شهدت العديد من المدن والبلدات السورية مظاهرات بعد صلاة الجمعة طالبت بالحرية وإسقاط النظام وفك الحصار عن مدينة درعا. وقتل خلال تلك المظاهرات 30 شخصا، 15 منهم في مدينة حمص وستة في حماة، وفق نشطاء لحقوق الإنسان.
ففي حمص وسط البلاد خرجت مظاهرات عدة للمطالبة برحيل النظام وللتضامن مع درعا.
وواجهت أجهزة الأمن تلك المظاهرات بوحشية كما قال شهود عيان للجزيرة ولوكالات أنباء عديدة، وهو ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح عدد آخر في مظاهرات بأحياء عديدة من المدينة.
وردد آلاف في مدينة حمص "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارفعوا الحصار عن درعا"، و"زنقة زنقة دار دار.. بدنا انشيلك يا بشار".
وأفاد شهود عيان بأن السلطات قطعت الكهرباء عن أحياء بالمدينة وخاصة حي باب السباع الذي قتل فيه خمسة متظاهرين على الأقل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي -في اتصال هاتفي من مدينة حمص- أن المدينة شبه محاصرة، وأن "عدة دبابات دخلتها وتمركزت في عدة أماكن فيها".
كما أشار الناشط -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- إلى "وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الأحياء التي تقع على أطراف المدينة"، مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق)، والستين في حي عشيرة (شرق).
وقال الناشط الحقوقي نجاتي طيارة إن "قوات الأمن قامت بعملية تمشيط الليلة الماضية واعتقلت العشرات في عدة أحياء" بحمص.
وفي دير الزور شرقي البلاد، نقلت وكالة رويترز عن زعيم عشائري أن أربعة متظاهرين قتلوا برصاص الشرطة السورية أثناء مظاهرة حاشدة شهدتها المدينة بعد صلاة الجمعة.
متظاهرون تجمعوا في الميدان الرئيسي بمدينة جاسم التابعة لمحافظة درعا (رويترز)
مظاهرات دمشق
وفي العاصمة دمشق خرجت مظاهرات من أمام جامع الحسن في حي الميدان وسط العاصمة وفي حي القدم، كما خرجت مظاهرتان أخريان للمطالبة بالتغيير في كل من حيي برزة والصالحية.
كما أكد ناشطون حقوقيون أن الشرطة السرية اعتقلت رياض سيف أحد أبرز وجوه المعارضة خلال مظاهرة بوسط العاصمة.
وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في بلدة التل شمال دمشق أمام الجامع الكبير وقد فرقتهم قوات الأمن، كما خرجت مظاهرات في بلدة قطنا تنادي بالحرية، بينما خرجت مظاهرات في بلدات داريا والمعضمية تطالب بفك الحصار عن درعا.
وفي محافظة الحسكة شرق البلاد، خرج المئات في القامشلي رافعين شعارات تضامن مع المدينة المحاصرة وأخرى ضد النظام.
وبينما تظاهر الآلاف في مدينة بانياس الساحلية، خرجت مجموعة من السيدات إلى شوارع مدينة جبلة -وهي مدينة ساحلية أخرى- رغم سماع دوي الرصاص.
كما قال نشطاء إن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف متظاهر احتشدوا في محافظة إدلب استجابة لدعوة وجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت "لجمعة التحدي" اليوم.
كما تدفق آلاف من سكان بلدات في جنوب سوريا على بلدة طفس قرب مدينة درعا المحاصرة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بعدما أخفقوا في الوصول إلى درعا التي تحيط بها الدبابات وتخضع لحصار كامل منذ أيام.
وقد تظاهر مئات في بلدة الحارة بمحافظة درعا، ورددوا شعارات ضد الرئيس بشار وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
متظاهرون يسيرون في شوارع حمص
الجمعة أكدوا على سلمية مظاهراتهم (رويترز)
روايتان
وفي موضوع ذي صلة، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن ضابطا وأربعة عناصر من الشرطة قتلوا الجمعة في حمص على أيدي مجموعة مسلحة.
لكن شاهد عيان هو عبد الله الحمصي قال في تصريح للجزيرة عبر الهاتف من حمص إن تلك الرواية غير صحيحة. وأضاف أنه شاهد عناصر بلباس مدني -كانوا إلى جانب عناصر أمنية بلباس رسمي- وهم يطلقون النار على الجنود.
وكانت قوات الأمن السورية قد استبقت "جمعة التحدي" التي انطلقت الدعوة إليها أمس للتظاهر في كافة مدن البلاد، وكثفت انتشارها الأمني في معظم تلك المدن.
وفي هذه الأثناء، يتواصل حصار مدينة درعا التي أمرت السلطات الأسبوع الماضي بدخول الجيش إليها. وقالت السلطات أمس الخميس إن الجيش بدأ انسحابه من هناك، إلا أن سكانا أكدوا أن المدينة ما زالت تحت الحصار.
ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن الجيش وقوات الأمن ومسلحين موالين للأسد قتلوا 560 مدنيا على الأقل في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي تفجرت قبل سبعة أسابيع، وقالوا إن الآلاف اعتقلوا وتعرضوا للضرب، بينهم شيوخ ونساء وأطفال.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات