ألتني ... وهي دامعة العينان
وبدا على ملامحها .. حزن شديد .. إعياء قاتل
وأنا أرتب حقيبتي ... لأرحل
نظراتها تتكلم بلهجة معاتبه .. وبلهفة
ابقى ... ولا ترحل ... ولا تتركني
ونظرت اليَّ ملياً ..
اتجهت عيناها الى الحقيبة
ترمقها بنظرات حادة
وكأنها تكلمها قائلة .. كم اكرهك
وانحدرت من عينها دمعة
واحمرت عيناها الجميلاتان ..
حتى بدتا كجمرتان حمراوتان
واصفر وجهها الابيض
حتى اصبح كقطعتي ليمون
مدت يدها ووضعتها على قفل الحقيبة
وزمت بشفتيها .. تمنع نفسها من البكاء
وارتجفت .. وهيا تقف بجانبي
اهتزت .. كشجرة صغيرة
ولأول مرة .. اسمعها تتكلم ... منذ عزمت الرحيل
اول كلمة .. اسمعها منها ... منذ ساعات
قالت : وخفقات قلبها تعلو على صوتها
....... لا ترحل ..........
....... ولا تتركني وحيدة .........
....... هل تستطيع ان تنتزع نفسك مني ........
....... هل تستطيع أن تنتزع حبك من قلبي .........
....... هل تقدر أن تنتزع روحك من روحي ...........
....... حبيبي ............
....... إن وجدت القدرة .. فافعل ........................
....... إن أحسست أنك قادر .. فارحل ................
....... وبكت .. بكت كثيراً .................................
حتى ابتل وجهها بالدموع
بكت في صمت مخيف
....... يا الله ..................
....... يا للنساء .............
كم هي مؤثرة دموعهن
كم هو محزن بكاؤهن
هذا السلاح الفتاك .. الذي يظهرنه دائماً
وجلست على أريكة قريبة
منهارة ... شاحبه
نظرت إليها .. نظرة متفحصة
أحسست اني أمام كتلة من الأحزان
يا الله ... هل سأظلمها برحيلي
......... وهل لا يجب عليا الرحيل
ولكن شريط الاحداث أخذ يدور
يدور أمامي .. ويحكي .. ويقص
أحسست أنه يدفعني ناحية الحقيبة
لأستكمل استعدادي للرحيل
أخذت أتذكر ... لحظات ... أوقاتاً ... وأياماً
كانت لا تدع فرصة لإدخال السعادة بيتنا ..
ولا تتوانى في أن تبعث أجواءاً من التنكيد
وكأنها كانت تبتكره .. وتتفنن في صناعته
وجال في خاطري .. ذكرى أخرى .. أليمة.. عصيبه
كانت الشرارة التي اشعلت نار الرحيل
وأخذت أكلمها بلغة العين
وبصمت .. وأنا أنظر إليها
أتذكرين يوم أن خرجنا ذات ليلة
للسهر .. وللعشاء .. عند أقاربي
أتذكرين يومها بأني لاطفت الجميع
فأنا محبوب بين معارفي وأهلي
أتذكرين ماذا فعلتي يومها
.......... ها ....... ها ........... ها ...........
.......... وتبكين الان ...........................
لا .. والله .. لن أتذكر فعلتك ...............
لان ذكراها .. مميت
لانها سكين يغرس في قلبي
ولان غيرتك القاتلة هي ما أوصلنا لمفترق الطريق
وقررت الا اكمل الشريط ..................
......... وكان بيننا حوار العيون............
وتبكين الان .....!
هل تحبينني حقاً .. وهل انت نادمة حقاً
وإذا بي أسمع صوتها المتحشرج
تصاحبه الدموع المنهمرة وكأنها قرأت كلمات عيوني
وكأنها سمعت تساؤلاتي الصامتة
نعم .. أحبك ..
نعم .. أنا نادمة
فاغفر لي .. وسامحني
..... .. ويعلو صوت بكائها
بكاء رهيب .. يقطع اوصال القلوب
يمزق حنايا المشاعر
يخترق جدار الوجدان
ليقول لي كفى
ليكون ذاك عقاباً لها
....... ولانها يا سادة ... كل كياني ..................
....... ولانها يا سادة ... قطعة من روحي ...........
....... ولانها يا سادة .. هي ... كلي .................
....... ولاني يا سادة .. أعشقها .. حتى الثمالة ..
فلم أجبها بكلمة واحدة
ولم أستطع أن أنبس ببنت شفة
الكلام وقف على حدود اللسان
الحروف تاهت بين جدران الفم
....... كل ما استطعته شيئا واحدا ....................
مددت يداي إلى كتفيها ..................................
........... وأنهضتها .............
........... واحتضنتها .............
وأخيرا ........
خرجت مني بصعوبة
كلمة واحدة ... هي .............
........... أحبك .......................
المفضلات