نائب جزائري: لولا الملك وتدخله لمكثنا في السجون الإسرائيلية سنوات
عمان–غازي المرايات-راوا مشاركون في اسطول الحرية لحظات الهجوم الاسرائيلي والقمع الوحشي الذي تعرضوا له خلال الهجوم الاسرائيلي على السفن ولحظات اعتقالهم ، ولم ينسوا الجهود الاردنية التي قادها جلالة الملك في سبيل تأمين وصولهم الى الاردن ورعايتهم حتى تتم عودتهم الى بلادهم مستذكرين جهود الدبلوماسية الاردنية في حمايتهم ورعايتهم وحسن استقبالهم لدى وصولهم للاردن فجرا.
وشرح أحد المشاركين في أسطول الحرية، الذين وصلوا الى الاردن صباح أمس تفاصيل ما حدث معهم.
وقال النائب في البرلمان الجزائري علي حفظ الله (49 سنة): تحركنا بالسفينة من ميناء انطاكيا التركي الخميس في الساعة الثانية عشرة مساء، وأبحرنا يومي الخميس والجمعة، ومن ثم توقفت سفينتنا يوم السبت بانتظار سفن أخرى، حيث اكتمل التحاق جميع السفن يوم الأحد، وباشرنا بالمسير مساء ذات اليوم واستمر الإبحار الى فجر يوم الاثنين ضمن المياه الدولية وعلى بعد 80 ميل من قطاع غزة.
وذكر أن عدد السفن كان خمس سفن، واحدة للركاب وأربعة تحمل البضائع وقد كان جميع المتضامين من كافة الجنسيات يستقلون سفينة الركاب.
وبعدها تم رصد ومشاهدة زورقين متلازمين لأسطول «الحرية» حيث أتضح أنهما زورقان إسرائيليان، وبعد أن اقترب هذان الزورقان، تم توجيه استفسار من خلال مكبرات الصوت عن هوية السفن، حيث قام قبطان السفينة بالتعريف عن نفسه وعن وجهته بعدها تم انقطاع كافة الاتصالات.
وتابع: وعند الفجر بدأنا بأداء الصلاة وتحديدا في الركعة الثانية بدأ الحراس ممن لا يؤدون الصلاة بالتكبير، حيث اقتربت الزوارق الإسرائيلية من السفينة.
وبعدها بدأنا نرتدي سترات النجاة، ووقفنا نحرس السفينة من محيطها وأسفلها وأعلاها، وعند محاولة إسرائيليين التسلل من مقدمة السفينة، قام الاتراك بصدهم وإسقاطهم بالبحر، عندها بدأت القوات الإسرائيلية بإطلاق الغازات والرصاص المطاطي، حيث اصيب احد الرعايا الجزائريين بعينه ( نائب سابق) ، حيث فقد البصر فيها وانه لا يرى فيها حتى الان.
وتابع أن القوات الإسرائيلية، عندما فقدت الامل من التسلل الى السفينة من خلال محيطها، بدأ فريق من الكوماندوز بالهبوط مظليا من خلال الطوافات الإسرائيلية التي كانت تحلق فوق السفينة، وبعد نزول أول وثاني عسكري إسرائيلي، قام المشاركون المتواجدون على سطح السفينة بإمساكهم وإلقائهم بالبحر الأمر الذي دفع القوات الإسرائيلية الى إطلاق الرصاص الحي، حيث استشهد اثنان من الرعايا الأتراك.
وعندها بدأت الزوارق المحيطة بالسفينة بتكثيف إطلاق العيارات النارية، حيث أصيب العديد من المشاركين، منهم من استشهد.
وبعدها تحدث مسؤول احد الزوارق من خلال مكبرات الصوت، وبلغة عربية وبعد ان قرأ سورة الفاتحة استسلموا إن السفينة محاصرة بالكامل.
وعزا استسلامهم الى انهم عزل لا يملكون السلاح، وعدها استحوذ الاسرائيليون على السفينة، وبدأوا باعتقال الركاب ، حيث قاموا بتقييدهم بواسطة مرابط بلاسيتكية، وأبقى عليهم في السفينة على هذا الحال لمدة (12) ساعة.
وباشر الإسرائيليون بتفتيش السفينة، وسلب ما تحتويه من أمتعة ولوازم المشاركين.
واضاف حفظ الله ان قبطان سفينتهم قام بافتعال عطل فني في السفينة لمنع حركتها، إلا أن الإسرائيليين اجبروه وتحت التهديد على إصلاح ما قام بتخريبه، والإبحار بها الى ميناء أسدود.
بعد ذلك قام الإسرائيليون باقتيادهم الى ميناء أسدود حيث تم توديعهم الى سجن في منطقة بئر السبع.
الى حين قدوم السفير الأردني، حوالي الساعة الخامسة من مساء أمس الاول، حيث قال لهم ان جلالة الملك أمر بنقل كل العرب الى الاردن، حيث باشر السفير بكتابة أسماء المعتلقين جميعهم الا أن حرس السجن الإسرائيليين، كانوا يحرجون السفير باستعجاله بكتابة الأسماء.
وحرص السفير على عدم الخروج الى حين تسجيل جميع أسماء المعتقلين، بمن فيهم الأشخاص الذين أسقطهم الإسرائيليون من سجلاتهم.
وبعد ساعتين، أي في الساعة السابعة مساء بدأت عملية الإفراج، والتي استمرت لمدة أربع ساعات، حيث وصلنا صباح اليوم التالي الى الأراضي الأردنية.
وهنا توقف النائب حفظ الله عن الحديث، ليمسح عينيه اللتين امتلأتا بالدمع، ويعود مؤكدا: (أنه لولا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وتدخله لمكثنا في السجون الإسرائيلية سنوات تنسى).
وقدم النائب حفظ الله شكره وامتنانه إلى جلالة الملك، قائلاً «ندين نحن الشعب الجزيري لجلالة الملك هذا المعروف الذي هو ليس غريباً عن الهاشميين»
كما اشاد عضو مجلس النواب الجزائري احمد لطيفي بالجهود التي بذلتها الحكومة الاردنية لتامين وصولهم الى بلدانهم سيما وانهم تعرضوا لشتى انواع التعذيب على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي التي كانت تعتقلهم في سجن بئر السبع.
واعرب لطيفي عن شكره لجلالة الملك الذي استقبل نشطاء الحرية بالترحاب والايعاز بعلاج الجرحى.
واشار الى ان اسطول الحرية كان يضم وفدا من الجزائر يتكون من 32 عضوا من بينهم عشرة اعضاء من البرلمان وخمس نساء ومجموعة من الصحافيين ورجال الاعمال في رحلة لكسر الحصار الذي تفرضه حكومة الاحتلال الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة.
واستعرض لطيفي رحلة المعاناة التي واجهها ركاب السفينة بعد ان اعترضت القوات البحرية الاسرائيلية السفينة بطريقة القرصنة واحتجزت القوارب واقتادت القافلة الى مينائها البحري بعمليات قرصنة واعتداء بوحشية على كل من كان على متن الاسطول.
وقال الناشط الجزائري ياسين بو ثلجة اننا وفي ضيافة الاردن نشعر اننا بين اهلينا واخواننا وعلى العالم ان يفهم ان القافلة نجحت في اهدافها رغم الاعتداء الصهيوني عليها والكل عازم على اعادة الكرة مرات ومرات حتى يتحقق النصر وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة.
وعبر الناشط محمد غلام من موريتانيا وهو من اللجنة العاملة لنصرة الشعب الفلسطيني فيها عن سخطه واستنكاره للجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد اشخاص مدنيين عزل جاءوا مسالمين لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة وتقديم المساعدات الانسانية لهم جراء الحصار عليهم.
وقال نرفع الى مقام جلالة الملك والشعب الاردني الكريم باسم جميع النشطاء الشكر والعرفان على اللمسة الحانية التي لاقيناها وكنا في اشد الحاجة اليها في لحظة كانت عسيرة سيما اننا لاقينا من العدو الصهيوني القسوة والجلافة.
وقدمت مستشارة وزير التجارة الجزائري صباح الاغريسي الشكر للحكومة الاردنية على حسن الضيافة والاستقبال والتسهيلات في اجراءات الدخول الى الاردن.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات