عجلون - علي فريحات - «من هالبرية اسسنا الجمعية» عبارة رددتها ميسون زيدان التي استطاعت بفضل صبرها ومثابرتها وكفاحها وصمودها وتصميمها على النجاح من خلال ادراتها لجمعية الأماني الخيرية لحماية الأسرة والطفولة في عنجرة، التي تأسست عام 2006 .
وتهدف الجمعية الى مساعدة الأسر العفيفة لاقامة وتنفيذ مشاريع انتاجية تمكن الاسر من تحسين احوالها المعيشية، حيث تمكنت من ذلك لتصنع التفوق والنجاح بفضل أفكارها لتحقيق مشاريع ريادية وبنائه ساهمت في تشغيل الايدي العاملة المدربة بشكل دائم وجزئي ليصل عدد المستفيدين الى 340 فرداً واسرة و 200 سيدة عضوات مؤازرات .
وتقول زيدان، رغم محدودية موارد الجمعية التي كانت تعتمد منذ تأسيسها على اشتراكات العضوات المؤسسات التي تتألف من 60 سيدة منهن مديرات مدارس ومعلمات متقاعدات وربات بيوت منتجات ونساء ممن لهن حضور اجتماعي وتطوعي.
وتضيف:«لكن التصميم والارادة مكنتنا من إطلاق فكرة أول مشروع هو مشروع البترول الأخضر الذي ينبت في فصل الربيع بين الجبال والسهول والوديان المنتشرة في كافة انحاء المحافظة التي تمتاز بفضل طبيعتها وميزاتها النسبية الى وجود اكثر من 300 صنف من الاشجار والاعشاب البرية التي تستخدم للاكلات الطبيعية والشعبية والوصفات الطبية لمعالجة الامراض المزمنة بالاضافة الى بعض الاصناف التي تستخدم لنكهات الطعام».
وتشير زيدان ان الجمعية استطاعت بفضل القائمين عليها الذين استطاعوا اقناع عدد من السيدات للعمل ضمن اطار الجمعية التي تبنت فكرة استثمار واستغلال البترول الاخضر وذلك من اجل محاربة ثقافة العيب وكسر حواجز التردد والتغلب عند بعض السيدات الريفيات التي اصبحن يؤمن بفكرة واهمية ان تكون المراة منتجة وعاملة .
وتتابع بالقول، ان برامج الجمعية اصبحت تتحقق بفضل عدد من السيدات اللواتي التقطن حشائش الارض لمواجهة صعوبة الحياة واعالة اسرهن من خلال استثمار موسم التبقل من خلاله حيث وفرن اكثر من 50 صنفا من هذه الاعشاب التي اصبحت تباع للجمعية التي تقوم على تسويقها داخليا وخارجيا.
وتبين ان مثل هذه الاصناف هي الخروب الذي يستخدم كقيمة علاجية وغذائية والنعنع البري والزعتر والميرامية والسمسم ورجل الحمامة وجعدة الصبيان والكوسبرة والحندقوق والسماق والشاي الاخضر والعصفر وتنشيف الورد الجوري لعمل الزهورات الطبيعية والبطم واللوف الذي يستخدم في اكلة الجعاجيل والزيت الذي يستخدم لانتاج الصابون بالاضافة الى الزيتون الذي يستخدم للكبيس والعسل البري الذي يستخدمه معظم الناس للعلاجات .
وتوضح زيدان انه بعد نجاح العمليات التسويقية للمنتوجات قامت بعض السيدات المستفيدات من هذا المشروع باستغلال المساحات الصغيرة في بيوتهن لزراعة الزعتر والميرامية والغار والخروب لبيعها للجمعية التي تقوم بدورها بعملية التصنيف والتغليف والتسويق.
وتقول زيدان لقد وضعت الجميعة نصب عينينها مجموعة اهداف اقتصادية واجتماعية تعمل على تحقيقها ابرزها برامج توعية مكثفة للمجتمع المحلي وتوفير تدريب والتأهيل والتوعية والخبرات في مجال حماية الاسرة والطفولة، بالاضافة الى توفير التمويل اللازم لاقامة المشروعات المنزلية الانتاجية الصغيرة في سبيل مكافحة الفقر واثبات قدرة المرأة الاردنية على الانتاج وادارة الاسرة، لما يكفل تخريج ابناء صالحين منتمين للوطن وكذلك العمل على توفير التمويل اللازم لتقديم قروض للطلبة الجامعيين المتفوقين الذين يعانون من الفقر.
وتشير زيدان، الى ان النجاحات التي حققها مشروع «البترول الاخضر» من خلال توفير جميع الاصناف والاعشاب والاشجار والاغذية البرية حفزهم ذلك الى انشاء مطبخ انتاجي داخل الجمعية لتقديم الوجبات الغذائية من الجمعية التي يطلق عليها برانشBranch لتجمع ما بين الفطور والغداء للوفود السياحية التي تزور منطقة عجلون، مؤكدة ان الفكرة لا زالت جديدة لكنها لاقت استحسانا وقبولا من السياح لما لهذه الخدمة من اثر ايجابي جيد على الصعيد السياحي وعلى صعيد توفير مردود مالي جيد للمرأة العجلونية.
وتضيف زيدان ان الجمعية حازت على ثقة إحدى الشركات البريطانية في تسويق هذه الاعشاب البرية والاشجار النادرة الى الاسواق البريطانية والاميركية خاصة السماق البري الذي ينتشر بكثافة في المحافظة وتحمل العبوات المصنعة بإسم سماق عجلون.
وبينت، ان الجمعية عملت على استثمار المنتجات الحيوانية وتسويقها داخليا وخارجيا بالاضافة الى توفير التمويل اللازم لإقامة المشاريع المنزلية والإنتاجية الصغيرة التي ترفد بعض الأسر والإسهام في رفع مستواها المعيشي ، ومكافحة الفقر.
كما أكدت ان الجمعية وضعت ايضا في مقدمةِ أهدافِها مجموعةً من الخططِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ لخدمة المرأة من خلال برامج التوعية المكثفة في مجال الرعاية الصحية والتوعوية القانونية بالاضافة الى توفير برامج تدريبية وتأهيلية وتوعوية وتطوير خِبراتهنَّ في مجال حماية الأسرة والطفولة من خلال مشروع دار السلام الاسري الذي ادارته الجمعية بالتعاون مع معهد الملكة زين الشرف التنموي والقطاع الخاص لصحة المرأة USAID-PSP لتقديم خدمات نوعية وارشادية للنساء من خلال توفير مشروع الصالة الرياضية للسيدات، مبينة ان هذا المشروع لاقى دعما مباشر من جلالة الملكة رانيا العبدالله التي زارت الجمعية واطلعت على برمجها واهدافها.
وبينت ان الجمعية تدير حاليا مركز تكنولوجيا المعلومات الذي تم انشائه بدعم من وزارة التنمية الاجتماعية ومشروع صالون تجميلي للسيدات تم تأسيسه بتمويل ذاتي من الجمعية بالاضافة الى مشروع الكي اليدوي وتصليح الملابس ومشروع صناعة القش اليدوي وتحضير الهدايا من منتجات الجمعية .
وثمنت زيدان كل الجهات والايادي البيضاء التي دعمت الجمعية منها مكتب المراه العربية والهئية الخيرية الهاشمية وشركة المناصير وكنيسة الاتحاد الانجيلية والجمعية الخيرية LDsوالكثير من الجهات الرسمسة وغير الرسمية ووزارة التنمية الاجتماعية والاتحاد العام للجمعيات الخيرية وجامعة عجلون الوطنية والدوائر الرسمية والمجتمع المحلي في محافظة عجلون ووسائل الاعلام المحلية التي كان لها دورا فاعل في ابراز نشاطات الجمعية ومطالبها واحتياجاتها.