لنعترف قبل كل شيء أننا فضوليون، وبشكل غير مبرر في كثير من الأحيان، وفيما يلي سأعرض نماذج من فضولنا التي يجب أن نتوقف عندها، فالمنطق يقول ان اهتمامنا بأمورنا أهم من الاهتمام بأمور الآخرين، فليس كل تدخل بشؤون الآخرين محمود، وللفضول نتائج سلبية واضحة تحتم علينا الابتعاد عنه وتركه.
فعلى سبيل المثال، وعندما نقود سياراتنا كل إلى وجهته، قد نصادف حادثا على الطريق، فيتوقف أكثر مستخدمي الطريق للفرجة، ولا يعملون شيئا سوى التأمل بمصائب الآخرين، ويصطفون في مكان خاطئ ففضولهم اكبر من استعدادهم للاصطفاف بشكل صحيح، مهيئين الفرصة لحصول حادث آخر ليتفرج عليه من هو من شاكلته، وبعد انتهاء الفرجة ينطلق كالصاروخ على الطريق فلا هو الذي ساعد ولا هو الذي اعتبر من الحادث الذي رآه أمامه، فما ضرورة الوقوف إذاً.
وقفة أخرى من وقفات الفضول التي يجب أن تزول هي التوقف للاستمتاع بمشاهدة المشاجرات، دون التدخل لفض الشجار، وكأنه يشاهد فيلم اكشن (إثارة) على قناة اكشن واقع، فالمؤمن مفتاح للخير مغلاق للشر وليس متفرجا على الشر، فلا تفرح بمصيبة أخيك فيعافيه الله ويبتليك.
وقفة أخرى من وقفات الفضول التي يجب أن تزول، هي في فضول الكلام والذي تحفل به مجالسنا، حيث ندافع عن كل قضايا الكون، وننسى قضايانا التي يجب أن نهتم بها ونناقشها، فلو اهتم كل واحد منا بما يعنيه لشغله ذلك عما لا يعنيه ولكننا فعلنا العكس فالذي لا يعنينا هو موضع اهتمامنا ومحور معظم أحاديثنا، سئل رجل، لماذا لم نسمعك تذكر أحدا بسوء،فقال، أنا عن نفسي لست راضيا، فكيف اذكر الآخرين بسوء.
اهتم لأمرك فذاك أفضل بكثير من الاهتمام بما لا يفيدك، تعلم، اعمل، اجتهد، وتذكر انك ستُسأل عن عمرك فيما أفنيته، فقم من الآن بإعداد جواب للسؤال.
غالب توهان الجبور
نقل من جريدة الراي الاردنيه
المفضلات