عمان - محمد العياصرة - ما يزال حديث الشارع الرياضي ينصب على «احداث ملعب الامير هاشم»، حيث مظاهر الشغب التي برزت في لقاء الرمثا والفيصلي ضمن كأس الاردن، ورغم اعلان الاتحاد لعقوباته، فان القصة لم تنتهي بعد!
لم تقف الحكاية عند قرارات اللجنة التأديبية، والرمثا يستعد حالياً عبر ادارته لمرحلة جديدة من الصراع في رحلة البحث عن تخفيف العقوبات، وان كان الاتحاد اعلن الغرامة المالية (3500) دينار مضافاً لها قيمة الاضرار التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة، فان القيمة الحقيقية التي يقدر ان يتكبدها صندوق النادي قد تصل لـ(25) الف دينار بالحد الادنى، وقد تزيد .. كيف؟
اعلن الاتحاد الغرامة المالية من شقين، الاول كان واضحاً وبـ(3500) دينار، لكن الشق الثاني ما يزال قيد «الجمع والتقدير»، ولنفترض ان اللجنة التي تحصي الاضرار ستقدر القيمة «لا شيء»، .. حسناً، اذن الرمثا سيدفع غرامة واضحة وهي (3500) دينار، لكن ماذا عن اقامة ثلاث مباريات للفريق بدون جمهور على ملعب الامير هاشم؟
في معادلة حسابية من النوع البسيط، سيفتقد النادي ريع ثلاث مباريات تقام على ملعبه، وفي ظل الاداء الراقي الذي يقدمه الفريق، فان الارقام الاولى تشير الى معدل حضور جماهيري يصل لـ(25) الف متفرج في ثلاث مباريات، ما يعني ان الريع المنتظر يقارب الـ(40) الف دينار، لتصل نسبة الرمثا الى (20) الف دينار تقريباً، ومن هنا يتضح ان صندوق النادي سيفقد مبلغ يصل لـ(25) الف دينار كان من المنتظر ان تدخل قائمته المالية بشكل طبيعي، الامر الذي يؤكد ان الرمثا خسر الكثير الكثير جراء الشغب الذي رافق مباراته امام الفيصلي.
خسائر الرمثا واضحة، وبعيداً عن الجانب المالي «الهام»، فان الاثار ستطال مردود الفريق فنياً، واقامة ثلاث مباريات بدون جمهور امر ليس بالسهل على «غزلان الشمال» والذي طالما راهن لاعبوه على اسعاد الجماهير ورسم البسمة على وجوههم كلما ملأوا المدرجات، الامر الذي يضفي جانباً معنوياً سلبياً على الاداء في ظل «المدرجات المهجورة».
في المجمل العام، اسألة كثيرة اجزم ان لا اجابة لها .. ما الذي اضافته جماهير الرمثا لفريقها بعد ان فعلت ما فعلت امام الفيصلي؟، وهل كان بـ»الشغب» طريقاً فعالاً لابقاء الفريق في كأس الاردن؟، واذا عبرت الجماهير عن غضبها بتكسير وتحطيم وشتم، فمن سيعوض صندوق الرمثا «الخاوي» عن الخسائر المنتظرة؟، ولماذا لم تنأى الجماهير بنفسها عن الزج بفريقها في النفق الضيق قياساً بما ينتظره من خسائر؟ .. فهي لم تفلح في تأهيله الى ربع نهائي الكأس، ولن تفلح ايضاً في شد ازره في قادم المباريات بالدوري!
ندرك حجم الحنقة والغضب التي تعيشها الجماهير عندما تشعر بالظلم الواقع على فريقها -حتى ان لم يحدث-، ولنتعايش مع المشهد علينا ان نتخيل المنتخب الوطني يتعرض لاخطاء تحكيمية تنال من مساعيه للتأهل الى بطولة ما، ونعرف بان ردة الفعل ستكون «عاطفية ولا ارادية»، لكننا نعلم ايضاً ان اي تصرف غير محسوب سيكلف المنتخب كثيراً ويخرجه من الحسابات تماماً ويدخله في دوامة العقوبات ليقع تحت سخط «التعليمات الصارمة»، لذا نحاول ان نبقى دائماً ملتزمين وتحت مظلة القوانين، ولسمو الامير علي بن الحسين مثالاً يحتذى عندما يجلس على المنصة الرسمية ويشاهد المنتخب الذي «تبناه» ويرأس اتحاده، لكنه يقابل القرارات التحكيمية سواء للمنتخب او عليه بثبات دون ان يظهر انفعالاته وعاطفته.
جماهير الرمثا مثالاً للانتماء والتضحية والوفاء، وهي تتعطش دوماً لمساندة الفريق سعياً لاعادته «قسراً» لمنصات التتويج، وبكل امانة نقدر انفعالات الجماهير وغضبها على اداء الفريق وبعض القرارات، لكن وبكل صدق نقول ان الخاسر الاكبر سيبقى الرمثا اذا كررت جماهيره مشهد الشغب، والقرار القادم من الاتحاد سيكون اكبر واكثر تأثيراً، والتعليمات تشير الى عقوبات كارثية تصل لامكانية «تهبيط» الفريق اذا خرجت الجماهير عن النص مجدداً، ومن هنا يبرز دور رابطة المشجعين للتركيز على الجانب التوعوي وضبط ايقاع الجماهير، كما يظهر اهمية الشعور بالمسؤولية تجاه الفريق الذي نحب، فالمحبة تعني الالتزام والتضحية .. والتضحية تعني ضبط النفس وتقديم العون لمن نحب حتى لو كان على حساب العاطفة والرغبة، واذا كانت مسألة افتعال الشغب ومحاولة التخريب والتكسير نابعة عن العاطفة، فان محبة الرمثا اكبر بكثير من محاولة الاعتداء على الغير والاساءة للرمثا بشكل غير مباشر وتكبيده كل هذه الخسائر!
رسالتنا الى جماهير الرمثا الحبيبة انتهت، وتبقى رسالة هامة نضعها على طاولة اتحاد كرة القدم، وهي تتضمن -الرسالة- اعادة النظر بالتعليمات التي «تُجرم» جمهور على حساب اخر، ويجب ان يضع الاتحاد في حسبانه ان بعض الهتافات والعبرات التي لا يعتبرها «شتماً» ويسمح بها قانونياً قد تؤدي بشكل رئيسي وفعال لاثارة حفيظة جماهير الفريق المنافس، ومن هنا يتوجب على الاتحاد ان يتوقف بحزم مع كل من تسول له نفسه العبث باسس وتعليمات وشعار الروح الرياضية النظيفة في الملاعب الاردنية .. و»الحُلم الوردي» للجميع هو ان لا تتكرر هذه المشاهد «النادرة بطبيعتها» في الملاعب الاردنية.
رد مع اقتباس
المفضلات