إذا كنا سنحطم الدولة والمجتمع من اجل الحرية فأنا مع الدولة والمجتمع ولست مع الحرية"
قال المعارض السوري ميشيل كيلو إن مصير سوريا كدولة وكرمز حضاري كامل بكاملها يتوقف على طريق الديمقراطية، مؤكدا أن المعارضة تريد أن نخرج من مما سماها "الثورة" في سبيل الحرية إلى دولة مهشمة أو إلى مجتمع مقسم.
ونقلت قناة "فرانس 24" الفرنسية عن كيلو قوله إنني "اعتقد أن لسوريا الحق في أن تكون بلدا ديمقراطيا، ولا يوجد أحد ينكر حق سوريا، حتى أهل النظام يقولون أن سورية تريد أن تنتقل إلى ديمقراطية حقيقية، وقالها الرئيس بشار الأسد أن (سوريا ستعلم الآخرين كيف تكون الديمقراطية)، أي أن هناك توافق وطني عميق بين جميع السوريين حول هذا الموضوع".
وأضاف "الديمقراطية شئنا أم أبينا تقع خارج عالم السلطة الحالية .. تقع ما بعد عالم السلطة الحالية .. في عالم ثقافي في عالم إنساني في عالم قيمي"، موضحا أنني "اعتقد أن مصير سوريا كدولة وكرمز حضاري كامل بكاملها يتوقف على طريق الديمقراطية".
وعن إعلان ما يسمى بـ "المجلس الوطني"، قال كيلو "عُقدت مؤتمرات كثيرة في الخارج مرتين أو ثلاثة وكان انطباعي أن الأول كان أفضل تنظيما والثاني أقل والثالث أقل بكثير .. وأن هناك مشكلة كبيرة في الخارج مع المعارضة الخارجية .. ثم فجأة حدث لقاء في الدوحة لم أذهب إليه .. أنا اهتم كثيرا بالداخل .. ثم فجأة قيل أنه أعلن عن مجلس وطني بعد اتفاق في الدوحة عن إعلان ائتلاف وألغي الائتلاف وجاء المجلس".
وكان معارضون سوريون أعلنوا إنشاء "المجلس الوطني السوري" اوائل هذا الشهر في مدينة اسطنبول التركية بهدف توحيد اطياف المعارضة, حيث قال معارضون من المجلس انه يمثل المعارضة في الداخل والخارج, الا ان شخصيات من معارضة الداخل رفضت هذا الأمر.
ويطغى المكون الإسلامي على تشكيل هذا المجلس إذ يشارك عناصر من حركة الإخوان المسلمين المحظورة في سورية فيه إلى جانب ليبراليين وشخصيات سورية.
وأضاف "نحن في سوريا كان هناك اتفاق بأن يكون مركز المعارضة ومرجعيته هو الداخل .. إلا أن بعد خروج عبد الحليم خدام من سوريا وذهاب الإخوان معه إلى جبهة الإنقاذ، ثم التحولات التي حدثت وفشل إعلان دمشق، علما أن الذي كتب نص إعلان دمشق هو أنا في مراكش، بعد ذلك حدث ما يسمى معارضة في الداخل والخارج .. وهناك رجحان لدور معارضة الخارج .. واعتقد أن هذه المسألة تترتب عليها نتائج ليست سهلة".
وفي سياق متصل، قال كيلو "أنا ضد التدخل الخارجي، وهناك الآن تدخل خارجي لكل من هب ودب في العالم في الشؤون السورية"، مشيرا إلى أن "كان هناك تدخل إنساني سيؤدي في مرحلة لاحقة لتدخل عسكري فأنا ضد الإنساني أيضا" .
وتابع "يقولون مراقبين عرب ومسلمين وتحت رقابة أممية، أنا معها تحت ضمانات أن لا تتطور لتدخل خارجي عسكري"، مضيفا "سوريا ليست ليبيا .. سوريا بلد متنوع اثنيا ومذهبيا وفيها حساسيات فائقة الأهمية، وفائقة الخصوصية".
وقال كيلو "نحن لا نريد أن نخرج من هذه الثورة في سبيل الحرية إلى دولة مهشمة أو إلى مجتمع مقسم .. فإذا كنا سنحطم الدولة والمجتمع من اجل الحرية فأنا مع الدولة والمجتمع ولست مع الحرية".
وردا على سؤال حول حل أزمة سوريا، قال "الحل في الحقيقة هو توحيد المعارضة وتوحيد الشعب .. وأبعاد الشعب عن السلاح والإبقاء على التحرك السلمي وتحريك سوريا ككتلة واحدة".
وحول ما إذا كانت هناك فرصة للحوار، قال كيلو "طالما هناك فرصة للحوار توصل إلى تفاهمات وطنية كبرى توصل إلى تسوية وطنية كبرى بين مكونات الشعب السوري سلطة ومعارضة، فيجب أن نعطي الأولوية للحوار".
وأوضح كيلو حول موقفه من النظام "أنا لا أدعو إلى إسقاط النظام لأن إسقاط النظام ليس شعارا يطرح .. إسقاط النظام هو سلسلة خطوات وسياسات عملية يجب أن تنجز في الواقع كي تغير موازين القوى القائمة"، مشيرا إلى أن "الشعارات لا تغير الموازين القائمة"، وأضاف أن "شعار إسقاط النظام أضر كثيرا بالحراك الشعبي في سوريا".
ورأى كيلو أن "مستقبل سوريا يتوقف على حل سياسي يأخذنا إلى نظام انتقالي يصل بنا إلى الديمقراطية يراعي مصالح الجميع بما فيه مصالح حزب البعث العربي الاشتراكي".
وكان كيلو حذر، مؤخرا، من تعرض سورية لخطر التدخل الأجنبي إذا واصل النظام السوري ما اسماه قمع حركة الاحتجاج الشعبي, منتقدا في الوقت نفسه انتشار الجيش على الحدود مع الدول المجاورة.
وكان عدد من المعارضين اعترف في الاونة الاخيرة بان حركة الاحتجاج في سورية التي بدأت منذ 15 اذار الماضي تراجعت, والتي راح ضحيتها بحسب تقديرات الامم المتحدة 3000 شخص, فيما قال نائب وزير الخارجية فيصل مقداد أن أكثر من 1100 من أفراد الأمن السوري قتلوا في الاضطرابات.
يشار الى ان ميشيل كيلو يقوم بزيارة الى فرنسا مع أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية.
سيريانيوز
المفضلات