروع، وأن يتم تمديده عبر الأردن الى سورية ولبنان، وبذلك ستكون التكلفة أقل، وسيستفيد الأردن وسورية، ثم يذهب الخط باتجاه تركيا. هذا الموضوع كان سياسيا بامتياز، فزرت مصر والتقيت رئيس وزرائها السابق عاطف عبيد، ثم الرئيس حسني مبارك، وكان جلالة الملك مطلعا على ما يجري وداعما له.

    كان لا بد من موافقة سورية ومصر على تحويل المشروع ليمد الخط عبر الأردن. وقد تحدثت الى الأخ رفيق الحريري رحمه الله، رئيس وزراء لبنان حينها، لتسهيل المهمة مع السوريين، ووافقوا على ذلك.

    كذلك، فإن موقف مصر كان إيجابيا جدا، وأذكر أن الرئيس مبارك أشار لرئيس وزرائه بضرورة التعاون مع الأردن في المشروع، حتى لو بقي الأردن وحده فيه.

    أما بالنسبة لمشروع الربط الكهربائي، فتم بتعاون سوري مصري أردني متميز. كنا في السابق نبيع الى سورية الطاقة الكهربائية، الآن الأشقاء في سورية ومصر يقومون بتزويدنا بالكهرباء في بعض الأحيان، خاصة في ساعات الذروة.


    الغد


  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Oct 2008
    العمر
    49
    المشاركات
    18,642
    معدل تقييم المستوى
    30609



    على نقل الخبر

    تحياتي

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed May 2009
    الدولة
    JORDAN
    العمر
    14
    المشاركات
    5,459
    معدل تقييم المستوى
    2147506
    الف شكر على نقل الاخبار المحلية والعالمية

    تحياتي

    ودمتي في حفظ الله

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الاحزان مشاهدة المشاركة



    على نقل الخبر

    تحياتي



  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abd ilkreem مشاهدة المشاركة
    الف شكر على نقل الاخبار المحلية والعالمية

    تحياتي

    ودمتي في حفظ الله



المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-08-2016, 05:57 AM
  2. العراق يطالب الأردن بتسليم رغد صدام حسين 21-05-2016
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار الاردن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-05-2016, 08:33 AM
  3. العراق يطالب بريطانيا بإعادة سيارة صدام حسين
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 06:07 PM
  4. التايمز : حذف صدام حسين من كتب التاريخ في العراق
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-07-2010, 06:29 PM
  5. الدغمي يتهم حكومة أبو الراغب ومدير مخابرات بالفساد وتهريب النفط من العراق
    بواسطة احلام عبدالوهاب في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 12:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك